حصار الأبيض: يتكرر من جديد: "توترات القبطي"

09:06 AM July, 22 2023 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});صدفة غريبة حدثت اليوم..قبل نصف كنت أتحدث هاتفيا مع الروائي د. أمير تاج السر بعد غيبة طويلة

رغم تواجودنا معا في نفس المدينة..تحادثنا ثم توادعنا على أن نلتقي في عطلة نهاية الأسبوع..

كان اتصالي به بغرض الاستيثاق من بعض النقاط حول رواية "صيد الحضرمية" التي عدل عنوانها إلى "إشتهاء" وكذلك رواية"توترات القبطي"....

.......................بعد أن وضعت الهاتف بدأت في استدعاء بعض تفاصيل رواية توترات القبطي.. التي رأيت أنها لم تجد حظها من الاهتمام في السودان ...

فجأة خطر لي خاطر أدهشني فأعدت الاتصال بالأخ د. أمير..

اتصلت على أمير مرة أخرى وقلت له: تصدق يا أمير روايتك المعنية تكاد أن تكون تنبؤ لما يحدث الآن؟

‏بنفس التفاصيل تقريبا و نفس اللاعبين ونفس الضحايا و المشاهدين؟

فقال لي إذن هذه إضافة لم انتبه لها من قبل ..يقصد الجانب التنبؤي للسرد..‏

**وهذا هو لعمري بعضا من أهداف الفن..‏فالرواية ليست توثيقا لأحداث فقط ..ولكنها كشفا لجوانب قد لا تجد الاهتمام

بالتركيز على جوانب قد لا ‏ينتبه لها كاتب التاريخ أو الرواة..‏

فالرواية السردية نص موازي للسرد التاريخي .. قد تلتقي معه وقد تتماثل معه في بعض النقاط ولكن ليس ‏بالضرورة أن

تتطابق مع تفاصيله أو مع تأويله..ولا يمكن أن نحاكم النص السردي من خلال الواقع ‏التاريخي..‏
اواصل

لمزيد من الإضاءة:‏
كان حصار الأبيض ثم سقوطها في يوليو 1882.‏

كتب أمير تاج السر سارداً المآسي والكوارث المحزنة التي لحقت بالأسر (بغض النظر عن الجوانب ‏السياسية)..وركزت الرواية

على سرد تفاصيل الأحزان والكوارث و الاستغلال والسلب والنهب و "قادة" ‏و"ضباط الخلا" الذين يستغلون الظروف.. وكان من

ضمن من لحقتهم مآسي وأحزان الحصار وما بعده ‏ذلك القبطي وأفراد أسرته. ‏

‏***استدعت الذاكرة تفاصيل ما حدث أثناء الحصار ذلك الحصار ضمن ما حوته الرواية، فوجدت أن ‏التفاصيل تكاد أن تكون هي نفس

التفاصيل أو مشابهة لما حدث ويحدث الآن من جحافل الخبث ‏والخيانة، من سلب ونهب واخذ حق الغير واستغلال الظروف وما إلى ذلك.‏