Post: #1
Title: تقرير- حرب روسيا وأوكرانيا تعبر إلى القارة الأفريقية من أجل الذهب والنفوذ
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 03-12-2024, 01:22 PM
01:22 PM March, 12 2024 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
تقرير: حرب روسيا وأوكرانيا تعبر إلى القارة الأفريقية من أجل الذهب والنفوذ
عواصم- متابعات SBC
قال تقرير استقصائي لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان طلب المساعدة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عندما بدأت قوات الدعم السريع معاركها في العاصمة الخرطوم أبريل الماضي. وأوضح التقرير أن زيلينسكي نظر بعين الاعتبار لطلب البرهان، فالذي كان يزود كييف سرا بالأسلحة منذ غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022، بحسب الصحيفة. وأضاف التقرير أن قوات الدعم السريع التي حاصرت الخرطوم حصلت على دعم من جموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية، التي تردد سابقا أنها تورطت في تعدين الذهب في السودان لتمويل خطط موسكو العسكرية، بما في ذلك الصراع في أوكرانيا. وفي غضون أسابيع من طلب البرهان، هبطت قوات كوماندوز أوكرانية في السودان، وبدأت عمليات عسكرية ضد الدعم السريع في الخرطوم، بحسب ما كشف جنود أوكرانيين شاركوا في العملية للصحيفة.
صراع على الأراضي الأفريقية
وتقول الصحيفة إن وصول الحرب في أوكرانيا إلى طريق مسدود، أدى لتوسيع نطاق الصراع على الأسلحة والموارد الاقتصادية، ليصل إلى أفريقيا، حيث يستعد الجانبان لمواجهة مطولة على أراضيها. وبينما انخرطت روسيا منذ فترة طويلة في استخراج الذهب وتدريب المقاتلين في عدد من الدول الأفريقية، فقد كثفت جهودها للضغط على دول صغرى، مثل الإكوادور، لثنيها عن دعم كييف بالأسلحة. بالنسبة لأوكرانيا، تمثل هذه الحملة الأفريقية “استراتيجية جريئة” لتعطيل العمليات العسكرية والاقتصادية الروسية في الخارج، وبالتالي رفع تكلفة الصراع بالنسبة لموسكو. وأكد ضابط أوكراني قاد إحدى فرق بلاده في السودان لـ”وول ستريت جورنال” ضرورة استهداف المصالح الروسية خارج الحدود الأوكرانية. وأشار إلى أنه “من المستحيل التغلب على روسيا بالقتال فقط على مساحة محدودة من الأرض، فإذا كان لديهم مناجم ذهب في السودان، فعلينا أن نجعلها غير مربحة”.
مخاطرة سياسية
وأفاد التقرير أن التدخل الأوكراني في السودان ينطوي على مخاطر سياسية كبيرة، خاصة في ظل تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا. فهي تورطت في صراع داخلي في دولة أجنبية، قُتل فيه عشرات الآلاف من المدنيين: وتتهم الولايات المتحدة كلا الجانبين بارتكاب جرائم حرب. وأجرت الصحيفة لقاء مع رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الجنرال كيريلو بودانوف، الذي امتنع عن تأكيد نشر قوات في السودان، لكنه أكد على ضرورة مواجهة القوات الروسية أينما وجدت. وقال بودانوف إن “الحرب عمل محفوف بالمخاطر، ونحن في حرب شاملة مع روسيا. لديهم قوات عسكرية في أجزاء مختلفة من العالم، ونحاول أحيانا ضربهم هناك”.
تهريب البرهان
وأورد التقرير أن الدفعة الأولى من القوات الأوكرانية، ناهز عددها مائة جندي، وصلت إلى السودان في منتصف أغسطس بهدف إخراج البرهان من الخرطوم، حيث كان محاصرًا من قبل قوات الدعم السريع. لكن البرهان تمكن من الإفلات من الحصار ومغادرة الخرطوم بفضل جهود حرسه الخاص. ولم ينس البرهان التعبير عن امتنانه للقوات الأوكرانية على دعمها واستجابتها. وأضافت الصحيفة أن البرهان بعد وصوله إلى مدينة بورتسودان، توجه إلى أيرلندا حيث التقى بزيلينسكي في مطار شانون. وكتب زيلينسكي على تيليغرام وقت الاجتماع: “ناقشنا التحديات الأمنية المشتركة لدينا، وبالتحديد أنشطة الجماعات المسلحة غير الشرعية التي تمولها روسيا”. وشكر زيلينسكي البرهان على “دعم السودان المستمر لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”. وأضافت الصحيفة أن عملية إنقاذ البرهان تحولت لاحقا إلى طرد الدعم السريع المدعوم من فاغنر من الخرطوم. وكشفت أن القوات الأوكرانية زودت حراس البرهان ببنادق من طراز AKM وكواتم صوت جديدة.
