جدلية "المركز والهامش" تراجع أم صمود؟؟

10:58 AM March, 14 2023 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});في الحقيقة هذا الموضوع عبارة عن مقارنة نظرية بين سرديتين أو مقاربتين ..

نظرية المركز والهامش التي أوجدها مفكرو أمريكا اللاتينية مثل الاقتصادي راؤول بريبيش الذي استخدم مفهومي المركز والأطراف في سياق تحليل العلاقات

الاقتصاديَّة القائمة حينئذٍ ، ثم أضاف اليها اندريه فرانك وسمير أمين وغيرهم..

وبعد مرور عقود من ذلك خرج المفكر الأمريكي ذو الأصول الماركسية بيتر غران بنظرية "صعود الأغنياء" والذي جاءت بعض ترجمات كتابه بعنوان:

"تحالف أصحاب النفوذ" و" صعود أصحاب النفوذ" ....

وقد جاءت هذه المقاربة لتفسير الديناميات الاجتماعية والسياسية بناء على المتغيرات الاقتصادية..

يمكن القول ليأن جدلية أصحاب النفوذ ليست هي من أعادت جدلية المركز والهامش إلى الوراء في التوصيف الاجتماعي بل حتى الأحداث الفعلية ساهمت

كذلك واقعيا في مقاربة تحالف الأغنياء /أصحاب النفوذ. ( وما قصة أردول و جبريل ببعيد)..

استهوت جدلية المركز والهامش بعض مثقفي الهامش في حوالي الثمانيانات...وكما افرزت أمريكا اللاتينيةمن وحي الصراع العديد من النظريات المستندة

على الماركسية(المعدلة) مثل فكرة لاهوت التحرير يوما ما فقد أفرزت كذلك وساهم مفكروها في نظرية "المركز والهامش" الاسم المعدل لنظرية التبعية..

وكان جون قرنق قد اهتدى في سبيل مقارعة الإرث العربي الإسلامي في السودان إلى بلورة أفكاره العسكرية واستراتيجته السياسية استنادا على جدلية

الهامش /المركز..

وتلقف ذلك بعض مثقفوا دارفور، والذين أصلا كانوا يبحثون عن إطار فكري سياسي يخدم شعاراتهم ورهانتهم لمحاربة المركز .. وتعبير المركز يخفي وراءها ظلال شيطنة

براقة ..

في حقيقة الأمر لم تعد جدلية الهامش تصمد أمام النقد الواقعي المعاش لا في السودان ولا حتى في المناطق التي أوجدت هذه المقاربة. علما أن هذه المقاربة

أوجدها أصلاً في بلادها أتون الصراع ضد الرأسمالية ..

فما نراه الآن في الساحة السياسة، حسب اعتقادي هو انزياحا لفكرة الهامش و المركز للوراء . على الأقل سياسيا و اقتصاديا..لصالح مقاربة "تحالف أصحاب النفوذ"مواصلة....

Rise of the Rich

Peter Gran

الترجمة الحرفية للعنوان صعود الأغنياء و لكن المترجمة" سحر توفيق" رأت لأسباب تراها هي رأت

أن يكون العنون" صعود أهل النفوذ"...

تحياتي اخي محمد

صعود اهل النفوذ، يقود اهل الثروات الى مساندة اهل النفوذ، للحفاظ على منافذ ثرواتهم، مما يجعل اهل النفوذ بسط اياديهم بكل الطرق للتمسك بوسائل نفوذهم

تحياتي

سلام الصديق العزيز أبوجهينة
أعتقد ان المترجمة بناء على رأيها وتقديرها الخاص، أو ربما بناء على استشارة متخصصين رأت أن تستخدم في العنوان "أهل النفوذ"

بدلاً من "الأغنياء" وهي الكلمة التي وردت في العنوان في النص الأصلي.
وفي رأي هذا تجاوز ليس هناك له داعي. لأن النفوذ تولدت من تراكم الغنى ورؤوس الأموال...وبالرغم من أن التعبيران متلازمان إلا أن

الغنى أسبق وهو الذي تستند عليه الدراسة.
بالمناسبة: هذه الفكرة استند عليها الباحث الأمريكي المجيد في الشأن السناري"جاي سبولدينق".
والذي رأى أن تراكم رؤساء المال لدى التجار وبتعاضد من رجال الدين حدث التغيير الاجتماعي ومن ثم السياسي خلال فترة العنج (النسخة

الثانية من الحكم السنار). إلا أن كتاب سيولدينق كان سابقا إلا أنه اعتمد في فكرته جزئيا على كتاب سابق لبيترغران..
تحياتي وشكرا على للمرور الكريم

طيلة عهد الإنقاذ كان معظم التنفيذيين والسياسيين الذين تقلدوا مناصب كبيرة في كل مراحل الإنقاذ هم من أهل الهامش..

وحتى أهل الإنقاذ من البدريين الذين تسنموا المناصب القيادية كانوا من أهل الريف/ الهامش..ولكن اجتذبهم المركز و صار هم المركز هو همهم الأول

بالإضافة لمصالحهم الشخصية..

لذلك وكما قال بيتر غران فإن نظرية المركز والهامش لم تعد تقدم التفسير المنطقي للحراكات السياسية والاقتصادية..

بهذه المناسبة قدم بير غران مفهوم أو مقاربة جديدة استمدها من فكرة الصراع الطبقي وهي أن الأغنياء يكونون دائما تحالفا ( لأهل النفوذ) للسيطرة

على السلطة وللحفاظ على مكتسباتهم.. ويقوم هذا التحالف بغض النظر عن القبيلة و الجهة و الجغرافية والقبيلة..

وهذا ما حدث إبان عهد الإنقثاذ..وكما يدلل غران بأن ذلك يصلح كتفسير للتاريخ السياسي في كل بلاد العالم..

سلام أخي
شكرا علي البوست
في كلام في البوست استوقفني ولم
استوعبه
أنا اغلب المناصب التنفيذيه في عهد الانقاذ كان
من ابناء الهامش

الكلام دا عاوز ليه تفسير من جانبك
ممكن تستعين بالكتاب الأسود كمرجع
شكرآ

مرحب الأخ نصرالدين

رغم أن ما ذكرته كان حديثا عابرا أو ليس هو الهدف الرئيسي من الموضوع...ولكن لا بأس..

فيما يتعلق بذكرك للكتاب الأسود أعتقد أن الكتاب الأسود يقصد به فترات زمنية محددة..

ما قصدته في حديثي أن معظم ( أو لنقل كثيرا) القادة السياسيين الذين ظهروا في فترة الانقاذ كانو من أبناء الهامش و الذين أتت بهم إلى المركز السعي نحو إكمال

تعليمهم العالي ..و لكنهم أكملوا تعليمهم وتوظفو واستقروا في المركز.

ليس هذا وقفا على أبناء دارفور ( وهم أكثر من أظهرتهم الجبهة الاسلامية كقادة لاتحادات الطلبة وكقادة نقابيين)،، وليس المقام مقام حصر هنا..

*** حتى الذين اغتربوا ممن غير السياسيين اتخذوا من المركز مستقرا ومقاما ....بالتالي صار منذ عقود المركز يلتهم الهامش...أو أنه كان يكبر على

حساب الهامش...ويمكن القول أنه تكونت بؤر هامشية في المركز (وذلك مما يعمل على إضعاف فكرة المركز والهامش)..

***حتى الحرب الأخيرة كشفت عن أن الهامش يطمح لأن يتخلى عن هامشه ليكون جزء أصيلا من المركز.

مع خالص الود والشكر