هبُّوا لنصرتهم يا أبناء بَجْدَتِهِمْ بقلم/ علي تولي أريزونا ينشط الحراك الإنساني أمام محنة الشعب السوداني التي لم ير نظيرًا لها من قبل بأم عينيه، لقد حاق بشعبنا ما يجل عن الوصف وقوع هذا الخطب المُمِضّ، بأهوال أسلحة الفتك الذي لا هوادة فيه بالحياة.. أسلحة الدمار الشامل .. الأسلحة الثقيلة.. الدانات والمدافع المضادة للطيران والقصف الصاروخي.. وسماء العاصمة تعج بأزيز طيران السوخوي الذي تهتز له الأرض بما حملت من أطواد.. ينشط الحراك الإنساني وبكل دواعي الاسف تنشط في الخط الموازي له الدعوة في تشجيع لعبة الموت وتعزيز فكرة إلى من تنتمي كأنها مباراة (هلال- مريخ)، وسكان العاصمة جلهم يخرجون، يهجرون ديارهم، من موت محدق بهم، وقد حاق بأعزاء يرحمهم الله من هذا الشعب تخترق أجسادهم الطلقات عبر النوافذ والمقذوفات الثقيلة العالية الانفجار تدك الجدران وتردي من بداخلها.. ينشط الحراك الإنساني لاستقبال الكبار والصغار من الرجال والنساء والأطفال المرعوبة والواجفة الراجفة الوجلة قلوبهم.. تتوالى وتتعالى صيحاتهم من ما أحدثته الميكنة العسكرية بما أحاطتهم به من أصواتها المفزعة.. ينشط الحراك الإنساني في استقبال هذا الشعب الأبي الكريم( والكريم لا يضام).. فهو عزيز بعزة إرثه التاريخي.. شامخ كالنخيل.. أنف بكل كبرياء النيل.. طيب يمر أمام الملأ كالنسمة العليلة.. يهب لنجدته ابناء بجدته.. وأبناء الجيرة من الدول الجارة والصديقة.. و(ما أعظم ناسك أيتها الجزيرة).. حيث كانت أولى الوفود تراءت على الملأ يتهلل البشر في وجوه مستقبليهم فينسونهم ما كانوا فيه من ويلات وأهوال وخطوب.. والآن وقد توالت المواكب المغادرة عن أرض العاصمة المحروقة.. يتمدد استقبالها باتساع وتعدد وجهاتها.. ينشط الحراك الإنساني .. لم يهموا على وجوههم.. إنهم كرام والكريم لا يضام.. ينشط الحراك الإنساني في كل صقع على وجه البسيطة أنى حلُّوا فيه.. ليكن همنا الشاغل تجاه من هو الداخل يعاني ويكابد لقمة العيش أو جرعة الدواء .. وندرة الماء.. وشح القوت.. وضيق ذات اليد وهوان البيوت.. أيها المغتربون لا يغتر منكم أحد لمشايعة المتناحرين.. بما أملت لهم أنفسهم المريضة بحب السلطة.. فهم والله أعداءكم.. هم من قتلوا أبناءنا الشباب في ساحة القيادة.. هم من ضنوا على حراستكم أيها الشعب الطيب حتى تكونوا نهبا للصوص، وصيدا سهلا لتسعة طويلة.. هم من تركوكم لغول السوق يطحنكم طحن الرحى.. هم .. وهم .. بكل معاني القبح واللؤم.. وما استئثارهم وامتلاكهم لكل موارد الدولة وما اسموه بمنظومة الصناعات العسكرية إلا أعظم دليل دامغ دال على خياناتهم ومكرهم ومخاتلاتهم.. هم من أتوا بحميدتي، نعم هذا الحميدتي الذي جعل السودان ريعاً لأسرته آل دقلوا.. نعم هم من مكنوه وألبسوه البزة ومنحوه الرتب العسكرية.. ومنحوا قواته اسمًا أضحى بفضله فتى العسكرية السودانية المدلل.. فما لنا في ما بينهم من تناحر وحرب ناقة لنا ولا جمل. فلينشط الحراك الإنساني من أجل من هم بالداخل أولاً.. ولابد من أن نضعهم في أولوياتنا.. إنهم في أمسِّ الحاجة لدعم كل مغترب.. لابد أن يهب الناشطون لفتح قنوات الدعم المادي الموثوقة.. ويتوسع النداء في كل بقاع المعمورة..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة