الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف

الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف


02-10-2024, 00:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1707520555&rn=0


Post: #1
Title: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: بدر الدين العتاق
Date: 02-10-2024, 00:15 AM

11:15 PM February, 09 2024

سودانيز اون لاين
بدر الدين العتاق-مصر
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم
الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
heaven and hell; They are not the end
القاهرة في : ٧ / ٢ / ٢٠٢٤
يكتب؛ بدر الدين العتَّاق He writes; Badr al-Din al-Attaq
تنبيه مهم جداً Very important warning
هذه الكلمة تُكتب خارج الزمان والمكان بمفهومها البشري الطبيعي لعملية التاريخ والعد والحساب والأرقام ولا علاقة لها بالمعتقد من حيث هي معتقد .
أولاً؛ المراحل الكونية في الوجود Firstly; Cosmic stages of existence
فيما يخص البشر في هذا الموضع من الكلمة وهو ما يمكن أن نطلق عليه اسم " المشروع الإلهي العظيم The great divine project " أو مراحل نشأة الوجود Stages of the emergence of existence كالآتي :
١ / الخلق والإيجاد في عالم الغيب أو الذر وهو الموات الأول " عالم الذر أو الذراري " .
٢ / النزول من رحم الغيب إلى حيز الوجود ما يعرف بعالم الشهادة " الحياة الدنيا الأولى " .
٣ / الإنتقال إلى مرحلة الموات التام وهي الموات الثاني " أمتنا اثنتين " .
٤ / المسافة الزمانية الفاصلة ما بين عالم الموات إلى عالم القيام وهي ما تعرف بالبرزخ " عالم البرزخ " .
٥ / الاجتماع العظيم برب العالمين فيما يعرف ببداية اليوم الآخر أو البعث " يوم القيامة " .
6 / الانتقال إلى مقام الحياة الثانية الآخرة إمَّا إلى جنة وإمَّا إلى نار " أحييتنا اثنتين " .
7 / تقسيم المجموعات البشرية منها والجن والشياطين " الخلق غير المرئي " بين الجنة والنار وفق العدالة الإلهية المحضة .
8 / الجزاء لمن هم في مستوى العقاب بالنار وهي مؤقتة طال الزمن أم قصر، والجزاء لمن هم في مستوى الثواب بالجنة وهي مؤقتة طال الزمن أم قصر .
٩ / انتقال مجموعة أهل النار بعد استيفاء الحقوق ورد المظالم للمستقر الجديد وهي الجنة الموعودة للخلق إطلاقاً وإن كانت مرحلة مؤقتة طال الزمن أم قصر ، ثم إنتقال مجموعة أهل الجنة لمرحلة السير المطلق نحو الذات الإلهية – حيث لا نحو - .
١٠ / السير السرمدي المطلق غير النهائي نحو الله - حيث لا نحو - وهي مرحلة من مراحل تطور الأخذ من الله فيما يعرف بالنشأة الأخرى المطلقة أو النشأة الثانية للوجود بصورة مغايرة علماً وعملاً بمقتضى العلم.
ثانياً؛ إثبات ما تقدم ذكره secondly; Proof of the above
١ / فيما يخص نهاية مرحلة النار ومجموعاتها يقول الحق عز وجل : { فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق * خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك ! إن ربك فعَّال لما يريد } سورة هود.
٢ / فيما يخص نهاية أهل الجنة ومجموعاتها يخبرنا الحق عز وجل : { وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك ! عطاء غير مجذوذ } سورة هود.
٣ / تفيد الآيات لحتمية نهاية النار واعتبارها مرحلة من مراحل التحول الكوني الجديد نحو المرحلة التي تليها وهي الجنة بالجملة الاعتراضية " إلا ما شاء ربك " ؛ وكانت المرحلة التي تليها الجنة لدلالة الآية التي بعدها.
٤ / تفيد أيضاً لحتمية نهاية الجنة بعد التهيؤ والاستعداد والقابلية لمرحلة ما بعد الجنة حيث تشير إلى السير في الإطلاق سرمداً " عطاء غير مجذوذ " .
٥ / شرطا المرحلتين ونفاذهما أو نهايتهما " ما دامت السموات والأرض " مما يعني عدم ديمومتهما بأي حالة كانت وهي ما تعرف بالنشأة الأخرى وأنَّ الجنة والنار مقيدتا الوجود والبقاء بديمومة السموات والأرض لفترة زمنية محددة تطول أم تقصر – طالت أو قصرت - .
٦ / مراحل السير المطلق السرمدي وتعاقب المراحل بلا نهاية ولا انقطاع تعطيه إشارة الآية بداهة " فعَّال لما يريد" و " عطاء غير مجذوذ " يعني غير منقطع؛ والعطاء منه المادي ومنه المعنوي أو هما معاً .
٧ / كلمة " الخلود " بالنسبة للجنة وللنار؛ كلمة ظرفية زمانية بين طرفي بداية ونهاية لوقت غير مُدْرَكَيْنِ رقمياً وعددياً وتاريخياً وأي زمان له بداية وله نهاية بغض النظر عن تقدير هذا الزمن بالمقاييس العقلية والنظريات العلمية والعملية الحديثة والمتجددة للبشر فهذا فوق مستوى إدراك العقل البشري الحادث .
٨ / بعد عملية التبديل للسموات والأرض الظاهرتين وجودياً بسموات وأرضين جديدتين - النشأة الأخرى - تعطي الآيات إفادة ارتباطهما بعنصر الزمن - الخلود - كمفهوم رقمي عددي حسابي لوجود منتهي نحو وجود غير منتهي؛ فكأنَّما الزمن لوجودهما منذ فجر الخليقة مرتبط مع هذا الوجود الظاهر الآن فقط ولا يستمران عند التكوين الثاني - النشأة الأخرى - فإذا استطعت معرفة عمرهما الزماني منذ الأزل حتى اليوم تقديراً يمكنك معرفة عمرهما فيما بعد الأبد وهيهات .
٩ / الجنة؛ وضع طبيعي ونهاية طبيعية لكل الخلق كمنزلة تكريمية تشريفية ممتدة لفيرها من المراحل بما نعلم وبما لا نعلم ولا تتقيد بأي قيود متعلقة بالعبادة وبالذات لمن غادر مجموعات النار منزلتهم فليس لهم من عمل ولا عبادة مشترطة لدخول الجنة / القرآن لم يشر لذلك فيما أعلم / لذلك هي نتيجة طبيعية لما سبق من المراحل .
١٠ / السير في الإطلاق سرمداً بلا نهاية هو مساحة مطلقة ومفتوحة وليست نقطة صفرية منتهية مقيدة بزمن أو بمكان معينين.
ثالثاً؛ عملية التبديل للسموات والأرض Third; The process of changing the heavens and the earth
وفيها عدد من المسائل؛ منها :
١ / مستوى التكوين الجديد بما لا يمد لما نراه الآن بسبب من الأسباب.
٢ / العناصر المكوِّنة لهما تتفق في النوع وتختلف في المقدار.
٣ / إختلاف المساحات والفراغات وسعتهما غير المحدودة بما هو خارج عن الوعي والإدراك للعقل الحادث يصاحب المراحل المقبلة من النشأة الآخرة .
٤ / مستوى الحركة والتنقل من مكان لمكان يعتمد على الطاقة الذاتية لعملية الدفع والتوجه والتحكم أو الحركة العادية المعروفة الآن .
٥ / أيضاً؛ يعتمد على خلق مزيد من القدرات للبشر بحكم الوقت بمفهوم التطور الخلقي لمواكبة المرحلة وسهولة الحركة والتنقل وهي الأجنحة { يزيد في الخلق ما يشاء } سورة فاطر .
٦ / عملية التبديل؛ عملية تأخذ من الوقت ما تأخذ وهي مرحلة { لمن الملك اليوم } سورة غافر.
٧ / التشكيل والتخليق والتكوين والبرأ والتصوير والبروز وهلم جرَّا { صنع اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } سورة النمل ؛ بمستوى مذهل وبديع تتقاصر الكلمات الوصفية فيه وعنه .
٨ / تعقب عملية التبديل عملية البروز لله الواحد القهار للخلق بمستوى جديد.
٩ / البروز؛ يشمل جميع الموجودات أحياءها وأشياءها بما لا يخفى عن العين خافية.
١٠ / مستوى التبديل؛ النشأة والتكوين الآخرة؛ يقع على مستوى الزمن بلا تحديد ولا سابق معرفة وهو المشار إليه بــــــ " يوم تُبَدَّل " يطول أو يقصر هذا اليوم الزماني لتكوين الزمان والمكان للإيجادين الجديدين الأخيرين ليحقق موعود البروز لله الواحد القهار .
رابعاً ، خلاصة مستفادة Fourth, a conclusion learned
يوم التبديل هذا؛ لا علاقة له بيوم القيامة لا من قريب ولا من بعيد؛ فكل يوم منفصل عن غيره من الأيَّام ؛ ولك أن تعرف أنَّ كلمة " اليوم " في القرآن الكريم وحدة قياس تفيد المراحل الزمنية بحيث تدخل في الزمن بمقياس العد والحساب والرقم والتاريخ وفي ذات الوقت تخرج منه بلا عدد ولا حساب ولا رقم ولا تاريخ؛ مساحة زمنية قصيرة أو طويلة علمها عند الله العزيز الحكيم.
لم أجد ما يفيد علمياً من النظريات الحديثة المتقدمة المعتمدة من مثل وكالة ناسا الفضائية أو جامعة هارفارد أو أي وكالة فضاء أوروبية أو روسية أو خلافه ، عملية النشأة الأخرى الثانية للكون بأي صورة ما نتخيلة أو علمية أو واقعية ، وكل ما وجدته لا يتعدَّى نظريات الإنكماش والإنحراف والانفجار والارتداد والامتداد والتمدد والتوسع والانسحاق والتلاشي الكوني وما أشبه ، وهي نظريات تحاول معرفة ما وراء الكون وأصله وبداياته السحيقة فضلاً عن أنَّها لم تبحث عمَّا بعد مرحلة التلاشي العظيم أو الانسحاق العظيم وهي المشار إليها بالنشأة الأخرى في القرآن والقضية غير متعلقة بالمعتقد بقدر ما متعلقة بالنواحي العلمية فيما ترصده التلسكوبات والمركبات الفضائية لذات البحث والغرض العلمي ، وغاية ما وصل إليه العلم في هذا المضمار الكبير هو ما يعرف بالثقوب السوداء التي لا ينفذ الضوء من خلالها بحث تبلغ قدرتها للجاذبية المغناطيسية قوة تجذب وتبلع معها حتى الضوء فلا يرجع حيث كان ناهيك عن المجرَّات والشموس والنجوم العظيمة في الفضاء وتعرف أيضاً بالمكانس الكونية فلم يصل العلم لما وراءها من نبأ حتى اليوم فيما أعرف والله أعلم .