ضعف الخبرة القتالية لطرفي الصراع
وقال ضابط من غرفة العمليات الخاصة، الذي قاد أول مجموعة من الجنود الأوكرانيين داخل الخرطوم ، إن قواته تفاجأت بصراع يختلف تماماً عن ذلك الذي تركوه وراءهم في أوروبا الشرقية. ونقلت وول ستريت جورنال عن الضابط قوله إن “الجنود من كلا الجانبين يقاتلون وهم يرتدون الصنادل، وفي بعض الأحيان يستنفذون ذخيرة مخازن كاملة، وهم يرفعون بنادقهم فوق رؤوسهم غير قادرين على رؤية ما كانوا يطلقون النار عليه”. وأضاف للصحيفة أن الكثير من أفراد الجيش السوداني لم يحصلوا على رواتبهم منذ بدء القتال، ما أدى إلى إضعاف دوافعهم. ولاحظ الضابط أيضا أن المقاتلين لم يكونوا يرتدون علامات تظهر الجانب الذي ينتمون إليه، لذلك كانت النيران الصديقة تشكل تهديدا منتظما. وكشف ضابط العمليات الخاصة أن الهجمات المتبادلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تتوقف ليلا. وهنا استفادت القوات الأوكرانية من خبرتها في العمليات الليلية، مستغلة ضعف الدعم السريع أثناء الغارات الليلية، بحسب الصحيفة. وأضاف: “كانت هذه هي ميزتنا الكبيرة إذ كنا نعرف كيفية العمل ليلاً”. وزود الضابط صحيفة “وول ستريت جورنال” بمعلومات أكثر عن عملياتهم في الخرطوم قائلا إنهم كانوا يغادرون قاعدتهم حوالي الساعة الثامنة مساء، متجهين إلى المدينة في مجموعات مكونة من ستة أشخاص تقريبا، ويسافرون في شاحنات صغيرة. وكانت القوات الأوكرانية دائما ما تنسحب عائدة إلى قاعدتها بحلول الصباح خوفًا من لفت الانتباه، مضيفا: “حتى لو أردنا القيام بشيء ما خلال النهار، سيدرك الجميع ما يجري، فنحن مجموعة من الأشخاص البيض”. وبحسب إفادة الضابط، فإن مقاتلي قوات الدعم السريع الذين اعتادوا النوم في العراء على طول خط الجبهة، فوجئوا بالغارات الليلي. لكنهم أخذوا في إخفاء مواقعهم لاحقاً.
تجارة الأسلحة والذهب.. أسباب خفية للحرب
وذكر التقرير أن الصراع في السودان يجسد التقارب بين مصدرين بالغي الأهمية، الأسلحة والذهب. وبسبب الحروب المتكررة في البلاد على مدى عدة عقود، تدفقت الأسلحة من الولايات المتحدة وروسيا والصين وأماكن أخرى. وعندما غزت روسيا أوكرانيا،كانت كييف تبحث عن كل الأسلحة التي يمكن أن تحصل عليها فلجأت إلى السودان الذي يعتبر لاعبا محوريا في تجارة الأسلحة العالمية. ونقلت الصحيفة عن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الجنرال كيريلو بودانوف قوله: “أخرجنا الكثير من الأسلحة من السودان. كان لديهم الكثير من السلاح. هناك يمكنك العثور على كل شيء من الأسلحة الصينية إلى الأميركية” وفي الوقت ذاته، تبين أن روسيا استغلت موارد الذهب في السودان على نطاق واسع. وأوضحت أن مجموعة فاغنر تقود مصالح موسكو في المنطقة، ونظمت عمليات ليس فقط في السودان، بل وفي العديد من الدول الأفريقية الأخرى. وقالت الصحيفة إن مهام فاغنر الاستراتيجية تدريب جنود الدعم السريع الذين تم تكليفهم لاحقا بضمان أمن المصالح الروسية داخل مناجم الذهب في السودان. وبحسب التقرير الاستقصائي، أشارت السجلات الرسمية إلى أن 30% فقط من الذهب المستخرج في السودان كان مسجلا حسب القانون لدى البنك المركزي قبل اندلاع الصراع في البلاد. ورجحت الصحيفة أن ما يعادل 4 مليارات دولار من الذهب سنويا لا يعرف مصيرها، وفقا لما كشف عنه مسؤولون سودانيون يعتقدون أن يعتقد أن جزءا كبيرا من هذا الذهب غير المسجل وجد طريقه إلى خزائن موسكو.
|
|