في الحنين إلى صدام حسين: لماذا يشعر بعض الناس بالحنين إلى الأنظمة الديكتاتورية؟

في الحنين إلى صدام حسين: لماذا يشعر بعض الناس بالحنين إلى الأنظمة الديكتاتورية؟


04-16-2024, 05:10 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1713240609&rn=0


Post: #1
Title: في الحنين إلى صدام حسين: لماذا يشعر بعض الناس بالحنين إلى الأنظمة الديكتاتورية؟
Author: Mohamed Omer
Date: 04-16-2024, 05:10 AM

05:10 AM April, 16 2024

سودانيز اون لاين
Mohamed Omer-
مكتبتى
رابط مختصر



رأيي المتواضع:

يُشار أحيانًا إلى الظاهرة التي وصفها االكاتب باسم "أوستالجيا" "-ostalgie,"، وهو مصطلح ألماني يمزج بين كلمتي "الشرق" و"الحنين". إنه شكل من أشكال الحنين إلى جوانب الحياة في ألمانيا الشرقية، وعلى نطاق أوسع، إلى الحياة في ظل الأنظمة الاشتراكية السابقة في أوروبا الشرقية. ليس من غير المألوف أن يعبر الناس عن شوقهم لعناصر معينة من الماضي، خاصة في أوقات الصعوبات الاقتصادية أو عدم الاستقرار الاجتماعي.

يمكن أن يكون هذا الشعور معقدًا ومتعدد الأوجه. فمن ناحية، قد يعكس الرغبة في تكرار النظام المتصور في كتب الماركسية ، والقدرة على التنبؤ، والأمن كما في الماضي. ومن ناحية أخرى، يمكن أن يكون أيضًا نقدًا للحاضر، حيث يشعر الأفراد بتدهور قيم أو ظروف معينة.

من المهم أن نلاحظ أن هذا الحنين غالبًا ما يتجاهل الجوانب السلبية لهذه الأنظمة، مثل القمع السياسي وانعدام الحريات الشخصية. لقد كانت التكلفة البشرية لهذه الديكتاتوريات كبيرة، ولا يزال إرثها قيد البحث حتى اليوم.

عند مناقشة هذه المواضيع، من المهم التعامل معها بحساسية وفهم للسياق التاريخي، مع إدراك أن تجارب الناس وذكرياتهم يمكن أن تختلف بشكل كبير. إنه تذكير بأهمية مواجهة التحديات الحالية مع التعلم من الماضي.


هناك العديد من الكتب التي تناقش مفهوم الحنين إلى الماضي والموضوعات الأوسع للحنين إلى الحياة في ألمانيا الشرقية والدول الاشتراكية السابقة الأخرى. فيما يلي بعض العناوين التي قد تجدها مثيرة للاهتمام:

“The Picnic: A Dream of Freedom and the Collapse of the Iron Curtain” by Matthew Longo

“Beyond the Wall: East Germany, 1949–1990” by Katja Hoyer

“Kairos” by Jenny Erpenbeck (available in English translation by
New Directions)

“Siblings” by Brigitte Reimann (first English translation published by Transit Books)

“Where the World Ended: Re-Unification and Identity in the German Borderland” by Daphne Berdahl

“What Remains: Everyday Encounters with the Socialist Past in Germany” by Jonathan Bach

تقدم هذه الكتب مجموعة من وجهات النظر حول الحياة في ألمانيا الشرقية وظاهرة الحنين إلى الماضي Ostalgie، بدءًا من التحليلات التاريخية وحتى الروايات الشخصية والخيال. يمكنهم توفير فهم أعمق لكيفية تذكر الناس وتفسيرهم للماضي في سياق تجاربهم الحالية.

================================


في الحنين إلى صدّام

https://tinyurl.com/3j6arph5https://tinyurl.com/3j6arph5

علت في الآونة الأخيرة أصوات تعبّر عن الحنين إلى عهد صدام حسين، وتتحسر على أيامه، مقارنةً بما حل بالعراق من بعده من انهيار في المؤسسات والاقتصاد، خصوصاً الأمن. ومثل هذه الحال النفسية والحنين إلى الديكتاتورية عُرفا في بلدان ومناطق كثيرة، خصوصاً في أوروبا الشرقية بعد سقوط الأنظمة الشيوعية. فقد تندّمت الناس على ظواهر مثل نيكولاي تشاوتشيسكو في رومانيا، وفالتر أولبرشت في ألمانيا الشرقية. بل إن بعض الناس في روسيا تمنوا عودة جوزيف ستالين.

تعود مثل هذه المشاعر إلى الناس في الغالب لسببين: الأول، والأهم، أن الذاكرة البشرية ضيقة وقصيرة، والثاني: فشل، أو سوء الذين يأتون من بعد. يفكر العراقي في نوري المالكي فيحنّ إلى صدام حسين. لكنه ينسى أن صدام الذي بدأ زعيماً يعمل على النهضة الصناعية، ما لبث أن تحوّل إلى نقل العراق من حرب إلى حرب، ومن نزاع عربي إلى نزاع، وأقحم العالم العربي في العداء وأعاده -ومعه العراق- ألف عام إلى الوراء باحتلال الكويت.

بدأ ببناء العراق وانتهى وخلفه 48 قصراً وعدد غير معروف من «وجبات» الإعدام في ساحات بغداد، ويظهر على العراقيين معتمراً قبعةً واسعةً، يطلق النار في الهواء، ومن حوله عديّ وقصيّ، كل منهما معه بندقيته.

كانت تلك مشاهد من «ماكبث»، أو من «هاملت»، وليس من دولة في القرن العشرين، رئيسية في الأسرة الدولية، وأساسية في العالم العربي. دولة في هذه المكانة سمح رئيسها لرجال «القبيلة» بقتل زوجي ابنتيه، ووالدي أحفاده، من دون محاكمة، حتى من نوع المحاكمات الشائعة في العالم العربي. أو مثل تلك التي سوف يخضع لها هو أيضاً في عدالة بول بريمر وآفاقه المستقبلية، التي جعلته يحل جيش العراق انتقاماً من رئيسه، في حماقة، أو جريمة، لا تزال مضاعفاتها تتوالى حتى اليوم.

يستذكر الإنسان من التاريخ بناة الأمم، وموحدي الشعوب، ورموز الحرية، وآباء العفو والمصالحات. يستذكر الزعماء بإنجازاتهم وخيراتهم وعمرانهم ونهضتهم، خصوصاً بسلامهم وطمأنينتهم.


سمير عطا الله

كاتب عربي من لبنان، بدأ العمل في جريدة «النهار»، ويكتب عموده اليومي في صحيفة «الشرق الأوسط» منذ 1987. أمضى نحو أربعة عقود في باريس ولندن وأميركا الشمالية. له مؤلفات في الرواية والتاريخ والسفر؛ منها «قافلة الحبر» و«جنرالات الشرق» و«يمنى» و«ليلة رأس السنة في جزيرة دوس سانتوس».