Post: #2
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: السر عبدالله
Date: 02-10-2024, 02:42 AM
Parent: #1

الأستاذ بدر الدين العتاق ...
.لقد أبحرت بنا في بحر عميق عميق جدا في فلسفة الوجود والكون ..
..وقد صعب على في بداية الأمر الفهم العميق لما أوردته في هذا البوست ولكنى أعدت القراءة مرة ثانية وجئت بسورة هود أمامى وفهمت أشياء كثيرة مما أوردته هنا ...
فشكرا لك فقد جعلتنا نفكر ونفكر ونتعمق في التفكير في آيات الله سبحانه وتعالى..
ونحلق في فضاءات أسرار هذا الكون وعالم ما بعد الموت وخاصة في القول احييتنا مرتين وامتنا مرتين ...

Post: #3
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: adil amin
Date: 02-11-2024, 04:38 AM
Parent: #2

يا سلام يا بدر الدين
كلام منطقي وعلمي سليم يفوق قدرات العقل البشري في مستوى عقل الغريزة وعقل العلم
يعني فعلا عايز قوة إدارك تفوق الحواس الخمسة
لذلك الفكرة الجمهورية قالت
الانسان عنده سبع حواس وليس خمسة
الحاسة السادسة ( العقل)العلم آيات الافاق وآيات النفوس
الحاسة السابعة( القلب) ما وراء العلم ( الغيب)
ممكن بالمنطق الرياضي تصور
ان الكون بدا من المطلق وينتهي الى المطلق
كان هناك خالق فقط
ثم خالق ومخلوقات
ثم
يعود خالق ولا مخلوقات وتنتهي. دورة الوجود الحالية
لكن المحير كيف نفخت الروح المطلقة في الجسد المحدود في عالم التركيب
خلق آدم

Post: #7
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: بدر الدين العتاق
Date: 02-13-2024, 09:21 PM
Parent: #3

أستاذي النبيل الكبير عادل أمين

ما عدمناك أخي الكريم على كلماتك الجميلة العميقة وأنا أتابع كتاباتك دورياً ولك الشكر على المداخلة الطيبة المفيدة
معزتي لك

Post: #6
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: بدر الدين العتاق
Date: 02-13-2024, 09:18 PM
Parent: #2

الأخ الحبيب السر
لك الشكر كثيرا بلا منتهى على كلماتك الطيبات وأنا سعيد بها للغاية وإن كانت أكبر من حجمي بكل صدق فلك الشكر مجددا وكثيراً

محبتي لك

Post: #4
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: Zein Abdalla
Date: 02-11-2024, 08:26 AM
Parent: #1

Quote: يعتمد على خلق مزيد من القدرات للبشر بحكم الوقت بمفهوم التطور الخلقي لمواكبة المرحلة وسهولة الحركة والتنقل وهي الأجنحة { يزيد في الخلق ما يشاء }


سلام بدر الدين
يعني بعد الموات الاول والثاني والبعث والحياة البرزخية والسرمدية والاتجاه نحو الله ... الخ، نأتي لنكتشف ان قدرات البشر محدودة ويحتاج لخلق اجنحة كالملائكة. انت البشر ديل عايزين يطيروا وين بعد دا؟
اذا الاجنحة طلعت حاجة ثانية غير بتاعة
لطيور فعذرآ .

Post: #5
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: Mohamed Adam
Date: 02-11-2024, 11:17 AM
Parent: #4

أيها الزميل بدر الدين العتاق، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجنة والنار موجودتان في هنا والآن، وأن جميع المفاهيم، بما فيها مفهوم الله، حاضر في الآن!.
الوقت الحاضر هو الزمن "الكامل"وبالمكان..اى، هو الأبد والسرمد، وهو أوسع بكثير مما يتصوره الحس(بمافيه القلب).
فمن الخطأ الاعتقاد أن وكالة ناسا أو جامعة هارفارد أو السيريون قادرات على فهم عالم الشهادة والغيب الذي يتواجد
في الوقت الحاضر والذي يحتوي على كل ما هو معلن وما هو مكتوم، ماهو شهادة وماهو عماء ..
الزمن الحاضر هو عالم الذر وما قبله، وعالم البرزخ وما بعده
. قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
الولادة، الحياة، الموت، البعث، العرض... كلها هنا والآن بقدرة الله وعظمته
كذلك .مافي توقف للعبادة ومافى نهاية مطاف للجنة والنار ولا حتى لله، لأنه كل يوم فى شأن!!

Post: #9
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: بدر الدين العتاق
Date: 02-13-2024, 09:29 PM
Parent: #5

شكرا لك على هذه المشاركة الطيبة

الآن وهنا ، لهما نهاية وجودية بوجود الكون الماثل أمامنا الآن وهنا لأنَّ كل يوم هو في شأن فشأنه يبدية تارة ويخفيه قم تتواصل الازل مع السرمد في الإطلاق لاحقاً
هناك نهاية مطاف للجنة والنار رغم أنهما هنا والآن ثم إعادة الدورة من جديد بشكل نهاية يشبه البداية ولا يشبهها
محبتي لك

Post: #8
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: بدر الدين العتاق
Date: 02-13-2024, 09:23 PM
Parent: #4

تحياتي لك أستاذي

عملية يزيد في الخلق ما يشاء عملية ممتدة وغالبا زي أجنحة الطيور فعلاً والله أعلم

Post: #10
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: صديق مهدى على
Date: 02-13-2024, 10:09 PM
Parent: #8

ود العتاق اها الكلام دا اوحى به لك شيطانك كما اوحى لمحمود ولا علم لدني كعلم الخضر عليه السلام

Post: #11
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: osama elkhawad
Date: 02-15-2024, 00:26 AM
Parent: #10

اهلا باحثنا المجتهد وتحية حارة لمعاودتك النشر هنا

الاستاذ محمود محمد طه، يقول ايضا ان النار والجنة غير مؤبدتين، وانهما ستنتهيان.

فما هو الفرق بين ما يقوله وما تقوله؟


Post: #12
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: adil amin
Date: 02-15-2024, 05:28 AM
Parent: #11

الفرق بين المطلق والنسبي
ممكن المنطق الرياضي يقربه للأذهان
كل مراحل السيرً في الحياة من الازل للوجود للأبد نسبي
لان الزمن نسبي ومخلوق ايضا
النار والجنة مرحلة زمنية ايضا
ودراسة الزمن وتداخل الازمان
عندي مقال نشرتوً زمان في الحوار المتمدنً
بشوفوً هنا

Post: #13
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: adil amin
Date: 02-15-2024, 05:33 AM
Parent: #1

Quote:



- مقدمة : إن جميع أفكارنا تقوم على تمثلنا للأشياء تمثلاً يأخذ فيه اللاحق بعنق السابق من الزمان ، فالزمان والمكان فكرتان واضحتان ، يبدو أنه من المستحيل تعريفهما بكلمة غيرهما ، يخيل إلينا إنهما أمران موجودان خارج وعينا وجوداً عينياً ، هذا وقد أستبدت فكرة إطلاق الزمان والمكان وتأصلهما في الوجود بجميع الأذهان الباحثة على مر العصور ، وكانت مناط البحث العلمي حتى جاء العالم إلبرت أينشتين(1) . عندما سئُل هذا العالم الألماني الفذ فور وصوله ميناء نيويورك من قبل الصحفيين أن يفسر لهم النظرية النسبية بأبسط الكلمات قال :

" لقد كان الناس من قبل يعتقدون أنه لو أختفت جميع الأشياء المادية من العالم لبقي الزمان والمكان مع ذلك !! أما النظرية النسبية فإنها ترى أن الزمان والمكان يختفيان أيضاً كسائر الأشياء !! " لنتأمل كلام هذا الرجل العبقري بتجرد ونزاهة حتى نتكمن من الحصول على تعريف علمي لماهية الزمان والمكان .

