Post: #1
Title: الدعم السريع تجهض محاولات الجيش تعويم فلول البشير عبر منبر جدة
Author: Mohamed Omer
Date: 10-31-2023, 01:29 AM
01:29 AM October, 30 2023 سودانيز اون لاين Mohamed Omer- مكتبتى رابط مختصر
المدنيون لا يعلقون آمالا كبيرة على تحقيق السلام في السودان دون تحييد الفلول.
يشكل حرص الجيش على إشراك عناصر من النظام السابق في العملية التفاوضية الجارية في جدة مؤشرا سلبيا حيال إمكانية تحقيق أي اختراق، وتقول قيادات مدنية سودانية إن أي نجاح للمفاوضات يبقى رهين تحييد الفلول.
الخرطوم - تتركز أنظار السودانيين على المفاوضات الجارية بين طرفي الصراع في جدة، والتي كادت أن تنهار قبل أن تبدأ على خلفية محاولة الجيش إشراك فلول النظام السابق في المحادثات، وهو ما رفضه بشدة وفد الدعم السريع، ليتدخل الوسيطان الولايات المتحدة والسعودية ويطرحان حلا وسطا.
وانطلقت الجلسة الافتتاحية لمنبر جدة السبت، لكن المحادثات تعثرت بعد أن تمسك وفد الدعم السريع بإبعاد السفير عمر الصديق عن وفد الجيش، باعتباره أحد رموز نظام عمر البشير، وقد تم تجاوز المطب بطرح مشاركة الصديق كخبير، لتبدأ الجولة التفاوضية بشكل رسمي الأحد.
ويرى متابعون أن إشراك الجيش للصديق في الوفد المفاوض يترجم مدى تأثير فلول النظام السابق على القرار داخل المؤسسة العسكرية، وبالتالي لا يمكن توقع الشيء الكثير حيال المفاوضات الجارية في ظل هذا الوضع.
وتستهدف مفاوضات جدة تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية، واعتماد إجراءات لبناء الثقة، تهدف إلى وقف لإطلاق النار.
وجاءت المفاوضات بالتوازي مع ترتيبات لتشكيل جبهة مدنية موسعة في السودان. وأكدت وزارة الخارجية السعودية أن المحادثات الحالية بين الجيش والدعم السريع “لن تتناول قضايا ذات طبيعة سياسية”، موضحة أن اللواء بحري ركن محجوب بشرى أحمد، هو من يرأس وفد الجيش الذي يضم عمر صديق، وصلاح يوسف بصفتهم “خبراء”.
ووفق بيان الخارجية السعودية، يرأس العميد ركن عمر حمدان أحمد، وفد الدعم السريع الذي يضم كذلك فارس النور إبراهيم بصفته كبيرا للمفاوضين، إضافة إلى عضوية محمد المختار النور، والقوني حمدان دقلو شقيق قائد الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.
وتشكل عودة طرفي الصراع في السودان إلى طاولة جدة بارقة أمل بالنسبة للسودانيين الذين استنزفوا في حرب مستمرة من أكثر من ستة أشهر، وأدت إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين، لكن متابعين لا يبدون تفاؤلا كبيرا إزاء إمكانية تحقيق اختراق سريع في ظل نفوذ فلول النظام السابق على القيادة الحالية للجيش.
ويوضح المتابعون أن فلول نظام البشير لن يقبلوا بوقف دائم لإطلاق النار من دون إشراكهم في صياغة العملية السياسية، وهو أمر يرفضه بشدة الدعم السريع وأيضا القوى المدنية وشق مهم من الحركات المسلحة.
وأكد المعز حضرة، القيادي في قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، أن فئة من العسكريين داخل الجيش السوداني ترى أن التفاوض هو الحل الأسلم لوقف القتال الدائر حاليا، لكن تبقى الأزمة في فلول البشير الذين يتعاملون مع الصراع باعتباره فرصة ثمينة تساعدهم على استعادة مواقعهم في السلطة مستقبلا، وقد تعاملوا مع اندلاع الحرب على أنها نزهة قد تنتهي في ساعتين أو يومين.
ولفت حضرة إلى أن بقاء السفير عمر الصديق كخبير في المباحثات يعني أنه قد لا يكون حاضرا في الاجتماعات المباشرة بين الجيش والدعم السريع، وأن مساعي الفلول ليكون التفاوض بين الدولة السودانية ومؤسساتها بما فيها وزارة الخارجية فشلت بعد إعلان القائمة النهائية المشاركة في المفاوضات.
وأوضح القيادي في تحالف الحرية والتغيير في تصريحات لـ”العرب” أن العودة إلى منبر جدة “رجوع إلى الحق بعد أن ساهمت منابر فلول البشير الذين يديرونها عبر غرفهم الإعلامية الضخمة في الترويج لإنجازات كاذبة حققتها قوات الجيش دون وجود ظل لها على الأرض”.
وشدد على أن “قبول قيادات الجيش بالمفاوضات به حكمة كبيرة ويحافظ على السلام، وأن القوى السياسية التقطت هذا التوجه وتعمل الآن على تنظيم صفوفها لتحقيق الهدف ذاته”.
وتزامنت المفاوضات في جدة مع إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على نيالا ثاني كبرى مدن السودان، من حيث عدد السكان.
وتعتبر نيالا أهم مركز عسكري في ولايات جنوب وشرق ووسط إقليم دارفور، ومن خلالها يمكن لقوات الدعم السريع أن تصل إلى الفاشر عاصمة شمال دارفور وزالنجي وسط دارفور والضعين بشرق دارفور.
ومن شأن سيطرة قوات الدعم السريع على نيالا أن يعزز موقفها في العملية التفاوضية الجارية، لكن يبقى الإشكال في حالة الإنكار التي يمارسها الجيش بدفع من فلول النظام، وهو ما لا يخدم جهود السلام.
وأكد القيادي في تحالف الحرية والتغيير أن المفاوضات الجارية في جدة قد تحقق نتائج إيجابية إذا ابتعد عنها الفلول.
من جهتها قالت المحللة السياسية السودانية شمائل النور إن كلا من الجيش والدعم السريع يواجه ضغوطا خارجية متفرقة للوصول إلى اتفاق يُنهي الحرب الدائرة، وهو أمر يحمل جوانب إيجابية وسلبية في آن واحد، لأن ذلك قد يدعم الوصول إلى حل سياسي يُنهي الأزمة، وإذا لم تكن هناك قناعة من الطرفين بأهمية هذا الحل سوف يكون السودان أمام تأجيل لحسم الحرب، وليس وقفها بشكل نهائي.
وأضافت النور في تصريحات لـ”العرب” أن المكاسب العسكرية التي حققتها قوات الدعم السريع منذ أن جرى الإعلان عن بدء المفاوضات تجعل الحل النهائي يصب في صالحها، لكن ذلك لا يضمن استقرار الأوضاع في السودان وقد لا تقبل قيادة الجيش أو فلول نظام الرئيس السابق بهذه النتيجة، حيث يحاولون إفساد المفاوضات بأي طريقة ونقض ما سيتم التوصل إليه من اتفاقات.
وأشارت إلى أن رفض فلول البشير لما يحدث في جدة من مفاوضات يجعلهم يواصلون عملياتهم العسكرية وفقا لإمكانياتهم المتاحة لتفويت الفرصة على أي اتفاق سياسي، وسيكون الأمر برمته في يد قيادة الجيش التي عليها أن تحسم موقفها، بين الجنوح للسلام ووقف إطلاق النار، أو الاستمرار في حرب بلا طائل منها.
ولفتت شمائل النور إلى أن ما يحدث في كل من أديس أبابا وجوبا من اجتماعات للقوى المدنية والحركات المسلحة يرتبط بما يدور في جدة، وأن جهات الوساطة تريد أن تفهم طبيعة توجه المدنيين ورؤيتهم للحل بشكل نهائي كي يتسنى إخراج الحلول التفاوضية بشكل مقبول لجميع الأطراف. وكانت القوى المدنية ممثلة في أحزاب سياسية وهياكل نقابية وأهلية توصلت الأسبوع الماضي إلى اتفاق يقضي بتشكيل هيئة قيادية برئاسة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك لمتابعة التحضير لعقد مؤتمر تأسيسي لجبهة مدنية موسعة في غضون شهرين.
وتم الاتفاق في الاجتماعات التي جرت في أديس أبابا على منح 70 في المئة من الهيئة القيادية للقوى غير الحزبية من لجان المقاومة والنقابات والأجسام المهنية وتنظيمات ومبادرات المجتمع المدني والتنظيمات النسوية، بينما تم منح التنظيمات والتحالفات السياسية وحركات الكفاح المسلح 30 في المئة.
وتعتبر خطوة القوى المدنية بإعادة ترتيب صفوفها مهمة جدا في سياق جهود إنهاء الحرب، وهي تتقاطع والمسار الجاري في جدة.
صحيفة العرب تصدر عن Al Arab Publishing House
المكتب الرئيسي (لندن) 177-179 Hammersmith Road London W6 8BS
|
|