أين يمكن أن نشتري الشّغف؟ (في محبة ماركيز)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 00:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-17-2023, 08:08 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 28863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أين يمكن أن نشتري الشّغف؟ (في محبة ماركيز)

    08:08 AM August, 17 2023

    سودانيز اون لاين
    حيدر حسن ميرغني-Colombo -Srilanka
    مكتبتى
    رابط مختصر




    ليس ثمة شك في أن غابرييل غارسيا ماركيز واحد من أبرز من أحدثوا الانقلاب الكبير في السرد الأدبي العالمي، لذا يمكننا نحن الذين عبرنا البرزخ الفاصل بين قرنين من الزمان أن نؤكد أننا كنا سنخسر الكثير لو لم نقرأ ماركيز ورفاقه في الواقعية السحرية.
    فمنذ “عاصفة الأوراق” حتى “عن الحب وشياطين أخرى”، مروراً بـ “خريف البطريرك”، و”جنازة الأم العظيمة”، و”ليس للكولونيل من يكاتبه”، حتى رائعته الكبرى “مائة عام من العزلة”، وأغنية الحب الكبيرة “الحب في زمن الكوليرا” ومئات القصص القصيرة الرائعة وصولاً إلى “ذكريات غانياتي الحزينات”؛ منذ ذلك كله عمل ماركيز على فتح آفاق جديدة للمخيلة الأدبية، وبعث الحياة في أجزاء لم تكن قد استخدمت من قبل، أو أن البشرية قد ضحّت بها، حين أهملتها طوال قرون وقرون، عندما تغيرت الضرورات وحسمت المعركة بانتصار العقل والمعدة على مخيلة القلب.
    جاء ماركيز وبعث ذلك الكائن العملاق المغمور بكتل الثلج: الخيال؛ إلى الحياة ثانية بدفء نادر، وهكذا كانت مفاجأة القراء في العالم كله، حين تبين لهم أي عماء ذاك الذي كانوا يخوضون فيه، وأي كنـز ذاك الذي أضاعوه.
    ونحن في عالمنا العربي هنا، كانت لنا مفاجأتنا الخاصة أيضاً، لأن جذور هذا الخيال أو فضاءاته على وجه الخصوص، كانت فينا، بيننا، ومن صنع مخيلتنا حين كان للبشر على هذه الأرض فرصة لاختبار أجنحتهم، بعيداً عن قدمين مقيدتين بلقمة الخبز وأزمنة الظلام.
    لكن لنعترف أننا لم نتجرأ بعد على إعادة الاعتبار لما بين أيدينا. لنعترف أننا لم نتعلّم الدرس كما يجب، حين واصلنا الطريق الذي بدأناه بعيداً عن ذلك الإرث الحكائي العظيم، إلّا في ما ندر.
    وماركيز الذي كتب هذه الأعمال وعرف سرّ الصنعة ودواخلها، لم يتردد في كشف أسراره كلها أمام الناس، لطلاب يتوقون لأجنحة الخيال هذه وللتحليق بها.
    مجموعة من العاملين في كتابة السيناريو والإخراج السينمائي اجتمعوا في ورشة أدارها ماركيز بنفسه، تجربة من النادر أن يقوم بها كاتب عربي كبير بهذا الاتساع، وقد تمّ الخروج من هذه التجربة بكتابين نُشرا على نطاق عالمي، بحيث خرجت هذه التجربة من إطار الحلقة الضيقة إلى الأفق الثقافي العالمي، وغدت بعد نشرها ورشة كونية.
    “كيف تحكي حكاية” و”نـزوة القص المباركة” هما الحصيلة، وقد نقلهما إلى العربية صالح علماني الذي يعود له الفضل في نقل أهم الأعمال المكتوبة بالإسبانية بلغة عربية مشرقة، كما لو أن النصوص كتبت أصلاً بالعربية.
    يقول ماركيز في بداية حديثه للمشاركين: أبدأ بالقول لكم إن مسألة الورشات هذه قد تحوّلت لديّ إلى إدمان. فالشيء الوحيد الذي رغبت في عمله في حياتي – وهو الشيء الوحيد الذي أتقنت عمله إلى هذا الحد أو ذاك – هو رواية القصص. ولكنني لم أتصوّر مطلقاً بأن روايتها جماعياً ستكون ممتعة إلى هذا الحدّ. أعترف لكم بأن سلسلة الحكواتية، أولئك الشيوخ الموقرون الذين يسردون حكايات ومغامرات مشكوك فيها من ألف ليلة وليلة في الأسواق المراكشية، تلك السلالة هي الوحيدة غير المحكومة بمائة عام من العزلة ولا بمعاناة لعنة بابل”.
    يدعو ماركيز طلبته أن ينسوا عاداتهم الذهنية، وهي دعوة يمكن أن توجه لكل كاتب محترف أيضاً، يدعوهم أن ينسوا التفكير بمصطلحات الصورة، والبنى الدرامية، والمشاهد والمناظر، لأن سبب اللقاء هو من أجل حكاية القصة، وكيف يتم تركيب قصة، وكيف تحكى حكاية، لكنه يعلن أيضاً شكه في إمكانية تعلم ذلك لأنه مقتنع بأن العالم ينقسم بين من يعرفون كيف يروون القصص ومن لا يعرفون ذلك، لأن القصة في رأيه تولد، ولا تُصنع. والموهبة وحدها لا تكفي بالطبع؛ فمن يملك الاستعداد الفطري وحده ولا يملك الصنعة يفتقر إلى الكثير: إلى الثقافة، إلى التقنية، إلى الخبرة، ولكنه يملك الشيء الأساسي، وهذا صحيح، وهو شيء ربما تلقاه من الأسرة. ويتساءل إن كان المصدر هو الجينات الوراثية أو عن طريق الأحاديث التي تدور حول المائدة. هؤلاء الأشخاص الذين يمتلكون الاستعدادات الفطرية يقصّون الحكايات، في العادة، دون أن يتقصّدوا ذلك، ربما لأنهم لا يحسنون التعبير بطريقة أخرى.
    ويتحدث عن جذور الحكايات فيقول: نصف الحكايات التي بدأت بها تكويني سمعتها من أمي. إنها الآن في السابعة والثمانين، وهي لم تسمع مطلقاً أي كلام عن الخطاب الأدبي، ولا عن تقنيات السرد، ولا عن أي شيء من هذا القبيل، ولكنها تعرف كيف تهيئ ضربة مؤثرة، وكيف تخبئ ورقة آس في كمّها أخيراً مثل الحواة الذين يخرجون مناديل وأرانب من القبعة.
    ما أشار إليه ماركيز حول أمه ينطبق على الملايين من أمهاتنا وآبائنا وجداتنا وأجدادنا، بل ينطبق بصورة مدهشة؛ بصورة مقلوبة، على بعض الكتاب الذين يسردون حكاياتهم شفهياً بصورة رائعة وحين يكتبونها يفسدونها، لأنهم لا يملكون موهبة الصنعة.
    يعترف ماركيز تحت سماء هذه الورشات بأنه أكثر الرجال حرية في العالم؛ من حيث عدم ارتباطه بأي شيء، وليس ملزماً حيال أحد، وهو مدين بذلك إلى أنه قد فعل طوال حياته الشيء الوحيد الحصري الذي يحبه، وهو رواية القصص. فهو يذهب لزيارة بعض الأصدقاء، فيروي لهم قصة، ويعود إلى البيت ويروي قصة أخرى، ويدخل إلى الحمام، وبينما يفرك جسده بالصابون، يروي لنفسه فكرة قصة تدور في ذهنه منذ عدة أيام.. وهذا يعني في رأيه أنه يعاني من (نـزوة القصّ المباركة).
    وبعد: يسأل في النهاية ماركيز السؤال الذي يمكن أن يسأله كل من أشرف على ورشات كتابة إبداعية، وقد عايشت ذلك مع أصدقاء كتّاب في غير مكان: هل يمكن نقل هذه الثروة إلى الآخرين؟ هل من الممكن تعليم الهواجس للآخرين؟ وأضيف هنا: هل يمكن أن ننقل للملتحقات والملتحقين بمثل هذه الدورات في عالمنا العربي الحالة الأكثر تركيباً، إن لم تكن متأصلة فيهم، وأعني “الشغف”؟






                  

08-17-2023, 09:10 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أين يمكن أن نشتري الشّغف؟ (في محبة ماركيز) (Re: حيدر حسن ميرغني)

    شكرا حيدر على الموضوع الجميل... سيرة ماركيز تجدد داخلنا "الشغف" دائما..

    حتى ذكر عناوين أعماله العظيمة بواقعته السحرية توقظ فينا التوق للخيال والأحلام لنتجاوز واقعا بليدا يضغط على

    أنفسنا وأحلامنا وتطلعاتنا البسيطة..

    ** في رأي المتواضع (وغير مسئول منه..هههههه) أعتقد السرد موهبة فطرية وجزء موهبة وجزء خبرة مكتسبة..
                  

08-17-2023, 09:57 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 28863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أين يمكن أن نشتري الشّغف؟ (في محبة ماركيز) (Re: محمد عبد الله الحسين)

    المستنير محمد ود عبد الله
    بكل تأكيد الموهبة هي الحد بين المبدع وغير المبدع
    رسول حمزاتوف في كتابه الموسوم بـ "داغستان بلدي" قال «ذهبنا إلى موسكو، عشرون شاعراً ندرس الأدب، فعدنا تسعة عشر ناقدا وشاعراً واحداً».
    كلامه ليس فيه تقليل من قيمة النقد بقدر ما بوضح كيف أن الموهبة هي اللي بتحدد طريق الإبداع
    -
    على جنب كده
    الكتاب ده موجود في مواقع عديدة للتحميل

    أدناه رابط ممتاز للتحميل مباشرة pdf
    https://www.bookleaks.com/files/ketab/ketab2/791.pdfhttps://www.bookleaks.com/files/ketab/ketab2/791.pdf
                  

08-17-2023, 10:00 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أين يمكن أن نشتري الشّغف؟ (في محبة ماركيز) (Re: حيدر حسن ميرغني)

    يا سلام عليك يا مستثير الشغف.
    شكرا على المعلومة.
                  

08-17-2023, 11:10 AM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7916

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أين يمكن أن نشتري الشّغف؟ (في محبة ماركيز) (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الحنين البي ليه ما قدروا ، ما قدروا (الشغف )من وين بيشتروا
                  

08-17-2023, 08:39 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 28863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أين يمكن أن نشتري الشّغف؟ (في محبة ماركيز) (Re: muntasir)

    منتصر يا حنين
    الشغف "Passion " جانب مهم من جوانب الكتابة الإبداعية ، يساعد في تغذية إبداعك ويمنحك الدافع لمواصلة الكتابة.
    عندما يكون الكاتب شغوفًا بكتابته ، بتظهر في عمله ، وكتابته بتكون أكثر أصالة وجاذبية لقرائه
    حتى في الرياضة، احب المناشط إلى قلوبنا ، لو مافي شغف (عزيمة) لن يكون هناك (إبداع) في المستطيل الاخضر يساعد في الفوز بالبطولات .. او كما قال يورغن كلوب الكوتش بتاع ليفربول:

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de