انقلاب برهان على الكيزان - بقلم شاهيناز القرشي

انقلاب برهان على الكيزان - بقلم شاهيناز القرشي


08-16-2023, 03:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1692153307&rn=0


Post: #1
Title: انقلاب برهان على الكيزان - بقلم شاهيناز القرشي
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 08-16-2023, 03:35 AM

03:35 AM August, 15 2023

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



انقلاب برهان على الكيزان

شاهيناز القرشي

كان هنالك اتفاق بين البرهان والكيزان على تعطيل اي اتفاق سياسي يمكنه ان يعيد قوى الحرية والتغيير للحكم او حتى يأتي بحكومة تكنوقراط مستقلة تقوم باي نوع من التغيير داخل مؤسسات الدولة وتفكك التمكين الاسلاموي باي شكل كان. وفي نفس الوقت كان هنالك اتفاق بين البرهان وحميدتي على انقلاب، وارجح انه كان سيتم ليلة وقفة عيد الفطر المبارك، انقلاب (البرهان - حميدتي) على الكيزان واجندتهم واذرعهم داخل الجيش والمؤسسات السودانية وكان للبرهان وزمرته اجندة تخصهم ولا تشمل جزء كبير من الاسلاميين، كان عبدالفتاح البرهان يسير بالتوازي على الحبلين ولكنه كان اقرب لتنفيذ الانقلاب مع حميدتي وذلك لعدة اسباب اهمها قوة الضغوط الخارجية عبر دول الاقليم وعبر بعثة الامم المتحدة، والضغوط الداخلية المتمثلة في الرفض الشعبي الواسع له ولعودة الكيزان بعد انقلاب ٢٥ اكتوبر، اختار البرهان تنفيذ الانقلاب لانه يعلم:
١- ان النظام البائد لا يمتلك قوة عسكرية قادرة على حسم الدعم السريع.
٢- الشعب السوداني والعالم سيحملونه بشكل شخصي تبعات اعادة الكيزان.
٣- عبد الفتاح البرهان شخصية ثانوية مرحلية بالنسبة لتنظيم الاخوان المسلمين وسيتم التضحية به بعد انقضاء مهمته.
٤- حب السُلطة ورغبته الشخصية في ان يظل على رأس سُلطة تجنبه المحاسبة.
٥- اصبح لبرهان ارتباطات وعلاقات داخلية وخارجية بحكم موقعه تجبره على عدم طاعة الكيزان.
كانت تجهيزات الانقلابين تسير على قدم وساق، انقلاب الكيزان على حميدتي بالاتفاق مع البرهان، وانقلاب برهان على الكيزان بالاتفاق مع حميدتي، خطة الكيزان الاولية كانت تقوم على دك معسكرات الدعم السريع بواسطة الطيران من قاعدة مروي بشكل مفاجئ وبعدها مهاجمة معسكراتهم داخل الخرطوم وبذلك يقضوا على معظم هذه القوة. قام البرهان بتسريب هذه الخطة لحميدتي الذي وصل الى مروي وافشل هذه الضربه وقبض على الطيارين المصريين، لذلك عندما سئل حميدتي عن تواجده في مروي قال نحن تحركنا لمروي بامر القائد العام، شاهد ثاني على نية البرهان في الانقلاب كان هنالك احتجاز لعدد من ضباط الاستخبارات العسكرية التابعين للاسلاميين قبل الحرب، شاهد ثالث دخول قوات كبيرة من الدعم السريع للخرطوم دون ان يعترضها احد، وكانت هذه القوات لتأمين انقلاب البرهان حميدتي على الكيزان.
انقلاب برهان حميدتي على الكيزان لم يكن معزولاً بل تسانده عدة محاور داخل الجيش والدليل على ذلك الاتهام الذي وُجه لعدد من ضباط الجيش من قبل الحركة الاسلامية بالعمالة وبانهم طابور خامس.
