Post: #1
Title: الفاشر تنزف: أين دعاة الإنسانية والقيم؟
Author: حسين بقيرا
Date: 09-30-2024, 12:41 PM
12:41 PM September, 30 2024 سودانيز اون لاين حسين بقيرا-Birmingham - UK مكتبتى رابط مختصر
الفاشر تنزف: أين دعاة الإنسانية والقيم؟
بقلم / حسين بَقَيرة الاثنين الموافق 30/09/2024
مدينة الفاشر تنزف جراء القصف المستمر بالمدفعية الثقيلة، الدانات، المسيرات، و سلاح القناصة من قبل ميليشيات الدعم السريع الإرهابية، والتي تحاصر المدينة وتستهدف المدنيين بشكل انتقامي وحشي لم يشهد التاريخ له مثيلاً.
صرّحت حكومة ولاية شمال دارفور بأنها "تدين وتشجب استمرار الميليشيا في ارتكاب انتهاكاتها ضد الإنسانية، من خلال قصف المدنيين في الأسواق والمستشفيات والأحياء السكنية، واستهداف الأعيان المدنية ومقار المنظمات الإنسانية ومخازن الأدوية باستخدام أسلحة بعيدة المدى ومدافع ثقيلة وقذائف محرمة دوليًا."
تعرضت مدينة الفاشر على مدى 145 يومًا متتالية لقصف متعمد من قبل ميليشيات الدعم السريع، واستمرت المجازر البشرية التي ترتكبها هذه الميليشيا بشكل يومي، حيث تستهدف المناطق المكتظة بالسكان والأسواق، كما حدث في سوق المواشي وسوق البصل بحي الوحدة.
خلال الأسبوع الماضي، كثفت الميليشيا هجماتها العشوائية على المدينة، ويبدو أن ذلك كان انتقامًا لهزائمها في محاور مختلفة. القصف الأخير وحده أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 100 مواطن أعزل، مما يبرز مدى وحشية هذه المليشيا الارهابية.
في ظل هذا الوضع المأساوي، يبدو أن الضمير الإنساني في العالم قد تلاشى، ولم يبقَ من الإنسانية إلا القليل. الجميع يعلم أن مصدر هذه الفظائع هو "دويلة الشر"، الإمارات، التي تحارب السودان عبر وكلائها من الجنجويد، في إطار مخطط أكبر تقوده دول كبرى طامعة في السيطرة على موارد أفريقيا، وعلى رأسها السودان.
وفقًا لتقرير سابق نشرته صحيفة نيويورك تايمز، قامت ميليشيات الدعم السريع بجلب أكثر من 200 ألف مرتزق ( عربان الشتات ) من بعض الدول، مما يؤكد أن هؤلاء القتلة، الذين يستخدمون الطائرات المسيرة المفخخة والقذائف العشوائية، لا ينتمون إلى السودان ولا يمتلكون شيئًا من أخلاقه السمحة. هؤلاء المرتزقة جُلبوا مقابل حفنة من الدراهم لتنفيذ جرائم القتل والتدمير، بما في ذلك سرقة الآثار التاريخية وبيعها عبر الإنترنت ( eBay ) بأسعار زهيدة، في محاولة لاستفزاز مشاعر الشعب السوداني والتأكيد على تدمير تاريخه وحاضره ومستقبله.
عند دخول الجنجويد إلى أي منطقة، يبدأون أولًا بتدمير مصادر الحياة الأساسية، في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى إبادة الشعب السوداني، كما يحدث الآن في مدينة الفاشر الصامدة، التي دخل حصارها شهره الخامس.
لكن، رغم كل هذه التحديات، أظهرت الفاشر وأبطالها من الرجال والنساء عزيمة وإصرارًا كبيرين، مما جعل الجنجويد في حالة من الهلع والارتباك، ودفعهم للجوء إلى القصف العشوائي والطائرات المسيرة لاستهداف المدنيين العزل. هؤلاء المرتزقة يهربون دائمًا من المواجهة المباشرة، لعدم امتلاكهم الشجاعة والقدرة على القتال الحقيقي.
فقد حققت أبطال القوة المشتركة نجاحات تاريخيّة يجب أن تُدرّس في الكليات العسكرية حول العالم، حيث تمكنوا من استدراج قادة الميليشيات الدعم السريع الارهابية والقضاء عليهم، كما حدث في الفاشر، وكذلك في محور مصفاة الجيلي، حيث قام فدائي القوة المشتركة ، يوم السبت الموافق 28/09/2024، بفتح الطريق المليء بالألغام بطريقة فدائية نادرة الحدوث لا يقوم بها إلا الشجعان، مما مهد الطريق لهزيمة الجنجويد و استخدم فيه تكتيك يعرف بمعركة "التيوتا فوق تيوتا"، مقدّمين درسًا في التضحية والوطنية والشجاعة و البسالة. فالتحية و التقدير لفرسان القوة المشتركة و رفاقهم في كل المحاور.
إن من يقصف الأبرياء من وراء الأسوار سيُهزم قريبًا، وسيلحق العار بالدعاة الزائفين للإنسانية والقيم، الذين ظلوا صامتين أمام هذه الجرائم. أما أولئك الذين يساندون ميليشيات الدعم السريع الارهابية، فسوف يندمون على ذلك ندمًا أبديًا.
الشعب السوداني لن ينسى ولن يغفر، وكل من ارتكب الجرائم بحق هذا الشعب العظيم سيتحمل العواقب.
بقلم / حسين بَقَيرة المملكة المتحدة الاثنين الموافق 30/09/2024
|
|