رواية ماركيز الأخيرة… «حتى أغسطس» هل هي صالحة للنشر؟

03:36 PM March, 14 2024

سودانيز اون لاين
حيدر حسن ميرغني-Colombo -Srilanka
مكتبتى
رابط مختصر

هل هي غطرسة الرجل المسن أن يجبر دائماً على تذكر أفضل سنوات عمره بغض النظر عن التغيرات التي تطرأ على الذاكرة بتقدم العمر

ما لم يدمر المؤلف بالفعل الأعمال التي لا يريد نشرها، فمن المؤكد أنه سيتم نشرها يوماً ما.
هل كان "غابو" يرمي إلى ذلك؟
من الواضح أنه أرادها أن تُنشر، ولم يكن يريد تدميرها

في وصيته ، أمر "كافكا" صديقه المقرب ماكس برود بتدمير أعماله غير المكتملة، لكن برود تجاهل هذه التعليمات ونشر الكثير من أعماله.

معروف عن "غابو" ، في أوج توهج ذهنه ، انه كان لا يعيد قراءة ما كتبه، لذلك، ربما كان من الصعب عليه تقبل نشر رواية خالجته فيها بعض الشكوك بسبب عدم القدرة على التذكر
ما المانع أن يتم نشرها إذا كانت بنفس جودة رواياته السابقة . أعتقد هذا شرف لإرثه الإبداعي.

الجميل في الأمر أن من يسعى لنشر الرواية هُم أبنائه ، وليس مجرد شركة نشر يائسة للحصول على المال

شكرا استاذ حيدر على مشاركتنا آخر ابداعات غابو.

ماذا تقصد بهذا المقطع:

Quote: هل هي غطرسة الرجل المسن أن يجبر دائماً على تذكر أفضل سنوات عمره بغض النظر عن التغيرات التي تطرأ على الذاكرة بتقدم العمر

هل هو هجوم على غابو؟

اهلاً استاذ اسامة

Quote: هل هو هجوم على غابو؟

نعم هو هجوم .. بس على طريقة زول مُحب لإبداعاته، لم يتمنى أن يراه بهذه الصورة
القصد ما الذي يجبره على ذلك .. لما لم يضع في إعتباره أن للعمر أحكامه على الذاكرة
لو امر بإتلافها كان أفضل له طالما أصبح أسير ذاكرة خؤونة

إن أردت لشيء آلا ينشر ... أتلفه بنفسك ولا توكل المهمة لآخر ...

شكرا حيدر على التوضيح.

الهجوم ليس في محله تماماً.
فلنقرأ المقطع التالي من المقال:

هو كان يحاول الحفاظ على هويته ككاتب.

Quote: هو كان يحاول الحفاظ على هويته ككاتب.

لن نختلف في ذلك استاذ اسامة
المحاولة في حد ذاتها لابد أن يكون لها قناعات تحميها
على السطح ، الهوية واضحة تماماً كالرغبة الشديدة في الكتابة مثلا
لكن التحدي الأكبر الذي يواجه الكتاب عموما هو مدى إستمرارية هذا الشغف مع تقدم العمر والإعتراف بذلك .

Quote: لكن التحدي الأكبر الذي يواجه الكتاب عموما هو مدى إستمرارية هذا الشغف مع تقدم العمر والإعتراف بذلك .

هنا المأزق الاكبر للكاتب:
عليه التقاعد.
وهذا ما تنفيه هوية الكاتب.
فيمكن ان يكون خياره بعد ذلك، كما يقول المقتبس:
الانتحار.

Quote: معروف عن "غابو" ، في أوج توهج ذهنه ، انه كان لا يعيد قراءة ما كتبه،

شكرا الأستاذ حيدر

بالعكس ماركيز (الفائز بجائزة نوبل 1982) كان مشهورًا بالتدقيق في كتاباته وحكي عنه أنه كان يراجع كل نصوصه بل ويعيد كتابتها أكثر من مرة قبل السماح بنشرها
ولهذا اثار خبر نشر رواية نلتقي في اغسطس الكثير من الأسئلة حول جودة الرواية وعدم اكتمالها حتى تصبح صالحة للنشر خاصة وأن ماركيز قرأ في العام 1999 مقاطع من نص ذكر أنه سيكون محورا لرواية سيكون اسمها نلتقي في اغسطس ثم مضى فكتب مذكراته في عشت لأروي الصادرة في 2004 ومن بعدها آخر رواياته في 2004 والتي حملت اسم ذاكرة غانياتي الحزينات
لهذا تحدث البعض عن شبهة أن الأمر يتعلق بالعائد المادي الذي يمكن أن يجني من أعمال ماركيز ولو كان هذا العمل غير مكتمل
شكري وتقديري