هل الجيش قادر على حسم الحربلصالحه في الأمد الفريب؟

06:15 PM April, 28 2023

سودانيز اون لاين
عبد الوهاب السناري-نيروبي
مكتبتى
رابط مختصر

هل الجيش قادر على حسم الحرب لصالحه في الأمد القريب؟

عندما بدأت الحرب بين الجيش والدعم السريع طالعنا الجيش بأنه سوف يحسم المعركة في خلال ساعات أو أيام قليلة على أسوأ تقدير. وقد كنت جازما وقتها أن ذلك ما سيحدث فعلا. فقد كنت أتوقع أن الجيش بما يملكه من عدة وعتاد وتصنيع حربي سوف يحسم هذه المعركة في أقل من أسبوع.

لكن من خلال متابعتي لمجريات الأحدث تبين لي أن الجيش غير مؤهل لخوض حرب الشوارع التي تدور رحاها حاليا في العاصمة القومية. تمكن الجيش في بداية الحرب من استخدام الطائرات والمدفعية الثقيلة في ضرب مقار الدعم السريع وأماكن تجمعه فأدى ذلك إلى خروج قوات الدعم السريع من هذه المقرات وانتشاره في شوار الأحياء والإحتماء بالمنازل التي أخلاها المواطنون خوفا من الحرب أو أجبرتهم قوات الدعم السريع لإخلائها ليسكن جنوده فيها.

كنت أتوقع أن تحل السيارات وحاملات الجنود المدرعة محل الطائرات والمدفعية الثقيلة حتى يتمكن الجيش من خوض مرحلة حرب الشوارع. لكن يبدو جليا لكل من تابع دخول القوات التي أتت من الأقاليم لدعم الجيش عدم جاهزيتها لخوض حرب الشوارع. فالسيارات ونوعية الأسلحة والعتاد التي تستخدمها هذه القوات لا تختلف كيفا ونوعا عن تلك التي تستخدمها قوات الدعم السريع. وعليه سيكون قتال الشوارع في العاصمة قتال ند لند، خاصة أن الطائرات والمدفعية الثقيلة ستكون أقل فعالية في هذه المرحلة بالذات. حتما سوف تتسبب هذه الحرب المتكافئة في سقوط ضحايا بين القوات المتحاربة، بل وسقوط ضحايا أكثر بين المدنيين، وستتسبب في تبعثر الجثث والأشلاء في الشوارع، وهو ما سيؤدي حتما لكارثة صحية خاصة في الوضع الحالي المتأزم أصلا. وستدمر هذه الحرب المنازل والمحال التجارة ليتواصل الشلل الإقتصادي لحد لا يعرف مداه. وسيتسبب كل ذلك في تفلتات أمنية لا حول لنا بها ولا قوة.

فإذ أرادت قيادات الجيش والدعم السريع التي تقود هذه المعركة أن ترأف بهذا الشعب المغلوب على أمره فما عليها إلا وقف الحرب أو أن تتنحى وتخلي السبيل لقيادات بديلة علها تتمكن من تحقيق سلام يحلم الجميع به.

على الأرض الدعم يتفوق على الجيش تفوق كبير،
لكن هناك عامل سوف يحسم معركة الخرطوم لصالح الجيش مع مرور الأيام وهو؛
الانحياز الشعبي الكبير لصالح الجيش
يعني قوات الدعم السريع داخل الأحياء هي غريبة ولا سند شعبي لها وقد يتحول المواطنون نفسهم لمقاتلين أو مساعدين للجيش.

أخشى أن يتحول المواطنون إلى دروع بشرية لأنهم لا يملكون السلاح الذي يمكن أن يدافعوا به عن أنفسهم.

أخشى أن يتحول المواطنون إلى دروع بشرية لأنهم لا يملكون السلاح الذي يمكن أن يدافعوا به عن أنفسهم.