إبن عمر التونسي ودارفور والسودان و:نابليون

06:18 AM April, 13 2024

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر

ما دخل نابليون؟

أولا اعترف أن هذا البوست جاء كرد فل استنكاري لموضوع ما.. سأشرحه لاحقا..

"كتاب تشحيذ الأذهان في سيرة بلاد العرب والسودان" كتاب يجب أن يكون ضمن المناهج الدراسية..ضمن كتب أخرى..

كنت قد بدأت الكتابة عن كتاب ابن عمر التونسي تعريفا به في هذا المنبر قبل خمسة أعوام ولكن تفرعت بي الدروب..و(انشدهت)

والآن وأنا أحاول لملمة أطرافي المترهلة وأفكاري المشتتة لكي اكتب شيء مفيد ومنشور.كان من بين خطتي أن أكتب عن الكتب الأربعة المهمة عن تاريخ السودان الحديث( بين القرن 18-19) ...وهي:

*عصر البطولة في سنار لمؤلفه جي سبولدينق

* تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان

* حياتي للشيخ بابكر بدري

* رحلتي في بلاد النوبة والسودان لجون لويس بوركهارت

وأنا استرجع من موضوعاتي السابقة في المنبر وجدت تعبيرا كنت قد كتبته من قبل...ووجدت أنه لازال ينبض بالحياة في مشاعري وأنه لا زال يمثلني فكرة وإحساسا..لذلك سأنزله كما هو فيما يلي:
الحقيقة جاءت فكرة بوستي هذا انطلاقاً، كما في كثير من موضوعاتي التي اكتبها، من دافع عاطفي بحت ..أي بمعنى إما إعجاب بشخص(كاتب، مؤرخ، مترجم، ...مفكّر،شخص ذو سجايا تأخذ بالألباب)...أو يكون إعجاباً بموضوع يمس تاريخنا الغامض و المُضاع في كثير من جوانبه( الشكر للاجانب الذين ابتدروا لنا البحث عنه)..و بما أن الدافع العاطفي هو دافع شخصي بحت..و بالتالي أتوقع بطبيعة الحال، أن يختلف معي الكثيرون حوله أو لا يتفقون معي......لذا لا اتوقع كثير مشاركةٍ في معظم الاحيان..و إن كان المشاركة تُفرح القلب ..لأنها دليل على أنك حققت هدفاُ..و لكني في قرارة نفسي أعرف أن ما اكتبه ليس من الموضوعات ذات الرواج ،أوالموضوعات التي تتناول موضوعات الساة الساخنة حسب تطورات الاوضاع...و هنه مناسبة لأن أحي كثيرا من الإخوة الأعضاء الذين لم اتداخل معهم رغم أني أقرأ ما يكتبون........و أحيانا يكون اختلاف وجهة النظر دافعا لكي لا أعلّق حتى لا أفسد مسار البوست ...هناك أناس أحبهم جدا من على البعد ...حب صامت...و أتمنى لو اتواصل معهم على الصعيد الشخصي..و لكن..

كمدخل أو كتوطئة كان للإخوة أهل المغرب العربي(المغاربة دور ونشاط بارز من العصر الوسيط في الثقافة والعلم وانتقل نشاطهم ذلك ليجوب مع ابن

بطوطة الذي جاب العديد من بلدان العالم لينتقل نشاط علماء المغرب ورحالوها إلى الشرق خاصة مصر حيث استقروا فيها علماء وتجار ورجال دين .. وقبل سنوات

أثناء وجودي في مصر وجدت أن معظم الشيوخ العظام و أصحاب الطرق التي يتبرك بها المصريون وينتمون إليها هي لرجال من المغرب أتوا... أحمد البدوي في طنطا و سيدي جابر و المرسي

ابو العباس في الاسكندرية..وكثير غيرهم.

وتساءل أحدهم في كتاب عن دور أهل المغرب في مصر بقوله كان المغاربة هم أهل العلم و التجارة في مصر و أهل الثراء و العلم حتى جاء محمد علي باشا فاختفوا من مصر..‏

و هذه الملاحظة كانت موضوع كتاب يتساءل فيها كاتبه عن أين اختفى المغاربة بعد محمد علي..‏

وللمغرب أثر كبير في السودان..

وصاحب هذا الكتاب الذي جاء صدفة للسودان صار كتابه مرجعا مهما لتاريخ دارفور والحكم السناري في نهاية القرن 18.

من ناحية المغاربة فقد كان لهم دور كبير في السودان علما و ثقافة بشكل مباشر أو غير مباشر...‏
ولا ننسى نحن السودانييون ما كتبه محمد عمر سليمان ( ابن عمر التونسي) ذلك الشاب الغض الذي أتى للسودان بحثا عن أبيه خلال فترة الحكم ‏السناري.. و غيّض الله

له له البقاء في دارفور ليقضي سنينا عديدة ‏وحين رجع إلى مصر خلال فترة نابليون أقنعه أحد علماء الحملة بكتابة ذكرياته وقصصه العجيبة عما عاشه وشاهده

في دارفور ‏في نهاية القرن الثامن عشر..فكتب كتاب تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان والذي أصبح مرجعا مهما و فريدا و ربما ‏الوحيد في الفترة لما قبل الاحتلال

التركي للسودان... الغريب في الأمر إن ما قام بترجمته المصريون الذين لم يتركوا أي مرجع ‏كان فيه ذكر لمصر إلا و ترجموه..و تمت ترجمته قبل أكثر من خمسين عاما.. ولكن

لم يهتم به إلا القليلون و لم يأتي ذكره في المناهج الدراسية و لم يهتم به السودانيون كثيرا..

......الغريبة أن بعضا من الاساتذة في جامعة القاهرة فرع الخرطوم ‏في فترة الستينات قاموا برحلة لتحقيق الكتاب فقاموا بتتبع مسار رحلة محمد ابن عمر

لتحقيق كتابة ونطق اسماء الأماكن من القرى و الأمصار التي ذكرها ابن عمر و قاموا بتصحيح أسماء المناطق و ‏القبائل..‏

مواصلة