|
Re: الجنجويد وصناعة الموت بقلم د. مازن أبو الح (Re: Yasir Elsharif)
|
Quote: الجنجويد وصناعة الموت - الجزء الثاني -
مقال بقلم د. مازن ابوالحسن …. ✍🏾
بروز حميدتي على المشهد
- بعد توقيع اتفاق أبوجا بين الحكومة السودانية وحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي في عام 2006، برز اسم محمد حمدان دقلو (حميدتي) كقائد من الجنجويد. ينتمي حميدتي إلى عشيرة الماهرية أحد بطون قبيلة الرزيقات، ويقال انه ابن عم موسى هلال، زعيم عشيرة المحاميد، أحد فروع قبيلة الرزيقات.
- في سنة 2007، تمرد حميدتي على الحكومة بسبب تأخير عدة أشهر في تقديم المستحقات المالية لقواته، مما أدى إلى مواجهات مع القوات النظامية. لاسترضائه، قامت الحكومة بدفع رواتب مقاتليه بأثر رجعي ومنحت قادة قواته رتب ضباط، بينما حصل حميدتي نفسه على رتبة عميد لاحقاً.
- كذلك فتح الصراع على السلطة في الخرطوم فصلاً جديداً في تاريخ هذه المليشيات. ففي عام 2012، تم الإعلان عن إحباط محاولة انقلاب اتُّهِمَت به مجموعة من ضباط الجيش المنتمين لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، ومن بينهم صلاح قوش، مدير جهاز الاستخبارات السوداني. أدى ذلك إلى تخوف الرئيس السابق عمر البشير من المؤسسة العسكرية والأمنية، مما جعله يشعر بالحاجة إلى قوة حماية منفصلة عنهما. .
قوات الدعم السريع
- في 10 أغسطس 2013، قررت حكومة الإنقاذ إعادة تنظيم وهيكلة قوات الجنجويد، وأُعيد تسميتها إلى "قوات الدعم السريع". تحولت هذه القوات إلى قوة عسكرية قوية ومؤثرة، وتمتعت بتمويل سخي من الحكومة السودانية، حيث زوّدتها بكميات وفيرة من العتاد الحربي، سواء كان خفيفًا أم ثقيلًا، وقدمت لها موارد مالية بلا حدود. نتيجة لهذا الإنفاق الكبير، توسعت هذه القوات ليصل عددها إلى حوالي 30 ألف مقاتل عند إعادة هيكلتها في عام 2013.
- خلال تلك الفترة، نجح حميدتي، في إزاحة غريمه موسى هلال، وأصبحت هذه القوات تحت سيطرته الكاملة وقيادته بعد نجاح كبير في الحرب الشرسة ضد الحركات المسلحة في دارفور. وعلى الرغم من نجاحها، استمرت قوات الدعم السريع في التبعية لجهاز الأمن والمخابرات السوداني في سنوات تأسيسها، وليس للقوات المسلحة.
- بدلاً من جعلها تتبع للقوات المسلحة، أصبحت قوات الدعم السريع تحت إشراف جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وبالتالي تم اعتبارها قوة نظامية منفصلة تتبع مباشرة لرئيس الجمهورية. تم تعيين حميدتي قائداً لها، وتوسعت أنشطة القوات لتشمل دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وجميع أنحاء السودان
- كجزء من سياسة إعادة الهيكلة لقوات الدعم السريع، تم تحديد الرتب العسكرية لضباط وجنود هذه القوات بطريقة مشابهة لتلك التي تُطبق على القوات المسلحة السودانية. حصل حميدتي على رتبة عميد، على الرغم من أنه لم يكمل الأربعين عامًا بعد. وتم التوصل إلى اتفاق بشأن شعار وزي لقوات الدعم السريع، وتم تكليف عدد من كبار الضباط في القوات المسلحة لتدريب قوات الدعم السريع بهدف تطويرها كقوة حديثة تتبع نظم الجيش السوداني. .
انتصارات في دارفور
بعد تشكيل قوات الدعم السريع واعتمادها قوة نظامية مقاتلة؛ خاضت عددا من المعارك المهمة بأوامر من الحكومة السودانية ضد الحركات المسلحة في دارفور، منها:
- معركة "دونكي البعاشيم" عام 2014 وكانت ضد حركة جيش تحرير السودان.
- معركة "قوز دنقو" عام 2015 بجنوب دارفور ضد حركة العدل والمساواة، وأدت إلى هزيمة كبيرة للحركة.
- عملية الصيف الحاسم عام 2015 ضد الحركات المسلحة التي تمكنت من السيطرة على مناطق عديدة، وقد انتهت هذه العملية بانتصار قوات الدعم السريع والسيطرة على جبل مرة وبلدة قولو، التي كانت تخضع لسيطرة جيش تحرير السودان منذ عام 2003. .
دور قوات الدعم السريع في دارفور
- تم تأسيس وتقنين قوات الدعم السريع بقرار رئاسي وأُلحِقَت بجهاز الأمن والمخابرات الوطنية وأصبحت تتبع مباشرة رئيس الجمهورية.
- لعبت قوات الجنجويد، ثم قوات الدعم السريع، دورًا محوريًا في الصراع الدامي في دارفور، حيث ساهمت في تعزيز سيطرة الحكومة السودانية عبر تنفيذ هجمات تطهير عرقي ضد السكان غير العرب.
- التحولات التي شهدتها هذه القوات من ميليشيا إلى قوة عسكرية وتجارية مدعومة من الحكومة، أكسبتها نفوذًا كبيرًا في الإقليم، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من التحولات الأمنية والسياسية والاقتصادية في السودان. ومع استمرار الصراعات والتحديات، يبقى دور هذه القوات وتأثيرها موضوعًا حاسمًا في مستقبل السودان واستقراره لاحقاً.
.... يتبع .
#اوقفوا_هذه_الحرب_العبثية #لا_للحرب #لا_للكيزان #لا_للجنجويد #السودان
بقلم د. مازن ابوالحسن
فيلادلفيا، الولايات المتحدة الأمريكية 25 مايو 2024 |
| |
 
|
|
|
|
|
|
|