شاهد رابع على ان الحرب كانت استباق الكيزان لانقلاب كان سيقصم ظهورهم اتصال حميدتي فجر ١٥ ابريل بفولكر واخبره عن وجود قوات تحاصرهم في المدينة الرياضية وقام فولكر بالاتصال بالبرهان مستفسراً فقال برهان هذه قوات تحركت بدون اوامر وستنسحب حالا، وبدلا عن الانسحاب فتحوا النيران واشتعلت الحرب لان اوامرهم كانت تأتي من جهات اخرى غير البرهان فهم كتائب الظل.
لذلك تجد عدد من الدول لم تجرم تمرد مليشيا الدعم السريع لان حميدتي اتصل بفولكر والسفير السعودي وكل الآلية الرباعية قبل انطلاق الحرب بساعات ليخبرهم عن حصار معسكراته في الخرطوم، ولا استبعد انهم كانوا على علم بخطوة انقلاب (برهان - حميدتي) على الكيزان.
على الرغم من فشل الخطوة الرئيسية في انقلاب الكيزان (دك معسكرات حميدتي) واصلوا في انقلابهم ونفذوا الخطوة التالية واتوقع ان ذلك حدث لتسرب معلومات الانقلاب عليهم ورؤيتهم لخطوة وصول قوات حميدتي للخرطوم، حاوط الكيزان البرهان ومنعوه من الذهاب للاجتماع الذي كان من المفترض ان ينزع فتيل الازمة بينه وبين حميدتي ولا زالوا حتى الان يحيطونه على شكل حراسات اهمهم زوج ابنة علي كرتي. وافترض هنا ان الخلاف بين حميدتي والبرهان كان لذر الرماد في عيون الكيزان.
كان امام الكيزان خيارين اما ان يضعوا السودان على فوهة البركان باشعال الحرب او يتحملوا تبعات الانقلاب الذي سيجبرهم على الهروب متعجلين تاركين خلفهم ثرواتهم واراضيهم واحلامهم بالعودة للسلطة وربما لا يستطيعون الهرب بشكل كامل، فاختاروا ان يدخلوا البلاد في حرب يدفع ثمنها الشعب السوداني الذي رفضهم وكان لديهم افتراض ان الشعب سيحمل السلاح بشكل تلقائي ويحارب الدعم السريع نيابة عنهم معتمدين على الرفض الشعبي والثوري لوجود المليشيا.
ماذا الان بعد ان فشلت كل خطط الكيزان؟ وانتصارهم الوحيد هو انتصار اعلامي يعتمد على تغييب الوعي والحقائق. الان كل ما يمكن ان يفعلوه هو اطالة امد الحرب عسى ولعل ان يصنعوا ارضية شعبية تقبل بوجودهم وعدم محاسبتهم ولا تفكك تمكينهم ولكن هذا الهدف ايضا لن يتحقق بسبب ان هذه الحرب التي تورطوا فيها بغباء تام صنعت واقعا داخليا جديدا حتى داخل الحركة التي فقدت الكثير من العناصر والاموال والنفوذ، والبرهان الذي يعي انه موضوع لمرحلة معينة وبمجرد انتهاء الحرب لصالحهم سيكون هو اول من يلقى تحت عجلات القطار سيظل يضرب خططهم من الداخل حتى يضمن ان لا تنتهي الحرب لصالحهم وهم عاجزين عن استبداله في هذا الوقت بسبب الطابور الخامس الذي يساند انقلاب برهان وبسبب انهم يدخرون عناصرهم التي يمكن ان تحل مكان برهان لوقت لاحق ليظهروا كوجوه جديدة ليس لها تاريخ يجعلهم مكان رفض من الجميع.
الان يدفع البرهان بالحرية والتغيير ومن خلفه الكيزان لصنع اتفاق ينهي الحرب ولكن يجب ان لا تجني الحرية والتغيير ثمار هذا الاتفاق بل يجب ان يضمن الكيزان سلامتهم على ظهر اتفاق ستأتي به القوة التي عارضتهم لسنين طويلة، والبرهان من جهة يريد ان يضحي بالكيزان مقابل سلامته ويضع الحرية والتغيير تحت تصرفه وذلك بعزلهم عن الشعب وتشويه صورتهم ونواياهم بغبار كثيف من الاكاذيب معتمدين على القطيع في نشرها، ولا تمتلك الحرية والتغيير ادوات اعلامية كافية قادرة على قشع كل هذا الغبار لذلك عليها ان تحذر وتؤمن نفسها بعدم الانفصال عن مطالب الشعب او الانبطاح لاي طرف من المسلحين والدعم السريع لا مكان له كقوة منفصلة عن الجيش الوطني الواحد كما لا مكان للعساكر المتأسلمين.