|
|
 العسكر و صناعة أزمة قطع الاتصالات و الانترنت في السودان.
|
03:20 PM February, 27 2024 سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
العسكر و صناعة أزمة قطع الاتصالات و الانترنت في السودان.
بداية المؤامرة ..
الخامس عشر من اغسطس 2019م, أي قبل يومين من توقيع الوثيقة الدستورية , يقوم المجلس العسكري بإصدار المرسوم الدستوري رقم (3) و الذي حمل القرار (358) و القاضي بأيلولة جهاز تنظيم الإتصالات و البريد بكافة أفرعه و إداراته, و أصوله الثابتة و المنقولة إلى وزارة الدفاع, مما يعني أن هيكله الوظيفي و المالي والإداري أصبح تحت رحمة العسكر, وعلى الرغم من غرابة هذا القرار المعيوب, إلا أنه يعني بأن كامل قطاع الاتصالات في السودان, أصبحت أرباحه المقتسمة مع شركات الاتصالات تدخل في جيب وزارة الدفاع وليس الدولة, وأن التحكم في هذا القطاع المهم جدا اصبح بضغطة زر في يد العسكر .
7 ديسمبر 2023م , في أوج الحرب , وحوجة السودانيين لخدمات الإنترنت ,وبدون مقدمات يُصدر جهاز تنظيم الإتصالات الذي يتبع لوزارة الدفاع قرارا بحظر أجهز الانترنت الفضائي (ستارلينك), و اوضح جهاز الإتصالات أنه أصدر هذا القرار بتوجيه مباشر من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان, وأنه منذ تاريخ القرار لا يجوز لأي شخص "حيازة, أو تركيب, أو استخدام, أو تشغيل, أو إدارة" جهاز أو محطة انترنت داخل السودان, وهو ما يُعتبر قرارا مخالفا لحقوق الإنسان, والشعب الذي من حقه أن يتواصل مع العالم الخارجي, وإدارة شؤونه المالية, والروتينية.
واجه البعض القرار بتهكم و سخرية, لكن فجأة و بعد شهرين من القرار الغامض, و الذي سنكشف ملابساته, يدخل السودان في حالة انقطاع كامل للإنترنت و الاتصالات في جميع الشبكات, تتجه أصابع الاتهام نحو الدعم السريع على أنه المتسبب في ذلك, دون الإلتفات إلى الخطة الأكثر خبثاً و التي يديرها العسكر لجني المال من جيب المواطن, و إستغلال حوجته في الحرب.
تصريح لمسؤول شركة زين الفاتح عروة الذي كشف عن وجود تقاتل على المشتركين, على الرغم من وفرتهم, ووفرة الـ Traffic "يقصد سعة نقل البيانات من خلال شبكة شركة زين, حيث أكد بأنهم لم يقوموا بقطع الإنترنت عن دارفور, ولا علاقة لهم به, و ألمح إلى إمكانية تسبب "الحكومة في ذلك", و في معرض حديثه عرج إلى ما نعتبره المشكلة الأساسية, و تتمثل في العرض الذي تقدمت به شركة زين لبقية شركات الاتصالات لتفعيل خدمة الـ "National Roaming" , وهذا يعني تمكين عملاء جميع الشبكات من استعمال شبكة زين ذات الـ "Traffic" العالي, وبالتالي ستزداد أرباح شركة زين مما سيؤدي إلى سقوط و نهاية شركة سوداني و MTN Sudan اللائي تقدمان خدمة انترنت سيئة نظرا لحوجتهما الشديدة إلى سعة بنية تمكنها من نقل بيانات أكبر يوازي حجم استهلاك المشتركين, " وهو ما يطابق الحديث في الفيديو ", لكن الأهم أن هذا الأمر يعني أن هذه الأرباح لن تدخل كلها في جيب العسكر الذين يمتلكون جهاز تنظيم الاتصالات, نظراً لأنها شركة أجنبية لها ترتيبات مالية محددة مع السودان, والمتعارف عليه أن شركة سوداني تُمثل أحد الواجهات التي يسيطر عليها النظام البائد, وانهم سيفقدون هذه الأموال المتحصلة.
هذه الحرب الخفية ما بين الجيش الذي يريد تحصيل مزيد من الأموال من السودانيين عبر شركات الإتصالات التي تقدم خدمة رديئة مقابل أسعار غير عادلة, وبين شركة زين التي تُشكل تهديداً حقيقيا , خاصة و أنها كانت تتجه نحو تقديم خدمة الـ 5G في السودان.. مما يعني فعليا سحب كافة المشتركين من الشركات الأخرى, وهو ما أشار إليه عروة بإنعدام المنافسة بين شركته و بقية الشركات.
الخطة الخبيثة و الفعالة كانت في حمل الدعم السريع إلى إيقاف شركة زين من العمل, ومواجهتها نيابة عن الجيش الذي لا يُريد خوض أي صراع مباشر يكشف عن المخفي, فشركة سوداني ظلت طيلة فترة الحرب تعمل تحت حماية الدعم السريع, و يزودها بالوقود, ويحرص على استمرار خدماتها, تصريح منظمة حاضرين أن انقطاع الاتصالات و الأنترنت عن مناطق واسعة من كردفان و دارفور لم يكن خطأ فني, إنما بأمر مباشر من الجيش هو حقيقي, وحدث كما وصفوه, وذلك لتحقيق مكسبين, المكسب الأول دفع الدعم السريع للإعتقاد بأن شركة زين هي شريك للعسكر في هذا الأمر, و بالتالي يوقف الدعم السريع عملها من قلب الخرطوم, و دون ان يدري سيساعد شركة سوداني في العودة للعمل إلى كل دارفور و كردفان بعد أن يكون قد أسهم في إقصاء الخصم الرئيسي للجيش "زين", وساعد خصمه في تحصيل أرباح مادية ستكون عالية , من داخل مناطق سيطرة الدعم السريع, و بالتالي زيادة التكلفة على المواطن , وكسب العسكر لمزيد من الأموال التي ستذهب حتما لصب المزيد من النار على هذه الحرب.
تصريح السيد إبراهيم باخت المدير الأسبق للمركز القومي للمعلومات, و منظمة حاضرين لا يدعان مجالاً للشك في مساهمة العسكر في التضييق على حياة السودانيين و رفع معاناتهم, مقابل شفط المزيد من الأموال وضخها في منظومة العسكر المُسيطر عليهم من قبل الحركة الإسلامية, وأن هذه الحرب هي حرب يستهدف فيها الجيش المواطن السوداني بشكل أساسي , ويستخدمه كوقود في الاستنفار, و المقاومة الشعبية للقتال عوضاً عنه, ويمنع مرتبات العاملين بالدولة, ويمنحها للحركات المسلحة نظير مواجهتها لخصمه نيابة عنه, بينما يستفرد هو بتحصيل كل قرش ممكن من جيب المواطن , دون أن يدافع عن أحد, او يقوم بواجبه المنوط به ...
هل عرفت لماذا وجّه البرهان قائد الجيش بحظر استيراد أجهزة الإنترنت الفضائي ؟؟؟
و نتحدث في المقال القادم عن كيف قام الجيش بتحويل مقاره لمنشأت و مصاف لإنتاج الذهب و تهريبه لدعم الحرب إن شاء الله..
|
|
  
|
|
|
|
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست