الافق جريدة تصدر من التجمع الاتحادي

الافق جريدة تصدر من التجمع الاتحادي


07-02-2024, 02:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1719928613&rn=0


Post: #1
Title: الافق جريدة تصدر من التجمع الاتحادي
Author: عبدالرازق يوسف الحاج
Date: 07-02-2024, 02:56 PM

02:56 PM July, 02 2024

سودانيز اون لاين
عبدالرازق يوسف الحاج-المملكة العربية السعودية
مكتبتى
رابط مختصر



مؤتمر تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) ما بين الحقيقة والغلو ..

عبدالمنعم محمد العوض
الأفق - العدد الثامن - يونيو 2024

ليس هذا استعراضاً لوقائع حدثت على الأرض في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في الفترة ما بين 26-31يونيو 2024 ولا هو بسرد تفصيلي لما تم أثناء انعقاد المؤتمر التأسيسي لـ " تقدم"
و الذي أثار ومازال يثير الكثير من التداعيات وإنما هي محاولة لسبر أغوار فعاليات ذلك اللقاء الكبير والذي سيكون له ما بعده في مستقبل الأيام بإذن الله تعالى .
في الحقيقة ، لقد اجتمع عددٌ ضخم من أبناء وبنات السودان أتوا من كل حدبٍ وصوب ممثلين لكثير من الجهات الفاعلة والمؤثرة ، أتوا ممثلين عن ثمانية عشر ولاية من داخل السودان
وأربعة وعشرين مركزاً من خارجه ، ، يعكسون تنوع خمسة جهات رئيسية تمثل أحزاباً سياسية وحركات ثورية ولجان مقاومة وقوى مدنية وقوى مهنية إضافة إلى إعلاميين ومبدعين وفنانين وكتاب
رأي وطرق صوفية وإداراتٍ أهلية ، جاءوا نساء ورجال، شيباً وشباباً يضعون الوطن في حدقات عيونهم جاءوا تلبيةً لنداء واجب ليسمعوا العالم وقفتهم الصامدة في وجه الحرب والدمار والدماء والخراب تلك كانت الغاية الاولى والهدف الأسمى.
تزامن مع انعقاد المؤتمر حملة مضادة قوية تصف المؤتمرين والذين فاق عددهم سبعمائة فرد أنهم اصحاب أجندة غير وطنية وأنهم منحازون لأحد طرفي الحرب و غير جادين في طرح حلول عملية لإنهاء الحرب ولكن هل كانت هذه هي الحقيقة أم أنها اتهامات جزافية لا تستند على واقع ؟

محاولة الإجابة تكمن فيما انتجه المؤتمر من نتائج وتتلخص في الإعلان السياسي والبيان الختامي الذي أجاب على كثير من تلك التساؤلات وهنا لابد أن نخلص إلى أن المؤتمر قد وصل إلى حقائق عملية وهي:
أن هذا الحشد لم يكن يحمل رأي واحد ، وإنما آراء مختلفة تعكس تنوع واختلاف مكوناته ومشاربه ، على الرغم من ذلك التعدد تمت إدارة تلك الآراء من خلال الأوراق المختلفة والتي قدمت بمهنية عالية ومسؤولية كبيرة افضت إلى عكس كل وجهات النظر وتضمينها في متون وثائق وأوراق ومستنداتِ المؤتمر التاريخي.
كانت المناقشات جادة وعلمية خاصة فيما يتعلق بالتوجه السياسي والهيكل والإغاثة ومعالجة إفرازات الحرب ونبذ خطاب الكراهية إلى آخر ما تم مناقشته من مواضيع مؤثرة ، انتهت إلى خلاصة ستعبر بالوطن إلى بر الأمان والسلام.
عكس المؤتمر مقدرة السودانيين على اختلاف آرائهم تجاوز كل خلاف أو محاصصة فكان التصعيد للهيئة القيادية والتنفيذية ومن خلال التمثيل العريض لكل أهل السودان سلساً وتم في تراضي و وفاق أدهش المراقبين الدوليين والبعثات الدبلوماسية التي شاركت في تلك الجلسات وزادهم اطمئناناً وثقة في أن هذا المؤتمر يمثل فعلاً قطاعاً كبيراً وثقلاً عظيماً يُعبر عن القوى المدنية السودانية الحقيقية الراغبة في الديمقراطية والعدالة والسلام.
ثم نأتي إلى ما صاحب المؤتمر من بعض الادعاءات التي لا يسندها منطق من أن المؤتمر حَد من آراء بعض من ادانوا انتهاكات طرفي الحرب أو مال على طرف دون الآخر ويكذب هذا الادعاء ما جاء من إدانة واضحة لتلك الانتهاكات في البيان الختامي والإعلان السياسي.

و هنالك بعض اللغط الذي دار في انحياز التنسيقية للدعم السريع استناداً على اعلان أديس أبابا الداعي لحماية المدنيين وإيقاف الحرب الذي وقعته تقدم مع قوات الدعم السريع وأرسلته إلى القوات المسلحة
وتم توضيح أن هذا الاتفاق منقوص لان الدعوة تمت للقوات المسلحة أيضاً وما زالت التنسيقية في انتظار استجابةِ قيادةِ القوات المسلحة، لذلك اللقاء حتى تكتمل الصورة بين كل الأطراف الراغبة في رفع المعاناة عن شعبنا الذي دمرته الحرب وشردته وقضت على أحلامه في العيش الكريم بسلام وأمان.
هنالك أيضاً بعض الاتهامات الصارخة للتنسيقية بأنها لا تقف موقفاً واضحاً من اطروحات العلمانية وتقرير المصير وجاء ذلك استنادا على ما تم قبل المؤتمر من إعلانات سياسية ثنائية
ما بين الحركة الشعبية وحركة تحرير السودان ورئيس التنسيقية وقد تم إزالة هذا اللبس من أن أي اطروحات تتناول مستقبل الحكم والهوية في السودان مكان حسمها هو المؤتمر الدستوري والذي أقره المؤتمر.
تبقت نقطة لم يحسمها المؤتمر واحالها لمقترح المائدة المستديرة والذي أكد عليه المؤتمر وهو تحديد كيفية إطلاق العملية السياسية والتوافق مابين مختلف قوى الثورة الرافضة للحرب والمؤمنة بالانتقال السلمي الديمقراطي
وهذا هو بيت القصيد الآن والشغل الشاغل للتنسيقية لتوسيع هذه الدائرة حتى نخرج بوطننا من مستنقع الدمار والشتات والموت والتقسيم إلى واحات الأمن والسلام والوحدة وتلك رسالة المؤتمر التي سيقدمها بصورة عملية
بالرغم من الابتزاز والتخوين والتشويه الذي صاحب فعالياته ومس أبناء وبنات مخلصين لم تحركهم إلا دوافع الوطنية والغيرة وحب الوطن المكلوم و نقول
(فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).