ديفيد هيرست :هل تعيد أبوظبي حساباتها لو خسر حميدتي؟ سلط رئيس تحرير موقع "ميدل إيست

ديفيد هيرست :هل تعيد أبوظبي حساباتها لو خسر حميدتي؟ سلط رئيس تحرير موقع "ميدل إيست


05-07-2023, 07:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1683484446&rn=0


Post: #1
Title: ديفيد هيرست :هل تعيد أبوظبي حساباتها لو خسر حميدتي؟ سلط رئيس تحرير موقع "ميدل إيست
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 05-07-2023, 07:34 PM

07:34 PM May, 07 2023

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



ديفيد هيرست :هل تعيد أبوظبي حساباتها لو خسر حميدتي؟

سلط رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، ديفيد هيرست الضوء على الصراع الدائر في السودان بين العسكر، ودور أبوظبي فيه، وأهدافها من وراء دعم حليفها هناك "حميدتي" بمواجهة خصمه عبد الفتاح البرهان.
وتحدث هيرست في مقال له ترجمته "عربي21" عن موقف أبو ظبي وخياراتها المتاحة حال خسارة حميدتي للمواجهة المسلحة المستمرة، متسائلا عن مدى التزامها بادعاءات تغيير استراتيجيتها القائمة على دعم الانقلابات العسكرية في المنطقة، لصالح انتهاج التجارة والاستثمار كسبيل لمد نفوذها.
وتاليا نص مقال ديفيد هيرست:
"""كيف تحول مجرم حرب، أنزلت ميليشياته الرعب بساحة دارفور، حيث كانت تقتل الرجال صدماً بالشاحنات الصغيرة وتغتصب النساء باسم الجهاد، إلى واحد من أبطال الثورة السودانية؟
حسناً ... تحتاج من أجل ذلك إلى المال
أعلنت وكالة العلاقات العامة البريطانية، التي أشاهد مقرها وأنا جالس أكتب هذه الكلمات، أنها تتقاضي من كل واحد من زبائنها ما بين 100 ألف جنيه (125 ألف دولار) و 125 ألف جنيه (156 ألف دولار) كرسوم شهرية. بالطبع هذا لا يعتبر مبلغاً ذا بال بالنسبة للجنرال محمد حمدان دقلو، الشهير باسم حميدتي.
يقدر السياسي السوداني مبارك الفاضل، والذي حاول حميدتي كسب دعم حزبه له، بأن ثروة حميدتي تصل إلى 7 مليارات دولار من تجارة الذهب التي يديرها بين السودان والإمارات العربية المتحدة وروسيا. بل بلغ الأمر بالفاضل أن يذكر اسم البنك الإماراتي الذي يزعم بأن حميدتي يودع فيه أمواله.
وتحتاج أيضاً إلى القابلية للإنكار. تصف وكالة العلاقات العامة نفسها على خجل بأنها "دكان".
وذلك يعني "أننا نعمل بتكتم وبشكل نحافظ فيه على الخصوصية. ولا نكشف عن هوية من يتعاملون معنا. إذا بحثت عنا في غوغل فسوف تجد صعوبة بالغة في التعرف على عملائنا. لسنا شركة مساهمة، ولذلك لا نتعرض لضغوط ناجمة عن تأرجح أسعار الأسهم أو عن النشاط الذي يمارسه مالكو الأسهم".
وتمضي وكالة العلاقات العامة في القول إن العسكر في السودان يساء فهمهم كثيراً هنا في الغرب.
وتقول: "الانطباع العام عن العسكر أنهم يتراوحون بين المحايد والسالب، بينما في واقع الأمر، العسكر هم الذين ساعدوا في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، وما كان للسودان أن يبدأ من جديد لولا الدور الذي لعبه العسكر بهذا الشأن".
وتمضي لتقول إن الضحية الأكبر لسوء الفهم هو ذلك الدور الذي يقوم به زبونهم حميدتي. وتقول: "تنزع وسائل الإعلام نحو التركيز على الماضي، بينما دوره فيما يجري حالياً وفيما يتوقع له مستقبلاً أهم بكثير. ولذلك فإننا نسعى لإعادة التوازن للانطباع حول العسكر بحيث يتراوح ما بين محايد وإيجابي".
