ليس موتاً بل تجديد و قراءة في واقع المنبر ومستقبله بين النائحين والبنائين#

10:45 AM November, 22 2024

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

أيها الباكي على حال المنبر، لا تدع قلبك يستهلكه النواح والأسى. إن أهل المنبر يدركون تماماً أن هناك علة تعتريه، لكنها ليست قاتلة، والعلاج ليس بعيد المنال. فالشفاء يتحقق بالممارسة الواعية والطرح العقلاني، لا بالبكاء المر أو التهكم السخيف.
إن العلماء وأصحاب الفكر العميق يدركون أن الحل يكمن في العمل البنّاء لا في حفر القبور قبل أن تزهق الروح. وهل يُعقل أن يهدد صرح إعلامي عريق مثل المنبر، الذي تراكمت سنواته وأثره، بالزوال والانقراض؟
إن المسألة تتطلب رؤية ناضجة وإيماناً بأن التطوير والنقاش المستنير هما السبيل لاستعادة العافية، لا الرثاء العقيم أو جلد الذات.
يجب أن نفهم أن المنابر الحوارية ليست مجرد قنوات لنقل الأخبار أو تكرار الموضوعات؛ بل هي منصات أساسية لبناء مساحات للتفاعل والتعبير عن الأفكار.
دور الناقل، مهما بدا تقليدياً، يظل مهماً لأنه يعزز النقاش، ويتيح تداول الأحداث التي قد لا تصل إلى فئة منشغلة بظروف حياتها اليومية.
في عصر مواقع التواصل الاجتماعي، قد يبدو أن هذه المنابر فقدت شيئاً من وهجها، ولكن الدراسات المتخصصة تشير إلى أنها لا تزال تشكل أداة فعالة للتفاعل وبناء الحضور الفكري.
كثير من الأسماء التي صنعت مكانتها في النقاش العام اليوم بدأت من هذه المنصات، ما يعكس أهميتها المستمرة.

لذلك، فإن انتقاد المنابر أو التباكي على تراجع دورها ليس مهمة الأعضاء، بل هو مسؤولية إدارتها التي يجب أن تواكب تطورات الطرح الإعلامي وتستجيب لتحديات العصر.
الحوار الواعي والنقاش البناء هما السبيل الأنجع للتطور، وليس فرض الآراء أو ادعاء الأفضلية من منطلق ذاتي.

علينا أن نتحلى بفهم عميق وشامل لهذه المسألة، وأن ندرك أن كل صوت أو رأي يحمل قيمة، ومن ثم يكون السبيل لتحقيق التطور الجماعي هو تقبل التنوع والعمل المشترك.

اعترفت براك خلال السياق