المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: دولة المواطنة وثقافة دولة المواطنة مع بعض!

المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: دولة المواطنة وثقافة دولة المواطنة مع بعض!


08-12-2024, 10:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1723497835&rn=0


Post: #1
Title: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: دولة المواطنة وثقافة دولة المواطنة مع بعض!
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-12-2024, 10:23 PM

أيها الناس .. يا أهل دولة الهوية ومخيال دولة الهوية.. السلام عليكم


وعلى كل هوياتكم أي كانت:
جاييكم بموضوع جديد لو أنكم ركزتم معاه شوية أي واحد فيكم ممكن يفتح بيه دكان ناصية في أي زقاق من أرض السودان.. وفي ناس بدت بالفعل.. لأنه هو موضوع الساعة.. المفروض قسراً وفق ممليات اللحظة التاريخية (اقول بهذا اليقين) .. إنها: دولة المواطنة vs دولة الهوية!.

المشروع البديل لمشاريع التجزئة هو دولة المواطنة = دولة المستقبل في الضد من دولة الهوية القائمة والدعوات الهويوية المضادة لها!

لا نقول سودان جديد لأنه مقابله سودان قديم (هوية) وإي ضد للهوية هو حتماً من جنسها. وكذا المفاهيم المنطلقة من منصات الهامش والمركز والقول بدولة 56.. ولا نقول دولة أفريقية أو زنجية أو عربية أو إسلامية.

مثلاً السودان القديم ليس كله شر والسودان الجديد ليس بالضرورة كله خير. هناك قيم إجتماعية وإرث شعوب السودان ومناشطها الإقتصادية وحكمها وأساطيرها وأحاجيها وأحلامها وأشعارها وأغانيها.. وحضاراتها السابقة.

كل تلك المسميات (المفاهيم الناتجة عن الأزمة) إما هي هويوية مركزية أو تتضمن هويات مضادة للهوية القائمة التي لا مستقبل لها إلا عبر القمع ولا أحد من المفقترض يريد بديل من جنس قمعها للتنوع فقط مضاد لها في الإتجاه. إنها دائرة النفي الشريرة.

ولا نقول حتى بالسودانوية تعريفاً لهوية الدولة بل هذه تصح كهوية إجتماعية جامعة لكن ليس للدولة هوية فهي عقد إجتماعي (دستور) صيغة للعيش السلمي المشترك فحسب لا تتعرف أبداً بغير ذلك
وإسمها (جمهورية السودان) ويحبذ أن يضاف لها الديمقراطية. إسمها هو هويتها = عقد إجتماعي كما هي معروفة به عند أهلها ومسجلة به في قائمة الشعوب المشكلة لمنظمة الأمم المستقلة المتحدة.

دولة المواطنة هي دولة الإستيعاب لا النفي.. كل السودانات الماضوية تستطيع أن تعيش معا في سودان الحاضر وفق صيغة للعيش السلمي المشترك. والمظالم التاريخية والراهنة من قهر وقمع وعنصرية تتعالج وفق مبادئ دولة المواطنة.


دولة المستقبل هي دولة بلا هوية ولكن مجتمع متعدد الهويات. هوية الدولة هي العقد الإجتماعي الدستور = صيغة العيش السلمي المشترك فحسب.

ولا نقول دولة علمانية لأن الدولة العلمانية تستطيع أن تكون عرقية أو/و عسكرية فقط تفصل الدين عن الدولة فهي بعد دولة تنتقص معها الحقوق المتساوية للمواطنين وتتضمن قمع التنوع الإجتماعي (مثال ليبيا أيام القذافي = الجماهيرية العربية الإشتراكية العظمى).

ولا نقول دولة مدنية لأن الدولة المدنية تستطيع أن تكون دينية فقط غير عسكرية (مثال إيران). نقول حكومة مدنية نعم.. لكن الدولة لا، لأن المؤسسة العسكرية تظل جزءً من مؤسسات الدولة ولكن الحكم مدني.

ولا نقول دولة لبرالية أو نيولبرالية أو إشتراكية.. أو ماركسية (مثال الإتحاد السوفيتي السابق) لأن تلك برامج إقتصادية حزبية تصح للتنافس السياسي في دولة قائمة بالفعل لكنها ليست دستور، لا تصح أن تكون في مقام العقد الإجتماعي.. ذلك العقد الذي يقوم على قاعدتين فقط لكن حاسمتين كافيتين: القاعدة الذهبية (الحقوق والواجبات المطلقة) والقاعدة الفضية: (إدارة التنوع = نحن لا نشبهنا من المحتمل ولكن نستطيع أن نعيش معاً في سلام وفق صيغة للعيش السلمي المشترك). أي دستور يرسم على هاتين القاعدتين تمام.. إنهما القواعد الما فوق دستورية.

الدولة لا إسم لها غير كلمة واحدة: دولة المواطنة.. تلك الدولة التي تتجاوز كل المشاريع الهويوية وتصطحبها معها في ذات الأوان.

تلك عناوين للمشروع البديل مشروع المستقبل.. مطروحة للتأمل والتفكر والتطوير والتكميل.. وكل شئ داير صبر.. وحتى لو تقسمت البلاد من جديد فإن مشروع دولة المواطنة لا يسقط ابداً .. فهو الحتمية التاريخية كونه مشروع الحقوق والواجبات المتساوية للجميع وإحترام وإدارة التنوع بكل أشكاله في الحدود المغلقة لدولة المواطنة.

---
ح أشرح الفكرة التي أظنها مصيرية بلغتي الخاصة .. ووفق نتيجة بحث = دولة المواطنة vs دولة الهوية.. فما تركزو مع اللغة بل المحتوى.. أمنيتي.. وتحيات ونواصل حبة حبة

Post: #2
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-12-2024, 10:29 PM
Parent: #1

تلك مقدمة صغيرة لمشوار طويل ومحتاج صبر كتير من البعض المهتم حقاً بالحل الإستراتيجي للأزمة السودانية وقبله فهما (المشترك بيننا) وبل أزمة الأقليم والمحيط من حولنا فما نحن إلا نتاج واقعنا.

أتوقع أن هذا البوست ربما ح يكون أكثر جدلاً وصدمة من بوستات الحقيبة (لمن تابع منا تلك الحاجات هنا أو في ومواقع أخرى).. المهم ح نواصل حتة حتة.. نقول شنو أهمية مفهوم دولة المواطنة في مواجهة دولة الهوية القائمة ومخيالها الفطري شديد الرسوخ.وأن في مشروع دولة المواطنة الحل (الخلطة السحرية) للأزمة السودانية.. بهذا الطموح الكبير.. ح نشرح بروية وحبة حبة .. لذا اتوقع البوست دا زمانو ح يطول.. حتى مطلع الفجر.. فصبراً يا صحاب.

تعال معانا نفتش عن مشروع وطني جامع في الضد من مشاريع التجزئة والكراهية: دولة المواطنة المشروع الغائب:



علمانية ام مدنية ام افريقية ام عربية ام ماذا.. ماذا نسمي الدولة المشروع.. دولة المستقبل؟!.. نقاش سوداني صاخب وقوي ومتواصل: من منبر ملتقى رابطة اللسانيات السودانية.
تعال معانا نفتش عن مشروع وطني جامع في الضد من مشاريع التجزئة والحروب وخطابات الكراهية: دولة المواطنة هي المشروع الغائب!

---
تم تقديم الفيديو الى الصدارة عبر خاصية التحرير للاهمية
.. وشكرا لصبركم مع اخوكم

Post: #3
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-12-2024, 10:31 PM
Parent: #2

دردشات إستنارة: -الحلقة الاولى- نظرة في التحولات الحضارية الكبرى في تاريخ السودان القديم والوسيط والحديث وطبيعة دولة الهوية أو معاينة الأزمة من الخلف.. فيديو من قناتي الجديدة على اليوتيوب:


---
نفتح الفيديو ونواصل قراية ان امكن لانه مكمل للكتابة اي الفكرة

Post: #4
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-12-2024, 10:42 PM
Parent: #3


ملاحظة مهمة: ح أستعين بمادة قديمة متعلقة وأخرى مستحدثة لتبيان أهمية الموضوع.. مثلاً "القديمة":


نحن ما نزال نعيش في زريبة التاريخ “نعيش في خيال دولة الهوية”..
لنفكر في ميثاق لدولة المواطنة!

وهنا تصور موجز لتطور الدولة في تاريخ البشرية:

1- دولة الهوية (دولة الماضي) وهي: 1- دولة العرق الواحد 2- المذهب الديني الواحد 3- التاريخ الواحد 4- الأسرة الواحدة الحاكمة تتضمن الفرد الواحد الحاكم. ففي التاريخ (دولة الهوية) مستحيل أن يعيش عرقان في نفس المكان والزمان ويتمتعان بذات الحقوق والواجبات ولا دينان ناهيك عن تعدد ديني ولا تاريخان ولا أسرتان حاكمتان.. ذلك من أسباب خراب كرمة وخراب نبتة وخراب مروي وخراب سوبا والخرابات الأخرى في تاريخ البشرية قاطبة.. وما يزال الماضي يعيش بين ظهرانينا.

2- دولة المواطنة (دولة الحاضر): دولة الحقوق والواجبات المتساوية لجميع البشر فوق الرقعة الجغرافية بغض النظر عن العرق والدين والتاريخ والإيدلوجيا وكل الاختلافات الممكنة. وبعد هذه الدولة تميز مواطنيها ايجابا على مواطني الدول الأخرى وتكسب لهم (مادياً ومعنوياً) على حساب الآخرين من كانوا. بما ان المواطن وحدة سياسية وإقتصادية في الحيز الجغرافي المحدد. وهذه الدولة خطوة كبيرة في تطور نظم السياسة في تاريخ البشرية وهي أفضل "فورميلا" حتى الآن على ما بها من قصور.

3- دولة الإنسانية (دولة المستقبل اي الدولة المشروع) وهي دولة إلغاء الحدود والجغرافيا وجوازات السفر أي هي دولة ما بعد المواطنة: دولة الإنسانية.. دولة حقوق الإنسان الكاملة وحقوق الحيوان وحقوق الطبيعة (الطبيعة = النبات والأرض وطبقة الأوزون “مثال”).

ملاحظة: نحن ما نزال نعيش خيال دولة الهوية أي اننا متأخرون عن البشرية في عوالمها الأخرى بعدة قرون.. ولذا يكثر الحديث بيننا عن "الهوية".
ونشهد هذه الأيام تفتيشاً محموماً عن جذر يجمع الناس تحت مظلة واحدة مثل "الأفريقانية والزنوجة والكوشية والسودانوية و العروبة” وهذا طبعا خطا لان المفترض اننا منوعون شديد التنوع وعلينا فقط ان نجد فورميلا لادارة تنوعنا لا الغائه باي حجة كانت لان ببساطة هذا ارتداد في سلم الحضارة.

وما ذلك إلا من خيال دولة الهوية، دولة التاريخ دولة الماضي، الدولة المنقرضة وهي الدولة السائدة في مخيال جل شعوب أفريقيا والشرق الأوسط ليس السودان فحسب.

ولنا ان رضينا بهذا التصور أن نفكر معاً في صيغة للعيش السلمي المشترك تقوم على الوعي العلمي بالذات الجماعية وبالبيئة الطبيعية المحيطة بنا.. اي السعي إلى إنجاز الوعي بالمصلحة المشتركة والمصير المشترك والإحساس بالتحديات المشتركة وإذن الإحترام المشترك في الجغرافيا المتوافق عليها أي كانت وبغض النظر عن تنوع هويات الناس.. وعندها فقط نستطيع أن نتلمس طريقنا دستوريا وفي الوعي الشعبي في سبيل دولة المواطنة.. دعك الآن من دولة الإنسانية فهي مشوار أطول!.

وشئ مهم جداً أن النداء بإستمساكنا بدولة المواطنة هو الترياق لنا في تنوعنا في ذاتنا وللذين يقولون او عندهم حقا او في التصور (لا يهم) جذور تاريخية في السودان أو القبائل الحدودية. فدولة المواطنة تعني:
دولة الحقوق والواجبات المتساوية لجميع البشر فوق الرقعة الجغرافية بغض النظر عن العرق والدين والتاريخ والإيديولوجيا وكل الاختلافات الممكنة لمواطني البلاد المحددة ولا يشمل جيرانهم من الشعوب الأخرى مهما كانت تداخلاتهم العرقية والثقافية والتاريخية وهذا هو الحال عند كل دول الأمم المتحدة فوق كوكب الارض في هذا الزمان.. فالسودان ليس استثناء. انت مهما كان عندك عرق مشترك مع جماعة سودانية راهنة أو حتى أخوك أو أختك الشقيقة مباشرة تسكن السودان كمواطنة وفق الدستور السوداني
بما أنك أنت مواطن دولة أخرى لا يحق لك إدعاء أنك سوداني عشان في زول قريبك يسكن السودان ناهيك عن قبيلة مشتركة وتاريخ.. المواطنة حالة قانونية بحتة ويحددها الدستور لا قرابات الدم والتاريخ المشترك والممالك المشتركة في التاريخ.

بعد دراسة تداخلات الإثنيات والحضارات التاريخية مهمة للتثاقف ولسلام الشعوب وللوعي العلمي بالتاريخ وللسياحة ليس إلا. . لكن قضية المواطنة شئ آخر وحالة قانونية بحتة كما أسلفنا!.

سأشرح أفضل لقدام وبالتفصيل بعد إذنكم ومن ضمنه كيف تنشأ الدولة وكيف تكون دولة مواطنة لا دولة هوية.

---
دي مذكرة خاصة لشغلي اليومين دي "في نقد مخيال الهوية".. بس قلت اشركها البعض منكم لعلي استنير ببعض رؤاكم مقدما.. ومن ضمنه كشف العقل/الفعل العنصري ولكونه مبررا للارتداد من الطرف الاخر على وزن "مركز وهامش" ومرة ثانية عامل ارتكاس كلي!.

لنفكر معا في ميثاق لدولة المواطنة!

دا كان سنة 2017 ونشر بالمنبر دا برضو أعني طبعاً سودانيزأونلاين.. ونواصل وفق الخطة المعلنة

Post: #5
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 08-12-2024, 10:42 PM
Parent: #3

تحياتي في انتظار المشروع بالتوفيق

Post: #6
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-12-2024, 10:46 PM
Parent: #5


كل دعاوي دولة الهوية سقطت وستسقط عن تجربة بشرية.. أمامنا مشروع واحد أحد للحل "الدائم" دولة المواطنة!

1- القبيلة والجهة 2- العروبة والمذاهب الدينة 3- الأفريقانية ومركزيتها 4- الكوشية "التاريخية" 5- الآيديولوجيات... وإلخ. كلها هويات تضاد مشروع دولة المواطنة.

المشروع الوحيد الصالح (لم نجربه بعد) ولكن أمامنا تجارب العالم المتقدم علينا تكنولوجياً وعلمياً، هو مشروع: دولة المواطنة.. الدولة التي مركزيتها المواطن (الفرد) الإنسان.. الدولة التي
تسجد أمام طفلة صغيرة مصابة بنزلة برد.

دولة قاعدتها الذهبية: الحقوق والوجبات الدستورية المتساوية للجميع "مطلقاً".

وقاعدتها الفضية: نحن لا نشبهنا، لكننا نستطيع العيش معاً في سلام.. وفق صيغة للعيش السلمي المشترك تجعلنا نشعر بمصلحتنا المشتركة فوق الارض بشكل مؤكد، ونفهم تحدياتنا المشتركة ونشعر مصيرنا المشترك، عندها تكون الفرصة حتمية للإحترام المشترك بيننا.. بين مكونات المجتمع في ذاتها وبينها والدولة.. فتتعضد أكثر صيغة العيش السلمي المشترك عبر الوقت. دولة تحتفي بالتنوع المجتمعي وتحسن ادارته ولا تنفيه.

صيغة العيش السلمي المشترك تعني الدستور المشعور به.. ذلك الذي يلامس مخيال الناس لا نقاط جامدة مرصوصة على الورق.

فقط وجب الإنتباه هنا أن القاعدتين الذهبية والفضية ما فوق دستوريتين أي يُرسم على أساسهما الدستور وإذاً أي دستور
يرسم عليهما سيكون تمام اي صحيح ومناسب ولن تهم بنوده اي كانت. كون الإنسان "الفرد" سيكون مركز الدولة وقلبها.. فهو وحدة سياسية يشكل هياكل الدولة سياسياً كل مرة وأخرى وهو وحدة إقتصادية يكون محور إقتصاد الدولة يدفع ضرائب ويتلقى خدمات في كل الأحوال.

دولة العلم لا دولة الإسطورة .. الاسطورة الاحادية.. دولة إستيعاب كل الأساطير إذ للمجتمع ربما عديد الأساطير.. دولة فصل الإسطورة عن الدولة مثلما هي دولة فصل الدين وفصل العرق وفصل التاريخ
وفصل سيطرة مزاج الفرد عن الدولة. دولة بلا هوية ومجتمع متعدد الهويات.. دولة احترام كل الهويات المجتمعية المنوعة بذات القدر. وليس ممنوعا بل محببا ان تقوم احزاب ومنظمات على اساس الهويات (تنوع الثقافات واللغات والاثنيات) لكن وحتما في اطار الدستور اي صيغة العيش السلمي المشترك وفق قاعدتيها الذهبية والفضية.. فلا مشكلة.

هذه الدولة "المشروع" ليست في خواطرنا إذ نحن نعيش مخيال دولة الهوية التاريخية (ثقافتها) ونعيشها في الواقع عملياً وليس في السودان فحسب بكل في كل أرجاء أفريقيا والمشرق عموماً فقط بدرجات مختلفة. والمشاريع المضادة لدولة الهوية القائمة بدورها مشاريع هويوية
تبشر بتدوير الفشل.. ليست مشاريع دولة مواطنة فهي تفرق ولا تجمع. ولو تقسمت دولة السودان الحالية الآن إلى دولتين أو عدة دول في حالة من الحالات فإن واجب دولة المواطنة لا يسقط أبداً
فهو حتمي لمن أراد مجتمعاً متصالحاً في ذاته (غير محارب أو نافي لبعضه) ودولة متصالحة مع مجتمعها (مواطنيها).

هذا البوست لمحاولة مواصلة التفاكر (المتأني) في الحل الدائم الذي يتجاوز البرامج السياسية والآيديولوجية وبرامج التجزئة الهويوية ويتجاوز المرارات الكثيرة والكبيرة إلى أفق صناعة دولة
تستطيع إستيعاب كل بنات وأبناء الوطن مطلقا.. شئ لا بد منه مهما طال السفر وغلى الثمن.. أظن.

---
المساحة حرة لكل الاراء البناءة وليس بالضرورة سارد على جميع النقاط التي قد ترد في المستقبل.. لان الهدف تداول للراي والفكرة وللمقترحات الممكنة والمنوعة في طريق النهوض الصعب بمشروع دولة المواطنة .. ليس الا.


Post: #7
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-12-2024, 10:48 PM
Parent: #6




Quote: تحياتي في انتظار المشروع بالتوفيق


أهلا بيك زهير أبو الزهور.. أيوة ح نواصل بروية وشرح مستفيض.. حتة حتة.. وعد

Post: #8
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-12-2024, 10:51 PM
Parent: #7

مركز وهامش.. تلك تعابير/مصطلحات هويوية اكل عليها الدهر وشرب!
بوست من اغسطس 2024

لا بد من تغيير المصطلحات باخرى صالحة للمرحلة لنفهم الواقع:
دولة هوية ومخيالها هو الواقع اليومي ودولة المواطنة ومخيالها هو المشروع الغائب.

المركز هو دولة الهوية القائمة = عروبية اسلامية او سمه ما تريد فهو عرقي تاريخي.

الهامش هو: بديل دولة المركز = افريقانية كوشية او سمه ما ترى فهو عرقي تاريخي بدوره وبجدارة.

الفهم الغائب كل الوقت هو دولة المواطنة التي تستطيع ان تستوعب الجميع بلا فرز.

والكوارث العنصرية الرسمية والشعبية والجرائم كلها شان اخر وحساب في محله.. وفق القانون والوعي الانساني.

لكن الافق هو دولة المواطنة في نهاية المطاف.. ومخيال دولة المواطنة.. المشروع الغائب حتى الان عندنا كلنا من كنا!.

---وجه الاعتراض والحجة--- (ملحق تم عبر خاصية التحرير كاجابة مجملة للتساؤلات التي وردت في المداخلات حول مجمل الفكرة وتوجد روابط لنقد نظريات الهوية جميعا)

مفاهيم الهامش والمركز السودانية توصيف للحالة السودانية في تاريخها الوسيط والحديث واجتراح للحلول كنتيجة لمحصلة ذلك التوصيف لكنها ليست نظرية علمية اذ لا تستطيع ان تذهب خارج
سجنها لتفسر لنا صعود وسقوط امبراطوريات الماضي كما صعود وسقوط الاتحاد السوفيتي السابق ونظام الحكم الحالي في كوريا الشمالية وحرب لايبريا وتشابكات السلطة والمجتمع فيها وحرب رواندا ونظام الرئيس العظيم كيجامي الحالي ووجود الرئيس الكاميروني بول بيا 42 سنة لاسبابه في السلطة حتى الان ووجود موسفيني في السلطة 40 سنة لاسبابه حتى الان وحرب اثيوبيا وحرب الصومال وفوز نخبة من الاشتراتكيين هذا اليوم بالسلطة في فنزويلا وهروب 8 ملايين شخص من البلاد بسبب القمع والجوع.. وتلك امثلة لا حصرية لمجتمعات تبدو مضطربة في المقابل كيف نفسر استقرار نظم الحكم في اوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا كمثال.. ونظام الصين حتى الان ونظم الخليج العربي مثال آخر.

هل نجد في تلك المفاهيم اي تفسير لكل تلك الحالات مجملا.. لا اعتقد؟!.

من خلال مفهوم دولة الهوية vs دولة المواطنة نستطيع ان نجد تفسير لكل تلك الحالات مطلقا.. ودون ان نخل او نمس بحوهر الاقرار بالمظالم التاريخية والراهنة التي جللت دولة الهوية في السودان وفق تحليل مفاهيم الهامش والمركز ذاتها.. ولكن المعالجة مختلفة في حالة الدولة المشروع التي ننتظرها في المستقبل المنظور
اذ هي ليست دولة هويوية بديلا لدولة الهوية للقائمة بل دولة مواطنة

---
لسا قدامنا المشوار للشرح.. أعرف أن الموضوع غريب ربما على البعض.. عشان كدا ح أشرح بالتفصيل حتة حتة

Post: #9
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-13-2024, 00:22 AM
Parent: #8

لو نلاحظ أن الريف البعيد/الاقاليم في السودان (الهامش في الايدويلوجيا) ما في أحزاب سياسية تقوم على الايدولولوجيات الإشتراكية واللبرالية (البنيات المدنية) ولا الطائفية (الطرق الصوفية) وانما في الاساس العضوية تقوم على العشيرة والقبيلة (الاعراق) وهي التجليات السائدة في الريف (العمق الاصيل) للسودان الذي لم يتأثر مباشرة بالاستعمار الغربي الذي وطد المدنية في الوسط النيلي الوسيط مما جعل السمت السياسي ومخيال وتركيبة الجماعات والطبقات الاجتماعية مختلفة اختلاف نوعي من الريف (الاطراف) فالسياسي في الوسط يتجلى تلاث مرات (مدني/طائفي/عرقي) في حين الريف يتجلي مرة واحدة فقط (عرقي) وهذه في تقديري واحدة من اهم علل السلطة والادارة والتمثيل السياسي العادل في السودان المعاصر.. القصة ليست مركز وهامش عرقي/ثقافي وإنما أكثر تعقيدا من ذلك إذ تمس التركيبة الاجتماعية الواقعية... وجب في نظري التفكر في النقطة دي!.

والحل في مفهوم دولة المواطنة وفق فهمنا لها وفق هذا الفهم.

---
لسا ح اشرح تفصيليا للضرورة.. هذه المادة مجرد مقدمات او عناوين بارزة ليس الا.. كونو معي لطفا

---

Post: #10
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-13-2024, 09:51 PM
Parent: #9

تعريفات وتوضيحات:

الوطن والوطنية والمواطنة متلازمات لا تنفك عن بعضها البعض

عندي زعم في مكان الإيمان الراسخ أن أي حديث عن "الوطنية" لا يفصح عن ماهية "المواطنة" هو خداع وإستهبال آيدولوجي مفضوح.

إذ كيف جاز لك ومن أنت كي تحدثني عن "الوطنية" دون تحدثني عن حقوقي وواجباتي "المتحققة" كمواطن في إطار هذا الشيء المدعو "وطن"؟!.

الوطن بمعناه الإصطلاحي = حدود جغرافية مغلقة وشعب وسيادة.. بينما الوطنية هي فقط المتلازمة الوجدانية "الشعور الخاص" بما يسمى بالوطن .. بينما المواطنة هي التعبير العملي والنهائي لحالة كون أحدهم "مواطن" ودونها لا يستقيم ولا يمكن أن يشعر وجدانياً أو عملياً ذاك الكائن بال"وطنية"! .

المواطنة = الحقوق والواجبات المتساوية للناس المحددين "الأحرار والمتساوين قانونيآ" فوق رقعة جغرافية محددة من الكرة الأرضية.

مقتطفات بتصرف من بوست: من العام 2012 بهذا المنبر .. ودا عنوانه ورابطه:

الوطن والوطنية والمواطنة متلازمات لا تنفك عن بعضها البعض!

الوطن والوطنية والمواطنة متلازمات لا تنفك عن بعضها البعض! الوطن والوطنية والمواطنة متلازمات لا تنفك عن بعضها البعض!

Post: #11
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-13-2024, 09:52 PM
Parent: #9

دولة الهوية.. مصطلح جديد غير معهود في المجمعات الأكاديمية المختصة.. لهذا وجب الإنتباه كون إستخدام التعبير الجديد (دولة الهوية) يتطلب قدراً من الإلمام بسياقه الذي تخلق من أجله بحكم الضرورة.

إذ حيال ذلك لا يجب أن ننسى دوماً أن دولة المواطنة التي محور همنا هنا لها مقابل هو دولة الهوية وهي الدولة التي تقوم في الضد من دولة المواطنة المعنية والسابقة لها في الوجود.

فدولة الهوية هذه كتعبير (مصطلح) غير متعارف عليه كما أسلفت القول أو في الحقيقة لا يوجد أبداً في علم الإجتماع وإنما هو من إختراعي الخاص
ثم عبأت محتواه تفصيلياً شارحاً بكلما ما أمكنني من العلمية ماهية دولة الهوية في مواجهة دولة المواطنة مع تعريف جديد رأيته مواكباً لدولة المواطنة في سياق مقابلها أو الأصح ضدها.
.. وقد سرني أن أستقبل الكثير من الأنثروبولوجيين الذين أعرف
هذا المصطلح الجديد وتوصيفه للحالة بحفاوة كبيرة أو كما ظهر لي أو كما هو تقديري.. وشرع البعض في إستخدامه بالفعل بذات سياقه الذي
تخلق من أجله بحكم الضرورة.. وهذا مني لطفاً بغرض الإنتباه.

Post: #12
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-14-2024, 09:50 PM
Parent: #11

ح أحاول أعمل ضوء على تاريخ دولة الهوية في تاريخ حضارة وادي النيل.. طبعاً بما فيه جغرافيا السودان في تاريخها القديم والوسيط والحديث.. لا توجد دولة مواطنة في تاريخنا ولا ثقافتها.. وحتى تاريخ اللحظة..

عبر مقالات كتابية + فيديوهات وتسجيلات صوتية شارحة.. مع ملاحظة أنني هنا سأركز على رؤيتي الخاصة لمفهوم دولة المواطنة في مواجهة دولة الهوية القائمة عندنا كل الوقت بحكم ضرورة هذا الطرح ومبرراته المعلنة.

وذلك في سبيل تخلق رؤية ورسالة لدولة المواطنة واعية بذاتها.

Post: #13
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-14-2024, 09:56 PM
Parent: #11


نحو نظرية جديدة لإعادة قراءة حضارة وادي النيل.. النظام الحضاري والسياسي كان دوماً يقوم على الهوية ودولة الهوية!

ملاحظة استباقية: هذه هي الحلقة الاولى من هذه السلسلة المخطط لها ستأتي كإطار نظري لما يليها في المستقبل. وسأعمل فيها التركيز على القسم الجنوبي من الحضارة أو ما تعارف عليه حديثاً بإسم كوش. مع إنني في مقبل الحلقات سأسعى إلى تبيان بعض الإشكالات لهذا التوصيف "كوش" من زواياه اللغوية والتاريخية والإثنوغرافية.

وأنتهي من هذه الملاحظة بالتذكير أنني هذه المرة سأعمل على تبيان ما اسميه ب"النقلات او التحولات الحضارية الكبرى" التي حدثت في تاريخ القسم الجنوبي من الحضارة.

وهذه النظرة الجديدة وإن شئت قل النظرية الجديدة "قيد التكميل" تفترض أن الحضارة بدأت أول ما بدأت وعمرت الأرض في المسافة الجغرافية الممتدة بين كرمة جنوب مدينة حلفا القديمة في سودان اليوم مروراً بأسوان ونهاية ب"الأقصر" في مصر اليوم (تسمى: طيبة قديما).

وأما بقية الحواضر شمال وجنوب ذلك كانت موجودة ولكنها أقل صلاحية لنشوء الحضارة بسبب العوامل البيئية "المستنقعات والأرض الطينية الهشة" في كل من نبتة والبجراوية وسوبا وسنار بالنسبة لجهة الجنوب والدلتا المصرية من جهة الشمال كانت في لحظة تاريخية بدورها عبارة عن مستنقعات واسعة ثم جفت رويداً رويداً حتى أصبحت صالحة للسكنى والعمران والحضارة في لحظة مستقبلية لاحقة.

وحدثت النقلات الحضارية جغرافياً في أقساط وعبر أزمان تاريخية مختلفة بسبب تغير الظروف المناخية وتصحر البيئة وقلة المياه الكافية للإنسان والحيوان والأرض.

ويمكننا أن نرصد تحول واحد كبير ناحية الدلتا المصرية والبحر الأبيض المتوسط .. وأربعة تحولات حضارية ناحية الجنوب.

وسنركز في هذه المرة في التحولات ناحية الجنوب كونها الأكثر عدداً والأكثر إنفصالاً عن ارث بعضها البعض في الضد من التحول ناحية الشمال الذي جاء أكثر ثباتاً من حيث مركزية الحضارة في الرقعة الجغرافية ولو ليس الإثنوغرافية، بعد، تلك الخاصية هيأت الظروف لإستقرار أفضل في لحظات تاريخية مختلفة. وتداخل أكبر مع الجوار الأبيض متوسطي والأرجاء الأرامية “سوريا والعراق وبقية أرجاء الشام" والجزيرة العربية وأسيا الوسطى وأخيراً روما وأوروبا الغربية” وذلك ادى الى تنوعات منمازة في الإنساق الحضارية في نفس المكان دون نقلات جغرافية للمركزية الجغرافية كما حدث ناحية الجنوب.

مع ملاحظة مهمة أن المركز القديم في كل المراحل الحضارية كان حاضراً ولكن ظلت أهميته السياسية والإقتصادية والحضارية تتراجع بشكل مستمر. حتى أضحى رويداً رويداً مجرد مكان لتكدس الأثار وجدل المؤرخين وصراع الآيدولوجيات في العصر الحديث، بالذات أيام الإستعمار الغربي وما بعده اي حين نشوء الجغرافيات الحديثة المسماة “أوطان” وهو جدل كثيره لا ينشد بالضرورة الحقيقة التاريخية او الآركولوجية او الأنثروبولوجية المحضة وإنما جله يندمج ويندغم في حقلي الآيديولوجيا والسياسة.

التحولات الحضارية الأربعة ناحية الجنوب والتي قلنا أنها جاءت منفصمة عن بعضها البعض إن لم نقل معادية لإرثها السابق وربما هو ذلك تماما!.

وأيضاً لا ننسى أننا قلنا أن النقلة التي تمت ناحية الدلتا المصرية "واحدة" لكن حدثت تحولات نوعية أيضاً جاءت منفصمة أو معادية لما سبق وبالعداء نعني "الإلغاء"، محاولة دحض السابق الحضاري كلما أمكن.

1- التحول الحضاري الأول جاء مع تحول "كرمة" إلى مركزية حضارية.. ورمزيته إستمرت في مرحلة الإله آمون (جزً من السودان الأقدم) حوالي 4000 ق م إلى حوالي 350 ق م. وبالإله آمون لا نعني مجرد رمزية دينية مقدسة وإنما يعني ذلك شعوب عديدة وجغرافيات عديدة وطبقات حاكمة وأخرى محكومة وبالضرورة إذن صراعات إجتماعية من لحظة إلى أخرى وضمنه تحول العاصمة الحضارية من كرمة جهة الشمال إلى نبتة جهة الجنوب حوالي 150 كيلومتر من كرمة لكن دون أن يحدث عند نبتة أي تغيير شامل في النسق الحضارة ومرموزاته.

2- التحول الحضاري الثاني (مرحلة الإله أبادماك وقبلته المقدسة كانت جبل البركل).. حضارة مروي 350 ق م إلى حوالي 350 ميلادية بداية بالمؤسس "أركماني"، إذ عنده مرة ثانية تحولت العاصمة الحضارية من نبتة إلى جنوب أبعد (البجراوية) حوالي 200 كيلومتر ناحية جنوب ابعد بالنسبة لما سبق، وحالياً توجد بذات الإسم بالقرب من مدينة شندي. هذا التحول الكبير ألغى آلهة الماضي وبالضرورة ألغى أو أفنى الطبقات السابقة الحاكمة وحول اللغة الرسمية من الكوشية القديمة إلى المروية (رسمياً) وربما حدث خراب للعواصم الحضارية السابقة أكبر مما حدث في إسطورة سوبا التي سنرويها لاحقاً والتي رمزت للتحول الحضاري الثالث قبل الأخير. وبرغم ذلك الإلغاء المتعمد فإن كل تحول حضاري يحمل الكثير من الصبغات الوراثية لما سبق.

فدولة الهوية في التاريخ كانت آيديولوجيتها تتمثل في الديني والإسطورة .. فدولة الهوية قبل إختراع دولة المواطنة الغربية الحديثة كانت دوما: دولة الدين الواحد والعرق الواحد والاسرة الواحدة الحاكمة تتضمن الفرد الواحد الحاكم.. و يقولون الأسرة الخامسة والعشرين في مصر مثلاً.. لذا أي تغيير جذري في الدين هو بدوره تغيير آيدويولوجي ربما يعني تغيير بالضرورة لكل
النظام السياسي والإجتماعي والطبقي ويتضمن تطهير مادي ورمزي للجماعات والأعراق التي سبقت.. كما في إسطورة خراب سوبا عاصمة مملكة علوة المسيحية. وتستطيع أن تقول أيضاً خراب كرمة و خراب نبتة.. والبجراوية قبلها وبيدها.

وجاء في الأثر أن الملك الأول المؤسس "أركماني" قتل جميع كهنة آمون لحظة التحول إلى الإله "أبادامك" على سبيل المثال لا الحصر.

3- التحول الثالث: من أبادماك إلى يسوع المسيح حوالي 450 م إلى حوالي 1500 م هذا التحول الكبير ألغى بدوره آلهة الماضي وحول وجهة العبادة من البركل إلى أورشليم القدس. وبالضرورة ألغى أو أفنى الطبقات السابقة الحاكمة وربما حدث خراب للعواصم الحضارية السابقة وحول اللغة الرسمية من المروية إلى اليونانية (لغة الكتاب المقدس). وتحولت العاصمة مرة ثالثة من مروي في الشمال إلى جنوب آخر (سوبا/مملكة علوة) شرق العاصمة السودانية "الخرطوم" حاليا. ولا ننسى ان هناك مملكة اخرى شمال علوة بدورها مهمة (المقرة) ولكن النقلة التي تمت الى الجنوب بصعود علوة هي الفريدة في زمانها. كما ان علوة كانت الاكبر مساحة والاغنى ماديا وعاشت اكثر في حساب الزمن .. على اي حال لقد تم الغاء البجراوية/مروي وارثها على الاقل في العقيدة واللغة والطبقات الحاكمة. وهذا ما كانت تفعل كل دول الهويات في التاريخ (صيغة العرق الواحد والدين الواحد والتاريخ الواحد والأسرة الواحدة الحاكمة) تلك هي الصيغة الوحيدة في تاريخ البشرية فيما قبل دولة المواطنة الغربية الحديثة.

ففي التاريخ من المستحيل أن يعيش عرقان في نفس المكان والزمان ويتمتعان بذات الحقوق والواجبات ولا دينان ناهيك عن تعدد ديني ولا تاريخان ولا أسرتان حاكمتان.. ذلك من أسباب خراب سوبا والخرابات الأخرى في تاريخ البشرية قاطبة.

4- التحول الحضاري الرابع والأخير هو "سنار" حوالي 1503- إلى الآن “هذه الأيام التي نعيشها”. هذا التحول الكبير ألغى بدوره آلهة الماضي وحول وجهة العبادة من أورشليم القدس إلى مكة.. وتحولت اللغة الرسمية من النوبية القديمة و اليونانية والقبطية إلى العربية وتحولت العاصمة مرة رابعة من سوبا في الشمال إلى جنوب آخر أبعد (سنار) حوالي 300 كيلومتر جنوب سوبا.

وبالضرورة هذا التحول الحضاري الكبير ألغى أو أفنى الطبقات السابقة الحاكمة .. ولدينا تصور أنها جماعات من الشعب الأخير الذي كانت تتشكل منه الطبقات العليا الحاكمة السياسية والدينية والمقدسة وكانت جماعة أو شعب "العنج" في أغلب التصورات.

شرح مكرر للأهمية: في التاريخ من المستحيل أن يعيش عرقان في نفس المكان والزمان ويتمتعان بذات الحقوق والواجبات ولا دينان ناهيك عن تعدد ديني ولا تاريخان ولا أسرتان حاكمتان.. ذلك من أسباب خراب سوبا والخرابات الأخرى في تاريخ البشرية قاطبة (مكرر للضرورة!).

ولكن كما أسلفنا حدثت وتحدث تحولات سياسية كبرى داخل النسق السناري نفسه دون أن تلغيه كاملاً بل عاشت فيه وبه. وسنجد أن لكل تغيير سياسي كبير إضافته المميزة سلباً أو إيجابا على مجمل النسق (راجع لطفاً إن شئت التعرف على هذه النقطة تفصيلياً سلسلة رسالة إلى السلفيين الجدد).

التحول الحضاري السناري هو الأخير وما نزال نعيشه حتى هذه اللحظة وفق هذا التصور.. إذ معظم عناصر ذلك التحول ما تزال قائمة في أرض الواقع من حيث الجوهر، ولو أنه يتزلزل أمام التحولات الديمغرافية الجديدة والآيديولوجيات الجديدة والوعي الجديد بدولة المواطنة والإعلانات العالمية لحقوق الإنسان وأخيراً موجة العولمة.

ودولة المواطنة سيكون فيها التحول الجديد ونهاية النسق السناري. بحيث ستكون سنار آخر حضارة هويوية في تاريخ الرقعة الجغرافية المسماة السودان وتتحول إلى الدولة العصرية دولة المواطنة.. ويظل التاريخ يدور ويدور بنا ونحن في سفينته.. وعلينا احترام كل لحظاته لان ليس في الامكان احسن مما كان.. والا لكان!.

محمد جمال الدين.. سبتمبر 2015

ملاحظة هامة عندي على أثر هذه السلسلة الجديدة المسماة “نحو نظرية جديدة لقراءة الحضارة”:
شخصياً ضد الهوية اي كانت وضد دولة الهوية ومع دولة الحقوق والمواطنة فحسب.. في طريق دولة الإنسان والإنسانية.. الحديث هنا عن شي عملي.. فهم واقعنا الانثروبولوجي والسياسي والاجتماعي وكيفية التعامل مع تنوعنا وفهم جذوره والبيئة الطبيعية المحيطة بنا عن وعي علمي ودراية موضوعية. فأنت لن تستطيع إحترام شئ وإدارته دون الإحاطة به، أليس كذلك!.. وهذا أظنه ما يؤكده واقعنا المعيش من بؤس وسوء حال.. تلك هي القضية العملية في حسباني فالتاريخ وأثار الحضارات هنا مجرد موظف في خدمة الواقع اي الوعي العملي بالراهن “الذات والأقليم والعالم” في زمان دولة المواطنة.. دولة الحقوق والواجبات المتساوية للبشر (المواطنين في الرقعة الجغرافية) بلا اي تمييز على اساس خلفياتهم اي كانت ولا حضاراتهم اي كانت.. ماضون في الطريق الشاق والطويل طريق دولة الإنسانية.. تلك هي القضية!.

---
ملاحظة: أهمية الطرح دا المرة دي ليس أي قيمة أخرى غير ما يهمنا فيه هو التحولات التي حدثت في النظم الحضارية والسياسية في جسد دولة الهوية "الفظة"

Post: #14
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-14-2024, 11:15 PM
Parent: #13

دردشات إستنارة: -الحلقة الاولى- نظرة في التحولات الحضارية الكبرى في تاريخ السودان القديم والوسيط والحديث وطبيعة دولة الهوية أو معاينة الأزمة من الخلف.. فيديو من قناتي الجديدة على اليوتيوب:


Post: #15
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-14-2024, 11:46 PM
Parent: #14

رسالة إلى السلفيين الجدد الكوشيين وناس الهامش والمركز.. حوار حول دولة المواطنة.. سلسلة حلقات!

https://sudaneseonline.com/board/515/msg/%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%8a%d9%86-...a%21-1703511563.html

Post: #16
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-15-2024, 09:02 PM
Parent: #15

ح أنشر بالتتابع خمس حلقات حول موضوع دولة المواطنة vs دولة الهوية تمت على منصة زوم تحت عنوان (دردشات إستنارة) ثم تم نقلها إلى قناتي الجديدة باليوتيوب وهي مبادرة من: المجموعة الإقليمية للتدريب والاستشارات ومديرها أ. أسامة إدريس


ودي مقدمة سلسلة الحلقات المعنية:

دردشات استنارة.. لقاءات تفاعلية لايف ومفتوحة للعموم..
في سبيل مشروع وطني جامع.

سنعمل في حوارات/دردشات استنارة على تناول الازمة السودانية بصورة شاملة ومن مرجعياتها التاريخية والجيوسياسية والانثروبولوجية بهدف التشخيص السليم في سبيل العلاج الناجع ومستصحبين معنا كل الممكن من الارث المكتوب والشفاهي الذي دار حول الازمة الوطنية المتطاولة ومع محاولة الوقوف على كل التجارب والعثرات والاخطاء السابقة والراهنة التي اودت الى الفشل المشهود في الوقت الراهن وانسداد الافق شبه التام.

وكل مطلع يعرف ان ساحتنا السودانية العامة تعج بالكثير من الجدل والنقاشات التي لا يهدا لها بال، بعضها جيد وبعضها يزيد من متاهاتنا، بعضها يسلط ضوءا وبعضها يزيد من ظلاماتنا، بعضها يقربنا لبعضنا البعض وأكثرها يفرقنا في صحاري التيه.. دون نتيجة موضوعية وعملية تساعد في الخروج من النفق المظلم.

هل نفكر في طريقة جديدة .. لنفكر معا .. تعالوا نخترع وسائل جديدة مبتكرة.. لما لا!.
طريقة نلتزم عند بابها العلم ونسمي الاشياء بمسمياتها ونطلق العنان للعقول المبدعة والقلوب المحبة للوطن والانسان ان تسطر كلمتها وتطلق سهمها في عين قلب الازمة في رجاء وطن يسع جميع اهله ويكون سندا لجيرانه وخيرا للبشرية قاطبة.

اذن البداية الملحة والجوهرية هي البحث عن مشروع وطني جامع تكون عماده دولة المواطنة.. دولة الحقوق والواجبات المتساوية للجميع.. وتوطيد دعائمها عمليا وترسيخ مخيالها وثقافتها في الضد من مشاريع الهويات الجزئية وخطابات الكراهية.

تعالوا نفكر معا ونضع سهمنا في المشروع الوطني الكبير.. في حوارات مفتوحة تكون في هذه المرحلة الاولية بمبادرتنا.. وكل من راي معقولية في الطرح:

-اسامة ادريس
-محمد جمال الدين

قبلنا التحدي للمحاولة، في سلسلة منتديات مفتوحة الأبواب والنوافذ. تبدأ من البحث عن جذور مشاكلنا وتواصل حتى تحقيق حلم السودان بمشروع وطني جامع.. بمثل هذا الطموح.

والفرصة ستكون متاحة لضيوف اهل علم ومعرفة وخبرة سودانيين وغيرهم ان لزم.

مرتين كل شهر ... مساء الجمعة التاسعة مساءا بتوقيت الوطن
لساعة ونصف، فيها مرونة بمعقولية إذا امتد النقاش الجاد والقيّم.. دعونا نسميها دردشات استنارة في طريق دولة المواطنة.

والدردشة الأولى ستكون يوم الجمعة 26 ابريل التاسعة مساء.
عبر منصة زووم.. ولايف على صفحة المجموعة الإقليمية للتدريب والاستشارات

https://www.facebook.com/RCTG.sudanhttps://www.facebook.com/RCTG.sudanhttps://www.facebook.com/RCTG.sudanhttps://www.facebook.com/RCTG.sudan

---
تأتي الحلقات بالتتابع .. خمسة حتى الآن تاريخ اليوم 16 أغسطس 2024.. أرجو أيضاً متابعة القناة إن رأيت فيها بعض ما يروقك وشارك كمان بالرأي أو دي الأمل وقل الهدف

Post: #17
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-15-2024, 09:05 PM
Parent: #15

دردشات إستنارة: -الحلقة الاولى- نظرة في التحولات الحضارية الكبرى في تاريخ السودان القديم والوسيط والحديث وطبيعة دولة الهوية أو معاينة الأزمة من الخلف.. فيديو من قناتي الجديدة على اليوتيوب:




Post: #18
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-15-2024, 11:55 PM
Parent: #17

دردشات إستنارة حلقة 2 حديث عن بنيات المجتمع التحتية الفاعلة ومن ضمنها بنية الغيب السودانية "التصوف"



---
من قناتي الجديدة على منصة يوتيوب وهي في أيامها الأولى وطورها الإبتدائي

Post: #19
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-15-2024, 11:58 PM
Parent: #18

حلقة 3 دردشات استنارة: تجربة الدولة الوطنية وتاريخها في أوروبا الغربية.. هل تفيدنا؟! وفي خاطرنا الدستور وما يسمى بالعلمانية!




Post: #20
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-15-2024, 11:59 PM
Parent: #18

دردشات استنارة حلقة 4 مقدمة الخلفية المشكلة لسايكلوجية الزول السوداني


Post: #21
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-16-2024, 00:39 AM
Parent: #20

دردشات إستنارة.. حلقة 5: حقيبة الفن زجل أم موشح الشاعر محمد بشير عتيق ونتيجة بحث الحقيبة مع اسامة ادريس ومحمد جمال الدين.. في سبيل مراجعة الذات والتراث.. اللون النظمي للحقيبة زجل أندلسي (النمط الشعري وحده.. هنا لا نتحدث عن اللحن والموسيقى) إذ شعر الحقيبة من حيث النظم وبناء القصيدة لا علاقة له بشعر السافل ولا المديح النبوي فكل له مجراه وشأنه المختلف.



---

ملاحظة: هذه الحلقة مجرد مقدمة للمرات المقبلة حول ذات الموضوع

Post: #22
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-16-2024, 09:47 PM
Parent: #21

ملاحظة مهمة على الفيديوهات أعلاه (دردشة إستنارة) هي مجرد ونسة مفيدة يعني ما حاجة رسمية ولا حزبية ولا أكاديمية
ولا صفوية.. كلنا كلما ما أمكن نتشارك الأفكار والتجارب.. والمنبر ليس محتكراً لشخص واحد وإنما تحت نفس العنوان ممكن يشارك آخرون مهتمون طبعاً وهو المطلوب دوماً وهو ما يحدث بالفعل لحسن الحظ.

كمان برضو في تلاتة حلقات عن الوجود السوداني بهولندا (الجالية السودانية) حدثت في رمضان الماضي تضمنت شرحاً مفصلاً لمفهوم الهوية
بمختلف معانيه وتجلياته الممكنة .. كما مقارنة النظام السياسي الهولندي بتجاربنا السابقة في السودان وكيف نستفيد من تجربة النظام الإنتخابي النسبي الهولندي.. ح أحول
الحلقات دي من الفيسبوك إلى اليوتيوب وأنزلها برضو هنا لأن عندها علاقة مباشرة بموضوع البوست ودعم هدفه: دولة المواطنة.

Post: #23
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-18-2024, 00:52 AM
Parent: #22

المادة الكتابية والصوتية كتيرة عندي فيما يتعلق بموضوعنا هنا.. بحاول أنتقي منها الأكثر مباشرية ويخدم هدفنا المعلن هنا: دولة المواطنة!

Post: #24
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-19-2024, 09:24 PM
Parent: #23

المنتدى الثاني: تاريخ واحوال الوجود السوداني بهولندا والعلاقات السودانية/ الهولندية عبر التاريخ.. ما يمكن أن نتعلمه من التجربة الهولندية وما يمكن أن نشارك به في المجتمع الهولندي؟!.. ندوة منقولة من الزوم على قناتي الجديدة على اليوتيوب:


Post: #25
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-20-2024, 02:08 AM
Parent: #24


الحلقة الأولى من منتديات الجالية السودانية بهولندا (هم أربعة) تحت عنوان: "هويتنا".. كان من المفترض أنشرها هنا أول أعني قبل الثانية التي جاءت أعلاه.. بس لأسباب فنية ما حصل لسا.. أظنها أكتر أهمية لمحتوى البوست.. تأتي لاحقا.. تحيات

Post: #26
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-20-2024, 11:45 PM
Parent: #25

المنتدى الاول: هويتنا؟.. منتديات الجالية السودانية بهولندا.. قضية العيش بين ثقافتين!


Post: #27
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-20-2024, 11:47 PM
Parent: #25


المنتدى الثالث: الفرق بين الثقافة والفلكلور والمدنية والحضارة والهوية: نحو مفهوم اصيل لإدارة التنوع.. الجالية السودانية بهولندا


Post: #28
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-20-2024, 11:48 PM
Parent: #25



السودان أزمة هوية أم مواطنة.. حاتم المهدي رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم 1991 ومحمد ابراهيم و محمد جمال الدين.. حوار الهوية والحرب وافق دولة المواطنة


Post: #29
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-21-2024, 11:53 PM
Parent: #28

ح أنتقى تاني تسجيلين بس من التسجيلات العديدة المتعلقة واختهم هنا بحكم الضرورة التي قدرت.. وح نمشي لقدام عبر الشروحات الكتابية
وكله يمشي مع بعض.. أو تلك هي الأمنية.. في سبيل الهدف المعلن: دولة المواطنة وثقافتها.

Post: #30
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-22-2024, 00:27 AM
Parent: #29

معضلة الهوية بين العرب والعروبة والأفريقية والأفريقانية: حديث حول أسباب وجذور الإنتماء للنسب العربي في التاريخ وليس في جغرافيا السودان فحسب بل عند عديد الشعوب الأخرى وعبر التاريخ!



1- العرب العاربة 2- العرب المستعربة 3- العرب المستحدثة (جديدة) .. شرح تفصيلي للمصطلح الجديد (العرب المستحدثة) في الفيديو المرفق/لايف

اللايف المرفق تحت عنوان: العرب والانتساب الى الجنس العربي عبر التاريخ (لماذا حدث ما حدث)! .. الاسباب والجذور والمآلات الراهنة.. والافريقانية ودولة الهوية في مواجهة دولة المواطنة.. وعدم جدوى السؤال: نحن منو؟!.

رؤوس مواضيع اللايف:

أسباب وجذور الإنتماء للنسب العربي/القرشي.. وإن كان هناك عرب عاربة ومستعربة فهناك أيضاً
عرب مستحدثة (مصطلح جديد غرضه فك الإشتباك).

قراءة تاريخية في أسباب وجذور الإنتماء إلى العرب وتحول شعوب كاملة إلى عربية (وذلك أصبح واقعاً إجتماعياً وثقافيا ساطع الوضوح عبر التاريخ) كما سنبحث الإنتماءات الكثيرة إلى النسب العربي القرشي وفي عديد المرات دون أسانيد واضحة.. لكن طبعاً لا شئ يحدث دون أسباب. وسنجد أن ذلك كله حدث بعد إنهيار الدولة العباسية 1258م ليس قبل ذلك.

وفي المقابل سنبحث معاً في الأفريقانية الأولى والثانية (الثانية بدوره مصطلح جديد من عندي).

الأولى انبثقت كحركة مقاومة مفهومية وعرقية وثقافية وسياسية نشأت أول مرة في حدود العام 1900 بواسطة الأفارقة الأمريكان والكاريبيان وكانت موجهة في مقارعة الرجل الأبيض وإستهانته بالإرث الثقافي والحضاري للجماعات المتحدرة من أصل أفريقي في تلك الأرجاء (الزنوج الأمريكان والكاريبيان).. وجاءت إلى أفريقيا بقيادة نكروما (غانا) إضافة إلى لومببا وروبرت موقابي وجيلس نيريري ونيسلون مانديلا. ودخلت إلى أفريقيا متحورة بحكم الضرورة والهدف لمجابهة الإستعمار الغربي بكل معانيه والتفرقة العنصرية.. وتبنت الإشتراكية منهجاً لها .. وأنحازت للمعسكر الشرقي بالتنسيق مع التيار العروبي بقيادة جمال عبد الناصر.. وتزوج نكروما من فتحية المصرية وأنجب منها أولاده وسمى إبنه البكر جمال عبد الناصر وهو يعمل الآن في مركز الأهرام بالقاهرة.

والباحث السنغالي انتا ديوب مية المية من الافريقانية الاولى في حسباني ولكنه اسس للثانية بقصة الانتماء الى (كوش) كحضارة سوداء اولى في التاريخ وعندها اسبقيتها البشرية.. وهي اضافته المميزة في الافريقانية الاولى التي لم يابه بها فطاحلتها انذاك مثل نكروما ولومببا وجيلس نيريري ونيلسون مانديلا.. وهؤلاء جميعهم كان عندهم مساهمات مختلفة حول مفهوم الافريقانية تركزت حول محاربة الاستعمار الغربي والانتماء الى تيارات اشتراكية معادية للحلف الغربي ايام الحرب الباردة.. وكلهم شيوعيون على وجه الاطلاق فقط بدرجات مختلفة ومدارس مختلفة.. مزيد من الضوء على هذه النقطة ياتي في اللايفات الموعودة.

أما الأفريقانية الثانية نشأت بعد حرب دارفور في السودان 2003 وتبنت الحضارة الكوشية القديمة كنقطة إنطلاقة لها ممثلة لأصالة الرجل الأفريقي وقد استلفت ذلك من انتا ديوب (أسميها من عندي بالسلفية الجديدة .. وليس في ذلك مدح أو ذم وإنما مجرد تعبير بياني).

وهي كما نلتمس من أدبياتها ليست كالأولى في مواجهة الرجل الأبيض (الغربي) بل في مواجهة الرجل العربي والإرث العربي!.

كما أنني سأشرح تفصيلياً حاجتنا إلى دولة المواطنة وتأسيس ثقافتها في الضد من النزعات العنصرية وخطابات الكراهية المنبنية على الإنتماءات الجزئية العشائرية والمذهبية والطائفية والآديولوجية.. في سبيل مشروع وطني جامع ينبني على صيغة للعيش السلمي المشترك تحقق مصلحة الجميع في الرقعة الجغرافية واحترام الجميع لبعضهم البعض بذات القدر ووفق العقد الاجتماعي بين المواطنين والدولة وبما لا يتعارض مع الاعلانات العالمية لحقوق الانسان.

وسأقوم بشرح تفصيلي للفكرة ولكل تلك المصطلحات (الجديدة) التي إخترعتها بحكم الضرورة .. وذلك في سلسلة لايفات على الفيسبوك وزوم والكلوبهاوس وهذا الفيديو المرفق أولها.. وسأنقلها جميعاً إلى منبر سودانيزأونلاين المحترم.

تحيات لكم أهلي وصبراً جميلا.. وفي إنتظار رشدكم وإرشادكم وتبادل الرؤى والتجارب الممكنة من أجل المساهمة في صناعة صيغة عملية للعيش السلمي المشترك لشعوب السودان وفق (هم) الوعي العلمي بالذات الجماعية والبيئة الطبيعية المحيطة بنا: مشروع السودان200.



--- سيادة العامية العربية الوسطسودانية: متى وكيف ولماذا؟.. لايف محول إلى اليوتيوب:


كلام قديم ليس من قناتي الجديدة (المسكينة) على اليوتوب بل من قناة اخرى بدورها محترمةلكن هنا حديث أيضاً قديم (متعلق) أستطعت للتو لنقله على قناتي الجديدة على اليوتيوب:متى وكيف ولماذا سادت اللغة العربية في الوسط النيلي الوسيط واصبحت لغة ام دون غيره من ارجاء السودان الاخرى؟.. اعني سيادة كلية لا توجد بجانبها لغة أخرى أم كما هو في كل اقاليم السودان الاخرى.متى وكيف ولماذا؟.


الندوات الأخيرة (الإتنين) ديل حصلو في 2021 .. لكن محتواها ساري المفعول في نظري

Post: #31
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-22-2024, 00:40 AM
Parent: #30

سايكولوجية الزول وتركيبة ومخيال وتنوع المجتمع السوداني .. عبر التاريخ.. وغياب ثقافة دولة المواطنة
---
ياتي لاحقا .. هناك خطا فني.. اعني فيديو سايكلوجية الزول

Post: #32
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-26-2024, 03:05 AM
Parent: #31

برجع بكرا التلاته اواصل وفق الخطة المعلنة لمن يهتم.. تحيات
---
التلاته = يَوْمُ الثُّلاَثَاءِ

Post: #33
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-03-2024, 10:04 PM
Parent: #32

في مستقبل سودان دولة المواطنة كيف نتعامل مع الاحزاب والكيانات السياسية التي تتكيء على خلفيات اثنية/قبلية/جهوية او قومية او دينية/مذهبية او حتى ايديولوجية.. هل نمنعها من العمل السياسي مطلقا؟ الاجابة لا.. لان ذلك ربما كان مستحيلا او مكلفا.

ولكن لا بد من معالجة صارمة.. ذلك ان جميع الكيانات السياسية القائمة والتي ربما تقوم في المستقبل اي كانت لا بد ان توقع على ميثاق (دولة المواطنة ذلك الميثاق المشروع) بقواعده الما فوق دستورية (ثلاث قواعد: الذهبية والفضية والبرونزية):

القاعدة الذهبية:
الاقرار والاعتراف بالحقوق والواجبات المتساوية لجميع للمواطنين فوق الرقعة الجغرافية ومطلقا.

القاعدة الفضية:
الاقرار والاعتراف بتنوع شعوب السودان الأثني واللغوي والمذهبي والثقافي والتاريخي والخ.. واحترام ذلك التنوع والعمل على حسن ادارته لا قمعه.

القاعدة البرونزية:
الاقرار والاعتراف بالتداول السلمي للسلطة.

وتلك القواعد ملزمة بصرامة الدستور واي خرق لها تحسمه المحكمة الدستورية وعليه اي حزب يقوم على مبدأ تلك القواعد الما فوق دستورية سيكون صحيحا ويساهم مساهمة موجبة في مسيرة دولة المواطنة وبالضرورة في سلام واستقرار وحضارة السودان.

بالمقابل اي دستور ينبني على تلك القواعد الثلاث سيكون صحيحا بالضرورة.. وسيكون نابعا من ضمير شعوب السودان وهي اذن راعيته في تلك اللحظة وحدها حيث يصبح الدستور وعيا شعبيا ويمثل صيغة العيش السلمي المشترك لشعوب السودان.
---
نقاط للنقاش والتداول والتطوير والتكميل هنا او في كل مكان ممكن حول مستقبل دولة المواطنة ودستورها.. على امل ان نكون جاهزين لما بعد الحرب وما يفاجئنا الفيضان كل مرة واخرى او كما علمتنا التجارب الكثيرة المؤلمة

Post: #34
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-04-2024, 02:31 AM
Parent: #33

العداوة ونفي الاخر من صميم طباعنا المجتمعية والأصيلة

ملاحظة استباقية: امامك نقد ذاتي ربما مر ولكن هناك امل!

التسامح لم يكن يوما خصلة او طبع سوداني.. التسامح مطلقا ومن اهم معانيه قبول واحترام الراي الاخر او الشخص الاخر او الجماعة الاخرى.. كان وما زال السوداني كائنا عشائريا/غيبيا في الريف والمدينة على حد سواء كل ارثه الشعبي يفخر بالعنف والاقصاء ويمجد تحقير الاخر واذلاله ويحتكر قيم الكرم والشجاعة بمعناهما البدائي ليقول بالتفوق على الاخر ويعلن من هذا المدخل مبرراته في احتقاره مرة ثانية.. وهذا الامر واضح وضوح الشمس في الحكايات والاغاني والاشعار الشعبية المشحونة بالسيوف وقطع الرؤوس المتبادل بين القرناء القبليين فوق ذات الارض الملطخة بالخيالات البسيطة.. من شاكلة: نحن اولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا .. في لقاء في عدم دايما مخضر صيفنا.. نحن اب خرز بنملاه وبنكرم ضيفنا.. ونحن الفوق رقاب الناس مجرب سيفنا.

ملاحظة: نحن هنا نتحدث عن الزول السوداني مطلقا وليس الشمالي او الاوسطي فحسب.. البيت الشعري فقط مثال ينطبق على المخيال العشائري الجمعي.

وان خطر لنا لوهلة دور التصوف في هذا الشأن فالتصوف قد يكون قيمة ذاتية نبيلة لكنه كفعل اجتماعي كان متحالفا مع القبيلة وارثها بلا تناقض يذكر ولدينا طبقات ود ضيف الله خير مثال.. كما ان الحراك الصوفي الاجتماعي في شموله لم يصنع دولة الا وجاءت استبدادية مطلقا وامامك امثلة كثيرة في التاريخ بداية بالادارسة في المغرب ومرورا بالفاطميين في مصر والاشراف في الحجاز .. نهاية بالدولة المهدية في السودان التي انتهت على يد الانجليز.

التسامح الواعي بذاته من منتجات المدنية الحديثة التي كانت مشروعا انجليزيا محضا (غربيا) تضمنه الدستور السوداني (العلماني) في عهد الانجليز وراينا الكنيسة جنب الجامع والجنوبي جنب الشمالي والغرابي جنب الشراقي وناس السافل مع ناس الصعيد ولا مشكلة بل انسجام واحترام.. ذلك ملمح من ملامح المدنية الانجليزية التي دمرناها مثلما دمرنا المشاريع الانجليزية الاخرى مثل الجزيرة والسكة حديد والخدمة المدنية وارثها ونظام ويست منيستر البرلماني وديمقراطيته.

فكل ملامح المدنية في شمولها وثقافتها ومنتوجاتها المصاحبة تتلاشى رويدا رويدا مع الزمن بما في ذلك حقيبة الفن التي انتهت الى صدى نردده دون انتاج نمطها النظمي من جديد مثلها والمشاريع المادية التي انقضت.

والسبب ان كل تلك المشاريع التي دمرناها ولم نصنع بديلا لها كانت محشورة في السياق الاجتماعي تعسفيا وبفعل فاعل خارجي وليست من ابداعنا الذاتي ولا نابعة من مخيالنا الشعبي اصالة.. ولو شارك بعض الناس في انجازها لكن في اطار الخطط الانجليزية الموضوعة سلفا وفق العقل الغربي وتجربته الذاتية وحضارته المسيطرة في لحظتها التاريخية.

فمجرد خروج الانجليز ظللنا نتراجع الى جبلتنا الاولى في ارث القبيلة كامل الدسم رويدا رويدا حتى اكتملت دورة الوصول الى القاع مع هذه الحرب الاخيرة.

فالانجليز ساهموا في قطع التطور الطبيعي للمجتمع لذا نحن الان نرجع الى مكاننا الصحيح من التاريخ.

اذن نحن سنبدا من جديد قادمين من القرون الوسطى في طريق شاق وطويل نحو المدنية والحضارة في قرنهما الواحد وعشرين.. ووفق تجربتنا الذاتية المؤلمة و المتفردة.

بعد, زمان المعجزات لم ينقضي بعد.. ربما نستطيع ان نصنع صيغة للعيش السلمي المشترك تستوعب تنوعنا وتحترمه فنتعايش في اطارها كمواطنين احرار لدينا ذات الحقوق والواجبات في دولة حديثة بلا هوية ولا اسطورة لتقف على مسافة واحدة من كل الهويات المجتمعية اي كانت.. تلك هي دولة المواطنة.. الدولة المشروع.. المشروع الذي ينتظرنا كلنا لانجازه على الوجه الاكمل.

https://www.facebook.com/share/p/jbS9kvAWxpjvNFKY/https://www.facebook.com/share/p/jbS9kvAWxpjvNFKY/

Post: #35
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-08-2024, 11:07 PM
Parent: #34

تعال معانا نفتش عن مشروع وطني جامع في الضد من مشاريع التجزئة والكراهية: دولة المواطنة المشروع الغائب:




علمانية ام مدنية ام افريقية ام عربية ام ماذا.. ماذا نسمي الدولة المشروع.. دولة المستقبل؟!.. نقاش سوداني صاخب وقوي ومتواصل: من منبر ملتقى رابطة اللسانيات السودانية.
تعال معانا نفتش عن مشروع وطني جامع في الضد من مشاريع التجزئة والحروب وخطابات الكراهية: دولة المواطنة هي المشروع الغائب!

Post: #36
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-01-2024, 02:30 AM
Parent: #35

الهدف الأسمى:
تاسيس رؤية مشتركة ل: تيار دولة المواطنة.
تيار مدني/شعبي/وطني ما فوق سياسي .. لا مذهبي ولا ايديولوجي

Post: #37
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: Bashasha
Date: 10-01-2024, 03:42 AM
Parent: #36

حولا ولاقوة!!!

ياعزيزي:

اها قتا لي "الاسود" او كمان في عنوان البوست وانت اسود، شغل بصق واحتقار للون الاسود؟

ياعزيزي هل عندك ادني فكرة عن فضل اللون الاسود هذا، في مكونك كبشر اي Melanin مصدر/رمز الروحانية فوق للامكانيات المتفردة لمادة الMelanin هذه في امثالنا؟

خطر بي بالك ليه Michael Jordan بطير بل بمشي بالكرعين شايل الكورة في الفضاء؟

اتدري في تاريخنا كلو الحازو علي وسام اللون الاسود، بالمعني الروحي افراد بالعدد؟

نعم اول انسان كامل في تاريخ البشرية، كان لقبو "الازرق" بالدارجي بتاعنا اي الاسود، اتدري من هو؟

سمعتا بي "ازرق طيبة"؟

بعدين شايفك لسة مصر علي "دولة المواطنة" وهذا مضحك بحق!

ياعزيزي، رجاءا ثم رجاء، افهم، اعرف، قدر، ما انجزوهو اجدادك!!

ياخي "دولة المواطنة" دي بتمثل قاع هرم البشرية!!

اتدري هذا؟

قطعا لا!!

مفهوم/صيغة "مواطنة" قنا ليك شئ متخلف جدا، جدا وهذا بعض طراش مهضومات كرشة الثقافة الارية!!

نعم غير "المواطن" في الثقافة الارية، في اوربا كان مادة استعباد!!

نعم الاوربي لاحظ، الغير مواطن لو جا سكة عابر، في منطقة اخري، فده كان جريمة، ولذا كانو بقبضو او ببيعو بالاقة في سوق النخاسة كما اي بعير، فقط لانو ما مواطن!!

هكذا اخترعو الحدود، الجوازات، التاشيرة، الاقامة، الكفيل....الخ!!

ماكان عندنا هوس كهذا اطلاقا اطلاقا، كناس روحانيين مسكونين بي هم النجاة في اليوم الاخر والفوذ بالجنة، ولذا الدنيا دي قنا "جيفة" خليناها لي كلابا!!!

Post: #38
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-02-2024, 03:41 AM
Parent: #37


حاول اقرا شوية استاذ بشاشا.. ما تسمع نفسك بس!

رسالة إلى السلفيين الجدد .. حلقة 5

وردني سؤال مكرر مرات عديدة على أثر سلسلة "رسالة إلى السلفيين الجدد" والسؤال المكرر بعدة صيغ، هو: ألسنا في حاجة لإسطورة كي نؤسس دولة؟. مثل شئ نجمع عليه كلنا يأتينا من التاريخ وأمجاده و الدين ومذاهبه و سكان الأرض وأعراقهم وثقافاتهم وادابهم وفنونهم؟.

الإجابة قطعاً: لا!. ليس في فضاء دولة المواطنة بل الإسطورة من مخلفات مخيال دولة الهوية.

لكن قبل محاولة الإجابة دعوني أعرج قليلاً على تخلق وتطور دولة المواطنة في منشأها الأوروبي. والذي ذكرنا أنه مختلفا عن لحظة تطورنا الراهنة. وللأسباب التي قلنا بها في الحلقة الأولى والثانية من هذه السلسلة.
ولسبب آخر أهم وهو أن الإستعمار الغربي قطع التمرحل الذاتي "الطبيعي" لكثير من مجتمعات الجنوب. وطبعاً منها السودان محل حديثنا هنا.. وحاول القفز بها فوق هوة التاريخ وحشر النظم الغربية والمدنية الحديثة داخل أنساق تاريخية غير مهيئة لها بالكامل.
فأوروبا حظيت بتطور طبيعي وصولاً لدولة المواطنة وحقوق الإنسان. ولو كانت دولة المواطنة هي أفضل صيغة لنظم الحكم والإدارة منذ مهد البشرية حتى الآن، فهي بعد ليست كاملة. فكل دولة تعيش وتشغل حيزها الجغرافي وحده من حيث الحقوق والواجبات المتعلقة بالمواطنين كجواز السفر وحق الإنتخاب والترشح.. والضرائب مقابل التمتع بالخدمات الأخرى.

فالمواطنة هنا لا تشمل مواطني الدول الأخرى هذا واقع طبعا. فكل دولة تعيش فضاءها. الدولة في أوروبا تطورت من دولة الهوية إلى المواطنة دون إنقطاع في النقيض من حالتنا في السودان والشرق بأجمعه.

ما حدث في أوروبا كالتالي:
إن كانت دولة الهوية هي: 1- دولة العرق الواحد 2- المذهب الديني الواحد 3- التاريخ الواحد 4- الأسرة الواحدة الحاكمة تتضمن الفرد الواحد الحاكم.
تم حل مشكلة الأعراق قبل مشكلة الدين التي حلت مؤخراً بداية بإتفاقية ويستفاليا عام 1648م أي بنهاية حرب الثلاثين عاما 1618-1648م. وهذه الإتفاية هي حجر الأساس للعلمانية.

ولكن القضية لم تنتهي هنا:

اذ تخلصت أوروبا ايضا ورويدا رويدا من الأسر المالكة بابتداع النظم الدستورية الجمهورية.. ثم احتفظت بتلك الاسر التاريخية التي خدمت شعوبها في لحظتها التاريخية (دولة الهوية) وجعلتها ك"أنتيك" و جزء من ارثها وفلكلورها مع بعض المهام السيادية والرمزية المحببة.

وتخلصت أوروبا أخيرأً من نظام حكم الفرد الواحد عبر النظم الديمقراطية الحديثة.
وبذلك أنتهت دولة الهوية ومخيالها ليس في اوروبا وحدها بل في كل مجتمعات الغرب بمعناه الشامل.

لا ننسى سؤالنا الأول: ألسنا في حاجة لإسطورة كي نؤسس دولة مواطنة؟. وقلنا مبدئياً أن الإجابة: لا.

دولة المواطنة هي دولة العقد

الإجتماعي (العيش السلمي المشترك) وهي دولة الخطة الإستراتيجية (دولة العلم والموضوعية).

الإسطورة من خيال دولة الهوية “المنقرضة” والتي لا نزال نعيش كثير من مخيالها لأننا نعيش في عالمنا السحري "اللا علمي" والذي لا تجربة عنده من ثقافة دولة المواطنة ليس في السودان فحسب بل جل أرجاء أفريقيا والشرق الأوسط.

ويحدث خلط يسبب تشويشاً كبيراً لمفهوم دولة المواطنة يتمثل في عدم الفرز بين الدولة وفضاء المجتمع (الشعب) فالدولة في صيغتها المثلى مجرد أجهزة إدارية محايدة لا منحازة أي تقف على مسافة واحدة من جميع كيانات المجتمع الممكنة. ولكن التنوع هو خاصية المجتمع وحده “الشعب”.. ودولة المواطنة (دولة العصر) مجرد عقد اجتماعي لا غير، في النقيض من دولة الهوية.

إذ أبرز مميزات دولة الهوية التاريخية: إعتمادها على مفهوم "الأمة" الأمة الواحدة. و الأمة تعني مجموعة من الناس تجمعهم أصول مشتركة عرقية أو/و عقدية أو/و وتاريخية أو/و آيديولوجية.

وإذن تلك هي دولة الإسطورة. فعندها لا بد من تراتبية في العرق وتراتبية في العقيدة وترابية في الشرف التاريخي والأمثلة لا حصر لها في التاريخ والراهن.. أو تراتبية حسب النسق الآيديولوجي كما هو حال دولة الصين هذه الأيام “مثال للبيان”.

وهذه التراتبية هي ما نعنيه بخيال/تراث دولة الهوية المقيم بالفعل في عقول كثير منا بوعينا أو لا وعينا. هذه التراتبية في حاجة للإسطورة لتدوم وتبقى كأسطورة النقاء العرقي والإختيار الإلاهي او التفوق الحضاري اي كان أو الأولوية الحضارية أو كمال النسق الآيديولوجي إلخ.

في الضد من ذلك فدولة المواطنة لا تعرف الأمة ولا تعترف بالأمة وتتعامل مباشرة مع الفرد "المواطن" بغض النظر عن أصوله العرقية والدينية والتاريخية وقناعاته الآيديولوجية والأقليم الذي يعيش به.

هذه السلسلة المعنونة برسالة إلى السلفيين الجدد هدفها إثارة حوار بناء حول "دولة المواطنة" وكيفية إنجاز صيغة للعيش السلمي المشترك في دولة حديثة معاصرة لا إعتبارات عندها للعرق ولا التاريخ ولا المذاهب الدينية ولا الجهات أو التوجهات أي كانت. أي أن عدو حوارنا هذا رقم واحد: هو مخيال دولة الهوية كما جاء شرحه بتفصيل في الحلقة الثانية من هذه السلسلة. وتلك كانت الحلقة الخامسة.


رسالة إلى السلفيين الجدد الكوشيين وناس الهامش والمركز.. حوار حول دولة المواطنة.. سلسلة حلقات!


Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقالRe: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال

Post: #39
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-14-2024, 05:24 AM
Parent: #38

هنا دوما الأمل
---
يتواصل

Post: #40
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-14-2024, 06:48 AM
Parent: #39

لك التحية أخي العزيز أبو حميد

أحي فيك دائما روح المثابرة و الجهد العنيد في البحث وتتبع المعلومات..

حفريات المعرفية التي تقوم بها هي بمثابة استثارة لشغفنا الكسول في مواصلة البحث و الاجتهاد فيما يفيد الآخرين..

لك التحية وأتمنى لك التوفيق

Post: #41
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-15-2024, 01:08 AM
Parent: #40

أهلا بالصديق والرفيق والأديب محمد عبد الله الحسين

طبعاً علينا أن نعمل جهدنا.. كل زول من جانبه.. وحسب إهتماماته ومقدراته وزمنه (إلخ) وما بيننا الإخلاص المشترك
والبلد والإنسانية................... ومتعة المعرفة!.


Post: #42
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-22-2024, 04:21 AM
Parent: #41

المرة الجاية ح نتحدث شوية عن مفهوم "العلمانية".. في اطار: تيار دولة المواطنة!

Post: #43
Title: Re: المشروع البديل للخروج من الثقب الأسود: ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-20-2025, 01:13 AM
Parent: #42

شوية وارجع احاول اكمل الفكرة