كان هذا النص قد كُتب قبل ثلاث سنين عندما كان عبد الفتاح البرهان وحميدتي يقودان الأعضاء العسكريين داخل مجلس السيادة الذي تشكل في شهر أغسطس من عام 2019، قبل عام من تزعم البرهان للانقلاب العسكري الذي وقع في أكتوبر / تشرين الأول من عام 2021.
هذا ما كشفه تراجع الدور الأمريكي في العالم العربي بعد حرب السودان
هجوم أعد له بعناية
حينها كان حميدتي منشغلاً بالتخطيط لخطوته القادمة. بينما كانت تحترق في ذاكرة السودان حادثة إطلاق قوات الدعم السريع النار على النشطاء المطالبين بالديمقراطية في مذبحة الخرطوم في شهر يونيو / حزيران من عام 2019، انهمك حميدتي في إعادة تصنيع نفسه أمام وسائل الإعلام الغربية الساذجة باعتباره مناضلاً من أجل الحرية.
ما ذكرته وكالة العلاقات العامة كتب بعد سبعة شهور من المذبحة. ولكنهم كانوا في ذلك يقتدون بالنموذج الذي سنته لهم الأجهزة الدبلوماسية في الغرب. ففي شهر إبريل / نيسان من عام 2019، سارع سفراء كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي لمصافحة حميدتي في تفضيل له على البرهان، العسكري الذي لم يكن يعرف عنه الكثير.
لم يكن القتال الذي انفجر في الخامس عشر من إبريل / نيسان شجاراً عفوياً نشب بين قائدين عسكريين أخفقا في الاتفاق على من تكون بيده مقاليد الأمور. لئن ثبتت صحة المعطيات التي توفرت لدى موقع ميدل إيست آي، فإن ذلك كان هجوماً أعد له بعناية فائقة.
كان حميدتي قد نصب مدافع مضادة للطيران داخل الخرطوم، مما دفع زملاءه في القوات المسلحة السودانية إلى التساؤل: لماذا وضد من؟
انطلق هجوم قوات الدعم السريع في العديد من المواقع وبشكل متزامن: في محيط سكن البرهان، وعند المقر الرئيسي للمخابرات، وعند مقر قيادة الجيش، وكلها على مرمى حجر من مطار الخرطوم، وفي مطارات مروي والعبيده، وعلى المقر الرئيسي للجيش في نيالا في جنوب دارفور وفي الفاشر في شمال دارفور، وفي مدينة بور سودان.
مات ما لا يقل عن 35 شخصاً أثناء محاولة قتل أو أسر البرهان، بحسب ما صرحت به مصادر القوات المسلحة السودانية لموقع ميدل إيست آي. وحتى كتابة هذا التقرير، كانت قوات الدعم السريع ماتزال تحتجز رهائن داخل مبنى المقر الرئيسي للمخابرات، بحسب ما قيل لموقع ميدل إيست آي.
يتفق الفاضل مع هذا التقييم، فقد كتب يقول: "لم يكن كل هذا الهجوم مجرد رد فعل على الخلاف بين حميدتي والبرهان حول دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة. بل كان جزءاً من مخطط كبير من ثلاث شعب غايته الاستيلاء على السلطة في السودان بتشجيع من قوى أجنبية".
"أفريكا إنتلجنس": إخوة حميدتي يقودون الحرب بمواقع التواصل من مقر بدبي
القوى الأجنبية
فمن هي هذه القوى الأجنبية؟
في سبتمبر / أيلول 2021، بدأت الإمارات العربية المتحدة في التراجع والسير في اتجاه معاكس تماماً، حيث انتهج محمد بن زايد سياسة للتقارب مع أشد منافسي الرئيس الإماراتي في المنطقة: تركيا وقطر.
بدأت الإمارات العربية المتحدة ما زعمت أنه "تقييم استراتيجي" لسياستها السابقة في تمويل وتنظيم الانقلابات العسكرية أو المحاولات الانقلابية في كل من اليمن وسوريا ومصر وليبيا وتونس. فما هو العائد الذي كانت تجنيه من استثمارها؟ بالتأكيد لا شيء من عبد الفتاح السيسي أو خليفة حفتر ومن على شاكلتهما، ممن تسببوا في خسائر فادحة لمموليهم في الخليج.