Post: #1
Title: لحنٌ يبعث الأمل- أقصوصة
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 04-19-2024, 05:41 PM
05:41 PM April, 19 2024 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
في قلب مدينةٍ عتيقة، يروي بيتٌ قديم حكايةَ زمنٍ مضى، زمنٍ غمرتهُ الحربُ بخيالاتِها القاتمة.
نافذةٌ مكسورةٌ هنا، وجدرانٌ مُلطخةٌ بآثارِ المطرِ هناك، كلّها تروي حكايةَ غيابٍ وفقدٍ.
لكنْ في زاويةٍ منسيةٍ من ذلك البيتِ المهجور، يقفُ بيانوٌ قديمٌ، غارقٌ في غبارِ الزمنِ، ينتظرُ لحنًا يُوقظُ روحَهُ من جديد.
كانَ ذلك البيانو يحملُ قصةً خارقةً، يُقالُ أنّها تعودُ إلى عمّةِ صاحبِ البيتِ، سورين، التي كانت تُتقنُ العزفَ عليه بِبَرَاعَةٍ لا مثيلَ لها.
كانَ الناسُ يُؤمنونَ بأنّ ذلك البيانو يمتلكُ قوّةً سحريةً، وأنّهُ قادرٌ على تحقيقِ أمانيهم إذا عزفوا عليه بِقَلْبٍ صادقٍ.
في يومٍ من الأيام، دخلَ شابٌّ يُدعى بيترُ ذلك البيتَ المهجورَ، مُثقلاً بالحزنِ والضيقِ.
كانَ بيترُ قد فقدَ عائلتهُ في الحربِ، ولم يبقَ لهُ سوى ذكرياتٌ جميلةٌ يُغرقُ فيها أحزانهُ.
جذبَ انتباهَ بيترَ ذلك البيانو القديمُ، فاقتربَ منهُ بِحذرٍ، وبدأ يُلامسُ أوتارهُ بِأطرافِ أصابعهِ.
في لحظةٍ، انسابَ من تحتِ أناملهِ لحنٌ حزينٌ، يُعبّرُ عن عمقِ مشاعرهِ وأحزانهِ.
مع كلّ نغمةٍ يعزفُها بيترُ، يبدأُ البيانوُ القديمُ بالاستجابةِ، كأنّهُ يُشاركُهُ أفراحَهُ وأحزانهُ.
فجأةً، يبدأُ البيانوُ في الوميضِ، ويُشعُّ بنورٍ سحريٍّ يُضفي على المكانِ جوًّا من الخيالِ والسحرِ.
في ذلك النورِ، يرى بيترُ أحلامهُ وأمانيهِ تتحققُ أمامَ عينيهِ، وكأنّ البيانوَ يُقدّمُ لهُ فرصةً جديدةً للحياةِ.
يُواصلُ بيترُ العزفَ، ويُغرقُ في لحنٍ يجمعُ بين الحزنِ والأملِ، بين الماضي والمستقبلِ.
مع مرورِ الأيامِ، يُصبحُ البيانوُ جزءًا لا يتجزأ من حياةِ بيترِ، ويُساعدهُ على التعبيرِ عن مشاعرهِ وأفكارهِ بِطريقةٍ جديدةٍ.
يُصبحُ بيترُ موسيقيًا مُبدعًا، يُشاركُ الناسَ لحنهُ السحريّ، ويُدخلُ الفرحَ والبهجةَ إلى قلوبِهم.
هكذا، يُصبحُ البيانوُ السحريّ رمزًا للأملِ والإيمانِ، ويُذكّرُ الناسَ بأنّ في كلّ منّا لحنًا فريدًا ينتظرُ أن يُعزفَ على أوتارِ الحياةِ.
فلنُواصلْ العزفَ بِقَلْبٍ صادقٍ، ونحققْ أحلامَنا ونُضِيءَ دروبَ حياتِنا بأنوارِ الأملِ والسعادةِ.
|
|