|
Re: أوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السودا� (Re: بكرى ابوبكر)
|
السفاح التشادي؟
طبعا، مش "غرابي"؟
اها الزمن ده كلو كنتا وين لما "التشادي" ده، اداتم، اباد ملايين؟
قطعا تشاديين زيو، ولهذا لايهموك في شئ؟
اها، ماذا عن ال العباس؟
ناس كرتي او غوش وما اليه، ادوات مخابرات مستعمرينا؟
ديل كيف؟
اها ولاديل هم "اسياد البلد" وان جونا عبر البحر الاحمر، مش؟
والطريف بترص في النصوص، بعد كل الشفنا او شايفنو من الذيك، مسمعي النصوص، الولعو بلدنا!!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: أوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السودا� (Re: Bashasha)
|
Quote: وأقول ما أقول، وأنَّ هذه الخطوة تحتاج إلى قرارات شجاعة من لجنة البرهان الأمنية |
قصدك اله دارفور؟ اها وانتا مصطفي معاهو او هو جدو العباس؟ من خلق الجنجويد من اساسو؟ من المسؤول؟ الحداد الصنع الحلة، ام المصنوع؟ الجنجويد مش البسووي فيهو ده، مش اصلا ده دورو، صنعتو، اللي صممو ناس البرهان؟ اشمعنا واقف مع اله دارفور او ضد صنيعتو اداتو؟ اها "جيش"؟ مليشيا مخبارات الترك؟
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: أوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السودا� (Re: حسين أحمد حسين)
|
Quote: لقد اسمعت لو ناديت حيا مقالة ممتازة جدا ومن شخص حادب على صلاح البلد الوقت الان للتوحد وكنس الجنجويد ، فلا وطن ولا مدنية ولا ثورة تجدى بوجود هذه الشرذمة التى ستعيد البلد الى ما وراء التاريخ انها استعمار جديد ومحاولة لاستعباد السودانيين وبيع الوطن |
لعناية الأخ محمد احمد مع وافر الاحترام،
لم أنتبه لمداخلتك المدونة زيل المقال الأصل إلا قبل أربع أيام، ولك العتبى حتى ترضى. فقد حال بيني وبين الظهور هنا بعض الظروف الصحية والسفر والإنشغال. شكراً كثيراً على الإطراء وأوافقك الرأى فيما ذهبت إليه ولك كل الود.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السودا� (Re: امتثال عبدالله)
|
نفاق بلا حدود، عندما جندت دولة ١٩٥٦ حميدتي واعطته رتبة فريق اول وامدته بملياراات من الدولار كي يسحق عقار ومناوي والفكي جبرين، كنتم ترون فيه أيقونة السودان والان عندما مرق انوفكم في الطين اصبح تشادي؟ من اي طينة خلقكم الرب؟؟ المنطق والموضوعية يحتم عليكم من البداية ان تصرخوا في ما يسمي بجيش السودان ان تصرخوا في وجهه انه لا يجوز عسكريا واخلاقيا منح حميتي والالاف الذين معه رتب عسكرية الا وفق ضوابط قانونية وعسكرية، لكنكم كمنافقين حتالة التزمتم الصمت لان الدعامة كانوا يشبعون لكم شبقكم ونزاوتكم كدولة كجغرافيا، ككيانات مازؤمة. الان الجنينة تستباح لا أحد يتحرك، ٧ الف شرطي من ضابط من امنجي لحظة القتال هرولوا الي مصر يرفلون هم وعيالهم بدل القتال، الخيانة في ابهي تجلياتها ، مافي واحد من حزب مسيلمة فتح خياشميه منددا، إبراهيم محمود الارتيري ووزير الداخلية بتوع الكيزان ورئيس اتحاد الطلاب الارتيرين بمصر عندما كان طالبا ارتريا شيء و مافي واحد فتح خياشمه مطالبا بتحقيق في الموضوع، مليشياات تابعة لرياك مشار تابعة لدولة جنوب السودان استعان بها جيش البرحان كي تقاتل نيابة عنه ضد سالفا في ابيي عااادي، وهي مستوطنة في الميرم داخل الأراضي السودانية هل اعترضم عليها؟ من ٢٠٠٨ للان في حد قال عليهم مرتزقة؟ من فوائد هذه الحرب اللعينة كشفت لنا أشخاص كنا نعتقد انها زهور لكن فجاءة اكتشفنا انها محض زبل يانع الرطوبة. فعلا الازدواجية قرف مكتمل الاركان.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: أوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السودا� (Re: امتثال عبدالله)
|
Quote: شكرا حسن على المقال المفيد ... هذا الجاهل الاحمق المدعو حميرتي او قل حميدتي سرق امن السودان وسرق سلام السودان وسرق ممتلكات المواطنين ولذا فان حربه ليس ضد الجيش السوداني ولكن ضد الشعب السوداني لعنة الله عليه في الدنيا والاخرة |
شكرا الاستاذة أمتثال عبد الله،
وتوصيفك لحرب هذا السفاح على أنها ليست ضد الجيش السوداني بل هي ضد الشعب السوداني هو التوصيف الأوفق في تقديري. فالأمر أوسع من كونه حرب جنرالين علي السلطة، وأبعد من أيادي النيجر ونيجريا ومالي وتمبكتو وشاد والأُميرات بحفاتيرها، الحرب حرب رأسمالية بامتياز، وعلينا الانتباه لهذا الأمر؛ ولطالما نبهنا له، ولكن لا حياة لمن نُنادي.
راجعي مقالاتي بالمنبر:
1- حروب رأس المال 2- حروب رأس المال وموسم آخر للهجرة من الجنوب للشمال 3- دعم الحكومة المدنية (مقالات من 1- 100) والحديث عن الكينزية المدنية والكينزية العسكرية في أحد هذه المقالات.
شكري وتقديري من ثان.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السودا� (Re: حسين أحمد حسين)
|
حروب رأس المال وموسم آخر للهجرة من الجنوب إلى الشمال
إستهلال
ذكرنا فى مقالات سابقة، هنا وفى مواضعَ أُخرى، بأنَّ الحرب هى المحور السرمدى الأكثر نجاعة فى التحولات والتشكلات الإجتماعية عبر تاريخ الإنسانية. وذكرنا أيضاً بأنَّ الحرب هى جزءٌ أصيل من نموذج التطور الرأسمالى (الكساد – الحرب – التسوية الإقتصادية الجبرية – ثم الكساد – ثم الحرب من جديد)، إلاَّ أنَّ الغرب بذكائه وتآمره قد صدَّر الحرب ذات الوجه القبيح خارج المركز/الشمال؛ أى صدَّرها للهامش/الجنوب؛ وأبقى الحرب فى المركز فى المجال الإقتصادى فقط.
فالحرب فى متلازمة الحرب – التنافس الإقتصادى عادة ما تُخيِّم بالمناطق الغنية بالموارد وما جاورها: كالخليج وإيران والهلال الخصيب، ومناطق الذهب والماس ومصادر الطاقة فى أفريقيا. فالغربيون فى المركز يتنافسون على تطوير بلدانهم، ونحن فى الأطراف/الهامش نتنافس على القِتلةِ المتطوِّرة.
فالحربُ ليست كما تقول العرب أوَّلُها كلام، ولكن أولَّ الحربِ حاجة كما يُخبرُنا التاريخ المادى للحروب. وبالتالى فى بعض الأحيان، قد لا تجدى التسوية الإقتصادية فى إبعاد شبح الحرب إذا كانت بعيدة عن إشباع تلك الحاجة. وهنا تتحول الحرب إلى سلعة تتحدَّد بالعرض والطلب والفرصة البديلة (Opportunity Cost)؛ أى إذا كانت الحرب أربح من التسوية فلا مناص من الحرب.
وفى البحث المتواضع حول مُسبِّبَات الحروب، وجدتُ إنَّها تتمحور حول ثلاث كُلِّيَّات: الأولى، أنَّ البعض يقول بأنَّ الفوضى التى يخلقها القائمون على مقاليد الأمر بالحروب فى العالم، عادةً ما تغذى تغييراً منشوداً فى مجال الإقتصاد (Cox, in, Middleman (ed) 1997)؛ والثانية، أنَّ الحرب أداة لإعادة صياغة الشعوب بغرض إخضاعها والسيطرة عليها (Duffield 2008)؛ والثالثة، أنَّ التنافسَ على الموارد هو أساس الحروب (Kapstein and Mastanduno (eds) 1999)).
والشاهد أنَّ كل هذه الدوافع تتمأسَس على الدافع الحاسم وهو الصراع الأزلى على البَقاء الآنى والإستراتيجى، والرغبة فى الخروج من الأزمات الملازِمة لطريق التطور الرأسمالى، ونمذجة الشعوب وفق هواه.
وفى العادة تبدأ حروب رأس المال بهدف مُمَوَّه ويبدو نبيلاً، ولكن رويداً رويداً تتكشَّف زمرةُ أهدافٍ تصبُّ فى نهاية التحليل فى الدوافع الكُلية المذكورة بعاليه وفى الدافع الحاسم. وسنرى بعد قليل أنَّ تِرحاب أنجيلا ميركل باللاجئين السوريين وقولها الجارح فى حقِّ العرب والمسلمين، لم يكن كلُّه بدوافع إنسانية، ولكن للأكمَةِ ما وراءها.
دفعُ النَّاس للهجرةِ شمالاً هو أحد أهداف حروب رأس المال فى المنطقة العربية
يحدثنا التاريخ المادى لشتات الشعوب وهجراتها بأنَّ أفريقيا هى أمُّ كلِّ السلالات الموجودة فى العالم الآن شاء البعض أم أبى. وقد كان للعوامل الطبيعية التأثير الأكبر فى إحداث تلك الهجرات؛ فمنهم من سلك طريق باب المندب إلى الجزيرة العربية وبقية آسيا، ومنهم من إتجه شمالاً عبر المتوسط إلى أوروبا والأمريكتين (راجع: The Genographic Project/The Human Journey: Migration Routes ). وراجع أيضاً: (فيديو حواء الميتو كوندريا 02/04/2012).
ولكن بإزدياد فاعلية الإنسان فى التأثير على محيطه، بدأت بعض العوامل المُستحدثة تُضيفُ بُعداً جديداً للعوامل الطبيعية؛ كإكتشاف الزراعة قبل 10 ألف سنة، ولاحِقاً الثورة الصناعية ومن ثمَّ السياسة، فروقات الدخل، التحكم فى العالم، وحروب رأس المال (أهمهما الحربان العالميتان الأولى والثانية)، وغيرها من العوامل التى هى من صميم إجتراح الإنسان.
وبالنسبة للغرب الأوروبى فى العصر الحديث، فإنَّ أكبر هجرات الجنوب إليه كانت ما بين 1960 – 1973، وكان كلُّ ذلك لدوافع إقتصادية، أىْ لحاجة أُوروبا الماسة للأيدى العاملة. ولكن بنهاية ثمانينات القرن المنصرم، أى بنهاية الحرب الباردة، بدأ أوارُ بعض الحروب الداخلية المكبوتة/المؤجلة يزداد تأجُّجاً فى دول العالم الثالث. ولمَّا كانت هذه الحروب هى بالأساس حروباً بين النَّاس، زادتْ على أثرِ ذلك معدلات تصدير الهجرة لأوروبا لأسباب سياسية وأمنية بحتة (Ben Hall, Immigration in European Union: problem or solution, OECD Observer ).
أقول ما أقول؛ وأنَّ أوروبا فى الحقيقة لم توقف الهجرة للأسباب الإقتصادية، وكانت فقط تَحُدُّ منها حينما تتحوَّل إلى قضية رأى عام عند الناخبين ودافعى الضرائب كما حدث فى التسعينات من القرن الفائت رغم حوجتها الماسة للقوى العاملة التى يعلمها الإستراتيجيون. ولما كان الناخب الأوروبى شديد الحساسية تجاه الهجرة الإقتصادية، كان لابدَّ للدول الأوروبية من اللجوء إلى حيلة أخرى (لكنَّها قذرة) لدفع النَّاسِ إلى الهجرة؛ تلك حيلة إعادة صياغة الشعوب بالحروب وِفق الهوى الرأسمالى.
ولعلَّ الإستراتيجيين الأوروبيين يدركون منذ تسعينات القرن الفائت أنَّ نقصاً متزايداً سيواجه الفئات النشطة إقتصادياً بين الشعوب الأوروبية بإتجاه عام 2050، وأنَّ هناك حاجة ماسة لهذه الفئات التى بدأت فى الضمور نتيجة لتنظيم الإسرة والرعاية الصحية التى جعلت المسنِّين أطول عمراً.
وها هى كريستين لاقارد (مديرة صندوق النقد الدولى) تؤكد على ذات الحقائق بقولها: "أنَّ عدد سكان العالم سيُضاف إليه 2 بليون نسمة خلال الثلاثة عقود التالية، وسيكونون مُعمِّرين؛ ¾ بليون منهم سيكونون فوق الـ 65 سنة. وفى 2020 لأوَّل مرة سيكون عدد المُعَمِّرين فوق الـ 65 سنة، أكثر من عدد الأطفال فى عمر 5 سنوات (Christine Lagarde, A New Multilateralism for the 21st Century, Richard Dimbleby Lecture, 03/02/2014 ).
وإذا أخذنا عيِّنة من الدول الأوروبية سنجد أنَّ قول لاقارد ينطبق عليها بالكمال والتمام. فمثلاً، أنَّ إيطاليا ستفقد 28% من سكانها النشطين إقتصادياً عام 2050، وهى بذلك تحتاج إلى 350000 مهاجر فى السنة، وبالعدم عليها أن ترفع سِنَّ المعاش إلى 75 سنة (Op cit). كما أنَّ الدول الإسكندنافية، كلاًّ على حدة، تحتاج ما يصل لنفس الرقم بالتقريب، بل بعضها كالسويد أخطر الشركات المعنية بجلب العمالة فى أغسطس من عام 2007 بأن تقوم بعملها من غير الرجوع للجهات الحكومية (الإقتصادية: وظائف بلا حدود لعمال شرق أوروبا، العدد 5136، 03/11/2007).
أمَّا فى ألمانيا فتشير بعض الدراسات إلى أنَّ نصف القوى العاملة الألمانية سيكونون بالمعاش فى خلال الـ 15 سنة القادمة، وأنَّ ألمانيا ستفقد 36% من قوتها العاملة فى عام 2050، وبالتالى فهى تحتاج إلى 500000 مهاجر سنوياً خلال الـ 36 سنة القادمة (http://www.rt.com/news/244873-germany-economy-immigrant-workforce/. وبالتالى يصبح تعاطف أنجيلا ميركل مع المُهاجرين السوريين ليس كلُّهُ إنسانيّاً، بل جُلُّهُ متعلق بهذه الحقائق الديموغرافية.
وبالإجمال: تقول المنظمة العالمية للهجرة بأنَّ الفئات النشطة إقتصادياً فى أوروبا ستقل بنسبة 12% عام 2030، وبالتالى فإنَّ القارة العجوز ستحتاج إلى 48 – 50 مليون مهاجر عام 2050 م لتُحافظ على قوتها العاملة كما هى عليه اليوم (IOM, Ms Laura Thomson, 15/05/2015).
ويُوزاى هذا الواقع الأوروبى ذا الفجوات الديموغرافية، واقعٌ مُغاير فى دول العالم الثالث ذات الفورات الديموغرافية خاصةً فى أفريقيا وآسيا. حيث أنَّ عدد الشباب هناك سيزداد بشكل حاد كما تقول مديرة صندوق النقد الدولى خلال العقود الثلاثة القادمة (المصدر سبق ذكره)، وعليك أنْ تتصوَّر وقتها الإصرار العنيد على الهجرة رغم ما يحفَّها من مخاطر فى كثير من الأحيان.
وللأسف سوف تستمر حروب رأس المال بوتيرتها الدورية التى أرادها النظام الرأسمالى العالمى ليصيغ بها شعوب الدنيا، ما لم تُنزع الحرب من نموذج طريق التطور الرأسمالى: الكساد – الحرب – التسوية الإقتصادية الجبرية – ثم الكساد – ثم الحرب من جديد. وسيزداد سعير هذه الحروب طالما أنَّ شركات الأسلحة تكسد بِضاعتُها بالجنوح للسِّلْم، وطالما أنَّ أُوروبا العجوز محتاجة لـ 50 مليون مهاجر حتى عام 2050 والذين لن يقبلَ بهم دافع الضرائب والنَّاخب الأوروبى إلاَّ تحت ظروف قاهرة كالحرب، وستزداد الحروب طالما أنَّ العالم والأفراد فى حدةٍ من الفروقاتِ فى الدخلِ والثروة.
الموقف من الحروب الرأسمالية والهجرة فى المنطقة العربية، وحالة السودان
تتجسَّد صيغة منتهى فداحةَ الحروب فى حقيقة هذا الواقع من القتل البارد الذى يجتاح كلَّ دول المنطقة. و يكون أكثر ضحايا هذا القتل فى زمان الحروب الرأسمالية الذكية هذى، هم المرضى والمعاقين والمُسِنِّين والأطفال والنساء، ويترتب على ذلك أيضاً النزوح الكبير والهجرة الواسعة القسرية للفاعلين الإقتصاديين. ولا يخفى على أحد الأثر الماحِق جداً على إقتصادات المنطقة والتدمير الكامل للبنيات التحتية جرَّاء ذلك.
وبالمقابل الرابحون من الحرب هم رأسماليو الحروب فى الغرب والمجموعات الكومبرادورية التى تعمل معهم داخل المنطقة العربية والأفريقية، ويربح الغرب أيضاً من جهة إستيلائه على أرصدة الرؤساء المخلوعين (وما أضخمها من أرصدة)، ويربح الغرب أيضاً بسد الفجوة الديموغرافية - التى طالت بلدانه فى الثلاثة عقود المنصرمة – بالمهاجرين الفاعلين إقتصادياً، ويربح الغرب من ثانِ بمساهمة شركاته فى إعادة بناء العالم المُدمَّر من جديد؛ وبالتالى يخرج من كساداته الماحقة.
أمَّا على المستوى الإقليمى، فالموقف من الحرب يتحدَّد بموقف دول المنطقة من المشروعات المحورية، كقضية فلسطين المُحتلَّة؛ والمشروعات التى تجسِّد السعى للهيمنة الإقليمية؛ كالصراع السُّنِّى - الشيعى من جهة، والصراع الأخوانوى (الذى يستقوى مرةً بالشيعة ومرةً بالسُّنة) - المدنى، من جهة أخرى.
وفيما يتعلق بقضية العرب المحورية، فمِمَّا لا شكَّ فيه أنَّ إسرائيل هى الرابح الأعظم من حروب رأس المال فى المنقطة العربية. فلن يصلها صاروخ من العراق بعد نهاية صدام رحمه الله، وهى الآن فى مأمن من أنْ تُستغلَّ إيراداتُ "العقيد الليبى" من البترول فى عمليات إرهابية ضدها، وهى فى حصن من الكيمياوى السورى الذى جُلُّهُ فى قبضة المنظمات الدولية الآن، كما لن تطالها صواريخ حزب الله اللبنانى الذى قتلتْ منه المعارضةُ السوريةُ أكثرَ مِمَّا قتلتْ إسرائيل فى كلِّ حروبها ضده، كما أنَّ مِصرَ قد أدرأتْ عنها القلق الآتى من سيناء (د. بول باليس، أخبار الخليج).
فالمشهد الآن خالى من العوائق، ومُهيأ لإسرائيل فى أنْ تتقاسم الأقصى مع العرب والمسلمين المهيضى الجناح ( يوماً لهم ويوماً لليهود؛ لا قدَّر الله) وبإمكانها أنْ تتوسَّعَ فى أىِّ مكان فى المنطقة التى حولها وغيرها من المناطق.
وبالطبع فإنَّ قضية فلسطين هى الخاسر الأكبر بالمقابل؛ فقد أصبح بالمنطقة عُدة قضايا: سوريا، ليبيا، مصر، اليمن، وعلى ذلك قِسْ؛ خاصةً مع دخول داعمها الأكبر – السعودية – فى حربٍ مفتوحةً الآن. فذلك يعنى فيما يعنى؛ تشتيت الجهود المناصرة لقضية فلسطين والداعمة لها مالياً ومعنوياً. كما أنَّ حكومة عباس كثيراً ما تجد نفسها فى مواقفَ حرجةٍ حينما يتضادّ الداعمون لها حول بعض القضايا العديدة المذكورة بعاليه (السعودية ضد الأسد مِثالاً، وكلاهما داعم للقضية الفلسطينية).
هذا الموقف الأقليمى المُربك جعل الخطاب الرسمى الفلسطينى وخطاب كل الفصائل الفلسطينية الآخرى بلا صوتٍ الآن. ولعلَّ الأمرَ سيزداد تعقيداً مع دخول التناحر الدولى بين الغرب وروسيا داخل الإقليم. غير أنَّ السيد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مازال يديرُ هذا التعقيد بذكاءٍ وحِنكةٍ حتى الآن، ونتمنى له الثبات.
أمَّا إيران – فى إطار المشروع الصهيوصفوى – فهى المسئولة من ماكينة القتل اليومى التى تعمل بالمنطقة نيابةً عن إسرائيل. ولا يخفى على أحد رغبتها فى تقتيل العرب السُّنَّة واستفزازهم من بلدانهم وحملِهم على الهجرة ما استطاعتْ إلى ذلك سبيلا. وقد وصل إلى الغرب الأوروبى وأمريكا نتيجةً لذلك القتل، أكثر من 1,350,000 عراقى، وأنَّ هناك أكثر من 8.6 مليون عراقى فى حالة نزوح داخلى وقابلين لأن يتحولوا إلى مهاجرين إذا لم تُصحَّح أوضاعهم (مركز أنباء الأمم المتحدة، 14/09/2015).
وذات الوضع نجده فى الحالة السورية حيث خلَّف المشروع الصهيوصفوى فى سوريا 5 مليون لاجئ، و7 مليون نازح فى طريقهم أن يتحولوا إلى مهاجرين أيضاً (توفيق بوعشرين، العربى الجديد، 26/08/2015).
لقد كانت السعودية إلى عهد الملك عبد الله رحمه الله، بوعى أو بلا وعى، من أكثر الدول تجاوزاً لحالة الحرب دلوفاً لوضعية التسوية كما هو وارد فى نموذج التطور الرأسمالى بعاليه (ربما لسعة ذات اليد)، وكانت فى معظم الأحيان تقاتل غريمها بآلية الحرب بالوكالة، أىْ بدعمها للجماعات السُّنِّية فى المنطقة؛ وبالتالى قد جنَّبَتْ الشعب السعودى ويلات الحروب لعقودٍ طويلة.
ولكن أساطين الحروب الرأسمالية فى الغرب الذين كانوا يتخوفون من الوصول إلى إتفاق نووى مع إيران؛ الأمر الذى يعنى معه تناقص أرباحهم آنياً واسترتيجياً، قرروا هذه المرة ألاَّ تكون السعودية متحصنَّةً وراء سعة يدها. فلابدَّ للآليات العسكرية لرابع أقوى جيش فى العالم من أنْ تدخلَ حرباً ما، فتتحطَّم (لصالح إسرائيل أيضاً) لكى يُعاد بناءها من جديد خاصة بعد فشل المحاولة مع مِصر - السيسى؛ فذلك هو الأفضل لأعمالهم (Best for business) لا التسوية هذه المرة؛ فكانت حرب اليمن (Lee Fang, Intercept, 20/03/2015).
وهكذا أُقتيدَتْ السعودية والدول الخليجية والعربية المتحالفة معها (خلا سلطنة عمان) إلى حربٍ مع الغريم اللَّدود، الذى يتمظهر الآن فى الفئة الحوثية فى اليمن، ولا أحد يعرف متى ستنتهى هذه الحرب. وقد كان الأجدى لدولة كالسعودية أن تخوض حربها هذه بالوكالة كما فعلت مع صدام حسين رحمه الله أبَّان الحرب العراقية الإيرانية. أمَّا وقد دخلت السعودية فى حربٍ مع الغريم/إيران الذى هو الآن من يحارب السعودية بالوكالة، فستبقى هذه الحرب إذاً (لا قدَّر الله) قريبة من الحرب التى يتطلَّع إليها الغرب الآن؛ أى الحرب بين الخليج وإيران؛ فتلك وحدها التى ستُخرج الغرب من كساده الحالى الكبير، وتضمن لإسرائيل حركةً أوسع فى محيطها.
أما مِصر فقد كانت فى قلب معادلة المشروع الصهيوصفوى - الأخوانوى، الذى كان يخطِّط لتدميرها وتحويلها إلى دولة فاشلة (طارق البشرى، الشروق 12/03/2012) لو لا فطنة الطبقة الوسطى المصرية لهذا الفخ باكراً؛ الأمر الذى حدا بها إلى الإلتحام بجيشها لتقف سدَّاً منيعاً ضد التخريب المستهدف للدولة المصرية.
وقد كانت مطيَّة هذا التخريب (وهدفه البعيد) هو تنظيم ما يُسمَّى بالأخوان المسلمين، وذلك بتمكينه من عصب الإقتصاد المصرى ومحاربة غرمائه واستفزازهم من أرضِ الكنانة وحملِهم على الهجرة (ومن ثم تدميره هو نفسه فى نهاية المطاف). وذلك بالقطع يصُبُّ فى مصلحة إسرائيل، وتجار السلاح والدول الغربية العجوزة التى تنتظر بفارق الصبر قدوم الطبقات الوسطى إليها (راجع أيضاً: https://www.youtube.com/watch؟feature=player_embeddedandv=yHV8Fu6gdqU#at=776https://www.youtube.com/watch؟feature=player_embeddedandv=yHV8Fu6gdqU#at=776https://www.youtube.com/watch؟feature=player_embeddedandv=yHV8Fu6gdqU#at=776https://www.youtube.com/watch؟feature=player_embeddedandv=yHV8Fu6gdqU#at=776.
الحرب والهجرة فى حالة السودان
لعل السودان هو الدولة الوحيدة التى نُصِبَتْ لها فِخاخُ الدولةِ الفاشلة حتى قبل إستقلالها، وذلك بُغية شغلها عن إستقرارها وتنميتها وتطوير إنسانها؛ لأنَّها إنِ استقرَّتْ لَنَمَت، وهم لا يُريدونها أن تنمو إلاَّ حين يسمحون بذلك. وقد فشل كلُّ رؤساء السودان، مدنييهم وعسكرييهم، بلا استثناء فى أنْ يعبروا على تلك الفخاخ بسلامٍ آمين. وكان أكثرهم فشلاً هو الرئيس الحالى عمر البشير، الذى فى عهده إنفصل ثلث السودان عن أرضه الأمِّ، وبئس المصير. وها هو يضع كل أجزاء الوطن الأخرى فى وضعية القابلية للإنفصال؛ ولا يَخافُ عُقباها.
فَمَنْ مِنْ أهل السودان إذاً، القادر على تجنيب شعبه ويلات الحروبِ بالدلوف إلى التسويات برجاحة العقل، وحِنكة التفاض؟ أما فى هذا البلد من رئيسٍ رشيد!
إنَّ سعادة الرئيس البشير له شرف تقتيل أكثر من مليونى سودانى بالجنوب الحبيب، وشرَّدَ أكثر من 5 ملايين منهم فى الجوار البعيد والقريب، واعتلى هذه الكرسىَّ على جماجم أكثر من 45 ألف من خِيرةِ أبناء تنظيمه (لو بُعِثوا اليوم لتبرأوا منه)، ومازال يحكم البلد تقتيلاً وتعذيباً فوق ما قتل من سودانيين فى دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق (البالغ عددهم أكثر من 300 ألف وأكثر من مليونى نازح ومُهَّجر بسبب ويلات الحروب هناك)، ومهرَ صحيفتَهُ فى سبتمبر 2013 بدماء أكثر من 200 سودانى ومعظمهم فى ريعان الشباب. وماانفكَّ يخنق البلد بتكريس كلَّ مواردها لعناصر تنظيم ما يُسمى بالأخوان المسلمين؛ الأمر الذى إضطر العديد من الفاعلين الإقتصاديين إلى الهجرة خارج السودان.
حقائق ديموغرافية مخيفة عن الحرب والهجرة من السودان
يقدر الجهاز المركزى للإحصاء عدد السكان فى عام 2015 بحوالى 38,435,252 نسمة (السودان، الجهاز المركزى للإحصاء، 2015)، وتُشير بعض الإحصاءات إلى أنَّ حوالى 62% من جملة عدد السكان فى السودان من الفئات الشابة أى أنَّ عددهم 23,829,856.24 نسمة (موقع وزارة الخارجية السودانية، عن السكان). ولعل هذه الأرقام منسجمة مع الحقيقة التى أوردتها كريستين لاقارد بأنَّ أفريقا ستشهد نمواً حاداً فى العناصر الشابة.
ومع هذا العدد المتزايد من العناصر الشابة النشطة إقتصادياً، إلاَّ أنَّ حكومة السودان لم تخطط لاستيعاب هؤلاء الشباب بالقدر الذى يخفِّض معدلات البطالة بينهم. فمازالت ميزانية الدولة ميزانية أمنية، وميزانية تمكين مُحتكِرة للوظائف؛ الأمر الذى يجعل معدل البطالة فى السودان يقارب الـ 18%
هذا الواقع جعل السودان واحداً من أهم الدولة المصدرة للهجرة فى المنطقة الأفريقية والعربية. فَفِى العقديْن الأوَّلَيْن من سِنىِّ الإنقاذ وحدها هاجر من السودان المكلوم "ما يقارب الـ 10 مليون سودانى (9,858,176)، بمعدل هجرة يبلغ حوالى 500,000 سودانى فى السنة" (سارة نقد الله، حريات، 03/08/2014).
وبينما كانت الهجرة قبل الإنقاذ هى هجرة عقول محضة (مع اختلاف أسبابها بين تضييق الحكام عليها واغتنام فرص عمل نادرة)، فإنَّ الهجرة فى عهد الإنقاذ هى تمثل خروجاً شاملاً من قِبَل كلِّ الفئات النشطة إقتصادياً خاصةً مع تلاشى العائل الأوحد؛ فِراراً من القتل والبطش والعسكرة الإجبارية المكرسة لخدمة الأخوانوية، وفراراً من جحيم التمكين والفساد والحصار الإقتصادى، ومن وصمة الإرهاب فى بلدٍ فتحتْ كلَّ أبوابِها لشذاذ الآفاق الدواعيش من كلِّ حدبٍ وصوب.
وقد زادتْ بِلَّةُ الطين يوم انفصل الجنوب الحبيب، واتَّجهتْ عائداتُ النفطِ إلى خِزانةٍ أُخرى. فوقتئذٍ يمَّمَ كلُّ شابٍ وشابة شطر الشتات العريض؛ لِمَ لا، والشرقُ الغنىُّ والغربُ المُترف العجوزُ يبحثُ عنهم وهم يبحثون عنه (Ibid). فتزايدتْ أرقام المُهاجرين نتيجة لسياسات الدولة غير المؤاتية بصورة تفضحُ سَيْرَ البلاد الحثيث نحو الكارثة.
وها هى وزارة الداخلية السودانية ترصدُ هجرةً يوميةً تفوق الـ 5000 مهاجر فى اليوم (موقع النيلين، 10/08/2015)، أىْ أكثر من 208 مهاجر على رأس كل ساعة. وتُشير أحدث الإحصائيات الصادرة من جهاز تنظيم شئون المغتربين فى السودان فى 17/09/2015، بأنَّ هجرة الكفاءات السودانية من المهنيين والعمَّال المهرة بلغت "أكثر من 52 ألف؛ 300 منهم أساتذة جامعيين من جامعة الخرطوم وحدها، 4979 طبيباً وصيدلياً، 3415 مهندساً، 4435 من الفنيين التقنيين، و39000 من العمال المهرة وغيرهم" (سودانتربيون، 17/09/2015).
والمضحك المبكى، أنَّ حكومة البشير لا ترى بأساً فى أن يُهاجر الفاعلين إقتصادياً من السودان. وها هى وزيرة العمل بالسودان "إشراقة سيد محمود" تحض السودانيين على الهجرة (المهجر، 03/08/2013)، ومازالت تلك الوزيرة الشابة (عفاف احمد) تُذكرنا بأهمية الهجرة وسُنِّيَّتِها، وأهمية تصدير الطبيب الشاطر، والمهندس الشاطر، وأن نكون دولة مُصدرة للعمالة (https://www.youtube.com/watch؟v=4dBYD03FJrwandnoredirect=1https://www.youtube.com/watch؟v=4dBYD03FJrwandnoredirect=1https://www.youtube.com/watch؟v=4dBYD03FJrwandnoredirect=1https://www.youtube.com/watch؟v=4dBYD03FJrwandnoredirect=1.
المحصلة
1- العالم مُطالب أخلاقياً بإيجاد بديل لدورة الحرب المتمفصلة فى نموذج طريق التطور الرأسمالى (الكساد – الحرب – التسوية الإقتصادية الجبرية – ثم الكساد – ثم الحرب من جديد)، وأرجو أن يكون البديل بطرح دالَّة إنفاق سلمية جديدة أكثر أنسنةً من الكينزية العسكرية (Military Keynesianism) التى تتأبطها الرأسمالية الآن. بل يجب أن يُفكر العالم فى إيجاد نظام إنسانى عالمى جديد مُصاب بالحياة ونابذ لفكرة القتل.
2- طالما أدرك أثرياء العالم أنَّ الفروقات فى الدخل والثروة من موانع النَّماء المستدام، فالحرب أخطر عوائق النماء المستدام فى المدى البعيد. فبدلاً من تكسير العالم الثالث ليُعاد بناؤه ليخرج الغرب من كساداته، فليساهم هؤلاء الأثرياء فى بناء العالم الثالث وإنسانه – لا بالصدقات – ولكن بالإنفاق الإستثمارى المباشر المحافظ على البيئة (السعودية دخلت مع القطاع الخاص الأمريكى فى تعاقدات لتطوير الصحة والتعليم بـما يقارب 2 تريليون دولار فى زيارة الملك سلمان الأخيرة).
3- نرجو لحكامنا ألاَّ يقعوا فى فِخاخ الحروب التى يرسمها لهم الغرب ليُسيطِرَ عليهم وعلى ثروات بلدانهم بتحويلها إلى دول فاشلة. ولن يحدث ذلك إلاَّ بتوسيع دائرة التشاور والحرية والديموقراطية/الشورى والجماعية فى إتخاذ القرار، لأجل العبور بالبلد من دورة الحرب إلى دورة التسوية.
وأعجب لحُكامٍ يقرأون هذه الآيات من سورة النَّمْل (آيات الديموقراطية)، ويسوسون النأس بغيرِ هداها فيما يتعلق بقرارات الحرب والسلم، قال الله تعالى: (قالت يا أيُّها الملأ أفتوني في أمري ما كنتُ قاطعةً أمراً حتى تشهدون (32). قالوا نحن أولو قوةٍ وأولو بأسٍ شديدٍ والأمرُ إليك فانظري ماذا تأمرين (33). قالتْ إنَّ الملوكَ إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزَّةَ أهلِها أذلَّةًّ وكذلك يفعلون (34)).
ورد فى تفسير القرطبى "المسألة الأولى" فى شرح هذه الأيات أنَّ معنى قوله تعالى: " قالت يا أيُّها الملأ أفتونى فى أمرى: الملأُ أشرافُ القوم. قال ابن عباس: كان معها ألفُ قَيْل. وقَيْلٌ: إثنا عشر ألف، قِيلَ مع كلِّ قَيْلٍ مائة ألف. والقَيْلُ الملك دون الملك الأعظم (لعلَّه نائب الدائرة). فأخذت في حسن الأدب مع قومها، ومشاورتهم في أمرها، وأعلمتهم أنَّ ذلك مُطَّرِدٌ عندها في كلِّ أمرٍ يَعْرِض – كأنَّه الرجوع للبرلمان، (ما كنتُ قاطعةً أمراً حتى تشهدون) فكيف في هذه النازلة الكبرى. فراجعها الملأُ بما يقرُّ عينها، من إعلامهم إياها بالقوة والبأس، ثم سلموا الأمر إلى نظرها؛ وهذه محاورة حسنة من الجميع. قال قتادة : ذُكِرَ لنا أنَّه كان لها ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً هم أهلُ مشورتها، كل رجل منهم على عشرة آلاف" (Islamweb library online).
أليس هذا "القَيْل" هو نائب الدائرة المنتخب إنتخاباً لا خجَّ فيه وتأثيما؟ فمَنْ مِنْ أهل الإنقاذ مَنْ تأسَّى بهذه الآيات، فأحسن الأدبَ مع شعب السودان؟ وما أعظم شاعرنا المفوَّه محجوب شريف القائل: "مُهذَّب أمامك يكون الكلام".
4- هذا العالم الرأسمالى المُهجَّس بمقتضيات نظرية مالتس للسكان (السكان يتزايدون بمتوالية هندسية، والغذاء يتزايد بمتوالية عددية) قد أفرط فى تنظيم النَّسل فى الغرب، وأفرط فى الحروب فى الجنوب لجهة تصحيح معادلة السكان – الغذاء هذه. لكنَّه اليوم يحصد خطل سياساته، فشراهة الرأسمالية المستبطنة للحروب من أجل البقاء الآنى والإستراتيجى، هى الأخطر على تناقص الغذاء والبيئة المعيدة لإنتاج هذا الغذاء من كثرة النَّسل.
فالرأسمالية هى المسئولة عن نقص الغذاء فى كل العالم، وهى المسئولة عن تناقص الفاعلين إقتصادياً فى الغرب الآن: فى ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والدول الإسكندنافية وكندا وأمريكا وغيرها، وهى المسئولة عن كلِّ حروب رأس المال، لا سيما المجترَحَة الآن بإسم الربيع العربى للخروج من الكساد الحالى ولسد الفجوة الديموغرافية. وصدق سمير أمين إذْ يقول: "لا توجد رأسمالية بلا شرور".
5- وطالما أنَّنا لا نعيش فى عالمٍ بريئ، فيجب على الحُكام بخاصَّة، وعلى شعوب المنطقة الأفريقية والعربية بعامَّة، أن يطوِّروا خاصيَّة للإنذار المبكِّر تفطنُ للأحابيل التى يُدار بها العالم ويُتَحَكَّم فيه (The global governance)، لجهة تجنيب شعوب المنطقة ويلات الحروب؛ القضاء على الحرث والنسل، والنزوح (وكل نازح هو مهاجر محتمل إذا لم تُصحَّح أوضاعه)، والهجرة.
وخطورة الهجرة، لو يعلم الحاكم، أنَّها تجرفُ جرفاً الطبقة الوسطى (المهنيين والعمالة المدرَّبة)؛ تلك المسئولة مسئولية مباشرة عن بناء الأوطان؛ الذين إضطرتهم الحياة ليفروا بأبنائهم بحثاً عن أوضاع أفضل لهم. وهؤلاء الأبناء، مع الأسف، لن يعودوا لِأرضِ آبائهم التى أغشم ما فيها حُكامها (أنظر عزمى بشارة، العربى الجديد، 08/08/2015).
فلن يعود أحمد محمد الحسن "مخترع الساعة الشهيرة المُقَنْبَلَة فى عقيرة مُدرِّسَتِهِ" للسودان رُغمَ عنصرية مستضيفيه، لأنَّه يستطيع أن يُحقِّق ذاته هناك، أكثر من بلده الذى يُصدِّر (بسبب إحتكار التوظيف لعناصر النظام) الطبيب الشاطر والمُهندِس الشاطر بتحريض من وزيرة سودانية مازالت تُفكِّر، كما تنظيمها، بعقلية إتحادات الطلاَّب.
6- إنَّ أسوأ ما فعلتْه حكومة الإنقاذ هو استفزازها لـ 10 مليون سودانى، غالبيتهم من الفئات النشطة إقتصادياً، من أرضِ آبائهم وحملهم على الهجرة (10 ألف منهم فى حضن العدو الإسرائيلى). فاتباع الدولة لسياساتِ التمييز الإقتصادى والمالى لصالح عناصر النظام، وكذلك إحتكار التوظيف لهذه العناصر، والفساد والتمكين بكلِّ أشكاله، حَمَلَ الكثيرين على هذه الهجرة.
ومن خطل سياسات النظام ظنَّه أنَّه يستطيع أن يستعيض عن هؤلاء المهاجرين بأفرادٍ من تنظيم ما يُسمى بالأخوان المسلمين العالمى (فالبلد يبنيها بنوها وإن اختلفت السلطة معهم)، فقام بفتح البلد لكلِّ شذاذ الآفاق من تومبُكتو إلى توربورا، ومن البريقة للبصرة. وبالتالى صار عدد الأجانب حوالى 2933918 وافد (أى 40% (بحسب هويدا المكى، الراكوبة 03/01/2013) من جملة عدد سكان الخرطوم البالغ 6.5 مليون نسمة فى 2013 بحسب تقديرات المركز القومى للإحصاء، زائد ضعف متوسط الزيادة السنوية فى سكان الخرطوم البالغ 640000 نسمة).
لقد نسىَ سدنة الإنقاذ أنَّ ولاء هؤلاء لأوطانهم، إذْ لا شئَ يعدِلُ الوطن، وسيحوِّلون أموالهم لبلدانهم الأم لدعم أُسرهم ولنماء أوطانهم، وسيذهبون بالعديد من العملات الصعبة بالبلد على شُحِّها، والتى فى بعض الأحيان إضطرت الحكومة أن تُعطيهم بدلاً عنها سلعاً تصديرية يبيعونها بالخارج ويأخذون أثمانها، وقد تمَّ إعفاؤهم من ضريبة الصادر. فلينظر القارئ الكريم للدعم الذى يتلقاه عضو تنظيم ما يُسمى بالأخوان المسلمين العالمى على حساب أبناء الوطن.
آلآن وقد شحَّتْ العملات الصعبة، فبدأ النظام ينادى على السودانيين العاملين بالخارج والمهاجرين للإستفادة من تحويلاتهم؛ يُريدُ أن يسرقهم ثانيةً ليستثمر تحويلاتهم فى مناجم الذهب وآبار البترول الجديدة كما سرقهم من قبل أبَّان الإستخراج الأول للبترول وحرمهم من عائداته. ولكن هيهات، فالمهاجرون فطنوا لِلَعبة الإنقاذ، فصاروا يستثمرون أموالهم فى الأوطان التى تحتضنهم وتحتضن أولادهم وتؤمن مستقبلهم، خاصةً مع الظروف غير المؤاتية فى وطن الأجداد لاستثمار دولار واحد دون أن يتعرض للسرقة من قِبَل ما يُسمى بالأخوان المسلمين.
الخاتمة
إنَّ بلداً يُهَجِّرُ "الطبيب الشاطر والمهندس الشاطر والإقتصادى الشاطر" من أبناء طبقته الوسطى (النشطين إقتصادياً)، حُقَّ له أن يُعالجَ مرضاه بالأعشاب وتمائم الدجاجلة، وحُقَّ لبنياته التحتية أنْ تُسقطُها الفئران والسناجب والأضُبُّ، وحُقَّ له أن يُسخِّرَ السحرةَ للإستراتيجية القومية الشاملة ولبقاءِ حكام الإنقاذ فى السلطة.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السودا� (Re: حسين أحمد حسين)
|
Quote: حروب رأس المال
00:53 AM March, 28 2015 سودانيز اون لاين حسين أحمد حسين-UK مكتبتى فى سودانيزاونلاين
توطــــئة:
يحتاج المرء بالضرورة لمعرفة كيفية إدارة العالم من حوله (Global Governance)، ليتكيَّف مع المآلات، لا سيما إذا كان عاجزاً عن صناعتها. ولا شك أنَّ العالم يتغيَّر بوتيرة أسرع من ذى قبل نتيجةً للتطور الهائل فى التقانة ووسائط الإتصالات، والمجتمعات التى لا تستطيع أن تواكب سوف تتخلف عن الركب لا مُحالة.
فالعالم يتعولم كما يقول عالم الإجتماع كارل ماركس (أول من قال بالعولمة) وفق تطور قواه المنتجة. وينتقل من نمط إنتاج إلى آخر، وفق مؤشر الربح؛ فإذا مال هذا الربحُ للتناقص، تزيد عدائية رأس المال. وسوف نرى ذلك واضحاً من النموذج/المتلازمة الدائرية التالية: تناقص الأرباح/الكساد - الحرب - التسوية الإقتصادية الجبرية - تناقص الأرباح/الكساد من ثان - ثم الحرب من جديد، وهكذا دواليك الديالكتيك الرأسمالى المشؤوم. وهذا النموذج سارى المفعول، على فكرة، منذ ما قبل حروب نابليون بل والحروب الدينية لِأُوروبا.
فالرأسمالى الشره (ماغنى غنىٌ إلاَّ على حساب فقير) من الممكن أن يشعلَ حرباً الآن، لمجرد أنَّ أرباحه قد تميل للتناقص بعد حين، وسوف لن تتوقف تلك الحرب إلاَّ إذا أوجد تسوية إقتصادية تُغنيه عن الحرب ( Bretton - Woods مثالاً). وسوف نرى فيما يأتى كيف أن الحروب والتسويات الإقتصادية الجبرية قد إستخدمت لِإعادة صياغة الشعوب وفق الهوى الرأسمالى.
والحروب كأدوات للتغيير وإعادة صياغة الشعوب، هى نفسها قد تطورت: من تلاحم جيوش الدول (الحربان العالميتان الأولى والثانية)، إلى الحروب بالوكالة (الحرب العراقية الإيرانية، الحرب الكورية، حرب فياتنام)، إلى الحروب بين الناس/الحروب الذكية (وما أكثرها هذه الأيام فى السودان والصومال وأفغانستان والوطن العربى، على سبيل النذر لا الحصر). وما يتبقى من النُّدُب والنتوءآت يتم تسويته وتسطيحه بالتسويات الإقتصادية المجحفة (الخصخصة/ذوبان قطاع الدولة). وأعظم إفعال لإعادة صياغة العالم فى التاريخ المعاصر هو رسملة المعسكر الإشتراكى/الشيوعى؛ فما عاد العالم الآن منقسماً بين دولة رأسمالية وأُخرى شيوعية فيما بعد الحرب الباردة، ولكنه يتمايز الآن بحيثيات الدولة الفاشلة (Failed State) الغير مندمجة، والدولة البراقماتية المندمجة؛ دولة الأعمال (Business State).
يُتبع ... |
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السودا� (Re: حسين أحمد حسين)
|
Quote: منشأ الحروب وتعولم أسبابِها:
لعلَّ من أهمَّ التساؤلات التى يجب أن تدور بِخَلَد المهتمين بالإقتصاد السياسى هى تلك التساؤلات المتعلقة بمنشأ الحروب، وكيفية إقتداحها، وماهية دوافعها و أنواعها، ومن الذى له القدرة على إشعال حرب، وكيف يديرها لمصلحته، ومن هو المتضرر الرئيس منها، وكيف يتجنَّبُها؟ كل هذه الأسئلة هى محل قلق الباحثين لِإيجاد مخرج من دوامة هذا السعير الذى يجتاح العالم، خاصة الفقير.
والحرب كما تقول العرب أوَّلُها كلام، ولكن التاريخ المادى يُخبرُنا بأنَّ وراء الحربِ حاجة. فمنذ بدائية الحياة على أيام الأقتصاد البدائى الذى يعتمد على الجمع والصيد قبل عشرة ألف سنة بدأت شرارة الحرب المؤسسية المتعارف عليها الآن. فالنَّاسُ يخرجون للصيد والإلتقاط لضرورة البقاء. وبإزدياد عدد السكان والإختلالات البيئية رويداً رويدا، تأثر المُلتقطُ والمُصادُ (المخزون الإستراتيجى البدائى) بالنقصانِ ومن ثمَّ اقْتُدِحَ الصراع.
ولمَّا كانت الحاجة أُمُّ الإقتراع، أى لابد من وجود حلٍ لتجنُّبِ الحروب، تم إكتشاف الزراعة لتعويض الإختلال البيئى وتوفير قدر من الغذاء يقابل تزايد عدد السكان المضطرد. وبالفعل حلَّتْ الزراعة محل الصيد والجمع، وشهد العالم بدايات تخصص العمل وولادة جهاز الدولة لحماية الأرض التى تمَّتْ فِلاحتُها ولحماية المنتجات الزراعية من المعتدين الخارجيين، وظهرتْ ضرورة المحافظة على نوع من الإستقرار مع إزدياد التعقيد الذى بدأَ يطرأُ على عِلاقاتِ النَّاسِ الإجتماعيةِ والإقتصادية، والتى بدأَ المجتمع الزراعى يتمأسس عليها شيئاً فشيئا (Leys 1996).
ولا شك أنَّ ظهور الزراعة شكَّلَ نقطة تحول مُهِمَّة فى تاريخ الإنسانية، والتى معها إضطردَ تطورُ المجتمع (Social Evolution) بشكل أسرع نسبياً من الوتيرة التى تطور بها منذ نحو مليونى سنة (Ibid). وحتى بعد إقتراع الزراعة مازال ذلك المجتمع الزراعى يتطور ببطء وبعدم إستقرار داخل حيِّزِهِ الزمنى، ولا تكادُ تُلحظُ معه وتيرةُ ذلك التطور. وهنا بدأتْ الحاجة مرة أُخرى إلى إيجاد نظامٍ عالمى جديد يمنع الإحتراب بسبب قوانين تناقص الغلَّة فى المجتمع الزراعى.
وقد كان هذا النظام العالمى الجديد هو النظام الرأسمالى الذى ببزوغ فجره فى القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وبالأحرى ببزوغ فجر الثورة الصناعية فى القرن الثامن عشر، فإن المجتمعات الزراعية خرجتْ من حيِّزِ التطور إلى حيِّزِ الثورة (From evolution to revolution).
وكثيرون هم الذين نوَّهوا إلى عالمية النظام الرأسمالى وتعولمه، كأمثال الموسوعى (Condorcet) قبل أن يتوفى فى السجن فى 29 مارس 1794، وأيضاً كأمثال (Kant). ولكن يظل هيقل وماركس (خاصة الأخير) الفيلسوفان الإجتماعيان الَّلذان إقترعا وبشكلٍ دقيق عالمية التطور التاريخى ومن ثمَّ عالمية النظام الرأسمالى (Rist 2002). ولَإنْ نحا هيقل فى عالمية حركة تطور التاريخ نحو الميتافيزيقيا، إلاَّ أنَّ ماركس ربط ذلك بالتطور المادى للتاريخ (أنماط الإنتاج).
ولعلَّ ما يجعلهما الفيلسوفين الأصليين فى إقتراع نظرية التطور التنموى، هو إدراكهما الواثق للحظات الفارقة (النُّقلات النوعية) فى حركة التاريخ المصاحبة لمعدل التغيير الذى يجلبه التطور (الروحى عند هيقل) والمادى عند كارل ماركس(Op.cit).
إذاً، هذه العجلة وهذا الإزدياد المضطرد فى معدل التغيير الملازم لعملية التطور، نابعٌ من حاجاتِ النَّاس وصراعهم الأزلى ليبقوا أحياءاً على وجه هذا الكوكب، أى أنَّه، وفى نهاية التحليل، ملازمٌ لتحقيق الربح. وما أن يميل هذا الربح نحو النقصان، كما يقول كارل ماركس، إلاَّ ويحتدم الصراع، وقد تنشأ معه الحاجة إلى ولوجِ آفاقٍ جديدةٍ من بينها خيار الحرب.
ومن هذه الحقائق المهمة، ستنحى هذه المداخلة إلى تحقيب تاريخ الحروب بما يطرأ على تطور قوى الإنتاج، وليس بالتواريخ المرتبطة بأحداق فوقية، وذلك لمعرفة الأسباب الحقيقية للحروب، ولمعرفة كيفية محاولة الخطاب الليبرالى التمويه لتلك الأسباب وبشتَّى السبل، ولمعرفة سبل إسكاتها.
ولعل الإستقصاء الدقيق لدرجة معدلات التغيير فى المجتمع، بواسطة عالم الإجتماع كارل ماركس، مكَّنته من تشخيص المجتمعات العالمية فى سيرورة تطورها التاريخى إلى عدد من أنماط الإنتاج أهمها (العبودى، الإقطاعى، الرأسمالى). وكما تمت الإشارة سابقاً، فإنَّ ظهور الرأسمالية الصناعية فى نهاية القرن الثامن عشر، كان لحظةً فارقة فى تطور المجتمع البرجوازى فى أُوربا، والذى أحدث ثورة حقيقية، مكَّنت المجتمعات الأُوربية من مضاعفة مداخيلها القومية، خاصةً بريطانيا العظمى. وقد كانت المنافسة فيما بين الدول الأُوربية على أشدِّها فى فترة الرأسمالية الميركانتايلية، التى تولدت منها مفاهيم كالقومية الإقتصادية (Economic Nationalism) والدولة القومية (Economic Nationalist State) القائمة على فكرة التنافس على موارد شحيحة لإشباع حاجات لانهائية (Woo-Cumings,in, Helleiner and Pickel 2005).
ولا شكَّ أنَّ دول القومية الإقتصادية هذه (Economic Nationalist States) هى التى سارعت بتمدد النظام الرأسمالى رأسياً على مستوى المركز، وأُفُقياً على مستوى الأطراف. ولعلَّ ذلك قد تمَّ من جراء العملية التنافسية الحادة فيما بين هذه الدول من أجل إستغلال كافة الموارد المحلية المتاحة فى أُوربا والذى أدى فى نهاية المطاف إلى ميل الأرباح إلى التناقص، مِمَّا حدا بهذه الدول أن تُفكِّر بتطوير العمليات التقنية داخل المركز بهدف الإستغلال الأمثل للموارد، وبتمديد النظام الرأسمالى خارج نطاق المركز، بهدف إبتزاز الموارد الأولية الرخيصة فى الأطراف. وتلك هى اللحظة من الصراع على البقاء (الآنى والإستراتيجى) التى يصوِّبُ فيها رأس المال بندقيته على الآخر.
وما أكثر الأيديولوجيات التى ظهرت آنذاك لتبرر لجوء الإقتصادات القومية (مدعية التنافس الحر) إلى الحماية الإقتصادية والإحتراب على موارد المستعمرات. فدوافع مثل، بناء الدولة، بناء الأُمة، الأمن القومى فى مواجهة التفوق الإقتصادى والعسكرى لبريطانيا، حماية الإقتصادات الناشئة، القضاء على الإقطاع، وتحديث المستعمرات، كانت واسعة السيادة فى فترة الرأسمالية الميركانتايلية (O'Brien and Williams 2007).
إذاً، حين إكتمل تمدد النظام الرأسمالى فى المركز، أى بإنتقاله من مرحلة إعادة الإنتاج البسيط (Simple Reproduction of the Capitalist System) الذى يعتمد على الإستغلال المباشر للعمل وأدواته الإنتاجية البسيطة، إلى مرحلة إعادة الإنتاج المعقد التراكبى (Extended Reproduction of the Capitalist System) للنظام الرأسمالى مع ظهور الثورة الصناعية الذى يعتمد على تطوير أدوات الإنتاج والإستغلال غير المباشر للعمل، عند هذا الحد، بدأ مؤشر الربح (المتناقص بالطبع) ينذر بالحرب. وقد غزت تلك الدول المتنافسة العالم واستعمرته، وقسَّمته فيما بينها بُناءاً على موازين القوى الإقتصادية و العسكرية آنذاك.
