جلسة أولى على سرْج العجلة : لا بد أن يشهد السودان بأسره أن مدينة ( أتبرا ) تستحق لقب ( المدينة الأسطى ) .. فزيادة على أنها قلب ( السكك الحديدية ) و شرايينها النابضة ... فأتبرا رائدة في مجالات شتى. و تقف عدة دلالات وشواهد على أن هذه المدينة إرتوتْ من معين عناصر عدة إرتمتْ بين أحضانها طواعية. فالمدينة جذبتْ كل ألوان قوس قزح قبائل السودان. ثم أتى نهر ( الأتبراوي ) كاسحا فيما يكسح بهاء شرق السودان ، ليلتقي بالنيل المترنح من تخمة الطمْي و سكرة ناتجة عن تمازج نهرين من معينين مختلفين أرضا و إتجاها ، ليلتقيه هذه الأتبراوي الجامح عند ( مقرن ) آخر ظنا منه أنه سيحتوي النهر الخالد بين جنباته الهادرة ، و لكن سرعان ما يحتضنه النيل المتمرس في فن المزج بين اللونين ( الأبيض و الأسمر ) ، و يشمله بهدوء شامل و كأنه يقول له : كن معي و تحت وصايتي ، فالرحلة طويلة و مضنية تكتنفها الشلالات و المنحنيات ... فيهجد المتمرد لحكمة هذا الخالد السرمدي ، و يواصل سريانه و هو يرنو لمدينته الأتبراوية من تحت عباءة النيل المنساب في هدوء يُقَبل الجروف علانية و يرطب جذور النخلات و سيقان ( اللوبا ) سرا ... ( العجلة ) .. في أضابير المدينة : ( كنا مع الصينيين كفرسيْ رهان ) : يُحْسَب لأتبرا أيضا ، أنها كانت رائدة في مجال تجارة العجلات. تماما كمتابعة ماركة السيارات و موديلاتها و إسبيراتها و صيانتها الآن .. فالعجلة أيامها تركتْ نفس البصمات في نفوس المشترين و المؤجرين. فالعامل البسيط في هذه المدينة ، كان يجاري حركة تجارة العجلات لأنها تعني له ما تعني السيارة اليوم كضرورة مُلِحة في معظم الأحايين. قام محل ( الطير الأبيض ) ، و بكل إقتدار إدارة دفة سوق العجلات ..و ذلك بمجاراة الموضة ( الحجل بالرجل ) .. بل و إبتدعوا تجارة التقسيط المريح التي ناسبت طبقة العمال تماما في أتبرا التي تعج بالعمال العاملين في ورشة المرمة و العمرة و النجارين. فاستوردوا عجلات ( فيليبس ) ... ثم أتبعوها بعجلات ( رالي ) و التي كان سعرها يتراوح بين ( 18و 21و25جنيها سودانيا ) يقوم المشتري بتقسيط سعرها شهريا. للأمانة و التاريخ ، فإن أقباط أتبرا لهم قصب السبق في تطور التجارة التقليدية ، فمن ( الطير الأبيض ) مرورا بـ ( حبيب بسطا ) الذي كان أول من أدخل للمدينة ساعات ( جوفيال ) و ساعات ( رومر ) .. و في مجال المضي قدما بتنويع النمط التجاري ، أتى ( صالح عبد الله ) بأول بوتيك نسائي بالكامل في المدينة .. و الرجل كان لبقا في معاملته ويتمتع بحصافة البائع الذي يعرف رغبة ( الزبونة ) بمجرد النظر إليها .. رحم الله الأموات منهم و الأحياء .. سَحْبة على العجلة :
لا يأتي ذكر العجلات ، إلا نأتي على ذكر العم ( عبد الدائم ) ، ( رحمه الله حيا و ميتا ) ... يحتضن السوق الكبير بوسط المدينة ( محل العم عبد الدائم ) العجلاتي. نأتيه في الأعياد لإستئجار ( عجلة ) ... لا يناكفنا في القيمة ، و لكن من المهم أن تكون العجلة سليمة. ثم يقوم بالتأكد من درجة الهواء داخل ( اللساتك الداخلية ) .. ثم الخارجية .. و إنتهاءاً بالفرامل. عملية تسليم و تسلم صامتة تتم عند التأجير و عند إنتهاء التأجير.
الحديث عن عطبرة، يحتاج الى اضابير فكل ركن له تاريخ له مذاق خاص كرة القدم اللاعبين الاحياء ورش السكك الحديدية ابو جنزير حسن خليفة الاتبراوي اللبودي لاعب كرة القدم شوقي عبدالعزيز عبدالله موسى مزيج قبائل السودان بدءا من دارفور وكردفان وشرق السودان مرورا بكل قرى ومدن الشريط النيلي حتى وادي حلفا أقباط عطبرة نواصل
Post: #4 Title: Re: عجلاتي من عطبرة Author: جمال المنصوري Date: 02-22-2024, 12:40 PM Parent: #3
ابو جهينة ان شاء الله تكون بخير وعافية يا حليل اقباط عطبرة الكانوا مدينها نكهة الله لا كسب الكيزان تسببوا في تشريدهم منها سبحان الله في واحد من العطبراويين الظرفاء قال ليك زمان لمن الانادي والبارات والحلة فاتحة البلد كانت بي خيرها كل شيء رخيص الجو معتدل قال من نميري قلبها شريعة استفتحنا بمجاعة سنة 83 والبلد حتى مناخها بقى جهنم
انا ما عارف قصة المجاعة مع الشريعة في السودان شنو؟ المهدية برضو جابت معاها مجاعة سنة 6 محبتي
تحياتي اخي جمالعلكم بخيرحفظ السودان واهلهعطبرة اخي جمال، بالفعل حتى في ايام الانتدابات والبارات، كانت تنعم بحياة هادئة وموفور العيش الكريمليس عطبرة فقط ، بل كل السودان انقلبت حياتها رأسا على عقب بعد تلك التشوهات السياسية، مرة باسم الدين، ومرة باسم ديمقراطية مشوهة، ومرة تحت حكم عسكري استبداديولكن ، تبقى عطبرة الى الان تلك المدينة المتوشحة بثياب الالفة والمحبة والتعاون والتماسكوبالرغم من اغترابنا من عطبرة منذ سنوات، الا ان الاهل والجيران واصدقاء الطفولة وزملاء الدراسة يوافوننا بكل ذلك الزخم الحبيبدمتم
Post: #6 Title: Re: عجلاتي من عطبرة Author: جمال المنصوري Date: 02-22-2024, 03:17 PM Parent: #5
يا سلوة المحزون يا قيثارة القلب الجريح يا درة فاقت على الاتراب بالقد المليح يا زهرة أنفاسها كالعطر عبق في الضريح أهوي جمالك والشعور يزينه القول الصريح قد هزني منك الجمال فجئت بالشعر الفصيح ترفقي يا هذه الناس من جسد وروح بحق بطرس يا فتاتي من شفى الرجل الكسيح بمريم العذراء والاحبار والراعي الصليح بماري جرجس والصليب وبالكنيسة والمسيح بالقس بالمطران بالجرس المرن على السفوح معابد الرهبان بالدير المقدس بالمسوح بالكاردينال بغبطة البطريق بالرجل الصبوح مشاعل الميلاد بالشجر المنور بالصبوح قداسة البابا المعمد وبالمشوع وبالذبيح ان ترحمي متعذبا يهواك في حب صحيح متي يتم لقائنا في شاطئ النيل الفسيح والموج والصفصاف والقمر المطل على السطوح أنين ساقية تدور وصوت مزمار يصيح بدت نجوم الفجر بالأضواء في الافق تلوح تجئ شقشقة الطيور كرنة الوتر الذبيح هناك ينبعث السرور علي النفوس فتستريح
Post: #7 Title: Re: عجلاتي من عطبرة Author: عبد الصمد محمد Date: 02-22-2024, 03:40 PM Parent: #6
