في صباح يوم العيد، استيقظت على رائحة سمن بلدي تفوح من الفرن المجاور، كأنها تناديني: "تعال.. اشترِ كعك العيد الحُرّ!" لم أستطع المقاومة، فخرجت مسرعًا إلى المحل المشهور (أو هكذا زعموا!). الخديعة الكبرى! وقف البائع بابتسامة تلمع أكثر من السمن نفسه، وهو يردد: "الكعك طازج، يا باشا! معمول من يومين بس!" لكن عينيه كانتا تتلفتان يمينًا ويسارًا كأنه يخبئ جريمة. اشتريت ثلاثة كيلو – كان آخر ما تبقى في محفظتي من "مخصصات العيد" – وعدت إلى البيت فرحًا كطفل وجد كنزًا. لكن.. الكارثة بدأت عند أول قضمة! الكعك صلب كالحجر.. لو رميته على الأرض لانشطر إلى نصفين! طعمه يشبه "الخبز الفرعوني".. ربما كان صالحًا منذ عهد الملك توت عنخ آمون! حتى الشاي تعاطف معي وغاص في الكوب هربًا من الطعم! المفاجأة الأكثر غرابة! بينما كنت أفحص الكيس بغضب، وجدت قطعة واحدة لامعة، مختلفة عن البقية! قضمتُها بحذر.. فإذا بها طازجة فعلاً! سمنة حقيقية، طعم كأنه نزل من الجنة! اتصلت بصديقي المُحامي (على أمل رفع قضية نصب)، فقال لي ضاحكًا
دي خطة البائعين يا عبقري! يخلطون القديم بالجديد عشان ما تفهم حاجة!
الدرس المستفاد-رائحة السمن خداعة.. مثل إعلانات "الخصومات الكبرى"!
الكعك القديم ممكن يستخدم كسلاح دفاع عن النفس!
في العيد القادم.. هاشتري من الفرن اللي قدام بيتنا، حتى لو كان سعره ضعفين!
وبعدين.. العيد ما بيكملش من غير كعك.. حتى لو كان من عهد الفراعنة!
الكعك دفعت لحارس العمار عيدية وفات، القروش ضاعت، لكن الضحكة فضلت.. العيد الحقيقي هو اللي يخلينا نضحك على نفسنا!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة