بكائية في رحيل الشاعر محمد المكي إبراهيم

06:38 PM September, 29 2024

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

يا من رحلت، والألم في صدورنا يتجلى
محمد المكي، شاعر الحزن، وأمير الفراق
أنت الذي أغدقت قلوبنا بالحسرة والكلمات
ورسمت بأحرفك معاني الوطن في أبهى الأشكال

في زمنٍ تتلاطم فيه أمواج الشقاء
وتسقط القيم تحت وطأة الألم والحنين
أنت، الذي أضأت دروب المأساة بنور شعرك
وجعلت من كلماتك مرآةً تعكس أوجاعنا

كم من ليلة سهرنا نغني لك بمداد الحزن
نستمع لصوتك في زوايا مدننا العطشى
فكنت لنا العزاء، وملاذًا في غربتنا
تكتب بمشاعرك وجع السودان، والحرمان

لا زلت أسمع صدى قصائدك في الشوارع المهجورة
كأنما تعانق آهات السنين، وتغزل حكايات الغياب
تعيد لنا ذكرى وطنٍ نحبه ونفقده
في كل بيتٍ، وكل زاويةٍ، تسكن فيها ذكراك

ما أتعس هذه اللحظة التي نعيشها
وأنت بيننا روحًا وشعرًا، لكن بجسدٍ غائب
في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي نتخبط فيها
فقد رحلت وأنت تحمل همومنا وآلامنا

تلك السهول التي مشيت عليها، والشوارع
تفتقد خطواتك، وابتسامتك التي أضاءت دروبنا
كيف لنا أن نواصل السير في درب الحزن
وأن نحتفظ بذكراك، نجمًا في سماء الشعر

رحلت، لكن صوتك سيبقى يملأ الفضاء
كأنك لم تغادر، بل تشهد آلامنا ومعاناتنا
سنحمل كلماتك، نجدد بها العهد
لنستمر في مسيرة الوطن، كما فعلت أنت دائمًا

يا محمد المكي، لن ننساك أبدًا
فقد زرعت في قلوبنا حب الوطن والشعر
سنبكيك في كل زاويةٍ، وفي كل قصيدةٍ
إلى أن تأتي اللحظة التي نحتفل فيها بحضورك من جديد

نم قرير العين، فقد كنت وستظل
شاعرًا يفيض بالألم، ويغسل جراحنا بكلماتك
فيا للسودان الحزين، الذي يعزف ألحانه
ويا لذكراك، التي ستبقى في كل قصيدةٍ وفي كل قلب.

له الرحمة والمغفرة بقدر اما ابدع

ورحل عنا فارس الاغنية الوطنية وشاعر الوطن والشعب، تقبله المولى قبولا حسنا

شكرا حبيبنا ابو الزهور لهذه الكتابة المتميزة
له الرحمة و المغفرة