الهوية: تلك الشريحة الجينية الذكية... الخطيرة.

الهوية: تلك الشريحة الجينية الذكية... الخطيرة.


04-13-2023, 09:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1681416726&rn=0


Post: #1
Title: الهوية: تلك الشريحة الجينية الذكية... الخطيرة.
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 04-13-2023, 09:12 PM

09:12 PM April, 13 2023 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

الهوية تلك الشريحة المدمجة في دواخلنا ..تقوم بتوجيه أفعالنا ومشاعرنا ، وتصرفاتنا وردود أفعالنا... مثلها في ذلك مثل الريموت كونترول...

الهوية تسوق خطانا دون ان نحس، تنمِّي في دواخلنا الدوافع وردود الأفعال للتضامن مع أو التعاون أو العداء..



ولكنها في أسوأ نسخها تنمِّي في دواخلنا نوازع الشر والعداء والكراهية... ‏

Post: #2
Title: Re: الهوية: تلك الشريحة الجينية الذكية... الخط�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 04-13-2023, 09:25 PM
Parent: #1

شكرا لعلم النفس، ولعلم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي والسياسي الذين رفدوا العلم الإنساني بكثير من ‏المعلومات
لفهم الهوية البشرية. فالهوية هذه الخاصية البشرية الغامضة التي تشبه الشريحة الذكية، ‏متعددة الدوائر والمستويات

، التي تمد الإنسان من خلال التفاعل مع الآخرين بالوعي الفكري، والعاطفي ‏والدوافع للانتماء والتفاعل و التعاون
والتعاضد مع المجموعة التي ينتمي إليها فطريا مثل القبيلة أو ‏الإثنية أو الوطنية، او المجموعة التي يختارها لأنها
تناسبه أو تتوافق معه سواء كان ذلك انتماء لبلد أو ‏قبيلة أو إثنية أو حزب سياسي أو فريق رياضي أو فني..الخ.‏
بالإضافة للجوانب الإيجابية للهوية هناك جوانب أخرى خطيرة..وهي جوانب تتعارض أحيانا مع التفكير ‏السليم و
مع متطلبات الحياد والعدل والإنصاف أحيانا، وذلك من خلال ردود الأفعال التلقائية، العاطفية، ‏ ‏فتجعل البشر
يتصرف أو ينحاز تلقائياً نحو مجموعته أو فرقته أو حزبه (أنصر أخاك..)، دون مسوغ ‏منطقي أو عقلاني أو إنصافي.‏
الجانب الخفي والخطير في الهوية الإثنية على وجه الخصوص، أنها تجعل المجموعة المعينة (كما يقول ‏فيرتفوك)
‏ أنها في سبيل حماية أفرادها، تنسب إلى نفسها (زوراً أحيانا، أو افتراضا) أنبل وأسمى ‏الصفات. وفي نفس الوقت
تنسب للمجموعات الأخرى أسوأ وأحط الصفات ‏. ويتم ذلك من خلال بناء ‏حدود فاصلة، افتراضية تفصل بين المجموعة والمجموعات الأخرى. وهكذا فالهوية إذن تتضمن جانب ‏واعي وجانب غير واعي(تلقائي)..‏

Post: #3
Title: Re: الهوية: تلك الشريحة الجينية الذكية... الخط�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-17-2023, 11:15 AM
Parent: #2

فإذا عدنا إلى موضوع تهاوي السياقاتcollapse of contexts الذي يصف ما يحدث من التفاعلات بين الأفراد ذوي الخلفيات ‏المتنوعة

في الوسائط الاجتماعية نجد أنه يحدث ما يلي:‏يدخل كل فرد في الواتس أو الفيس بوك وهو مؤطر بخلفيته الهوياتية المعقدة المكونة

من المكون ‏الإثني، والثقافي، والسياسي، والديني، والاجتماعي...وعندما يكتب الكاتب موضوعا ما فإن ذلك ‏الموضوع يخضع للتأويل و

التفسير من قبل القراء الذين هم من خلفيات و أطر مختلفة...لذلك تحدث ‏ردود الفعل المختلفة من جانب القراء: أما الرضاء التام أو البسيط

أو الاختلاف التام أو البسيط أو ‏العداء أو الدعم الخ..‏فيحدث تفاعل السياقات المختلفة الذي يعقبه تهاوي وتداعي السياقات. ‏‏** هذه محاولة

للربط بين قراءاتي عن الهوية من خلال علم النفس الاجتماعي وبين الواقع الذي ‏نعايشه، انطلاقا من مفهوم تهاوي السياقات.‏‏**مرحب بأي

رأي يضيف أو يخالف وجهة النظر التي صغتها...ففي الأمر متسع لمختلف وجهات ‏النظر.‏

Post: #4
Title: Re: الهوية: تلك الشريحة الجينية الذكية... الخط�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-17-2023, 11:18 AM
Parent: #3

