سعيد ابكر, صحفى تشادى يقول ل شباب السودان. العجائز يمتنعون

سعيد ابكر, صحفى تشادى يقول ل شباب السودان. العجائز يمتنعون


02-16-2024, 02:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1708091556&rn=0


Post: #1
Title: سعيد ابكر, صحفى تشادى يقول ل شباب السودان. العجائز يمتنعون
Author: Mahjob Abdalla
Date: 02-16-2024, 02:52 PM

01:52 PM February, 16 2024

سودانيز اون لاين
Mahjob Abdalla-
مكتبتى
رابط مختصر



Quote: هذه مقالة أكتبها لشباب السودان، فهي لهم دون غيرهم من الناس، درستُ في مدرسة سودانية بناها النميري اسمها ( مدرسة الصداقة التشادية السودانية ) وعلمني أساتذة أكفاء من السودان، وحصلتُ على منحة دراسية في جامعة أم درمان الإسلامية، لكنَّ والدي آثر أن أتعلم في جامعة الملك فيصل بتشاد.
‏هناك تضليلٌ في الرأي العام ومحاولة لتصوير المجتمع التشادي بأنه السبب في أزمتكم، لا أقول الحكومة التشادية إنما المجتمع التشادي، ولأن الشعوب لا ذنب لها. سأنقل لكم بصورة مختصرة ما فعلته حكومة السودان بنا.

‏ساهمت حكومات السودان في تغيير ٤ أنظمة للحكم في تشاد، فقد قادت عبر اتفاقية الخرطوم في تعيين حبري رئيساً للوزراء عام ١٩٧٨ ثم ساهمت في إسقاط نظام مالوم عام ١٩٨٠، وقامت بالانقلاب على قوكوني عام ١٩٨٢، وساهمت في وصول حسين حبري إلى السلطة في يونيو ١٩٨٢، ودعمت ديبي للوصول إلى الحكم في ديسمبر ١٩٩٠.

‏لم تكن الحروب سهلة ونزهة، إنما قضى الآلآف الشباب نحبهم وتيتم أبناؤهم وتجرعوا الألم ونسيهم المجتمع، وتحولت العاصمة (أنجمينا ) عام ١٩٧٩ - ١٩٨١ إلى مدينة أشباح لأنَّ القتال فيها استمرّ بين الفصائل لمدة ١٨ شهرا على فترتين. الفترة الأولى بين مالوم وحبري، والفترة الثانية بين قوكوني وحبري.

‏أمَّا في العصر الحديث فقد ألقت تشاد بفلذات أكبادها في الفترة بين ٢٠٠٦ - ٢٠١٠ من تسمونه ( تشاديو الدعم السريع ) اليوم هم جزء من هولاء ، وهم ضحية خطاب المخابرات السودانية.

‏ضغطت الحكومة السودانية في فبراير عام ٢٠٠٦ على (محمد نور عبدالكريم - تاما) فأخذ
‏ شباب تشاديون لمهاجمة العاصمة التشادية أنجمينا، كان جلهم من مواليد التسعينات، وبعضهم طلبة في الجامعات السودانية زجُّوا إلى الحرب زجَّاً، فقتل أكثر من ٨٩٠ شاباً في تاريخ ١٣ إبريل ٢٠٠٦. لم يكن أولئك يعرفون العاصمة ولا أحيائها، إنما هاجموا مبنى البرلمان بدل الذهاب إلى القصر الجمهوري.

‏ثم جاءت معركة أنجمينا( فبراير ٢٠٠٨) عندما اجتمع رؤوس المعارضة التشادية في السودان لتغيير نظام الحكم في تشاد، وبدعم سوداني، انطلقوا نحو العاصمة، مات مئات الشباب في تلك الحرب الباهظة، كنتُ يومها في أنجمينا وعرفتُ معنى الحرب العشوائية، هنا في تشاد لا توجد استراتيجيات عسكرية حربية، إنما يفضلون المواجهة العسكرية المباشرة لذلك يتعاظم الخطر ويموتُ الناس بأعداد كبيرة، كذب صلاح قوش على المعارضة التشادية ومنحهم نظام دفاع جوي ( نزع عنها بطارياتها ) ولم تكن مفعلة، ظنَّ المعارضون أنَّ الحكومة التشادية لا تستطيع حسم المعركة جوياً، لأنهم يملكون منظومة الباترويت، لكنَّ خيبة الأمل كانت عظيمة عندما عجزت المنظومة صدَّ الهجمات الجوية وهزموا ولم يستطيعوا بسبب زيادة القصف الجوي الاستمرار في الحرب، ومات خلق كبير من التشاديين.

‏عاد أولئك القوم إلى السودان، وتقارب البشير مع ديبي عام ٢٠١٠ ووقعا اتفاقية سلام بين البلدين، ثم أمروا المعارضة التشادية برمي أسلحتهم والعودة إلى تشاد، رفض بعضهم وقالوا : بأن الحياة في السودان أفضل من العودة إلى النظام الذي سيحملهم مسؤولية الحرب فقرروا البقاء في دارفور ، ولما أسس حميدتي قوات الدعم السريع اعتمد عليهم لأنهم مقاتلون شرسون، صالوا وجالوا ضد الحكومة التشادية، وبموافقة من الاستخبارات السودانية أُدمجوا في قوات الدعم السريع عام ٢٠١٣.

‏إذن هذه هي القصة الكاملة فيما حدث، ولا يوجد هجرة من التشاديين إلى السودان كما يصور البعض، وأنا متيقن جداً أنَّ موقف الحكومة التشادية لا يمثل موقف المجتمع التشادي، ولكن مافهمته أن كافة دول جوار السودان تتآمر على السودان لتصفية حساباتها السابقة، فالكل يريد أخذ حصته من حزازات الماضي ، وكما قالوا قديما ( إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه ) .
الصحفي التشادي سعيد أبكر أحمد
‏ألقاكم في الجزء الثاني من المقال