محمد النور كبر .. ذاك الفتي الذي كان لا يقرا الشعر الا واقفا

05:20 AM January, 19 2025

سودانيز اون لاين
محمد حيدر المشرف-دولة قطر
مكتبتى
رابط مختصر

حدثني تاج السر جعفر, وكنا نتحدث عن محمد النور كبر, قال لي ان أول لقاء بينهما كان بجامعة الخرطوم في واحد من منتدياتها الادبية. وكان هناك ذلك الفتى الصامت الذي يرامق الجميع بنظراته الثاقبة المتأملة حتى طلبوا منه ان يقرأ بعض القصائد. لا اذكر اذا ما كانت القصائد تخصه أم هي لغيره ولكن الفتي لما استجاب نهض واقفا وقال: لا يُقرأ الشعر الا وقوفا!!

محمد النور كبر كان ذلك الفتى الذي لا يقرأ الشعر الا واقفا. وهكذا هو محمد النور كبر الذي عرفناه هنا بسودانييزاونلاين واقفا عند كل معنى و .. (مستشف من كل شيء جمالا)..

طوال معرفتي بمحمد في هذا المجال, ورغم خلافاتنا العابرة بصورة متواترة هنا وهناك, الا أنه كان رجلا نبيلا جدا في الخلاف, وصاحب رؤى خلاقة وموقف فكري ومعرفي ومنهجي من القضايا, ويتمتع محمد بقدرة على الاستقراء السليم للافكار التي يختلف معها, وهذه سمة الكبار والراسخين في دنيا الفكر والثقافة والسياسة. وهو بذلك يختلف مع الآخر بمعرفة تامة بموقف الآخر كما هو. لم يكن ابدا من الذين يلوون اعناق الرأى الآخر ويدلسون عليه كي يستطيعون هزيمته بصورة تفتقر للنزاهة. نعم .. كان محمد النور كبر رجلا صاحب نزاهة ذاتية متجاوزة. ولم يكن ابدا عاجزا عن المنافحة برأيه (بالدرب العديل) لا بالالتواء والالتفاف واللغة الماكرة كما هو سائد.

فقدنا رجلا سنفقده اذا جد جدنا .. فقدنا احد أعمدة هذا المنبر .. وفقدنا صديقا عزيزا وأخا كريما وقلما جميلا و مفكرا من الطراز الرفيع.

وداعا يا صديقي...

فقدته علي المستوي الشخصي فقدا جلل- ربنا يتولاه بالرحمة والمغفرة- فقد كان نبلا يمشي برجلين

فقد كبير