في مديح الكُتب المُمِلة: مغامرات القراءة وكسر الحواجز

08:41 PM January, 10 2025

سودانيز اون لاين
حيدر حسن ميرغني-Colombo -Srilanka
مكتبتى
رابط مختصر

عند الحديث عن المتعة / اللذة ، تعجبني دائما جوهر فلسفة الفيلسوف الإغريقي أبيقور التي تقوم على مفهوم "الغاية من الحياة هو اللذة/ المتعة".
أبيقور العظيم وضع المتعة " العقلية والفكرية" على قمة سُلم فلسفته ، الفلسفة "الابيقورية".
قراءة الكُتب عموماً من أعظم الأشياء الباعثة للمتعة ، لكن ليس كل كتاب بالضرورة جالب للمتعة المطلقة.
على مستوى العمل الإبداعي ، هناك روايات مُملة لا يجد فيها القارئ القليل من اللذة والإثارة أو المتعة في القراءة.

بحكم حبي ودراستي للأدب ، أميل أكثر لقراءة الروايات والسير الذاتية دون غيرها من الكتب.
قراءة الروايات بشكل راتب لها طقوس سحرية عند كثير من الناس تماما مثل طقوس الاستمتاع بمذاق فنجان قهوة الصباح.
يكفي أن تمنحك رواية لأحد كتابك المفضلين تصورا عن كثير من الأحداث والامور المتسارعة حولنا بما لا يمنحك لها خبير سياسي إستراتيجي ، طالما كان دافع القراءة غواية المعرفة

الملل الذي ينتاب القارئ حين يطالع عمل ابداعي خالِ من الإثارة والمتعة له أسباباً عديدة:
مثل أغراق الرواية بالأوصاف الطويلة لأشياء لا تهم أو لا تتعلق بشخصيات الرواية، تضمين شخصيات غير محبوبة. حبكة ضعيفة تفتقد للتشويق
القارئ الجيد إذا لم تجذبه الرواية ، خاصة في الصفحات القليلة الأولى، يمكن أن يرمي بالكتاب.
بشكل عام، القصة الجذابة وتطور الشخصية عاملان أساسيان يجعلان الكتاب ممتعاً للقراءة.

سبق أن كتبت في حسابي في الفيس بوك عن جودة لاعمال الابداعية
عدم الجودة المقصود هو ما قد يقود أيضاً للملل
" اشعر بسعادة كبيرة كلما أطالع إعلان - أو بوست لدور نشر في بلدنا عن طبع أعمال إبداعية جديدة لمبدعين ومبدعات من جيل الشباب ، لكن ينتابني نوع من التوجس تجاه جودة هذه الأعمال خاصة ،
ربما يدفع بها أصحابها لدور النشر بدافع الحماس دون أن يتم تقييمها من قبل من هم اقدر على تقييم اي مصنف إبداعي ، والأدهى من ذلك تواجد هذه الأعمال في معارض الكتاب بل وتواجد مؤلفيها للتوقيع عليها .
اذكر تماما كل ما كُتب حين نشر الروائي المصري علاء الاسواني روايته الاولى "عمارة يعقوبيان " عبر دار ميريت للنشر وكيف انها لم تحظى بالشهرة المدوية التي حظيت بها لاحقا ،
ولما اعيد طباعتها من خلال مكتبة مدبولي الشهيرة التي صارت أحد معالم القاهرة الحضارية ، لقيت رواجا مذهلا لم تحظى به رواية لمبدع ينشر عمله الروائي الاول.
درج الشيخ مدبولي يرحمه الله على استشارة أحد مستشاريه الذين يستعين بهم قبل طبع أي عمل ابداعي ، ولما لاقت رواية الاسواني هذا الرواج ، أخبره مستشاره بأن يطبع طبعة ثانية من الرواية ، لم يتوانى في التعاقد مع المؤلف ،
ولخبرته الممتدة لسنوات طويلة في عالم الطبع والنشر ، طبع منها ٥ ألف نسخة ، وكانت مغامرة كبيرة منه ، صدق حدسه وحققت الرواية اعلى المبيعات في فترة وجيزة
دور النشر والطباعة أكثر من مجرد مكان يجمع وينشر الكتب ، بل حاضنة فكرية جامعة لخير جليس في الزمان ".