الطيب صالح والفيتوري: رمزان سودانيان يشجبان الراهن المظلم

الطيب صالح والفيتوري: رمزان سودانيان يشجبان الراهن المظلم


03-21-2024, 06:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1710999934&rn=0


Post: #1
Title: الطيب صالح والفيتوري: رمزان سودانيان يشجبان الراهن المظلم
Author: مصطفى نور
Date: 03-21-2024, 06:45 AM

06:45 AM March, 21 2024

سودانيز اون لاين
مصطفى نور-امريكا نيوجرسي
مكتبتى
رابط مختصر






يقول الفيتوري في ديوانه الأول "أغاني إفريقيا" الصادر عام 1955 في قصيدة تحمل عنوان "البعث الإفريقي" :

"لتنتفض جثة تاريخنا

ولينتصب تمثال أحقادنا

آن لهذا الأسود المنزوي

المتواري عن عيون السنا

آن له أن يتحدى الورى

آن له أن يتحدى الفنا

فلتنحن الشمس لهاماتنا

ولتخشع الأرض لأصواتنا

إنا سنكسوها بأفراحنا

كما كسوناها بأحزاننا

أجل ... فإنا قد جاء دورنا

إفريقيا

إنا أتى دورنا"

يحفل هذا المقطع بالغضب وبالدعوة إلى الخروج من أسر التاريخ. الصيغة الآمرة التي تسيطر على نسيجه تجعله خطابا يتوجه إلى المستقبل ويطمح إلى أن يحل فيه، كما يوحي بحتمية تحقق الانتصار كنتيجة للإرادة التي تأمر نفسها، فالخطاب يتوجه إلى جماعة يستحضرها الضمير المتصل "نا"، وكأنه يصل بين الشاعر كمحرك للثورة وبين الناس ويوحد بينهما، فيصبح الكلام متكاملا مع معناه وأهدافه.

وبعد أن أنجز الزرع يعد الشاعر باقتراب موسم الحصاد في قصيدة "الحصاد الأفريقي" المنشورة في ديوان "عاشق من إفريقيا" الصادر عام 1964:

"أصبح الصبح ... وها نحن على البعد التقينا

التقى جيل البطولات .... بجيل التضحيات

التقى كل شهيد قهر الظلم ... ومات

بشهيد لم يزل يسقي بذور الذكريات

-أصبح الصبح.... لنا خلفك يا صبح الحصاد

ألف صبح قد نسجناه بأضواء العيون

أيها القادم محمولا على سمر الأيادي

يا حصاد العرق الدامي... وميراث الجهاد

أيها التاج على جبهة شعبي وبلادي

آه ما أروعك اليوم على هذا الجبين"

كان سقف رصاصٍ ثقيلا/ تهالك فوق المدينة والناس/ كان الدمامة في الكون/ والجوع في الأرض/ والقهر في الناس/ قد مر طاغية من هنا ذات ليل/ أتى فوق دبابة/ وتسلق مجداً/ وحاصر شعبا/ وغاص في جسمه

محمد الفيتوري

\"الخرطوم الجميلة مثل طفلة يُنِيمونها عُنوةً ويغلقون عليها الباب، تنام منذ العاشرة، تنام باكية في ثيابها البالية، لا حركة في الطرقات. لا أضواء من نوافذ البيوت. لا فرح في القلوب. لا ضحك في الحناجر. لا ماء، لا خُبز، لاسُكّر، لا بنزين، لا دواء. الأمن مستتب كما يهدأ الموتى.

نهر النيل الصبور يسير سيره الحكيم، ويعزف لحنه القديم "السادة" الجدد لايسمعون ولا يفهمون.

يظنّون أنّهم وجدوا مفاتيح المستقبل. يعرفون الحلول. موقنون من كل شيء.

يزحمون شاشات التلفزيون ومكرفونات الإذاعة.

يقولون كلاماً ميِّتاً في بلدٍ حيٍّ في حقيقته ولكنّهم يريدون قتله حتى يستتب الأم

مِن أين جاء هؤلاء النّاس؟ أما أرضعتهم الأمّهات والعمّات والخالات؟"

للتسجيل في النشرة البريدية الاسبوعية
احصل على أفضل ما تقدمه "المجلة" مباشرة الى بريدك.

تخضع اشتراكات الرسائل الإخبارية الخاصة بك لقواعد الخصوصية والشروط الخاصة بـ “المجلة".

