حتى الحروب مملة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 09:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-12-2024, 04:31 PM

Mohamed Omer
<aMohamed Omer
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 2614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حتى الحروب مملة

    04:31 PM July, 12 2024

    سودانيز اون لاين
    Mohamed Omer-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    حتى الحروب مملة

    https://tinyurl.com/3puj4vu5https://tinyurl.com/3puj4vu5

    الحروب التي تعنينا لا تعني الآخرين لذلك تبدو الحرب، كل حرب، مملة ومضجرة ومن يتابع أخبار الحروب فإنه إما شخص لا يملك شيئا يفعله أو مجنون مولع بالقسوة والعنف.

    الجمعة 2024/07/12


    فاروق يوسف

    كاتب عراقي

    في ثمانينات القرن الماضي دخل الإيرانيون والعراقيون حربا كان يمكن تفاديها. فقد العالم الاهتمام بها بعد أسبوعين، بالرغم من أنها استمرت ثماني سنوات.

    وافق العراق يومها على قرار مجلس الأمن بوقف القتال ولم توافق إيران المحمولة على حماسة سيدها الجديد لتصدير ثورته وتحرير القدس مرورا بكربلاء.

    وجد صدام حسين الذي تحول إلى رجل حرب في تلك الكارثة فرصة لتأكيد احترافه فن الحرب بعد أن منح نفسه أعلى رتبة في تاريخ المؤسسة العسكرية العراقية.

    كل الصواريخ البالستية التي سقطت على رؤوس المدنيين في البلدين لم تنقذ تلك الحرب من النسيان فصارت الإشارة إليها تتم عن طريق عنوانها “الحرب المنسية”.

    أكثر من أربعين سنة تفصل ما بين الأسبوعين اليتيمين اللذين اهتم فيهما العالم بحرب الخليج الأولى وبين حرب غزة ولم يتغير شيء في المزاج البشري، سريع العطب.

    تبدأ الحروب بـ”إثارة” قوية صادمة ثم تنتهي إلى رتابة وتكرار يجعل أخبارها لا جديد فيها. بالتأكيد ذلك أكثر قسوة من الحرب ولكنه ما يحدث مع كل حرب.

    في الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 سنة بدءا من عام 1975 حولت الأخبار الأطراف المتحاربة إلى ما يشبه فرق كرة القدم. سباق عبثي إلى الموت.

    في حرب من ذلك النوع يتحول المراهقون إلى محترفين. وبعد أن كانت البندقية أكثر طولا من المراهق يتمكن في النهاية من السيطرة عليها وقد احترف مهنة القتل.

    وبالرغم من أن الحرب هي ماكنة لإنتاج القتلة فإن الجيوش بريئة مما فعلته. مشعلو الحرائق وحدهم يتحملون المسؤولية. نادرا ما اعترف العالم بتلك الحقيقة.

    بعد حرب تحرير الكويت عام 1991 والتي أدت إلى تدمير العراق وإبادة أكثر من ربع مليون من منتسبي جيشه، انتشرت في الأسواق ألعاب مستوحاة من أحداثها.


    الحرب تجارة. بالنسبة إلى محترفيها وهم المنتفعون منها لا يهم عدد القتلى والجرحى والمشردين وليس مهمّا الخراب الذي ينتج عنها. هناك أرقام تتحرك في البنوك هي الأهم.

    كل الذين توهموا أن الحروب ستكون فرصتهم لدخول التاريخ حققوا أملهم لكن بطريقة سلبية. لم يكونوا أبطالا ولم يحققوا نصرا. هتلر وستالين في السلة نفسها.

    حين بدأت حرب روسيا على أوكرانيا لم يتسع خيال فلاديمير بوتين إلا لأسبوع أو أسبوعين ليضع المزعج فولوديمير زيلينسكي في القفص. ولكن الممثل الكوميدي صمد حين جلب الغرب كله إلى بلاده. كان بطلا على سبيل النكتة في ما كانت بلاده تحترق وانضم الأوكرانيون إلى قائمة اللاجئين.

    مَن يفكر في اللاجئين؟ ربحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سمعة لن ينافسها عليها أحد حين استقبلت مليون لاجئ سوري ولم تغامر بمستقبلها السياسي.

    ولكن ألمانيا التي سلمتها ميركل لآخرين تنكرت لإنسانيتها حين اتخذت قرارا بالوقوف مع حرب الإبادة التي يتعرض لها أهل غزة. فلكل حرب ميزانها وما من معيار إنساني.

    لا أظن أن أحدا في العالم يفكر في الحروب إلا إذا كانت مصائبها تقع على رأسه. أتذكر شخصيا الصواريخ الإيرانية التي كانت تقع على بغداد وأفكر في الصواريخ العراقية التي كانت تقع على طهران وسواها من المدن الإيرانية.

    ولكن ليس المطلوب من السبعة مليارات آدمي هم سكان الكرة الأرضية أن يتأكدوا في ما إذا كان حوثيو اليمن على حق في حربهم على الناقلات التي تمر بشواطئ بلادهم.

    يهرب اليمنيون والسوريون والسودانيون والليبيون واللبنانيون والفلسطينيون والعراقيون لأن هناك حروبا مشتعلة في بلدانهم أو أنها على وشك الاشتعال. لا معنى لذلك بالنسبة إلى الأوروبي. فالمغاربة والمصريون والتونسيون وسواهم من أبناء القارة الأفريقية يهربون من بلدانهم التي لا تشهد حروبا ويمكن اعتبارها بلدانا مستقرة.

    ليست الحكمة في الحرب التي تقع بل في فكرتها. هناك حروب خفية. هي تلك الحروب التي تطحن المجتمعات من غير أن يظهر دم في الشوارع.

    ولكن الإنسانية بطبعها لا تفكر في الحروب لأنها فكرة غير مسلية. في ذلك نوع من تغليب المزاح على الموقف الجاد. والبشر ليسوا على استعداد للتضحية بأوقاتهم.

    الحروب التي تعنينا لا تعني الآخرين. لذلك تبدو الحرب، كل حرب، مملة ومضجرة. مَن يتابع أخبار الحروب فإنه إما شخص لا يملك شيئا يفعله أو مجنون مولع بالقسوة.

    ذلك تبسيط تتخلى الإنسانية من خلاله عن أصغر شروطها. ولكنها الحقيقة التي يجب أن يتعرف عليها مشعلو الحرائق. كل حريق هو صورة لا بد أن تحل محلها صورة أخرى.










                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de