Post: #1
Title: شجو الفواجع __ شعر/ علي أحمد تولي
Author: علي تولي
Date: 06-03-2023, 09:16 AM
09:16 AM June, 03 2023 سودانيز اون لاين علي تولي-USA مكتبتى رابط مختصر
شجو الفواجع
شعر/ علي أحمد تولي
ثَوَتْ دَارِي وَأَغْطَشَهَا الخَرَابُ وَغَابَ الصَّرحُ وَارَاهُ التُّرَابُ
مَدَائِنُ قَد عَرَاها البُؤْسُ لَيْلًا وَجَاسَ بِهَا الغَرَابِيبُ الذِّئَابُ
غَدَتْ مِنْهَا القُلُوبُ مُفَجَّعَاتٍ بِمَا تَهـَوَى وَخَاتَلَهَا انـْقـِلابُ
تَضِيقُ بِحَسْرَةٍ مِــنَّا ضُلُوعٌ وَضَاقَ الأُفْقُ أَعْيَاهُ احْتِرَابُ
وَهَامَ النَّاسُ مَا أَلْوُوا لِــــدَارٍ وَشَقَّقَ فِي وَشَائِجِهَا انْشِعَابُ
تَعَاوَرَتِ العُقُـــودُ بِكَارِهِيْنَا عُصَاةٍ لِلإِلَهِ وَمَا اسْتَـثَابُوا
هُمُ الكِيزَانُ أَفْجَرَ مَنْ عَرَفْنَا تَفَجَّرْنَا بِـهِمْ حِـــــمَمٌ وَلَابُ
يَحْدُونَا الشَّبَابُ بِكُلِّ فَــــخْرٍ فَقَد جَـــلَّ الَّذِي فَعَلَ الشَّبَابُ
تَجَبَّرَ ذَا البَشِيْرُ بِكُلِّ قُــبْحٍ بِتَعْدَادِ الْجيُوشِ لَهُ اِطِّلَابُ
فَقَالَ حِمَايَتِي هَذَا الْحِمِيدْتِي وَأَغْرَاهُ إلَى الشِّرْكِ انْجِذَابُ
وَخَــانَ بِكِبْرِيَاءِ الغَدْرِ شَعْبًا فَـمَا دَانَــتْ لَهُ أبــدًا رِقَــابُ
شَبَابٌ مِثلَ أُسْدِ الغَابِ هَبُّوا فَلَمْ تَبْقَ الضِبَاعُ وَلَا الكِلَابُ
وَلَو حَمِلَتْ سَوَاعِدَهُم سِلَاحًا لَفَارَقَنَا المُكَــدْمَلُ وَالنِّـــقَابُ
فَلَــمَّا أَفْـــلَتَ الْلِّصـَــــانِ مِنَّا ذا الرَّاعِي الفَرِيقُ وَذَا جَنَابُو
تَسَابَقَ خَتْلُهُمْ يَفْرُونَ بَعْــضًا وَقَد حَمَّ التَّـقَارُعُ وَالسِّــــبَابُ
عَرَا الخُرْطُومَ وابل ما اسْتَحَرَّتْ مَدَافِعُهُمْ وَقَد نَــعبَ الغُـــرَابُ
وَسَالَ نَجِيْعُنَا فَوقَ الشَّـــوَارِع دورنا نُهِبَتَ وَاغْتُصِبَتْ كِعَابُ
فَلا خُــبْزٌ وَلَا مَـاءٌ لِنَحْـــــيَا وَرَانَ عَلَى مَطَابِخِنَا العِزَابُ
وَيَـمَّمَتِ الْبَـرِيَّةُ مَا تَرَاءَتْ مَرَاغِمُ عِتْرَةِ ولنا اسْتَجَابُوا
تَصَاوَلِتِ الفُلُولُ مَعَ دَخِيلٍ وَمَا أغْبَاهُمُو فِيمَا تَـــغَابُوا
تَرَبَّى اللَّيثُ شِبْلًا فِي حِمَاهُم وَهُم قَد أَتْرَعُوهُ بِمَا اسْتَطَابُوا
وَأْوْلُــوهُ النَّــــعِيمَ بِـكُلِّ فَـجٍّ تَفـَجَّرَ خَيـرُنَا فـسلوا وَثابُوا
وَعَـرَاهُم حِــينَ كَشَّرَ نَابَهُ عَرَاهُمْ ارْتِعَادٌ وَاضْطِرَابُ
تَجَهَّمَتِ الْوُجُوهُ فَدَاهَمُونَا وَصَبُّوا غِلَّهُم فِيْمَا أصَابُوا
تَخِرُّ بُيُوتُنَا صَرْعَى وَبِتْــنَا عَلَى خَيلِ الْمَنُونِ لَنَا رِكَابُ
فَإنَّا قد رُزِئْنَا الجَهْلَ حُكمًا ولم يجدِ على الحال انتحابُ
|
|