من المسؤول عن جحبم غول التضخم النقدي واختفاء المرتبات في السودان؟ د.حافظ الزين

من المسؤول عن جحبم غول التضخم النقدي واختفاء المرتبات في السودان؟ د.حافظ الزين


09-15-2023, 11:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1694773501&rn=1


Post: #1
Title: من المسؤول عن جحبم غول التضخم النقدي واختفاء المرتبات في السودان؟ د.حافظ الزين
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 09-15-2023, 11:25 AM
Parent: #0

11:25 AM September, 15 2023

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



د.حافظ الزين
دكتوراه في الاقتصاد السياسي والتنمية الاقتصادية.

إن المسؤول الأول عن اختفاء المرتبات وزيادة معدل التضخم النقدي في الاقتصاد السوداني في السودان بعد يوم 15/4/2023 ليس هذه الحرب الملعونة
وانما: تتمثل في قرار تعسفي اصدره البرهان بتحويل موازنة الفصل الأول في ميزان المالية العامة لسنة 2023 لفصل الطوارئ لتمويل هذه الحرب باستشارة جبريل ..والذي نفذ هذا القرار الفردي فورا .. علما ان ميزانية الجيش هي 80% من ميزانية الدولة ..ولا حاجة البتة لمرتبات العمال المساكين ..والتي لا تساوي 7% من الميزانية العامة ..وبذلك ذهبت مرتبات السودانيين لتمويل البرهان والملايش والفلول وشجرة زقومه المحرمة.
بالنسبة لمحافظ بنك السودان المركزي المعتوه : فقد قام بتنفيذ أوامر البرهان والسيد فكي جبرين وزير المالية والتخطيط الاقتصادي القاضية بتحويل موازنة المرتبات لتمويل الحرب وهو أمر يتعارض ويتناقض مع قوانين بنك السودان المركزي بشكل كامل ذلك بسبب ان البنك المركزي في أي دولة في العالم هو مؤسسة مستقلة لا تتبع للجيش ولا أي مؤسسة أخري سوي البرلمان .
وهي تمثل الدولة والشعب ومملوكة لهما وتاتمر بأمر البرلمان الذي انتخبه الشعب
ولكن هذا زمانك يا مهازل فامرحي.
اليوم يبحث الشعب السوداني الصابر المحتسب تحت طوب الأرض وورق الحظ والجبال لعله يجد جنيه سوداني واحد ليشتري به كوب حليب لاطفاله الجائعين الذين اصطادهم الجوع وجاءهم من كل حدب وصوب ومن كل فج عميق وأقسم قسما غليظ أن يفتك بهم فتكا مبينا.
وفكي جبرين وحاشيته وخدمه يسكن في القصر الفخيم (مبني الضمان الاجتماعي) في بورتسودان ينعم بالسعادة وشرب القهوة سادة ولا يبالي بفتك غول التضخم النقدي الذي قضي علي ما يملكه الشعب السوداني من مدخرات وثروات مخزونة.

كتبت كثيراً مراراً وتباعا وتواليا وقلت أن المسؤول عن سقوط الاقتصاد السوداني في غياهب الجب إعتبارا من يوم 6/13/2018 هم ثلاثة أطراف :
الأول: الفلول ودولتهم العميقة
الثاني: هيمنة قادة الجيش على الاقتصاد لمصالحهم الذاتية
الثالث : فكي جبرين (جبركة)

من أعظم الابتلاءات التي ساقتها قافلة الأقدار باتجاه الشعب السوداني العظيم هي مجئيها بفكي جبرين ليكون وزيرا للمالية والتخطيط الاقتصادي في السودان
اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكننا نسألك اللطف فيه.
ما علاقة فكي جبرين بالاقتصاد الكلي والنظرية الاقتصادية الكلية في مراميها التطبيقية؟

لقد قاد فكي جبرين قاطرة الاقتصاد السوداني نحو مرابط الجحيم عوضاً أن يذهب بها إلي مرابط الله المشرقة ومروجه الخضراء.
اليوم يمشي التضخم النقدي مرفوع الراس في جميع شوارع المدن السودانية الصامتة الحزينة متبخترا وكأنه سيدنا أبو دجانة رضي الله عنه فوق أرض المعارك يمشي هذا التضخم النقدي بمعدل هو الرابع علي مستوي الاقتصادات العالمية
%600.
إنها الجريمة الاقتصادية الأكبر بشاعة ذات الصفة النقدية التي تم ارتكابها في حق الاقتصاد السوداني المنكوب منذ عام 1950 وحتي الآن.
لا علاقة لفكي جبرين بعلم الاقتصاد ولا النظرية الاقتصادية ذلك بسبب أنه لا يعرف ولا يفهم ولن يفهم الفرق بين الإصلاح الاقتصادي والإصلاح النقدي والإصلاح المالي والإصلاح التجاري المؤدية إلى خلق التوازن والاستقرار الاقتصادي في الاقتصاد الكلي
إن النظرية الاقتصادية التي يجيدها فكي جبرين هي (يا أيدي شيليني حطيني في بيت مكة العاجبني)

