نناشد أهل ولاية كسلا المشاركة في تشييع جثمان الشهيد/ الأمين محمد نور المقرر له صباح اليوم الاثنين (الثاني من سبتمبر 2024) والذي سيتوج يوما سبقه من أيام فخر كسلا التي لا تنسى وهي تقدم نموذجا في السلام والاخاء وهزيمة الطغاة في عقر دارهم. والاجلال والتقدير للشعب الذي سطر في الأول من سبتمبر ملحمة تضاف إلى سجلاته في النضال السلمي والمقاومة. اعادت انتفاضة كسلا بالامس ذكريات ثورة ديسمبر المجيدة حين كان الشعب يهتف جميعه بصوت واحد "حرية سلام وعدالة" و "يا ارزقي ومغرور كل الشعب دارفور" واسترجع الكثيرون ذكرى مقتل الشهيد أحمد الخير وما اعقبها من توحيد إرادة السودانيين ضد التعذيب والقتل. كان الامس يوما لعودة الأمل في وقت الجراح، فقد أهل كسلا احد ابناءهم قتلا و بدم بارد لكنهم ربحوا بعضهم وتاكدوا أنهم اليوم قلب ولسان واحد . وهكذا هطلت بيانات الإدانة والتجريم كالمطر في لحظة واحدة من كل السودان وحوصر القتلة في دورهم وتواروا جميعهم - حتى اصحاب الحسابات المستعارة - وعجزوا عن مجاراة لسان الضمير الإنساني الحي الخارج من كل بقعة بالسودان. صبر "أهل كسلا والشرق والبني عامر والحباب" سنينا على الاقصاء و خطاب الكراهية و تقاطعات المصالح وحقب الرصاص والموت وكان جزاءهم اليوم السلام والاستقرار وقيادة مبادرات اكرام النازحين. ويجب أن يتذكر أهل كسلا دائما أن دروب نجاحهم مربوطة بتقديم مزيد من التضحيات نحو السلام مع تكلفته، والتي هي بل اشك لا تقارن مع كلفة الحرب التي نعرف ونرى. ومن حق الجماهير والواجب عليها أن تخرج لإدانة جرائم القتل والانتهاكات ولكن مع الحذر البالغ من السلطة. فالسلطة التي تحكم الشرق اليوم هشة لا بعد الحدود وقد اكتملت كل الظروف لانهيارها. وكل ما هو آيل للانهيار يتحاشاه العاقل ويبتعد عنه. والآيل للسقوط ليس لديه ما يخسره وهو على استعداد لارتكاب أي جرم. ونحن نتطلع أن ينجو شعبنا ويوفر حياته للخير والعمار "والمستقبل اللسه سنبينه بعاد". وعلى قادتنا وحكماءنا الاجتهاد للحفاظ على السلمية والابتعاد عن المواجهات المباشرة مع السلطة إلى حين سقوطها المؤكد والوشيك. رحم الله الشهيد الأمين محمد نور واسكنه فسيح جناته والهم اسرته الصبر ونسال الله أن تكون هذه آخر الدماء التي تسفك جورا وان يحل السلام بلادنا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة