Post: #1
Title: الى عثمان محمد صالح حلفاوى الهوية ، هولندى الهوى/ يجده بخير.
Author: shaheen shaheen
Date: 09-11-2024, 11:43 PM
11:43 PM September, 11 2024 سودانيز اون لاين shaheen shaheen-الامارات / الشارقة. مكتبتى رابط مختصر
١ عندما غادرت الطائرة مطار بورتسودان يوم الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠٢٤ ، كنت احدق باصرار من النافذة الزجاجية المستديرة على اضواء المطار والمدينة. اطبع اللحظات الاخيرة فى ذهنى لوطن ربما لن اراه مرة أخرى ، بحكم السن والمدى الزمنى المتوقع للحرب. منذ سنوات بعيدة وانا اعرف نقطة الخلل الاساسية فى تركيبة شخصيتى المعقدة ، عدم الطموح. شعرت ان كل ركاب الطائرة ✈️ كانوا فى قمة الانشراح ، انضموا اخيراً لطائفة الفرقة الناجية. وشعرت اننى الوحيد الحزين ، ليس لوطنيتى بكل تأكيد ، وإنما لعدم طموحى. هنا الشوارع نظيفة تلمع ، والتيار الكهربائى لا ينقطع ، بنايات شاهقة ، سيارات حديثة ، اشارات مرور محترمة ، هايبر ماركتات عبارة عن جنة مُصغرة .. لكن متلازمة استكهولم تُسيطر على وجدانى. خرطومى بوسخها وعفنها ، طوابير افرانها المذلة للكرامة الانسانية ، مطاعمها واكلها الملوث ، غبارها الموسمى المزعج ، ركشاتها المسببة للتلوث البيئى والسمعى والبصرى ، ومول عفراء الاضحوكة. الخرطوم كانت هى اختيارى ، وما زالت كذلك. مكتب محاماة متواضع .. ابتعاد عن السياسة .. وضع كرسى أمام باب المنزل عقب صلاة المغرب ، واكتئاب لئيم على ايقاف البث الاذاعى للـ bbc ، وبعدها :- - كفن ⚰️ من طرف السوق وشبر فى المقابر. اختيارات جديرة بشخص غير طموح مثل حضرتى ، وواحد من أبرز مُصابى المتلازمة الاستكهولمية فى عموم الشرق الاوسط. الكائنات الثديية التى تطرح مقولة ان وطنها حيث تضع قبعتها ، هى كائنات بديعة ومبدعة ، كائنات طموحة بدون أدنى شك ، تهرب من اوطانها الام عن طريق لوترى ، او سمبك ، أو ادعاء الاضطهاد امام مكاتب اللجوء بسبب السياسة أو الميول الجنسية أو العرق أو تغيير الديانة إلى المسيحية ✝️ هذا حقها ، فالوطن فى نهاية المطاف ليس سجناً لمدى الحياة ، وإذا لم يقدم لك ما تتمناه وتستحقه من مستوى مالى وخدمى فـ كبير الجمل. لن يستطيع اى مُفكر او سياسى او رجل دين ، ان يُقنع اى مواطن بان يدخل فى علاقة حب من طرف واحد .. ان تحب وطنك ، ووطنك بيطلع دينك. هناك انبياء فى كل الحقب التاريخية ، قرروا البقاء وعدم المغادرة ، هم دعاة تغيير ، دفعوا فى سبيل أحلامهم وايمانهم بشعوبهم حيواتهم ، او سنوات غالية من اعمارهم فى سجون وتخفى. لكن امثالى من المواطنين العاديين ، امثالى من محدودى الذكاء والدخل ، امثالى من خريجى نظام تعليم فاسد لم يزدنا الا غباءً وتخلفاً .. لماذا لم نفكر بالخروج من السودان 🇸🇩 لسنا قادة وزعماء كبار ، ولا نحن دعاة تغيير ولا يحزنون ، لا نحن حالمين بـ بكرة او بنشر وعى ، نحن ناس المعايش وتربية الاولاد والمشى بجوار الحيطة ، لماذا لم نفكر فى اغتراب أو هجرة قبل سنوات بعيدة ، لماذا لم نخرج اختيارياَ مثل مئات الالاف ؟ ، ولماذا حتى عند الخروج الاضطرارى ، هناك الاكثر جنوناً مِمن اختار البقاء حتى الفناء ؟. بطل (موسم الهجرة للشمال) ، لماذا اختار النهاية فى قرية صغيرة فقيرة بائسة ، ولم يسكن فى العاصمة ؟. أسئلة ولا اجابات. يا عزيزى :- - ليس فى العمر مزيد لبدايات جديدة. لكن تبقت اوقات للاسئلة. فهل تعرف نظريات الحداثة ، وما بعد الحداثة ، وفى خضم الصراع لنيل الرفاهية الفردية ، معنى أن يسير كهل مثلى على قدميه مسافة بعيدة مرة كل شهر تقريباً لكى يزور قبر اخيه؟. وهل بحثوا فى علم النفس الحديث ، عن الاثر النفسى على الميت عندما يُدفن فى مقابر تضم اهل وجيران ومعارف ، وهل يختلف عندما يُدفن فى مقابر هو فيها غريب بين غرباء ؟. من هو ابن الحـرام الذى اخترع الاوطان والحدود ، والزم "ابن بطوطة" باستخراج جواز سفر ؟. وما تعريف الطموح بشكل اكاديمى صارم ؟.
- اواصل -
|
Post: #2
Title: Re: الى عثمان محمد صالح حلفاوى الهوية ، هولند�
Author: حيدر حسن ميرغني
Date: 09-12-2024, 10:46 AM
Parent: #1
يا سلام عليك يا شاهين وسلام على سيرة الشاهق عثمان صالح المنبر إفتقد للكتابات الجميلة بغيابه
|
Post: #3
Title: Re: الى عثمان محمد صالح حلفاوى الهوية ، هولند�
Author: ترهاقا
Date: 09-12-2024, 01:45 PM
Parent: #2
نفتقد هذا القلم الاديب
|
Post: #4
Title: Re: الى عثمان محمد صالح حلفاوى الهوية ، هولند�
Author: nazar hussien
Date: 09-12-2024, 01:58 PM
Parent: #3
ستلاحقك متلازمة الحقيبة وذكريات ازيار السبيل ومحلات العماري الجيد اينما ذهبت يا شاهين المنبر دا فيه كنديين وامريكان وسويسريين واستراليين وقليل من الغرباء السودانيين انا وانت
|
Post: #5
Title: Re: الى عثمان محمد صالح حلفاوى الهوية ، هولند�
Author: shaheen shaheen
Date: 09-13-2024, 12:15 PM
Parent: #4
💐 * استاذ / حيدر حسن :- وعبرك التحايا للاستاذ عثمان ، اتمنى ان يكون بصحة وخير. * استاذ / ترهاقا :- كلنا ذلك الرجل. * استاذ / نزار حسين :- السودان حلو مر ، يجسده بيت "النابغة الذبيانى" - فإنك كـ الليل الذى هو مُدركى وان خلت ان المنتأى عنك واسعُ. ..... .... ... ... تسلموا على المداخلات ، وما تشوفوا شر. 💐
|
|