الخرطوم الجميلة مثل طفلة يُنِيمونها عُنوةً ويغلقون عليها الباب، تنام منذ العاشرة، تنام باكية في ثيابها البالية، لا حركة في الطرقات. لا أضواء من نوافذ البيوت. لا فرح في القلوب. لا ضحك في الحناجر. لا ماء، لا خُبز، لاسُكّر، لا بنزين، لا دواء. الأمن مستتب كما يهدأ الموتى

الطيب صالح

يستكمل الأديب السوداني بموقفه هذا مشروعا أدبيا وفكريا كان قد اشتغل عليه منذ بداياته ويرتبط بالبحث في جذورالاستعمار . ينظر في أحوال بلده فيجد فيه إرثاً استعماريا ثقيلا فكك مؤسسات البلاد، وعزز معالم الصراع القبلي وأقفل أبواب التحديث والتطوير، وعزل البلاد عن خصوصيتها.

الروائي الطيب صالح
يدافع في مقاله الذي عرف ذيوعا كبيرا والذي يستعاد مع تجدد الأزمات والانقلابات عن فكرة العلاقة التأسيسية التي تربط بين الاستعمار وطغاة الداخل الذين يعتبرهم امتدادا لغريب وطارئ يقدم نفسه بوصفه أصلا، وكأن البلاد قد ظهرت إلى حيز الوجود في اللحظة التي استلم فيها مقاليد الأمور.

السلطات المنبثقة من خراب البلد لا تعرف تاريخه ولا ثقافته فكيف يمكنها تمثيله والنطق باسمه. ولعل الطيب صالح في مقاله هذا كان يطرح مفهوم الانتماء الثقافي والاجتماعي إلى البلاد في مقابل الانتماءات القبلية والعقائدية.

نسج تعريفا للكائن السوداني بوصفه ذلك الشخص الذي يتصل بكل كيانه بروح البلاد وشعرها وثقافتها ومناخها وخصوصيتها، وليس ذلك الذي يأتي من خارج كل تلك العناصر ليحكمها، ويفرض عليها سياقات عقائدية قمعية تغلق في وجهها كل أبواب المستقبل.

بسؤاله "من هؤلاء"؟ الذي يتجدّد الآن ويبدو ملحا أكثر من أي وقت مضى، يطالب صاحب "موسم الهجرة إلى الشمال" و"عرس الزين" المتنطحين لحكم البلاد بإثبات انتمائهم إليها، وتحويل هذا الانتساب إلى ممارسة في السياسة والثقافة والأخلاق أو الخروج النهائي منها.

Post: #2
Title: Re: الطيب صالح والفيتوري: رمزان سودانيان يشجب
Author: مصطفى نور
Date: 03-21-2024, 06:46 AM
Parent: #1


Post: #3
Title: Re: الطيب صالح والفيتوري: رمزان سودانيان يشجب
Author: مصطفى نور
Date: 03-21-2024, 06:47 AM
Parent: #2


Post: #4
Title: Re: الطيب صالح والفيتوري: رمزان سودانيان يشجب
Author: adil amin
Date: 03-21-2024, 11:12 AM
Parent: #2

سلام مصطفى النور
بوست ممتاز بس علم مايو ده اكبر حالة استلاب حضاري فكري ثقافي سياسي اقتصادي اجتماعي نفسي
انقلاب مايو 1969 وصمة عار في تاريخ السودان المعاصر والشيوعيين والبعصيين والناصريين الهسة ديل 2024 ما بستحو بس ضيعو ثورة الشباب والهوية السودانية
https://www.0zz0.com

Post: #5
Title: Re: الطيب صالح والفيتوري: رمزان سودانيان يشجب
Author: adil amin
Date: 03-21-2024, 11:15 AM
Parent: #1

الايدولجية فن صناعة القروود وفي السودان الخمسة ديل مشكلة السودان الشيوعيين والناصريين والبعثيين والكيزان والسلفيين
ونديك اكشن الفيتوري ده يوريك الناس الحكمو في ال5 سنة الاخيرة دي في مشروع الفوضى الخلاقة الامارتي الاسرئيلي الامريكي
https://www.0zz0.com

Post: #6
Title: Re: الطيب صالح والفيتوري: رمزان سودانيان يشجب
Author: adil amin
Date: 03-21-2024, 11:18 AM
Parent: #5

ودي الاغنية العجيبة وقصيدة سليمان فارس الوصفت حال السودان والسودانيين في الوقت الراهن ووخلت الامل في الاخر