الجانب الخفي والخطير في الهوية الإثنية على وجه الخصوص، أنها تجعل المجموعة المعينة (كما يقول ‏فيرتفوك) ‏ أنها في سبيل
حماية أفرادها، تنسب إلى نفسها (زعما أو افتراضا) أجمل وأنبل وأسمى ‏الصفات،. وفي نفس الوقت تنسب للمجموعات الأخرى
أسوأ وأحط الصفات ‏. ويتم ذلك من خلال بناء ‏حدود افتراضية تفصل بين المجموعة المعينة والمجموعات الأخرى. وهكذا فالهوية
إذن تتضمن جانب ‏واعي، يهدف إلى المحافظة على بقاء المجموعة ويتم ذلك من خلال التراث الثقافي من أغاني ومجموعة ‏الٍسِيَر،
والحكاوي و الروايات التي تدعم وتعضد من هذا الهدف.. وهناك جانب غير واعي، يعمل وفق ‏ميكانيزمات تلقائية، ولكنها قائمة أيضا
على ما وعته الذاكرة ووقر في وجدان ومشاعر كل شخص.‏
فإذا عدنا إلى موضوع تهاوي السياقات الذي يصف ما يحدث من التفاعلات بين الأفراد ذوي الخلفيات ‏والأطر المتنوعة في الوسائط
الاجتماعية نجد أنه يحدث ما يلي:‏
يدخل كل فرد في الواتس أو الفيس بوك وهو مؤطر بخلفيته الهوياتية المعقدة المكونة من المكون ‏الإثني، والثقافي، والسياسي، والديني،
والاجتماعي...وعندما يكتب الكاتب موضوعا ما فإن ذلك ‏الموضوع يخضع للتأويل والتفسير من قبل القراء الذين هم من خلفيات وأطر مختلفة
...لذلك تحدث ‏ردود الأفعال الصامتة من جانب القاريء.وتتفاوت ردود الأافعال من جانب القاريء ما بين الرضا ‏والتأييد بدرجاته المختلفة
أو الاختلاف لدرجة قد تصنف الكاتب في خانة العدو.‏

Post: #5
Title: Re: الهوية: تلك الشريحة الجينية الذكية... الخط�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-17-2023, 11:30 AM
Parent: #4

ظهر مفهوم تداعي/ سقوط السياقات...بمعنى أنه حدث تعدد في تقبل الخطابات والآراء في الكتابات في ‏السوشيال ميديا

لتعدد مشارب واتجاهات وخلفيات القراء أو المتلِّقين( اختلاف السياقات)...قبل انتشار ‏الوسائط الاجتماعية كان الشخص يختار

من يخاطبه من بين المجموعة أو الأسرة التي ينتمي ‏إليها..لذلك الكاتب يتوقع ردود أفعال معروفة ومتوقعة سلفا..ولكن بعد

انتشار الوسائط صار الكون كله ‏قاريء( يعني الحكاية انبشقت، كما شاع هذه الأيام).هذا معنى أو شرح مبسط لتهاوي /سقوط السياقات..‏


Post: #6
Title: Re: الهوية: تلك الشريحة الجينية الذكية... الخط�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-17-2023, 11:45 AM
Parent: #5

الآن والحرب تكاد ينقضي على اندلاعها شهران. من ضمن التطورات الحادثة بدأ يتشكل هناك ‏اصطفاف واستقطاب يتكثف كل يوم ..

وعلى صعيد الوسائط الاجتماعية التي تمثل المرآة لما يحدث ‏في المجتمع بدأ والمشاركون في الوسائط الاجتماعية (من متحدثين وكتاب

وقراء) يكشفون عن ‏اتجاهاتهم وخبايا مواقفهم دون مواربة، ويُظهِرون جليا ما كان محبوس في الصدور.. في السابق كان ‏التعبير عن

الرغبويات السياسية يتم بشكل موارب، ومتخفي ومراوغ، لأسباب كثيرة..خاصة فيما يخص ‏التوجهات الجهوية أو الإثنية ...ولكن الآن

أصبح المشاركون في الوسائط المتعددة في الوسائط مع ( ‏تهاوي السياقات) ‏ يتخففون قليلا قليلا مما كان يثقل كواهلهم وصدورهم ،

وبدأوا يعبرون بحرية أكثر عن ‏توجهاتهم الحقيقية ورغباتهم و أمنياتهم...متجاوزين في أحيان كثيرة بعض التابوهات التي كانت تعتبر ‏في

السابق خطوط حمراء. ‏

السؤال: إلى أي حد يعتبر هذا التطور إيجابي أو سلبي؟