وبالرغم من تمدد النظام الرأسمالى بهذه الكيفية فى المركز، ظل السياسى (فى زمن هيمنة الإقتصادى) مهيمناً لوقتٍ طويل، هيمنة لا تبررها عملية إحلال العناصر كما يقول (Poulantzas 1978)، ولايبررها القضاء على بقايا الإقطاع كما يقول (Anderson 1974) فى مركزٍ جاز إعادة الإنتاج البسيط لنظامه، ولكن يبررها إستكمال دمج المستعمرات/الدول المستقلة حديثاً، فى النظام الرأسمالى. بل وقد إستمرت هيمنة السياسى (السياسى يستبطن العسكرى) فيما بعد القضاء على الأشكال القبل-رأسمالية فى الأطراف (Pre-capitalist forms of production) للقضاء على الأشكال اللارأسمالية (Non-capitalist forms of production) والعليلة الليبرالية (Ill-Liberalist forms of production). كل هذا يحدث لتفادى نقصان الأرباح.
إذاً، فحقيقة التنافس على الموارد الشحيحة لإشباع حاجات لانهائية (التنافس على البقاء آنياً واستراتيجياً) هو الذى يفسر حقيقة الصراع/الحرب. وبالرغم من تقسيم المستعمرات بين الدول المستعمرة، فإنَّ ذلك الوضع لم يدرأ عن هذه الدول، نشوب حربيين كونيتين الأخيرة منهما وحدها أفنت أعداداً مهولةً من البشر، تُقدر بحوالى أكثر من 56 مليون نسمة (حوالى 17.5 مليون جندى من كل الأطراف، أكثر من 39 مليون مدنى من كل أنحاء العالم. وعدد الجرحى من الجنود 35 مليون جريح، أما عدد الجرحى وسط المدنيين فلا يُحصى) (Smith 2005)، وأثَّرت تسوياتها الصراعية فيما بعد على إقتصادات المستعمرات/الدول الفتية تأثيراً بالغاً.
وعلى أىِّ حال، فإنَّ ذاكرة العالم الجماعية المشحونة بمآسى الحربين الكونيتين، قد إضطرت أُوربا فيما بعد إلى خلق نظام بريتون-وودس (Bretton-Woods) لمعالجة آثار تينك الحربين الكونيتين. إلاَّ أنَّ نظام بريتون وودس ذا التسويات الصراعية، قد نقل الحرب بين الدول الأُوربية من أرض المعارك إلى المجال الإقتصادى (Kapstein and Mastanduno, eds, 1999)، وبين دول الأطراف جعلها بين الناس. والتسويات الصراعية لا تنتج إلاَّ الصراع، ولَكَمْ أزكتْ تلك التسويات الحروبَ بين النَّاس كما سيجئُ ذكره وتفصيله لاحقاً إن شاء الله. وسيتم شرح الكيفية التى إنتهجها الخطاب الليبرالى ونظرياته الإقتصادية، لإخفاء هذه الحقائق.
يُتبع ... |
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السودا� (Re: حسين أحمد حسين)
|
Quote: وما أريد أنْ اُؤكِّد عليه عند هذا المستوى من التحليل، هو أنَّ نموذج/متلازمة رأس المال - الحرب المذكور بعاليه، لم يُستخلص من مفاهيم نظرية أداتية وترف أكاديمى بحت، ولكنه مسنود بالوقائع التاريخية.
فمن واقع تحليلنا المادى لحروب رأس المال، إتضح لنا: أنَّ الحرب العالمية الأولى سبقها تناقص أرباح حاد، أدى بدوره لتنافس الدول ألأوربية على المستعمرات واندلاع الحرب العالمية الأولى (O'Brien and Williams 2007). وقد أعقب تلك الحرب كما هو معلوم تسوية فراساى عام 1919م، وإنشاء عصبة الأمم. ثم أعقب تلك التسوية الكساد الكبير 1929م، والذى أدى بدوره إلى الحرب العالمية الثانية. أعقب الحرب العالمية الثانية تسوية بريتون وودس (Bretton - Woods) عام 1945.
ومنذ بريتون وودس، فإنَّ النظام الرأسمالى قد مرَّ بعدة مراحل من الكساد (آخرها كساد 2006 المستفحل منذ عام 2008، والذى ظل مستمراً إلى يومِ النَّاس هذا)، أدَّتْ إلى الحروب بالوكالة (الحرب الكورية، حرب فياتنام، الحرب العراقية الإيرانية)، والحروب الداخلية (الحروب بين الناس أو الحروب الذكية كما يًسميها البعض)، كما فى: السودان، الصومال، أفغانستان، حروب الربيع العربى. وهكذا يعمل نظام التطور الرأسمالى فى إطار حلقتِهِ المُفرغة: الكساد - الحرب - التسوية - الكساد - الحرب من جديد.
إذاً، فالحرب متلازمة من متلازمات طريق التطور الرأسمالى. إلاَّ أنَّ الغرب بذكائه وتآمرِهِ قد أخرج الحرب ذات الوجه القبيح خارج المركز (صدَّرها للأطراف/الهامش) وجعلها فى المركز منحصرة فى التنافس الإقتصادى. والحرب فى متلازمة "الحرب - التنافس الإقتصادى"، عادةً ما تُخيِّم بالمناطق الغنية بالموارد (كالخليج وإيران ومناطق الماس والذهب ومصادر الطاقة فى أفريقيا وغيرها). فالغربيون فى المركز يتنافسون على تطوير بلدانهم، ونحن فى الأطراف نتنافس على القِتلةِ المتطورة.
والحرب المقصودة هذه المرة (والمتماهية فى المذهبية لتجرَّ معها عدد كبير من الدول؛ مصر وغيرها) هى حرب دول التعاون الخليجى مجتمعة ضد إيران. هذه هى الحرب الوحيدة التى من الممكن أن تخرج النظام الرأسمالى من حالة الكساد الإقتصادى المُطْبِقة الآن.
والمحصلة بمقتضى هذه المتلازمة هو ألاَّ فكاك من الحرب، والعاقل من الحكام فى دول العالم الثالث (if any)، هو من يتجاوزها بالدلوف إلى التسوية ليُجنِّب شعبه ويلات الحرب. ويا تُرى ماذا فعل السيد رئيس حكومة السودان خلال ربع قرنٍ من الزمان، ليُجنِّبَ شعبَهُ ويلاتِ الحروب التى تارةً ينسبها لنفسه وتارةً ينسبها للشيطان بحسب مقتضى الحال.
أقول ما أقول، وأنَّ التسوية أحيناً لا تبعد شبح الحرب، وذلك حينما تكون الحرب سلعة تتحدد بالعرض والطلب والفرصة البديلة (Opportunity Cost)، أى إذا كانت الحرب أربح من التسوية، فلا مناص منها.
فالرجاء قراءة التقرير التالى للتأكُّد من وجهة النظر هذى: (https://firstlook.org/theintercept/2015/03/20/asked-iran-deal-potentially-slowing-military-sales-lockheed-martin-ceo-says-volatility-brings-growth/) والذى فيه (وفى الفيديو أيضاً) تتوجس البنوك الغربية وشركات الأسلحة من الوصول إلى إتفاق نووى مع إيران، الأمر الذى قد يقلِّل من مبيعات الأسلحة وبالتالى الأرباح؛ حيث أنَّ الحرب أو التهديد بالحرب هو أمر جيد لتجارة الأسلحة. ويُطمئن أحد المتحَدِّثيْنِ الآخر بقوله: "لا تبتئس، فثمة حالات مهولة من عدم الإستقرار ستحُلُّ بالمنطقة، كما تشى بذلك "بُنية الحوافز الضارة" التى هى من صميم سوق الأسلحة الدولية".
يُتبع ... |
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السودا� (Re: حسين أحمد حسين)
|
Quote: دوافع الحروب، أنواعها، وكيفية إقتداحها:
من واقع إضطلاع متواضع (وبالتالى يحتاج إلى مزيد من الجهد بواسطة باحثين جُدُد) بظاهرة حروب رأس المال؛ فإنَّ دوافع الحرب فى متلازمة التطور الرأسمالى - الحرب تتمحور حول كُلِّياتٍ ثلاث: فبعض الأراء تقول بأنَّ الفوضى (Anarchy) التى يخلقها القائمون على مقاليد الأمر فى العالم عن طريق الحروب، عادة ماتغذى تغييراً منشوداً فى مجال الإقتصاد (Cox, in, Middleman (ed) 1997). والبعض الآخر كأمثال مارك دوفيلد يعتبرها محوراً مهماً لإعادة صياغة الشعوب (Duffield 2008). وهناك الآراء الأُخرى، كما رأينا بعاليه، التى تقول بأنَّ الحربَ يُسعِّرُها التنافس على الموارد الإقتصادية.
وفى تقديرى المتواضع، فإنَّ أهم العوامل داخل هذه الكليات الثلاث، هو الصراع الأزلى على البقاء/الموارد (الآنى والإستراتيجى)، الخروج من الأزمات المرتبطة بطريق التطور الرأسمالى (الكساد مثالاً)، ونمذجة الشعوب وفق الهوى الرأسمالى مثلاً والإنتقال بها من شعوب متكيفة مع الديكتاتوريات إلى شعوب ديمقراطية ليبرالية.
وكما جاء بعاليه، فإنَّ تسوية بريتون وودس قد نقلت الصراع من ساحة الحرب إلى ساحة الإقتصاد فيما بين الدول الغنية، وجعلت المواجهة العسكرية {كما سيجئ بالتفصيل لاحقاً} بين الدول الغنية تتم خارج أراضيها، كما فى الحروب بالوكالة. و لعلَّ تلك التسوية الإقتصادية التى تمَّت بموجب بريتون وودس، قد مكَّنتْ هذه الدول الغنية من وضع يدها على الموادِّ الخام للمستعمرات/الدول الفتية. وهو أمرٌ زاد من وتيرة ما يُعرف بإنكشاف الموارد (Resource Vulnerability) خلال فترة الخمسينات والسبعينات. الأمر الذى أصبح مصدراً للصراع العالمى المتعارف عليه بالحرب الباردة الناشئة من المارثون الإقتصادى نحو المصادر الرئيسية للمواد الخام.
وقد أخذ هذا السباق المتمحور فى حلفين غربى وشرقى؛ أحدهما بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والآخر بقيادة روسيا، عُدة أشكال، منها: السباق عل تسليح الحلفاء، السباق على تخزين المواد الإستراتيجية (Stockpiling of strategic resources)، سباق الدعم الدبلماسى، سباق دعم الشركات المتعددة الجنسيات، سباق الإتفاقيات المواتية للدول الغنية (Billon, in, Billon (ed) 2005).
وكما يقول أحد الإقتصاديين السياسيين: "فإنَّ هذه التسويات هى عبارة عن إتفاقيات تعاون إقتصادى تمّت فى فضاء الحرب (In the shadow of conflict)، وهى مجرد تحايل على العداء ضد الآخرين، أو ردُّ فعلٍ له. والأُمم تميل نحو الحرب أو التعاون الإقتصادى، بحسب هامش الربح المتوقع من كليهما" (Hirshleifer 2001).
وذلك يعنى فيما يعنى، أنَّ قرار الحرب/ التعاون الإقتصادى لمقابلة الأرباح المتناقصة يعتمد بالكمال والتمام على قانون الربح/الخسارة والفرصة البديلة (Comparative Advantage) فى علم الإقتصاد كما جاء بعاليه.
إذاً، نحن تاريخياً أمام وضع أحكم فيه الإمبرياليون قبضتهم على الموارد الطبيعية للمستعمرات/الدول الفتية، مستفيدين من عمالتها ومواردها الرخيصتين وهو ما أسميه بالنموذج الاستنزافي في الفترة الأولى من الاستعمار. وقد عمل النموذج الإستنزافي هذا، طِوال المرحلة الأُولى للإستعمار، أى مرحلة إلحاق الأنماط القبل-رأسمالية بالنظام الرأسمالى وتحت قبضة نظام إدارى فى غاية الصرامة، ولم تُتَحْ معه إى عمليات تصنيع ولا حتى إى إستثمارات من أى نوع داخل المستعمرات، وذلك بغرض منع أى نوع من التغيرات التنموية التي قد تكون مصحوبة بتغيرات سياسية غير مواتية، على الأقل إلى حين (Palma, in, Ayres (ed) 1995).
ولقد كانت محصلة إستمرار نموذج الإستنزاف فى الفترة الأُولى من الإستعمار، ولمدة طويلة، إفقار المستعمرات وإعاقة تنميتها، وإعاقة عمليات التصنيع فيها، الأمر الذى جعلها فيما بعد تتخصص فى إنتاج المواد الأولية فقط، وبشروط أملاها المستعمر ضمن تسوياته الصراعية المجحفة (Frank, in, Roberts (ed) 2007).
إذن، حتى ما يُعرف بالحروب بين النَّاس، أو الحروب الداخلية (كما سيجئ مفصَّلاً فيما بعد إنْ شاء الله) قد بُذرت بذرتها جراء الإفقار الذى مارسته الدول الغنية على الدول الفقيرة، ومنع التنمية الصناعية فيها، الأمر الذى أدَّى إلى فشل التنمية الإقتصادية منذ الفترة الأُولى للإستعمار. ولم يترك المستعمر أىَّ عائدٍ إقتصادىٍّ ليعود على أهل المستعمرات فى هذه الفترة الأولى، فقد كان إستنزافياً فقط، ولم يبدأ بعد فى عمل أىِّ إستثمارات فى الدول التى إستعمرها.
ورويدا رويدا قد بدأ النَّاس يضيقون ذرعاً بالمستعمر، ولكن قبضته الإدارية الصارمة كبتتْ حربهم عليه، فظلَّتْ كامنة لتتفجر (ويا للأسف) فيما بينهم لاحقاً كما يقول أُوبراين (O’Brien 1979).
يُتبع ... |
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السودا� (Re: حسين أحمد حسين)
|
نفاق بلا حدود، عندما جندت دولة ١٩٥٦ حميدتي واعطته رتبة فريق اول وامدته بملياراات من الدولار كي يسحق عقار ومناوي والفكي جبرين، كنتم ترون فيه أيقونة السودان والان عندما مرق انوفكم في الطين اصبح تشادي؟ من اي طينة خلقكم الرب؟؟ المنطق والموضوعية يحتم عليكم من البداية ان تصرخوا في ما يسمي بجيش السودان ان تصرخوا في وجهه انه لا يجوز عسكريا واخلاقيا منح حميتي والالاف الذين معه رتب عسكرية الا وفق ضوابط قانونية وعسكرية، لكنكم كمنافقين حتالة التزمتم الصمت لان الدعامة كانوا يشبعون لكم شبقكم ونزاوتكم كدولة كجغرافيا، ككيانات مازؤمة. الان الجنينة تستباح لا أحد يتحرك، ٧ الف شرطي من ضابط من امنجي لحظة القتال هرولوا الي مصر يرفلون هم وعيالهم بدل القتال، الخيانة في ابهي تجلياتها ، مافي واحد من حزب مسيلمة فتح خياشميه منددا، إبراهيم محمود الارتيري ووزير الداخلية بتوع الكيزان ورئيس اتحاد الطلاب الارتيرين بمصر عندما كان طالبا ارتريا شيء و مافي واحد فتح خياشمه مطالبا بتحقيق في الموضوع، مليشياات تابعة لرياك مشار تابعة لدولة جنوب السودان استعان بها جيش البرحان كي تقاتل نيابة عنه ضد سالفا في ابيي عااادي، وهي مستوطنة في الميرم داخل الأراضي السودانية هل اعترضم عليها؟ من ٢٠٠٨ للان في حد قال عليهم مرتزقة؟ من فوائد هذه الحرب اللعينة كشفت لنا أشخاص كنا نعتقد انها زهور لكن فجاءة اكتشفنا انها محض زبل يانع الرطوبة. فعلا الازدواجية قرف مكتمل الاركان.
الاخ محمود الدغم مافى داعى ترد على امثال حسين احمد حسين لانو مافى زول نصيح او عاقل يكتب او يدور مثل هكذا نفايات والبلد على مفترق طريق تبحث عنما يطبطب على ظهرها ويخفف الامها ويرتق نسيجها القومى
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السودا� (Re: حسين أحمد حسين)
|
وعليه، احتدام تناقضات هذه الأهداف (وهناك أهداف أخرى مستترة استراتيجية عملياتية واستخبارتية بطبيعة الحال) والجدل حولها لدى الكبار (سنتحدث عن الأهداف الإقليمية والمحلية بشكل مستفيض لاحقا) في مطبخ جدة، لابد من أن يطيل أمد الحرب في السودان، وعلى السودانيين أن يتهيأوا لذلك - لا قدر الله.
هذا الواقع على مستوى الفاعلين الدوليين وتكريس جهدهم لتحقيق أهدافهم، جعل الشقة تتسع بين ما يُعرف بمجلس السيادة العسكري والإسلامويين لدرجة التنادي بتغيير البرهان (وهناك أسباب أخرى أكثر إلحاحاً)، وبالمقابل ربما تم الضغط على لجنة البشير الأمنية (التي أسرها في قبضة الجنجويد) لتتحالف مع قوات الجيش الوسيطة، وبالتالي يعلو صوت الثورة والثوار من جديد، الذين اقتص الله لهم وللشهداء والمفقودين والجرحى وأسرهم، قصاصاً لم نر أسرع منه في تاريخ السودان الحديث، بأن ضرب الإخوانويين القتلة بالجنجويد السفاحين أمام أعيننا، والحمد لله الحكم العدل، مالك الملك العظيم.
وأقول لأمهات الشهداء: ما ظنكن برب العالمين (إنه الحكم العدل ذو القوة المتين). وفي هذا المقام لابد من الترحم على الأستاذ الشهيد محمود محمد طه واسع البصيرة وثاقبها، رحمك الله بالرحمة الواسعة أيها الرجل العظيم، ورحم الله كل شهداء الثورة السودانية منذ الأزل.
يُتبع ...
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السودا� (Re: حسين أحمد حسين)
|
قبل أن ندلف للأهداف الإقليمية والمحلية في بنك أهداف هذه الحرب القذرة لابد من:
1- قبل أن يضطر السودان لخيار التي هي أخشن ولو بعد حين، لابد من المطالبة بإرجاع ممتلكات الناس المنهوبة بالتي هي أحسن عبر سفاراتنا من دول: شاد والنيجر وتمبوكتو وأفريقيا الوسطي وليبيا ونيجيريا. حيث من السهل لهذه الدول أن تضبط الممتلكات المسروقة من غيرها حسب قوانينها إن أرادت ذلك.
2- لابد من وجود حكومة مدنية يؤمها علماؤنا ومهنيونا بشكل آني (ولو حكومة منفى مدنية)، لكي تنظر في المطلوبات العاجلة والملحة للمواطنين السودانيين، وللتفاوض بمسئولية وطنية مع العالم الخارجي، ولكي لا تستفرد اللجنة الأمنية للبشير المجرمة والاخوانوية المرجوسة القتلة والجنجويد الهمجيون السفاحون بقرارات مصيرية لهذا البلد المكلوم.
| |

|
|
|
|
|
|
|