19 يوليوا وسر السيجارة!

19 يوليوا وسر السيجارة!


07-20-2023, 05:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1689872399&rn=0


Post: #1
Title: 19 يوليوا وسر السيجارة!
Author: mekki
Date: 07-20-2023, 05:59 PM

05:59 PM July, 20 2023

سودانيز اون لاين
mekki-omdurman/al thoura
مكتبتى
رابط مختصر



توقفت كثيرا في سر السيجارة التي كانت حاضرة في جميع احداث حركة 19 يوليوا 1970، او ما عرف بانقلاب هاشم العطا، ذلك الحدث الذي قلب موازين القوي في بلادنا وما زلنا نعيش على صدي تداعيته حتى اليوم. ما هو سر السيجارة التي ظهرت في جميع صور شهداء تلكم الحركة وأدبياتها؟، ولماذا كل من كان، منهم، في طريقه الي دروة الإعدام كان مطلبه من رفاقه هو شيء وحيد: حبة سيجارة؟ ماذا تقدم السيجارة لهذا الشباب الغض الوسيم وهم في لحيظات حياتهم الأخيرة؟! سؤال ظل في مخيلتي سنين، كثر، عددا!، وهو سؤال، بالطبع، لا املك الإجابة عليه!
دعونا ان نذهب في سياحة توثيقية عن تلكم السيجارة وحضورها الدائم في احداث حركة 19 يوليو، علنا ان نجد إجابة عن ذلك السر الدفين!


الشهيد عبدالخالق محجوب يدخن سيجارة في المحكمة التي لم يعش بعدها أكثر من 24 ساعة.



الشهيد فاروق حمد الله قبل لحيظات من توجهه الي دروة الإعدام جهة الحزام الاخضر.



وكانت السيجارة حاضرة في يد الشهيد فاروق في المؤتمر الصحفي الذي عقده رفقة الشهيد بابكر النور بمطار هيثرو.


ولم تكن السيجارة وعلبتها غائبة عن الشهيد بابكر النور، الرفيق الآخر لفاروق حمدالله الذي أعدم معه في الحزام الأخضر، اذ لم يجد الشهيد بابكر شيئا غير صندوق سجاير ليكتب وصيته الأخيرة لزوجته الخنساء التي ابتدرها بعبارة :" ﻋﺰﻳﺰﺗﻰ ﺧﻨﺴﺎﺀ ﻟﻚ ﺣﺒﻰ ﻟﻸﺑﺪ ﻭﺣﺒﻰ ﻷﺑﻨﺎﺋﻰ ﺧﺎﻟﺪ ، ﻫﺪﻯ ، ﻫﻨﺪ ، ﻫﺎﻟﺔ ﻭ ﻛﻤﺎﻻ" ، اذ يبدوا ان الشهيد بابكر قد رشف الكثير من السجائر في ليلته وصباح يومه الأخير في نهايات يوليو 1971. المصدر

ومما نقل عن "د.حسن الجزولي" في الفيسبوك قوله: "ما لا أنساه للفقيد عبد المنعم محمد أحمد " الهاموش" ، أنه عندما أُطلق عليهم الرصاص، لم يسقط دفعة واحدة ، بل نزل على ركبتيه وكأنه يمارس حركة رياضية! أيضاً لا أنسى أن السيجارة التي كانت بين شفتيه لم تسقط بفعل الرصاص الذي اخترق جسده "... المصدر

وقد كتب الضابط الفذ احمد طه عن لحظات اعدام الشهيد هاشم العطا:" وسط صراخ الجند الهستيرى وولولتهم وزعيقهم واطلاق زخات الذخيره فى السماء فى جو احتفالى يذكرنى بطقوسية القتل عندالقبائل البدائيه. طلبوا من هاشم التوجه نحو الدروة.. ردد هاشم الشهادتين بصوت خفيت واخرج علبة سجائر اشعل منها سيجارة اخذ منها نفسا عميقا واستدار نحو الدروة ،وما أن أعطاهم ظهره حتى انطلق الرصاص من كل حدب وصوب نحو البطل " المصدر

وعن اعدام الشهيد المقدم محجوب إبراهيم نمر (طلقة) حكي الملازم عبد العظيم عوض سرور عن الملازم أحمد حسين" وقال ود الحسين لعبد العظيم إن بقاء (طلقة) معهم لم يدم، وبالفعل لم تمر سوى فترة قصيرة حيث ما لبث الحراس إن جاءوا لأخذه إلى الدروة، فنهض وأخرج علبة سيجاير ماركة (بنسون) واخرج منها واحدة، وأعطى البقية للضباط المعتقلين قائلاً إن سيجارة واحدة تكفيه حتى الوصول إلى الدروة، ثم ودع الجميع وانصرف"المصدر
خاتمة:
في هذا المقال تحدثت متسائلا عن سر السيجارة وحضورها الدائم في حركة 19 يوليوا 1971 ،ما عرف بانقلاب هاشم العطا، ثم ذهبت في سياحة توثيقية بالصور والكلام المنقول عن ظهور السيجارة الدائم في الاحداث قبل فشل الانقلاب وبعده،،

الحزب الشيوعي هو صارم في لائحته عن كل ما يخص الانحرافات مثل تعاطي المخدرات والشذوذ لكنه جعل الباب مواربا او ،ربما، مفتوحا امام الخمر وتعاطي السجاير، ولم يجد هؤلاء الشباب سوي السيجارة ورباطة الجأش ليختموا بها حياة قصيرة جدا من عمر الزمان، لكنها طويلة جدا في تأثيرها على بلاد السودان.

وقد قدمت تساؤلي عن سر السيجارة للشيخ "عباس عبدالرحيم الأحمدي" احد الضباط المشاركين، الناجين، في انقلاب هاشم العطا، وقد اجابني بإجابة، ربما، تعطي شيء من تفسير حيث قال:" سيجارة كانت مهمة والنفس من هذه السيجارة التي أمامنا حملت معها هموم السودان وذهبت في أعماق البلد الحزين وقتها "

الشيخ عباس عبد الرحيم الاحمدي يتأهب لإطلاق كتاب توثيقي عن تلكم الاحداث، داعين الله له بالصحة والعمر المديد، فله الكثير المثير مما سيقدمه سواء كتابةً او توثيق فيديو...
-------------------------------------------------------------------
مكي الاحمدي
مساء الجمعة 14 يوليوا 2023

Post: #2
Title: Re: 19 يوليوا وسر السيجارة!
Author: mekki
Date: 07-20-2023, 06:04 PM
Parent: #1

http://mekkiahmedi.blogspot.com/2023/07/19.htmlhttp://mekkiahmedi.blogspot.com/2023/07/19.html