يا سلام عليك يا أبوجهينة حكي يستعيد الذكريات الرايعة كأنها إستراحة بين أشواط الهموم عطبرة لما نكون ماشين مصر بالباخرة 10 رمضان ولا 6 اكتوبر بيلاقونا في قطر أجمل بنات وهن بنات عطبرة خاصة بنات أقباطها مع أمهاتهن الوناسات المتواضعات وشبابها الطيب وحتى محطة القطر والزمن البنقضيه فيها بين بائعي الطعمية وبيض والجو الحافل بنشاط ما عاديز بعدين عطبرة في السياسة عملت ليها تاريخ فريد كم تصدت خلاله لانحرافات الطائفية فيا حليل عطبرة ويا حليل قاسم امين
لا فض فوك بالفعل عطبرة كانت حاضنة لكل الوان الطيف السوداني، قبائل واحزاب واجانب كلهم يعيشون في تناغم، يستيقظون على اصوات صافرة الورش ، وتهدأ الشوارع بعد رجوع العمال الى منازلهم لتبدأ المدينة حياتها ليلا على اصوات العطبراوي وفرقة دانة وكمال كيلا كانت ايام لا زلت رغم هذي السنوات الطويلة اتواصل مع من تمسكوا باهداب عطبرة
يا سلام يا جمال لقد جعلتني مداخلتك المخيمة اعيش ايامنا في عطبرة بحى القيقر والسودنة واصل واتحفنا بذكريات ام المدائن عطبرة
حفظكم الله
Post: #10 Title: Re: عجلاتي من عطبرة Author: حيدر حسن ميرغني Date: 02-23-2024, 06:34 PM Parent: #8
مرة يا جلال لما كنا بنبيع السجائر لركاب القطار في اجازة المدرسة واحد اخونا قال بيع السجاير حرام عديييل وقام غير الشغلة ببيع الشاي ربط براد شاي ماكن في صحن مقدد من تحت فيه جمر يقول يا ليل اول ما القطر وقف اوووش دخل وسط الركاب الذين كان بعضهم يتأهب للنزول قوم يا الصحن بتاع الجمر اتفكى واتشتت بين الركاب .. حرررم زولنا ده جانا مجودع بلباسو بس واحد من الركاب سايقنو اتنين .. مفشق رجليهو .. ودوه المستشفى .. قالوا جمرة ماكنة وقعت ليهو في حتة حساسة ما قدر ينفضها
Post: #11 Title: Re: عجلاتي من عطبرة Author: حيدر حسن ميرغني Date: 02-23-2024, 09:27 PM Parent: #10
على سيرة القطر تصدق يا جلال حرامية القطر ديل كان عندهم قصص عجيبة في حينا كان في حرامي قطر معروف جدا اعتزل الشغلة بضغط من البوليس اللي اهدوه كشك لبيع الشاي عشان ما يسرق ده كان ديدن الشرطة مع حرامية القطر الخطرين آنذاك كان بحكي لينا انه مرات حرامي من خارج عطبرة (من الخرطوم مثلا) بكون مترصد احد الركاب (تاجر) عشان يسرقه ويفشل في سرقته طول الرحلة من الخرطوم لعطبرة ، يقوم يبيع الزبون ده لحرامي عطبرة قال مرات بيواصل في المطاردة السرية للتاجر لحدي حلفا ومرات بدخل معاه اسوان الغريبة حرامية القطر بعرفوا بعض ومرات يتقاسموا الغنيمة رغم انه كل واحد فيهم من مدينة مختلفة
اما النوع الاخطر والذكي هو الشافع يجي جاري في احدى عربات القطر، ثم يقول لاحدى الحبوبات الجالسات في احدى كنبات الدرجة التالتة او الرابعة: ياحبوبه عليك الله خليني اتدرس تحت الكنبة عشان ما عندي تذكرة والزول دة جاي ومعاه بوليس فتجعله الحاجة يندس تحت الكنبة فيقوم الصبي بقص الجزلان المتدلدل باحترافية ثم يخرج وهو يشكر الحاجة لوقفتها معه ولكن تم اكتشافهم بعد كثرة البلاغات