2- تعريف الزمان / المكان

قد يخطر في بال أحدنا هذا السؤال الغريب ، بما أن الزمان والمكان مخلوقان .. أيهما بدأ خلقه أولاً ؟! إذا قلنا بدأ خلق الزمان لزم ذلك وجود مكاناً يتحرك ليدل عليه وإذا قلنا بدأ خلق المكان فلا بد أن يستغرق ذلك زمناً ، لنتخلص من هذه المعضلة يجب أن نقول أن المكان يقع بين زمانين ، زمن الخلق وهو الزمن الذي تنزل من الزمن المطلق الذي يشير إلى غيب الغيوب "الله خالق هذا الكون" والزمن المعاش "الحادث" وهو الزمن الإنساني الذي أحدثته حركة الأجرام السماوية والأرض التي نعيش فيها ، إجمالاً يمكن أن نقول أن هناك زمناً مطلقاً خارج وعي الإنسان وزمناً نسبياً ، هذا الزمن النسبي من عدة أنواع .

زمن الخلق : هذا الزمن الذي تستغرقه عملية الخلق على مبدأ كن فيكون ، قد يكون كلمح البصر "جزء من المليون من الثانية" أو من أيام الله التي لا تشبه أيامنا.

الزمن المعاش "الحادث" : الزمن الإنساني أو الزمن الذي نجم عن حركة الأرض والأجرام والكواكب والنجوم .

وللربط بين هذه الأزمنة المختلفة يمكننا إعتماد الزمن الضوئي .

الزمن الضوئي : هو المسافة التي يستغرقها الضوء عند إندفاعه بسرعته المهولة (186.000 ميل / ث)

3- تداخل الأزمنة :

إن العلاقة بين هذه الأزمنة المذكورة آنفاً علاقة متداخلة في إنسجام رائع ، يمكن تمثيلها بأربع دوائر متراكزة ، الدائرة الخارجية تشير للزمن المطلق الدائرة التي تليها تشير لزمن الخلق ثم دائرة المكان التي تحوي داخلها الزمن المعاش والزمن الضوئي ، لتقريب المعنى للأذهان لتداخل الزمن نضرب مثلاً معاصراً : تمثل السينما عالماً متخيلاً يشبه عالمنا ، عندما نجلس فيها نشاهد فلماً سينمائياً مدة عرضه ساعة ونصف أو ساعتين ، في هذه المدة قد نشاهد فلماً تاريخياً يعبر عن سنين طويلة أو فلم يعبر عن أيام بلياليها دون يحدث ذلك لبس في عقلنا وذلك لوجودنا خارج الزمان والمكان الذي يمثله الفلم السينمائي ويحدث هذا التداخل المنطقي لأزمان عدة دون أن يخل بهرمونية التفكير الإنساني ، فيقودنا ذلك إلى شيء مهم ألا وهو علاقة العقل بالزمن المعاش.

4- العقل الانساني والزمن المعاش :

إن تركيب العقل الإنساني من منظور معنوي ، ذاكرة/ ماضي وآنية / حاضر . وخيال / مستقبل جاءت لتتلاءم مع فكرة الزمن المعاش ، الذي جعل أيام الإنسان ثلاثة يوم مضى ويوم معاش ويوم قادم وتحولات عقل الإنسان بين الذكرى والخيال تولد التفكير ، كما توجد في الكائنات الحية بما فيها الإنسان ساعة طبيعية ((Biological Watch ، هذه الساعة تنقل للإنسان الإحساس بالزمن عبر منافذ الحواس العقلية المعروفة كالسمع والبصر . إذا تعطلت إحدى هذه الحواس بسبب ما ، كتعطل حاسة الإبصار بالنوم مثلاً ، يفقد الإنسان الإحساس بالزمن ، لا يعرف كم من الزمن نام ؟! . كما أن الحالة النفسية للإنسان هي التي تحدد له طول المدة الزمنية . مثلاً ، الذي يركب قطار في سفرة مملة إلى مدينة تبعد ثلاث ساعات قد يحس بوطأة الزمن وإنه يمضي بطيئاً ، لأن لحظات الإنتظار هي اللحظات المهدرة من الزمن الإنساني ، بينما الذي يجلس لحل اختبار في مادة الفيزياء الصعبة لنفس المدة يحس أن الزمن يمضي سريعاً ولن يسعفه ويشعر بحركة الزمن السريعة ، بل أن هذا المفهوم النسبي لتمدد وإنكماش الزمن قد ينطبق على حدث واحد بالنسبة لشخصين مختلفين ، مثلاً في مباراة كرة القدم ، الشخص الذي يؤازر الفريق المنتصر يتمنى أن ينتهي زمن المباراة سريعاً ويحس بأن الزمن يمضي بطيئاَ ، بينما الذي يؤازر الفريق المهزوم يتمنى أن يمضي الزمن بطيئاً حتى يتمكن من تغير النتيجة ولكنه يحس بأن الزمن يمضي سريعاً ولن يمكنه من تحقيق ذلك .

نلخص من ذلك أن الزمان حركة وأن مجرى الزمن مرتبط بتغير المواد الغروية لخلايا أجسامنا وعلى الخصوص خلايا الدماغ ، فإن أي نوع من الإختلاف يطرأ على شعورنا بالزمن المعاش "الحادث" ، في بعض الحالات بسبب النوم أو الحالات المرضية (الحمى ، التسمم) ، يقابلها تغيرات في توازن الغرويات للجهاز العصبي ويخضع تغير هذه الغرويات للمبدأ الثاني من مبادئ الدنميكا الحرارية "مبدأ اللارجعة"(2) ، فمحور الزمن له اتجاه واحد هو الإتجاه الأمامي ولا يرجع إلى الوراء أبداً ، ومبدأ اللارجعة هذا يسيطر على حركة التطور في الكائنات جميعاً ، تسود فيه فكرة الاحتمالات ، فالحالة الأكثر احتمالاً تعقب حالة أقل احتمالاً من غير أن ترجع إلى وراء ، هذا السبب الذي يحول دون نكوص المجاميع المعقدة بما فيها الإنسان وتقهقرها عبر الزمن . إن مجرى حياتنا وزمننا المعاش الذي لا يقهر هي حالة خاصة من حالات مبدأ من مبادئ فيزياء المجاميع المعقدة .

5- العقل الانساني والآنية:

تحدثنا في البند السابق عن علاقة العقل بالزمن وعرفنا أن الزمن حركة مستمرة إلى الأمام وأن العقل وفقاً لذلك يكاد ينقسم إلى ذاكرة / ماضي وخيال / مستقبل .. ألا توجد (لحظة آنية) آنية تخرج بالإنسان من الزمان والمكان ؟!

إن هذه اللحظة ممكنة للعقل المؤدب بأدب اللحظة الحاضرة للإنسان العميق المعرفة بالذات الإلهية ، ذلك الإنسان الذي لا يتحسر أبداً على الماضي أو يجزع لهواجس المستقبل في هذا العالم القلق ، هذا بالنسبة للإنسان العارف .

وقد تحدث أيضاً للإنسان الغافل وذلك بأن يشغل حواسه كالسمع والبصر بشيء لحظي مثل مباراة أو فلم سينمائي أو موسيقى أو جلوس مع شخص حبيب إلى القلب وذلك لأن الإنسان في داخله فراغين معنويين هما السر وسر السر قال تعالى ] وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى] (7 طه) ، هذا الفراغ هو الذي يجعل التفكير يتأرجح بين الماضي والمستقبل ، عندما يجلس الإنسان وحيداً في مكان يشوبه الصمت ، لا بد أن ينتقل فكره بين الماضي وأحزانه أو المستقبل وهواجسه وقد يسبب ذلك له التعاسة الشديدة لذا عليه أن يغتنم متعة اللحظة الحاضرة ويسلم أمره لله.

إن الإنسان منقسم على نفسه ، إنه جملة من المتناقضات ، عليه أن يوحد نفسه بكافة السبل حتى يحصل على السعادة المرجوة ، عليه أن يكون وحدة ذاتية في وحدة زمانية في وحدة مكانية ، إن الإنسان الحر هو الإنسان السعيد "الإنسان الذي يفكر كما يريد ويقول بما يفكر ويعمل بما يقول ثم لا يكون نتيجة فكره وقوله وعمله إلا براً بالأحياء والأشياء




(1) البرت انشتين والنظرية النسبية – د . محمد عبد الرحمن مرحبا – دار القلم بيروت لبنان
(2) مبدأ كارنو ( نفس المصدر السابق )
(3) مفكر سوداني راحل




Post: #14
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: Mohamed Adam
Date: 02-15-2024, 11:34 AM
Parent: #13

Quote: الآن وهنا ، لهما نهاية وجودية بوجود الكون الماثل أمامنا الآن وهنا
لانهاية وجودية للآن(الحاضر) لأنها/لأنه "الوجود" ألحى ألذى لايموت!
Quote: هناك نهاية مطاف للجنة والنار رغم أنهما هنا والآن ثم إعادة الدورة من جديد
طيب أين تذهبا؟ ح تتبخرا ولا ح ترجعا ل الله!

Post: #15
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: MOHAMMED ELSHEIKH
Date: 02-15-2024, 12:22 PM
Parent: #14

ماقاله الاستاذ محمود ان عمرهما مربوط بدوام السموات والارض.
السير لله سرمدى وقد بدأ في الازل وموجود نعيشه في الحاضر ومتوجه
في اتجاه السرمد،اي اللانهاية وكل خير محض بجنته وناره.
اذا كان الحواس الخمس السمع والذوق والشم واللمس وانظر ونضيف
لهم الحاسة السادسة والسابعة فهي تناظر
الاسلام/ الايمان/ الاحسان/ اليقين/ عين اليقين/ حق اليقين/ثم الاسلام الاخير
وهو التسليم التام وهو التمتع بالحاسة السابعة والسير بها لما لانهاية وحيث لاحيث
وعند لاعند.

Post: #16
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: Mohamed Adam
Date: 02-15-2024, 09:12 PM
Parent: #15

القرآن يتفاعل مع فهمك الشخصي وايضاً
مع مدى عمقك عندما تفاعلت معه فى
الوقت الحاضر ، إذا كنت ترى أنه يتحدث
عن النار والجنة كتجربة حسية، فهذا مقبول بناءً
على إدراكك،كما يفعل فى زماننا هذا، مزمل فقيرى
وأبوبكر آداب، ولكن سيظل وعيهم الشخصي حتى بعد
الوفاة،سيحتفظون بتلك القناعات، الجميل فى الأمر،
القرآن لا يقتصر على ذلك الفهم! فى الجانب الآخر،
إذا كنت تعتقد أن النار والجنة موجودتين في الحياة الدنيا
والروحية، كحسيتين ومعنويتين فهذا أيضًا يعتبر فهمك
الشخصي، ومدى حضورك و برضو ليس الفهم الذي ينشده القرآن.

الأخ محمد الشيخ، مداخلتك قيمة.

Post: #17
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: osama elkhawad
Date: 02-16-2024, 05:58 PM
Parent: #16

اهلا بمتابعي الباحث العتاق

تواصل معي الباحث عبر صفحتي في الفيسبوك بالرسالة التالية:


Post: #19
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: بدر الدين العتاق
Date: 02-17-2024, 05:12 AM
Parent: #17

شكرا لك يا استاذي الكريم أسامه على المشاركة


التلفون ما بفتح حقيقة معاي للموقع لكن من الكمبيوتر ممكن حال توفر النت وقوة الشبكة والوقت لفتح الجهاز

معذرة لكل الإخوة المتداخلين لتأخر الرد للظروف أعلاه
بدر الدين

Post: #18
Title: Re: الجنة والنار؛ ليستا آخر المطاف
Author: بدر الدين العتاق
Date: 02-17-2024, 05:08 AM
Parent: #14

1 / لهما نهاية بكل تأكيد .
2 / الله أعلم أين تذهبا لكن السؤال : أين كانتا قبل أن توجدا .
سيعودان للعدم كأن لم يكن .