كاتب عمود فرنسي: “لا أشعر بالأسف على ضحايا غواصة تيتان.. رحلة الفراغ والتبجّح”

كاتب عمود فرنسي: “لا أشعر بالأسف على ضحايا غواصة تيتان.. رحلة الفراغ والتبجّح”


06-27-2023, 04:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1687878886&rn=0


Post: #1
Title: كاتب عمود فرنسي: “لا أشعر بالأسف على ضحايا غواصة تيتان.. رحلة الفراغ والتبجّح”
Author: حيدر حسن ميرغني
Date: 06-27-2023, 04:14 PM

04:14 PM June, 27 2023

سودانيز اون لاين
حيدر حسن ميرغني-Colombo -Srilanka
مكتبتى
رابط مختصر





“من الممكن أن نتفهّم حزن العالم على اختفاء جثث ركاب غوّاصة تيتان، لكن أن نحييهم ونمجّد ما قامو به، هذا غير مقبول”. هكذا عبّر واستهلّ فيليب غراتون الكاتب الفرنسي البلجيكي مقاله المنشور في صحيفة “لا ليبر” البلجيكية.

في أعقاب انفجار غوّاصة تيتان، واختفاء جثث الضحايا، تعاور تكريم الضحايا الخمسة الذين غاصوا تحت أعماق البحار -دون التفكير في إمكانيّة موتهم- عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية التي أكّدت النهاية المأساوية للغوّاصة وركّابها بالإجماع، مع إعرابهم بأسف عمّا حدث لهم وكأنها نهاية “مفاجئة”.

في هذا السياق قال فيليب غراتون: “يجب أن نواجه الأمر بشكل واقعي أكثر، هل يجب أن نعتبر أن هؤلاء السائحون مغامرون عظماء؟ في الحقيقة، أرى أنهم لم يقوموا بإنجاز يُضاف إلى التاريخ أو اكتشاف مهمّ يُمكن أن يُحصد في إطار هذه الرحلة التي يُزعم أنها استكشافيّة. وعلى العكس من ذلك، إنها مجرّد نزوة أثرياء لا فائدة منها ولا معنى لها ولم تساهم بأي شيء في أبحاثهم سوى إشباع الفضول الذي كان يُسيطر عل تفكيرهم”.
كما لفت فيليب غراتون قائلاً: “هناك شيء ما يثير الإزعاج في رحلة غواصة تيتان؛ فالقيام برحلة لأعماق البحار لرؤية حطام سفينة تايتانيك التي تعتبر مقبرة فولاذية لأكثر من ألف ضحية، من بينهم رجالاً ونساءً وأطفالاً، فكرة غريبة. ففي هذا التابوت المُحطّم منذ مئات السنين، مأساة تبهرنا، إنها دراما بل تراجيديا محزنة. فأن تكون مهتمًا بها أمر منطقي، فضلاً عن أن إجراء أبحاثٍ عنها أمر مهمّ. وطالما أن الغطس في أعماق البحار لدراسة بقايا الحطام مفيدًا (التقاط صور تسمح بالتحليل، واستخراج الأشياء)، فهي تعتبر مغامرات حقيقية واكتشافات جديدة، فهكذا نستطيع أن نحاكي مشهد غرقها من خلال مشاهدة الأفلام والأفلام الوثائقية والمعارض، لفهم هذه المغامرة بشكل أفضل”.

Post: #2
Title: Re: كاتب عمود فرنسي: “لا أشعر بالأسف على ضحاي�
Author: حيدر حسن ميرغني
Date: 06-27-2023, 04:15 PM
Parent: #1

كما أضاف: “ومع ذلك، منذ الرحلات الاستكشافية الأخيرة، تحطّمت بقايا السفينة بشكل كبير، فلم يتبق الكثير لملاحظته باستثناء الهياكل المعدنية الصدئة المغطاة بالخرسانة، ولا شيء يوجد لاكتشافه أو تعلّمه. لذا، في هذه الحالة، لسائل ان يسأل؛ لماذا أراد بعض أثرياء العالم، استكشاف بقايا الآثار الأخيرة المحطمة كليًا بأي ثمن؟ ما الذي سيقدّمه بقايا حطام السفينة في أعماق البحار لهؤلاء المغامرين. وبصرف النظر عن القدرة على القول: لقد كنت هناك بجانب السفينة العملاقة! ربما كانوا سيتفاخرون بدفع 250 ألف دولار مقابل ذلك؟”.

نحن هنا نواجه العقلية الاستهلاكيّة
ونقلت “وطن“، عن الكاتب الفرنسي البلجيكي فيليب غراتون قوله: “إنه ليس إنجازًا شخصيًا، مثل الوصول إلى قمة جبال الألب أو أداء قفزة الستراتوسفير في السقوط الحر. في مثل هذه “الإنجازات”، يكون الأمر دائمًا مسألة تقدم وتطور وتغلّب على المصاعب الشخصيّة أو تحقيق نجاح على المستوى التقني أو في مجال العلم والمعرفة. ولكن، في هذه الحالة، يبدو أن الغرض المقصود ليس أكثر من إثارة محكوم عليها بالفشل مسبقًا. إذا دلّت هذه الرحلة على شيء، فهي تدلّ على أن ركاب تيتان سلبيون مثل قافزي الحبال الذين يدفعون مقابل رميهم من الأعالي نحن هنا أمام فعل استهلاكي، وليس مغامرة إنسانية عظيمة”.

Post: #3
Title: Re: كاتب عمود فرنسي: “لا أشعر بالأسف على ضحاي�
Author: حيدر حسن ميرغني
Date: 06-27-2023, 04:17 PM
Parent: #2

وأوضح: “يزداد الانزعاج عندما يدرك المرء أن هذه المغامرة التي كان ثمنها غالياً للغاية، يرتبط بلا شك بتجربة محنة وموت كائنات لا حصر لها.
فما الذي يمكن أن يتعلّمه سائحي غواصة تيتان من بعض الهياكل الصدئة والمنهارة والمغطاة بالطحالب؟ ماذا كانوا سكتشفون أكثر بعد كل ما توصّل إليه العلماء سابقًا والاكتشافات التي تم إجراؤها من قبل بالفعل على الموقع؟”.

وختم قائلاً: “في الحقيقة، تسبّبت سفينة تايتانيك في ضحايا جدد، ويجب أن أشعر ببعض التعاطف، فمن المنطقي أن نحزن على المفقودين، ولا سيما هذا الابن الذي تبع والده بإصرار، لكن، أن نحييهم … بأي صفة؟
لا يتعلق الأمر هنا بالتضحية بل بالغرور والفراغ. وفي الوقت الذي يكون فيه كل شيء معروضٍ للبيع والشراء، وفي عصر التقاط السيلفي بأي ثمن، إذا اضطررت إلى الحداد والبكاء، فسأبكي على انعدام المنطق والتفكير وقدسية الاشياء”.