صبراً آل الأمين فإن موعدكم الجنة... إن شاء الله

صبراً آل الأمين فإن موعدكم الجنة... إن شاء الله


03-27-2023, 12:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1679918271&rn=2


Post: #1
Title: صبراً آل الأمين فإن موعدكم الجنة... إن شاء الله
Author: Osama Fadl
Date: 03-27-2023, 12:57 PM
Parent: #0

12:57 PM March, 27 2023

سودانيز اون لاين
Osama Fadl-Canada
مكتبتى
رابط مختصر



صبراً آل الأمين فإن موعدكم الجنة.... إن شاء الله
رحل الفارس الخلوق عبدالعظيم عبدالرحيم الأمين. لا أدر كيف أنعيه, فكيف أنعي من تعجز الكلمات عن سرد سيرته الطيبة المليئة بالعطاء... وهل توفي الكلمات الحديث عنه عند الممات؟ ولا أدر من أعزي.. أأعزي نفسي التي كنت أمنيها بالعودة يوماً ما والارتواء من نهر المحبة والأخوة وها أنا أرى هؤلاء يرحلون واحداً تلو الآخر... أأعزي آل الأمين؟ وهل المصاب مصابهم فقط؟ لا والله فالفقد لا فقد أهل ولا عشيرة ولا أصدقاء كثر فالفقد فقد وطن... حين يرحل أمثال عبدالعظيم تهتز أركان الوطن... سنوات من العمر وأعمالك في الخفاء تضاهي أعمال الآخرين في العلن...

جمعتنا الأيام والليالي والمناسبات... يأسرك بهدوئه وابتسامته... كان كالشعاع إذا أطل يملؤو الحضور الفرحة وراحة النفس بقربه وإذا غاب أفتقده الجميع.

هناك في بركات رئاسة مشروع الجزيرة في الطابق العلوي من القسم الجنوبي في مكاتب الرئاسة كان مكتب والدي في خدمة شئون الموظفين. كان يقابلني رجل في كامل أناقته... يمشي في هدوء... كلما قابلته حنى رأسه وحياني بابتسامة أبوية.

سألت والدي " من هذا الرجل الأنيق اللطيف؟"
" هذا عمك محمد عبد الرحيم... الرجل المحترم المهذب."
لا أدر لماذا وصفه والدي هكذا.. فقد كان يصف أقرانه من الموظفين بأوصاف أخرى.... عمك عبد الله الجعلي الرجل الرزين...عمك منصور على الفتين الصديق الودود...
مرت الأيام ثم أدركت من هو العم محمد عبد الرحيم... نعم هو الرجل المحترم المهذب... هو أب أصدقاء الدراسة والجيرة... حسن وجمال وصلاح وأخوات فضليات...

ثم تمر الأيام وانا على عتبات المدرسة المتوسطة يعرفني صديقي وجاري عواض عابدين على أعز أصدقاءه حينها الفاتح عبد الرحيم... شاب وسيم هادئ مولع بحب الوطن والشعر والثورة...

التقينا في عدة مناسبات... في ليلة من الليالي وسط جمع من الأصدقاء جلست بجواره في أدب أسترق السمع لأشعار محجوب شريف ولم أكن أعرف من هو الشاعر محجوب شريف... تخرج الكلمات من بين شفتي صديقي خافتة وهو مبتسم لتقع تلك الكلمات في أذنيك ويبقى صداها لوقت طويل... لا أدر أهو صدى الكلمات والسجع والجرس أم أنه الأداء الشعري المتميز يجعل تلك الكلمات تدوي وتروح ويأتيك صداها.
عندما هاجر صديقي الفاتح هجرته الأولى إلى ليبيا بقيت بيننا الرسائل... حفظت ديوان الشاعر محجوب شريف من رسائل صديقي... كلما جاءتني منه رسالة كان في طياتها قصيدة من الديوان الأحمر الأول للشاعر... وعندما عاد من غربته صديقي الفاتح أهداني النسخة الأصلية للديوان والتي كانت محظورة إبان حقبة دكتاتورية مايو.. اقتناء تلك النسخة كان يعني المغامرة لأنها قد تعني الدخول إلى السجن من أوسع مصراعيه ومصير مجهول في دهاليز أمن النظام... دخل صديقي الفاتح مطار الخرطوم وذلك الديوان في حقيبته، فهو المهووس بمحبة الناس والوطن ولم يكترث لا لمايو ولا لعملائها.
جمعتني به الغربة في بلاد العم سام في غربته الثانية... هاتفته وانا في بوسطن.
" لقد وصلت قبل قليل... انا الآن في "فوكس بورو" ولا أملك المال. سأشرح لك لاحقاً ماذا حدث"
" أعطني عنوانك"
" نعم تفضل ... 7 شارع....."

في مساء ذلك اليوم رن جرس الباب رجل البريد ليسلمني حوالة بريدية بقيمة مائة دولار.... ثم رن بعدها جرس الهاتف.
" لا تتأخر. نحن في انتظارك في فرجينيا.... سجل عندك العنوان... آرلنجتون....."

ثم تمضي سنوات وانا بجواره... مرت كالثواني.. حتى فجعنا برحيله بعد رحلة وصراع مع الألم... رحمة الله عليك صديقي الفاتح عبد الرحيم الأمين... ما زالت كلمات الشاعر محجوب شريف التي سمعتها أول مرة منك وانت تتلوها والكل في صمت ترن في أذني:
أديتني حماس وحواس ويقين
حدثت الناس.. كل واحد قال
أديتو حماس وحواس ويقين
لأنك يابا.. نقابة وغابة
حس ربابة... رطانة كتابة
غنا أطفال.. وديالكتيك
لم أستفق من حزني عليك يا صديقي حتى أتاني ما أفجعني أكثر وزاد من حزني... رحيل الرجل الطيب المعشر... صديقي عبد العظيم عبد الرحيم الأمين..
اليوم يدوي في أذني ما تبقى من الكلمات:
خبرك شالو وجابو الريح
شارع شارع في السودان سندة بسندة سكة تسيح
قطر اترنح في القضبان
وعم حسين في الورشة يصيح
وجات أم أحمد فوقنا تنيح...
عظيم حي عظيم ما مات...

يا أيها الناس... يا أيها الأحباب... قولوا لي ...أجيبوني... من أي طين الأرض هؤلاء القوم.... أأصطفاكم الله دون الناس في هذا الزمان آل الأمين؟؟؟ هل يوجد أمثالكم؟؟؟ وأين؟؟؟ ومن؟؟؟
لا أدر والله ماذا أقول فالمصيبة بفقدك يا صديقي عبد العظيم قد ألجمت لساني.... ولا أقو إلا أن أقول" صبراً جميلاً آل الأمين فإن موعدكم الجنة... إن شاء الله"

















Post: #2
Title: Re: صبراً آل الأمين فإن موعدكم الجنة... إن شاء �
Author: مصطفى نور
Date: 03-28-2023, 09:18 AM
Parent: #1

” اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار”