المُصطلح الإنجليزي Useful Idiot يُترجم إلى ترجماتٍ متنوعة أشهرها: مغفل مفيد، مغفل نافع، ساذج مفيد، ساذج
في السياقات السياسية، يعتبر مصطلح المغفل المفيد (بالإنجليزية: Useful Idiot) مصطلحًا مهينًا وساخرًا لأي شخصٍ استُخدمَ مساعدًا لحركاتٍ سياسية لا يعلم حقيقتها بشكلٍ كامل. يعود تاريخ استخدام هذا المصطلح في الأصل لفترة الحرب الباردة، حيث يصف هذا المصطلح بعض من غير الشيوعيين الذين كانوا عرضة للتأثر بالحملات الشيوعية .
يشير مصطلح "المغفل النافع" إلى الأشخاص الذين يسهل التلاعب بهم وغسل أدمغتهم.. الأشخاص الذين تم استخدامهم للدعاية لقضية ما دون الفهم الكامل لأهداف القضية والأيديولوجية الكاملة التي تقف وراءها.
"الأحمق المفيد- المغفل النافع" يتم التلاعب به واستخدامه من قبل قادة القضية، وهو الشخص الذي يتبع أي أيديولوجية بشكل أعمى ويتجاهل الحقائق.
ما هو أصل الأحمق المفيد=المغفل النافع؟
هناك اعتقاد شائع بأن هذا المصطلح تم اختراعه في روسيا السوفيتية، وبشكل أكثر تحديدًا بواسطة فلاديمير لينين، لوصف الأشخاص المتعاطفين مع الشيوعية في أمريكا. دافعوا عن الشيوعية من مكانهم في الغرب دون أن يفهموا صورتها كاملة وسياساتها الداخلية، ولكن بمجرد انتهاء المهمة، لم يعد هؤلاء الأشخاص "مفيدين" بعد الآن.
ومع ذلك، وفقًا لمقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز عام 1987، قام صحفي يُدعى ويليام سافير بالتعمق في القضية واكتشف أنه لا توجد صلة فعلية بين لينين والمصطلح وبالمثل، كتب قاموس أوكسفورد الإنجليزي: "لا يبدو أن هذه العبارة تعكس أي تعبير مستخدم داخل الاتحاد السوفيتي".
الانتشار والاستخدام
كيف انتشر مصطلح "الأحمق المفيد"؟
مصطلح "االمغفل النافع"،تم استخدامه لأول مرة في التاريخ الحديث في دورية بريطانية عام 1864.
ثم استخدام المصطلح خلال الحرب الباردة.
أول ظهور معروف لهذا المصطلح كان في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز في يونيو 1948. كان المقال حول السياسة الإيطالية، حيث ذكروا تفاصيل من صحيفة إيطالية تسمى لومانيتا، حيث استخدموا المصطلح للإشارة إلى اليساريين. جناح الديمقراطيين الاشتراكيين.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز في يونيو 1948 حول السياسة الإيطالية نقلاً عن صحيفة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الإيطالي L'Umanità بان صهيفة لومانيتا جادلت بأن الحزب الاشتراكي الإيطالي، الذي دخل في جبهة شعبية مع الحزب الشيوعي الإيطالي المعروفه باسم الجبهة الديمقراطية الشعبية خلال الانتخابات العامة الإيطالية عام 1948، سيتم منحه خيار إما الاندماج مع الحزب الشيوعي الإيطالي أو ترك التحالف. تم استخدام هذا المصطلح لاحقًا في مقال نشر عام 1955 في الاتحاد الأمريكي لمراسلي أخبار العمل للإشارة إلى الإيطاليين الذين دعموا القضايا الشيوعية. استخدمت مجلة تايم هذه العبارة لأول مرة في يناير 1958، حيث كتبت أن بعض أعضاء حزب الديمقراطية المسيحية يعتبرون الناشط الاجتماعي دانيلو دولسي مغفل نافع للقضايا الشيوعية. وقد تكررت منذ ذلك الحين في مقالات تلك الدورية، من السبعينيات، إلى الثمانينيات، إلى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين،
في اللغة الروسية، كان مصطلح "الحمقى المفيدون" (بالروسية: полезные дураки، ترجمة.polezniye duraki) مستخدمًا بالفعل في عام 1941. وقد تم استخدامه بشكل ساخر ضد "العدميين" الروس في ستينيات القرن التاسع عشر، الذين قيل إنهم، بالنسبة للعملاء البولنديين، ليس أكثر من "حمقى مفيدين ومتحمسين سخيفين"هذا المصطلح (المفرد: полезный дурак) نسب إلى لينين بواسطة فلاديمير بوكوفسكي.
في حين أن عبارة "أغبياء الغرب المفيدين" غالبًا ما تُنسب إلى فلاديمير لينين، إلا أنه لم يتم توثيق أنه استخدم هذه العبارة على الإطلاق. في مقال نشر عام 1987 لصحيفة نيويورك تايمز، تحدث الصحفي الأمريكي ويليام سافير عن بحثه عن أصل المصطلح. وكتب أن أحد كبار أمناء مكتبة المراجع في مكتبة الكونجرس، جرانت هاريس، لم يتمكن من العثور على هذه العبارة في أعمال لينين.ولا لدى مقر الحزب الشيوعي في نيويورك. وخلص إلى أنه في ظل عدم وجود أدلة قوية، يجب استخدام صياغة حذرة، على سبيل المثال، "عبارة منسوبة إلى لينين دون دليل .
من الجدير بالذكر، أنه في عام 1959، كتب إد ديرونسكي وهو عضو في الكونجرس من ولاية إلينوي الأمريكية، مقالةً افتتاحية في صحيفة شيكاغو دايلي كالوميت ذكر فيها «هؤلاء من سماهم لينين بالمغفلين المفيدين في لعبة الشيوعية» في إشارةٍ إلى الأمريكيين الذين سافروا إلى الاتحاد السوفيتي «كداعمين للسلام»، وقد تم تقييد هذه المقالة في سجلات الكونجرس. في عام 1961م، أكد الصحفي الأمريكي فرانك جيبني بأن لينين هو من صاغ عبارة «المغفل المفيد»، كما أضاف جيبني أن النعت كان وصفًا جيدًا لأتباع الشيوعيين من جان بول سارتر مرورًا بالاشتراكيين اليساريين في اليابان وحتى أعضاء الجبهة الشعبية التشيلية. ذكر الدبلوماسي السابق والذي تمركز في عدد من دول أمريكا اللاتينية خلال الثلاثينيات والأربعينات والناشط السابق في شركة يونايتد فروتس سبريل برادين في خطاب ألقاه عام 1965 بأن العبارة قد تم استخدامها من قبل جوزيف ستالين للإشارة إلى ما ذكره برادن في وصف داعمي حملات الاتحاد السوفيتي الدعائية «برغم أن أعدادهم لا تحصى، الا أنهم مغفلون ذوي نوايا حسنة ومثاليين».
استُخدام هذا المصطلح في مجلة ساترداي ريفيو الأمريكية في اليوم العاشر من شهر يونيو (حزيران) 1864، حيث سخرَ سياسي من مصوت لم يذكر اسمه قـائلًا: «إنه أحد المغفلين المفيدين» وذلك تعليقًا على موقفه المتطرف المعارض للحكومة آنذاك.
من ناحيةٍ أخرى، فقد ظهرت عبارة مشابهه لـمصطلح «المغفلون المفيدون»، وهي «الأبرياء المفيدون». قد ورد في كتاب "Planned Chaos" (الفوضى المدبرة) والذي نشر في عام 1947 للعالم في مجال الاقتصاد لودفيج فون ميزس (وهو عالم أمريكي من أصول نمساوية)، حيثُ ذكر فيه أن هذا المصطلح قد استخدم من قبل الشيوعيين تجاه الليبراليين، الذين وصفهم العالم الكاتب «بالمتعاطفين المضللين والمشوِّشين» ومن الجدير بالذكر أنه هذا المصطلح قد ظهر أيضاً في مجلة ريدرز دايجست عام 1946 في مقالةٍ عنوانها: «درس يوغوسلافيا المأساوي للعالم» والذي كتبه بوجدان راديتسا الذي خدم في منفى الحكومة اليوغوسلافية خلال الحرب العالمية الثانية والذي دعم أيضًا أنصار الرئيس اليوغوسلافي الأسبق جوزيف بروز تيتو (بالرغم من أنه ليس شيوعيًا) والذي دعم حكومة تيتو الجديدة لفترةٍ وجيزة قبيل مغادرته إلى مدينة نيويورك الأمريكية. يذكر أن راديستا قد قال ذات مرة باللغة الصربية الكرواتية: «لدى الشيوعيون عبارةً تخص الديمقراطيون الحقيقيون الراغبون بالتعاون مع الشيوعيين لأجل» الديمقراطية«، وهي»Korisne Budale«أو المغفلون المفيدون».
ناقش الصحفي الأمريكي ويليام سافير في مقاله المنشور في صحيفة نيويورك تايمز عام 1987 الاستخدام المتزايد لعبارة «المغفل المفيد» تجاه «أي شخص لا يقف ضد الشيوعية بالشكل المطلوب وذلك بحسب وجهة نظر مستخدم العبارة» بمن فيهم أعضاء الكونجرس الذين دعموا كونترا والجبهة الساندينية للتحرير الوطني في نيكاراغوا بالإضافة إلى دعمهم لحزب العمل الهولندي. كما تجدر الإشارة إلى أن الزعيم السياسي المحافظ هوارد فيليبس قد صرح ذات مرة بأن الرئيس الأمريكي رونالد ريغان «مغفلٌ مفيدٌ للبروبغندا السوفيتية» ولذك آثر إبرامه لمعاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى مع الزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف.