رسميا- الحزب الشيوعي يعلن موقفه من إعلان تشكيل «حكومة موازية»

07:13 PM January, 02 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

متابعة: سودان برس


قال الحزب الشيوعي السوداني إن الذكرى السنوية للاستقلال تأتي في وقت يشهد بلادنا أحد أكبر الكوارث الوطنية في تاريخها.

وأعلن الحزب الشيوعي السوداني رفضه القاطع لإنشاء الحكومة الموازية المقترحة، معتبرًا أنها تمثل بداية لتقسيم السودان وتنفيذًا لخطة إعادة ترتيب المنطقة ضمن مشروع “الفوضى الخلاقة”.

وأكد المكتب السياسي للحزب في بيان صدر في الأول من يناير أن الحرب الحالية، التي تتسبب فيها أسباب متعددة، هي نتيجة لفشل الحياة السياسية في البلاد.

واعتبر البيان أن هذه الحرب هي ذروة لقضايا متأخرة في عملية إكمال عملية الاستقلال، التي كانت تعد من أهم أولويات الحزب الشيوعي. وأدى إهمال هذه القضايا وتنازل عنها إلى جعل البلاد فريسة للاستعمار الوكالي، وتحويل السودان إلى منطقة استخراج للمواد الخام لصالح الرأسمالية الإمبريالية والدول الاستعمارية.

وأكد الحزب الشيوعي رفضه للحلول الخارجية التي تتعلق بالحرب وتؤثر سلباً على الشعب السوداني وتضيع موارده وتدمر مستقبله، وبالتالي يجب العمل على إنشاء جبهة جماهيرية واسعة لوقف الحرب ومنع محاولات تقسيم البلاد وتكسير وحدتها من خلال تشكيل حكومة بديلة وتحويل الصراع إلى صراعات عرقية وإثنية وإقليمية.

وأدان البيان وصاية على الجماهير وفرض حلول غير مناسبة وغير متناسبة لقدراتهم، مشيرا إلى أن تلك الحلول تخدم فقط مصالح الجهات التي تقف ورائها وحلفاؤهم في الداخل والخارج، بالإضافة إلى المخاطر التي قد تؤدي إلى تفتت وحدة البلاد وجعل السودان ميدانا للصراع بين الأطراف المتصارعة.

حدد المكتب السياسي أحد مهام هذه الجبهة في رفض انتهاك الحقوق والحريات الأساسية والجهود الرامية لإسكات صوت الجماهير وإخماد ثورتها العميقة كجزء من أهداف هذه الحرب.

بيان الحزب الشيوعي السوداني بشأن رفضه لتشكيل حكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع يعكس موقفًا سياسيًا واضحًا، ولكنه يثير تساؤلات حول واقعيته في ظل الظروف الحالية. لتحليل واقعية البيان، يمكن النظر في العناصر التالية:

1. رؤية التصور السياسي للوضع الراهن:
واقعية الموقف بشأن الحرب:

البيان يصف الحرب بأنها نتيجة لفشل سياسي تاريخي، وهو تحليل يعكس الواقع المعقد للصراع السوداني.
الحرب بالفعل نتاج تراكم أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية لم تُحل منذ الاستقلال، مما يجعل وصفها بـ"ذروة القضايا المتأخرة" دقيقًا.
رفض تشكيل حكومة موازية:

موقف الحزب الشيوعي يعكس خشية من تقسيم البلاد، وهي مخاوف واقعية بالنظر إلى تجارب مشابهة في المنطقة.
تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع قد يُنظر إليه كخطوة نحو التقسيم الفعلي، لكن ذلك يعتمد على مدى قوة الدعم السريع واستقلالية الحكومة المزمع تشكيلها.
2. انتقاد التدخلات الخارجية:
رفض الحلول الخارجية:
البيان يعبر عن قلق مشروع بشأن تأثير التدخلات الخارجية، التي غالبًا ما تكون مدفوعة بمصالح اقتصادية وسياسية للقوى الإقليمية والدولية.
مع ذلك، تجاهل الحاجة إلى دعم دولي في ظل ضعف الدولة السودانية الحالية قد يكون موقفًا غير عملي بالكامل.
3. استجابة للواقع الميداني:
رفض التحول إلى صراعات عرقية وإثنية:

تأكيد الحزب على مخاطر تأجيج الصراعات العرقية والإثنية يعكس فهمًا عميقًا لتاريخ السودان وما يمكن أن تؤدي إليه مثل هذه الانقسامات.
هذا الموقف واقعي في سياق الحفاظ على وحدة السودان، ولكنه يفتقر إلى آليات واضحة لمواجهة هذه التحديات على أرض الواقع.
دعوة لإنشاء جبهة جماهيرية:

إنشاء جبهة جماهيرية لوقف الحرب وتحقيق الوحدة هدف نبيل، لكنه يفتقر إلى خطة تنفيذية في ظل تشتت القوى السياسية والمجتمعية، وهيمنة الجماعات المسلحة على الساحة.
4. تحديات التطبيق:
معارضة الحكومة الموازية:

بالرغم من وجاهة التخوفات، قد يكون تشكيل حكومة موازية أمرًا يفرضه الواقع الميداني في ظل غياب سلطة مركزية قادرة على إدارة الدولة.
رفض الحزب لهذه الخطوة دون تقديم بدائل عملية قد يُنظر إليه على أنه موقف نظري غير متفاعل مع المتغيرات الميدانية.
دور الجماهير:

الاعتماد على "الجماهير" كحل رئيسي دون توفير آليات للتنظيم والتأطير يجعل هذه الدعوة أقرب إلى الطموح المثالي منها إلى الواقع.
الخلاصة:
بيان الحزب الشيوعي السوداني يقدم قراءة نقدية دقيقة للمشهد السياسي، لكنه يفتقر إلى خطة عمل واضحة تتعامل مع تعقيدات الواقع الميداني والسياسي. مواقفه من تقسيم السودان والتدخلات الخارجية تعكس مخاوف مشروعة، لكن التركيز على رفض الخطوات العملية دون تقديم بدائل واقعية قد يُضعف تأثير هذا الموقف.