*بقلم/ حسين بَقَيرة برمنغهام* الأحد الموافق 01/09/2024*
تساءل المبعوث الأمريكي توم بيريلو: هل ستلتزم قوات الدعم السريع بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين؟ وذكر في تغريدة أن "الدعم السريع" لديه تاريخ طويل من ارتكاب الفظائع المروعة، خاصة ضد النساء والأطفال في السودان.
للإجابة على هذا التساؤل، من الواضح أن الإجابة هي: بالتأكيد لا. مليشيا الدعم السريع الإرهابية لديها تاريخ سيء من الفظائع التي أدمنت عليها. ربما هذه النصيحة قد تكون من ضمن النصائح التي قدمها المبعوث الأمريكي لوفد المليشيا في محادثات جنيف في محاولة لتجميل صورة الجنجويد السيئة، ولكن الشعب السوداني قد قرر أن لا مكان لهذه المليشيا في السودان. يجب إنهاء المعاناة التي تسببت فيها المليشيا في أسرع وقت ممكن، بعيداً عن أي تعاطف مع الإرهاب.
الأدلة والشواهد واضحة أمامنا بأن هذه المليشيا لا تلتزم بأي قرارات، ناهيك عن الالتزام بالقانون الدولي. وهناك سببين رئيسيين لذلك:
أولاً، فقدان السيطرة على الأرض كما شارت بالتفصيل في مقال سابق بعنوان ( وفد تفاوض مليشيا الدعم السريع و فقدان السيطرة علي الأرض ). فقد أصبح تعامل أفراد المليشيا كقطعان غير منضبطة، لا ينصاعون لأوامر قادتهم الذين إما اختفوا أو هلكوا. القائد الذي ينتظر الأوامر من شخص مختفٍ أو ميت لا يُتوقع منه تنفيذ أي أمر، كما أن الأوامر التي تصدر من علي ( منصة اكس X) لا تجدي نفعا مع جهالة الجنحويد و وحشية جرائمها، حيث كل قائد قطاع يعمل وفقاً لمزاجه. وهذا الأمر تجلى بوضوح خلال خلافاتهم الداخلية. واليوم، ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن قوات الدعم السريع هاجمت مركز الشهيد وداعة الله في منطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم، وأجبرت الحراس تحت تهديد السلاح على فتح مرافق مختلفة وأخذوا 400 لتر من الوقود، ومعدات اتصالات ضرورية، ومواد غذائية، كما حبسوا الحراس.
السبب الثاني هو إدمانهم على ارتكاب الفظائع ضد الأبرياء، مما يجعلهم غير قادرين على العيش بدون جرائم. كما يُقال، "من عاش على شيء مات عليه". والدليل على ذلك هو أن مجموعات من المليشيا استمرت في ارتكاب جرائمها الوحشية، حتى بعد إصدار أوامر من الهارب حميدتي. على سبيل المثال، تم قصف مدينة سنار، وقتل عدد من الأشخاص، وقُصفت مدينة الفاشر يوم الجمعة، مما أدى إلى مقتل امرأة مسنة وطفلة وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين. كما تم قتل عدد من المواطنين في مناطق حول دندر. بالإضافة إلى ذلك، عطلت مليشيا الدعم السريع وصول المساعدات الإنسانية إلى منطقة كبكابية بولاية شمال دارفور، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين الذين يعانون من الحصار المستمر في ظل صعوبة الحصول على الغذاء والدواء.
كل هذا يؤكد أن هذه المليشيا، إذا بقيت على قيد الحياة، لن تستطيع العيش بدون ارتكاب الجرائم.
على المجتمع الدولي، لو كان صادقاً مع نفسه ولديه ذرة إنسانية، أن يتحرك لوقف هذا الإرهاب المنظم ضد الشعب السوداني من قبل مليشيا الدعم السريع، المدعومة من دولة الإمارات. يعيش الشعب السوداني اليوم تحت عذاب هذا الإرهاب المحلي المدعوم من مرتزقة إقليميين من عربان الشتات. ولكن إذا لم تُهزم هذه المليشيا في مهدها، فقد تمتد وتصبح تهديداً إرهابياً إقليمياً، ثم عالمياً. لذلك، على المجتمع الدولي توخي الحذر والعمل معاً لمحاربة إرهاب مليشيا الدعم السريع الإرهابية دون أي تعاطف أو قبول للنصائح المضللة من قبل الجناح السياسي للمليشيا، المعروف بـ(تقدم).
على توم بيريلو أن يوقف البحث عن المستحيل وأن يكون واقعياً، فلا يمكن العيش في وهم التزام مليشيا الدعم السريع الإرهابية بالقانون الدولي.
*بقلم/ حسين بَقَيرة برمنغهام الأحد الموافق 01/09/2024*
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست