الملاك يصعد من جديد

الملاك يصعد من جديد


04-05-2023, 06:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1680717427&rn=3


Post: #1
Title: الملاك يصعد من جديد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 04-05-2023, 06:57 PM
Parent: #0

06:57 PM April, 05 2023

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر




الملاك يصعد من جديد
من خلف الغيوم يختفي القمر
أرجوك لا تسافر وحيدا
ما زال الوقت مبكرا
لم يذكر أي من أفراد الأسرة الصغار متى جاءت إلينا..و لا من أين ‏أتت..و منذ أن نشأنا وجدناها بيننا في البيت..‏

كانت شاهدة على كل الأحداث و المناسبات التي تمر على العائلة.بل ‏كانت هي المحرك الرئيسي..و هي من يقوم بالإعداد و الترتيب لكل ‏المناسبات.‏

كانت كل تفاصيل حياتنا اليومية هي من يقوم بالإشراف عليها..نظافة ‏غرفتنا و غسيل الملابس و إعداد الطعام..و كل شيء و أي شيء.‏

كان الوالد يجلها إجلالا كبيرا..بالرغم من أنه أحيانا يعاتبانا بلهجة ‏تحمل من العتاب أكثر مما تبديه من لوم:‏

‏-إنتِ الأولاد ديل ما تدلعيهم..‏
و كانت هي تقبل عبارته تلك بابتسامة عابرة و تذهب في شأنها..‏

كنا في الحقيقة نعتمد عليها في كل شيء...حتى أشياءنا الصغيرة..‏

و عندما كبرنا و شببنا عن الطوق كانت بالنسبة لنا كأنها الخالة أو أو ‏الأخت الكبيرة..‏

في المساء كانت تخلد للنوم في تلك الغرفة الصغيرة قرب ‏المطبخ..كانت لديها بنت تصغرني بحوالي خمسة أعوام.. لم نسأل ‏لماذا

لم تدخل أبنتها المدرسة مثلنا..‏
احيانا عندما كانت الأم تدندن بصوت جميل و بموسيقى غريبة و لكنها ‏محببة كان خالي يقول إنها أغنية حبشية ...لم تدخل بنتها المدر
سة ‏مثلنا.....

Post: #2
Title: Re: الملاك يصعد من جديد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 04-05-2023, 07:30 PM
Parent: #1

تلك مقدمة لقصة نفضت عنها الغبار... عسى أن أبث بعضا من الحماس في

نفسي ،، ....وأنا أنفض الغبار عن ركام بعض القصص والمقالات ...التي ربما

تجد طريقها للنشر يوما ما

.الله كريم!

Post: #3
Title: Re: الملاك يصعد من جديد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 04-06-2023, 09:11 AM
Parent: #2


الجزء الأخير
مدت يدا معروقة خالية من مظاهر النعومة والرقة يد طالما أطعمت وسقت و غسلت و رفعت ‏و أنزلت ...‏
انساب المخدر في العروق وتسلل في دبيب بطيء إلى مجاري الدم والعروق.. شعرت هي ‏بذلك الخدر اللذيذ، وبتلك الراحة الوثيرة التي
لم تذقها منذ سنوات. مرت دقائق بطيئة وهو في ‏الخارج ينتظر في قلق مرور تلك الدقائق الثقيلة . وداخل الغرفة ...تم خلال دقائق
اقتطاع ‏تلك الثمرة المحرمة، المحرومة مسبقا من شهادة الوجود في هذه الحياة. طمأنتها ابتسامة ‏الطبيب المنتصرة وهو يشير بأصبعيه ...
ابتسمت ..كانت ملامحها هادئة مستسلمة وقد ‏أحست بانتهاء ذلك القلق الذي أقض مضجعها طيلة الشهور الفائتة. ‏
مرت الدقائق بطيئة وحائرة، وقليلاً قليلاً سرت سكينة باردة وناعمة في أطرافها. سرى خدر ‏السكينة الباردة لبقية أجزاء جسم معلناً
انتهاء سنوات العذاب والمعاناة والقلق...
ثم راحت في سُبات ‏أبدي.‏