نعم : في أزمنة الحروب يتداعي الاقتصاد في المدي الزمني المتوسط والطويل وليس المدي الزمني القصير (سنة بحسب مفهوم الأدبيات الاقتصادية)
لأن الموازنة العامة دائما سيما الفصل الاول الخاص بتمويل بند المرتبات والأجور دائما ما يكون تم اعداده للسنة الحالية والسنة القادمة.
وبالتالي فإن التعلل بأن الحرب الحالية الدائرة في السودان هي سبب في توقف المرتبات هو نوع من الخداع الكاذب الكذوب. وتحديدا لسنة 2023 بأكملها.
أما كون الحرب سبب في زيادة معدل التضخم النقدي الحالي في الاقتصاد السوداني بما يعادل 600% فهذا التعليل يعتبر بمثابة ردة اقتصادية وسيمة وفاخرة. وغباء إقتصادي مترع ووثاب و متاجرة سياسية واقتصادية كالحة القلب والروح.
لان صعود معدل التضخم النقدي في الاقتصاد السوداني راهناً بهذه الوتيرة المتصاعدة والحادة ناشيء عن مجموعة من الأسباب التراكمية ليس من بينها الحرب الحالية مطلقا
ومن أهم تلك الأسباب التراكمية علي سبيل المثال ما يلي:
1- الكتلة النقدية المتداولة خارج الجهاز المصرفي بما يعادل 90% من حجم الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي GDP والتي تم تقديرها بحوالي90 تريليون جنيه سوداني في30 اغسطس 2022.
وبحسب فلسفة النظرية الكمية للنقود القديمة والحديثة والتي تقول (هناك علاقة طردية بين كمية النقود المتداولة في المجتمع والنستوي العام للأسعار)
اي معدل التضخم النقدي في الاقتصاد.
2- الدولرة النقدية شبه الكاملة : وهي عملية التخلي عن العملة المحلية للحصول على العملات الأجنبية القيادية من السوق الموازية يأتي في مقدمتها الدولار الأمريكي.
مما يؤدي إلي زيادة الطلب على العملات الأجنبية في تلك السوق وبالتالي إرتفاع أسعارها وقيمتها في وجه العملة المحلية.
وقد تصاعدت حدة هذه الدولرة النقدية في الاقتصاد السوداني بعد حدوث مجزرة فض الاعتصام وانقلاب البرهان علي الشرعية الدستورية في يوم 25/10/2021

وقد فشل فكي جبرين في معالجة ظاهرة الدولرة النقدية الحادة في الاقتصاد السوداني واصبح كمن يبيع الامشاط في معابد الكهنة

وقد طارت طيور الإصلاح الاقتصادي الشامل في الاقتصاد السوداني بارازقها ولم يجد الشعب السوداني الكريم زرزور واحد ليتعشي به.
وفكي جبرين يسبح في بحور السعادة (وينجم تحت قصور النعيم المقيم هناك في قصر الضمان الاجتماعي في مدينة بورتسودان ناعسة العينين)

يا أيها الشعب السوداني الكريم اخرج في مظاهرات عارمة ..من اجل مرتباتك التي تم نقلها لبند الطواريء ..فلا حرب في الدنيا تمنع المرتبات .. وإذا لم تفعل فإن الرماد سوف يكيل حماد وبشكل لا يمكن تصوره أو تصديقه مطلقا. ..
فمرتباتك الزهيدة والتي لا تساوي شيئا بالنسبة لميزانية الجيش الضخمة الضائعة سدى ..هي ايضا لتغذية الملايش ..ونثريات السفر لاعلام الحرب ..امثال الاعيسر وضياء بلال ...الخ ..الذين يتنقلون بين افخم فنادق العالم ..
لا حرب في التاريخ ..توقف مرتبات العاملين والا على قادة الدولة مسؤولية اخلاقية وهي تنحيهم جميعا ..واما ادعاء نقل هذه المرتبات الزهيدة لبند المجهود الحربي فهو كذب وتضليل ..في ظل عدم وجود الدولة والرقابة والمراجع العام . . فسماسرة الحرب ..لن يوقفوا الحرب بما انها توفر لهم تغطية للتغول على مرتبات الضعفاء ..ومن يسال من مرتبه فتهمة الخيانة جاهزة ..
التغول على المرتبات هو سبب جوهري واصيل في عدم رغبة سماسرة الحروب في ايقافها

مدخل للخروج : الرحمن - علم القرآن - خلق الانسان - علمه البيان.