لا غرابة أن يشعر السودانيون وهم يتبادلون التهاني بمناسبة العيد بغصةٍ في قلوبهم وأن تكون ذيول ضحكاتهم مبلولة بالدمع ويوشكوا أن يعتذروا إذا استغرقوا في فرحةٍ عابرة، لأن الحرب المشتعلة في وطنهم بلغت بالمعاناة الإنسانية أعلى من ذروتها ولم تترك مجالاً لضحكةٍ ولا فرحة.
ولكن بالرغم من فداحة المعاناة - موتاً وجوعاً وتشريداً وانتهاكات، وتهديداً لكيان الوطن الموحد - تظل مساحة الأمل موجودة وثمة وميضٍ تحت رماد المواقد المطفأة في البيوت بسبب التشريد والفاقة، ما دام هناك من يضع الوطن نصب عينيه ويرفض التخلي عن العقل لمصلحة الانفعال والرغائب ويرفض الإعراض عن نداء السلام لمصلحة أبواق الحرب ويعلم أن حبال التضليل عبر التلاعب بالوقائع والمواقف قصيرة، مهما استطالت، لأن لكل ما هو مضاد للمنطق والحقيقة والواقع عُمْراً محدوداً.
نرسل التهنئة لكل السودانيين بمناسبة عيد الفطر المبارك .. ولأعضاء وعضوات حزبنا وهم يقاسون ويلات الحرب مع شعبهم - داخل الوطن وفي شتات النزوح - ويصطّفون مع السّاعين لإسكات أصوات البنادق وشَقِّ طريق السلام لإنهاء الكارثة الإنسانية واعتماد خيار الحل السياسي التفاوضي لقضايا الأزمة الوطنية المتراكمة.
نتمنى لشعبنا خلاصاً عاجلاً من المحنة الحالية، والتوافق على عقدٍ جديد يحقق التعافي والتكامل ويبني به وطناً تسود فيه شروط الحياة الكريمة لجميع أهله بلا تمييز، ويدخل به في صيامٍ دهري عن الحروب والاستبداد والغلو والتنافر وكل خطايا الماضي وخيباته.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست