في مدينة مزقتها الحرب، حيث الأصوات لم تعد تعرف سوى دوي الانفجارات وصراخ الأبرياء، كان يعيش **يونس**. شاب في مقتبل العمر، وجد نفسه فجأة وسط دوامة من الفوضى والدمار. كان يونس معروفًا بين أهل الحي بغرابته، فقد كان يمتلك عينًا لرؤية الجمال حتى في أقسى الظروف. لكن الحرب لم تترك له متسعًا للتأمل، فقد أجبر على النزوح مع عائلته بحثًا عن الأمان.
تحت وطأة الضغط النفسي، بدأ يونس يفقد بريقه. الابتسامة التي كانت لا تفارق وجهه أصبحت نادرة، والأحلام التي كان يرسمها في خياله تبخرت وَسْط غبار المعارك. لكن في أعماقه، كان يونس يحتفظ بشعلة الأمل. كان يؤمن أن الحرب لن تستمر إلى الأبد وأن السلام سيعود يومًا ما ليحتضن الجميع.
في ليلة باردة، وجد يونس نفسه وحيدًا تحت سماء مليئة بالنجوم. نظر إلى الأعلى وتمتم بصوت خافت: "ربما هناك، بين تلك النجوم، يوجد عالم بلا حروب، عالم يمكنني فيه أن أحلم مجددًا". وفي تلك اللحظة، شعر براحة غريبة تسري في أوصاله. كانت السماء تذكره بأن الجمال لا يزال موجودًا، حتى لو كان بعيد المنال.
مع مرور الأيام، بدأ يونس يستعيد بعضًا من غرابته الجميلة. بدأ يرسم على جدران الملجأ الذي يعيش فيه، يرسم الأمل والسلام والحب. وبالرغم من أن الحرب لم تنته بعد، إلا أن يونس أصبح يعيش بسلام داخلي، متمسكًا بالأمل الذي يحمله في قلبه.
وهكذا، في عالم مليء بالغرائبيات، كان يونس بطل قصتنا، الذي علمنا أن الضغط النفسي لا يمكن أن يطفئ النور الذي بداخلنا طال ما أننا نحتفظ بالأمل ونؤمن بالجمال، حتى في أحلك الظروف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة