.. واليوم رحل الصحفي السوداني والكاتب الكبير عمر جعفر السوري له الرحمة

01:58 PM September, 19 2023

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

كتب سليمان سري

.. واليوم رحل الصحفي السوداني والكاتب الكبير عمر جعفر السوري
.........
كتب عمر جعفر السوري ....انه ذات شتاء من ستينات القرن الماضي انهم كانو جلوسا الى ثلة من صحفيي ذاك الزمان في مقهى السليماني الشهير بالخرطوم أتنين وكان نهار ذاك اليوم قد انتصف ودرجة الحرارة مرتفعة على غير العاده كانت الشلة الجلسة في ذاك المقهى تضم الصحفيين ...صديق محيسي...عبدالرحمن احمد ..يحيى العوض....شيخ ادريس بركات ..يوسف الشنبلي ..رحمي سليمان ...محمود محمد مدني ...مصطفى عابدين الخاني وشريف طنبل ....
وفجأة اطل على الجلسة الفنان الكبير الاستاذ حسن عطية دون ان ينتبه احد من اين أتى ...ثم تحلق الجميع حوله كان امير العود كدابه في كامل أناقته الشهيرة ...يرتدي حلة زاهية ..وربطة عنق حريرية وعلى راسه قبعة بنية اللون من الجوخ الانجليزي الفاخر تلائم الجلة وتكملها..وكان ينتعل حذاء لامعا يبدو انه من صنع شيرش ....
فعزمهم حسن عطية بعض المشروبات وبدا يحدثهم عن رحلته الاخيرة لعاصمة الضباب لندن .. وعن من التقى بهم من سودانيي لندن وتسجيلاته لهيئة الاذاعة البريطانية ...وهم في استمتاعهم بحديث امير العود ...وتلذذهم بالمشروبات التى تفضل بها اليهم ...عبرت الشارع قادمه من الجنوب ومتجهة نحو الخرطوم سيارة عبدالخالق محجوب متخطية المقهى ببضعة أمتار الا انه التفت يمينا فراي الجالسين في المقهى
أوقف عبد الخالق السيارة وعاد بها الى الوراء حتى حاذى المقهى من الجهة الاخرى وترجل...كان راشد ( الاسم الحركي لعبد الخالق ) يرتدي حلة لونها يماثل لون سيارته الصغيرة الشهيرة وهو لون اقرب الى شراب الكاكاو المخلوط بقليل من الحليب ....كانت سيارة عبدالخالق الشهيرة ماركة فلوكس واجن ...وهي سيارة قادها طوال الفترة التي عرفه الناس فيها ...وكان سعرها ٣٠٠ جنيه سوداني اي ما يعادل وقتها ٩٠٠ دولار امريكي ...وبوجهه البشوش حيا راشد الحضور وجلس بجوار حسن عطية ...
وقد كانت تلك سانحه حاول الصحفيين الجالسين سؤال عبدالخالق محجوب عن رأي الحزب الشيوعي عن مجريات الامور في البلاد ....لكن بدلا من يتحدث الصحفيين ...قال امير العود دون ان يلتفت الى احد ...سأقول كلام لم اقله من قبل لأي صحفي ولم تسنح لي الفرصة لقوله ...فاسمعوا ...
قال امير العود ...ان الفضل يرجع لعبد الخالق محجوب في المامنا انا وجيلي بأصول الموسيقى فقد كان الرجل يحثنا على سماع الموسيقى العالمية وتعلم النوته الموسيقية حتى ننهض بالغناء السوداني ...كان يخصص لنا وقتا يشرح فيه مؤلفات كبار الموسيقيين العالميين في الموسيقى الكلاسيكية دون كلل او ملل فهو من العارفين بأصولها وأسرارها وجمالياتها ...هنا سال احد الصحفيين بخبث......وهل كان يشرح لكم تعاليم الشيوعية من خلال الموسيقى ؟
فرد امير العود ،ان. الرجل لم يأت على سيرة كارل ماركس او لينين مطلقا اثناء تلك اللقاءات ....بل والحديث لأمير العود ان عبدالخالق لم يذكر لهم اسم موسيقار روسي واحد ..حتى سأله الفنان التاج مصطفى عن الموسيقار الروسي شايافوسكي وباليه بحيرة البجع ..وأضاف امير العود ان عبدالخالق محجوب من العالمين ببواطن الغناء السوداني ...
واسهب في الحديث في ذلك...وسط دهشة المستمعين ...لم يعلق الزعيم عبدالخالق محجوب على شهادة حسن عطية تلك ...فقط وجه سؤاله لأمير العود ...اما. زلتم تستمعون للكلاسيكيات؟....ثم أستاذنا الجالسين وانصراف سويا عبدالخالق محجوب وأمير العود حسن عطية ....