أقولها لها -2

أقولها لها -2


02-07-2025, 10:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1738963584&rn=0


Post: #1
Title: أقولها لها -2
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 02-07-2025, 10:26 PM

09:26 PM February, 07 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





إنها ليست مجرد علاقة، بل زمن ممتد من الحنين، وجدران من الشوق لم تهدمها السنوات. أربعة أعوام مرت، وكل منا يعيش في عالم مختلف، في مدينة بعيدة، بين وجوه غريبة، وأيام تتكرر برتابة، لكنها لا تمحو ملامحنا من ذاكرة الآخر.

نحاول أن ننهي الحكاية، أن نطفئ جذوة هذا العشق، لكننا كلما ابتعدنا، عدنا أقرب. كأن المسافات تكتب علينا أن نكون قرباء في الغياب، وأن نعيش تفاصيل بعضنا في أحلام اليقظة أكثر مما عشناها في الواقع.

أكتبها في قصائدي كما لو كانت حرفًا خالدًا في دفتري، وأرسم ملامحها كأنني أنحتها في الذاكرة، تفاصيلها لم تبهت رغم أنني لم أرها منذ زمن. ما زلتُ أرى انعكاس عينيها في ضوء القمر، وأسمع صوتها في صمت الليل الطويل، وأشعر بدفء أنفاسها رغم برودة المسافة بيننا.

هي ليست قصة حب عابرة، وليست ذكرى نستطيع تجاوزها بسهولة، بل هي شجرة عتيقة، جذورها ممتدة في روحي، أغصانها تمتد إلى أيامي القادمة، وثمرتها حنين لا ينتهي.

أقولها لها

يا طيفُ هل تسألني عنها؟
أما زلتَ تحفظُ وجهَها؟
أما زلتَ ترسمُ بالضياءِ
على جدارِ القلبِ ظلَّها؟

هي لم تَغِبْ،
لكنَّ دربَ البعدِ قد أغراها،
هي لم تَمُتْ،
لكنَّ هذا العمرَ قد أنساها،
ووقفتُ وحدي،
أجمعُ الأحلامَ من أشلائها...

أكتبُ إليها،
فالكلامُ وسادتي،
وأخيطُ وجْهَ الليلِ
من خُطواتِها المنسيَّةِ...

إن جئتِ يومًا،
فاسألي قلبي:
أما زلتَ تعشقُها؟
أما زلتَ تحفظُ وجهَها؟
أما زلتَ ترسمُ بالحنينِ
على جدارِ العمرِ ظلَّها؟