رفض الحكومة السودانية للمبادرة التركية قد يرتبط بعدة عوامل سياسية، أمنية، واقتصادية تعكس تعقيد المشهد السوداني والمصالح المتشابكة داخليًا وخارجيًا. يمكن تحليل الأمر من عدة زوايا: غموض نوايا تركيا وتأثيراتها الإقليمية النفوذ التركي المتزايد في المنطقة تركيا سعت في السنوات الأخيرة إلى تعزيز وجودها في إفريقيا، خاصة عبر تقديم مبادرات سياسية واقتصادية، مثل مشاريع تنموية أو دعم سياسي لحكومات معينة. هذا قد يُفسَّر في السودان كجزء من طموح تركي أوسع لتوسيع نفوذها، وهو ما قد يثير قلق بعض الأطراف الداخلية والخارجية. الصراعات الإقليمية السودان جزء من شبكة تحالفات معقدة تشمل دولاً عربية مثل السعودية ومصر، التي قد ترى في المبادرة التركية منافسة لنفوذها، وبالتالي تضغط على الحكومة السودانية لتجنب التعامل مع أنقرة.
تأثير الأوضاع الداخلية السودانية التوازنات بين المكونات السياسية والعسكرية: الحكومة السودانية قد تخشى أن تقوّي المبادرة التركية طرفًا معينًا داخل المشهد السياسي أو العسكري، مما يخلّ بالتوازن الهش.
الانقسامات الداخلية: رفض المبادرة قد يكون ناتجًا عن غياب توافق داخلي بين القوى السياسية والعسكرية حول التعامل مع تركيا، ما يعكس حالة الانقسام العام في السودان.
تخوفات اقتصادية وسيادية المخاوف من الهيمنة الاقتصادية: المبادرات التركية غالبًا ما تتضمن تقديم استثمارات كبيرة، لكنها قد تُفسَّر كأدوات لتحقيق مصالح تركية طويلة الأمد، مثل السيطرة على موارد استراتيجية أو موانئ سودانية (كما حدث في جزيرة سواكن سابقًا).
حساسية السيادة السودان يمر بمرحلة انتقالية حساسة، والمجتمع المحلي قد ينظر إلى أي تدخل أجنبي كتهديد للسيادة الوطنية.
ارتباط تركيا بجماعات أيديولوجية العلاقة مع الإسلاميين تركيا تحت قيادة حزب العدالة والتنمية تُعتبر داعمًا لبعض الحركات الإسلامية في المنطقة. في السودان، قد يُنظر إلى أي تعاون مع تركيا كمحاولة لتعزيز الإسلاميين، مما يثير رفض القوى المناهضة لهم. الضغط الدولي موقف الغرب السودان يخضع لتوازن حساس في علاقاته مع القوى الغربية، التي قد ترى في المبادرة التركية محاولة لخلق نفوذ جديد يُعقّد المساعي الدولية لتحقيق الاستقرار.
القلق من الاصطفاف مع محور معين السودان قد يخشى أن يُنظر إليه كجزء من المحور التركي-القطري إذا وافق على المبادرة، مما قد يؤدي إلى توتر مع دول المحور الآخر.
رفض الحكومة السودانية للمبادرة التركية ينبع من مخاوف استراتيجية وأمنية وسياسية داخلية وخارجية. التخوف الأساسي هو أن تكون المبادرة وسيلة لزيادة النفوذ التركي على حساب مصالح السودان السيادية وعلاقاته الإقليمية المتشابكة.
01-05-2025, 11:30 PM
السر عبدالله السر عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-10-2006
مجموع المشاركات: 2286
تحليل منطقي وواقعي ... كما نزيد أيضا وبما أن المبادرة التركية تهدف إلى التوسط بين السودان ودولة الإمارات العربية ومن ثم استئناف المفاوضات مع الجنجويد فإن السودان أيضا يرى أنه لا فائدة من الجدال مع الجنجويد لأنهم لا يلتزمون بأي اتفاق يتعهدون بتنفيذه كما فعلوا باتفاق جدة ..ولذا فإن التفاوض والجدال معهم مضيعة للوقت لانه سوف لن يؤدي إلى سلام ووقف الحرب لانه من المستحيل أن تتوقف مليشيات المغول والتتار والمرتزقة عن إيقاف الحرب لأنهم ادمنوا النهب والسرقة واحتلال منازل السكان المدنيين العزل واستعراض العضلات أمام العزل الآمنين ...وما تهديد قجة لسكان المناقل ببعيد عن الأذهان ... وكذلك استوعب السودان الدرس المشار إليه في بوست الزميل دكتور زكريا فضل ..فلا فائدة في الجدال مع الحمير والا غضبت الاسود ...
01-06-2025, 00:12 AM
Mohamed Adam Mohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5585
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
السر عبدالله
Mohamed Adam
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست