Quote: جامعة حديثة مختلطة بالسعودية REUTERS / Visitors look at a model of King Abdullah University of Science and Technology (KAUST) displayed at the opening ceremony of the university in Jeddah September 23, 2009. REUTERS/Susan Baaghil (SAUDI ARABIA EDUCATION 24/9/2009 زوار يتفرجون على مجسم نموذجي للجامعة (رويترز)
افتتحت في المملكة العربية السعودية الأربعاء جامعة حديثة تضم أحدث وأهم التجهيزات التقنية، وتعتبر أول جامعة مختلطة بالمملكة.
وتضم الجامعة التي كلف إنشاؤها 2.5 مليار دولار، أكثر التجهيزات تطورا في العالم مثل حواسيب فائقة السرعة، وخصص لها وقف بقيمة عشرة مليارات دولار بهدف تمويل الأبحاث.
ويتوقع أن يكون حرم "جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية" التي لا تخضع لسيطرة وزارة التعليم، ساحة حرية "تامة" إذ لا تمنع القوانين اختلاط الطالبات مع الطلاب في إطار الدراسة، كما لا تجبرهن على ارتداء العباءة السوداء أو تمنعهن من قيادة السيارات داخل الحرم الجامعي.
وتضم الجامعة إضافة إلى مراكز الأبحاث والحرم الجامعي والمباني الإدارية والأكاديمية، منطقة سكنية تتكون من 3100 وحدة سكنية ما بين بيوت وشقق، ومجموعة من الفيلات المخصصة لأساتذة الجامعة وعددا من العمارات السكنية الخاصة بالموظفين والطلبة، ومنطقة ترفيهية تضم أيضا منطقة تجارية.
وتقع الجامعة -التي تبلغ مساحتها نحو 57 كلم2- قرب قرية ثوال شمال مدينة جدة، وستحتوي على عدد من التخصصات في مجال الدراسات العليا، وهي الطاقة والموارد الطبيعية والبيئية والتقنية الحيوية وعلوم وأبحاث المواد الدقيقة مثل النانو والرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسوب.
وافتتح الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الجامعة بحضور عدد من رؤساء الدول العربية والإسلامية، فضلا عن علماء وباحثين مرموقين.
وفي خطاب بالمناسبة اعتبر الملك عبد الله أن المراكز العلمية التي تحتضن "الجميع" هي الخط الأول للدفاع ضد "هؤلاء المتطرفين". المصدر : وكالات
Post: #2 Title: Re: قصة معركة الاختلاط في جامعة أمدرمان الإسل Author: Yasir Elsharif Date: 02-15-2023, 08:54 PM Parent: #1
Quote:
الإخوان الجمهوريون
الاختلاط و "الجامعة الإسلامية"
الطبعة الأولى صفر 1396 هـ فبراير 1976 م
Post: #3 Title: Re: قصة معركة الاختلاط في جامعة أمدرمان الإسل Author: Yasir Elsharif Date: 02-15-2023, 09:01 PM Parent: #2
Quote: الإهداء
يهدى هذا الكتاب لطلاب وطالبات، "الجامعة الإسلامية"، كما يهدى لأشياخها!! فهو للطلبة يقول: - إن مطالبتكم بالاختلاط مطالبة عادلة، تمليها روح، وحاجة العصر، وتسندها وتحققها، أصول الدين.. ولكن، قبل المطالبة بالاختلاط، عليكم أن تطالبوا بتطبيق هذه الأصول.. ثم عليكم بممارسة العبادة التي باتقانها وحدها، تملكون القدرة، على حسن التصرّف في حرية الاختلاط.. حسن التصرّف في حرية الاختلاط هو ثمن حرية الاختلاط.. وهو للأشياخ يقول: - ان محاولتكم إرجاع عجلة التاريخ الى الوراء، مكتوب عليها الفشل، والخسران.. فلماذا تصرّون على تطبيق أشياء خلّفها الزمن، ولا يرضاها الدين الحق؟؟ ثم انكم فارقتموها، أنتم قبل غيركم؟؟ "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم"؟؟
Post: #4 Title: Re: قصة معركة الاختلاط في جامعة أمدرمان الإسل Author: Yasir Elsharif Date: 02-15-2023, 09:30 PM Parent: #3
Quote:
بسم الله الرحمن الرحيم "وما يستوي الأعمى والبصير، والذين آمنوا وعملوا الصالحات، ولا المسيء!! قليلا ما تتذكرون" صدق الله العظيم
المقدمة:
قصدنا من إصدار هذا الكتاب، أن نتجه به الى المشاركة الفكرية، من أجل حل الأزمة الأخيرة، التي مرت بها الجامعة الإسلامية، حول قضية الاختلاط، المطروحة اليوم أمام الشعب السوداني، راجين لكتابنا هذا، ان يوفق في مهمته، وأن يؤدي دوره كاملا في مواجهة المشكلة بالرأي الثاقب، وبالدراسة الموضوعية الهادفة.. تقوم قضية الاختلاط المتنازع عليها على بعدين اثنين، يتمثلان: بين إصرار الطلبة والطالبات، على التعليم المختلط، أسوة بالجامعات الأخرى، وبالمعاهد العليا في البلاد من جهة، وبين إصرار الجامعة على نبذ الاختلاط، لتعارضه مع الشريعة الاسلامية من الجهة الأخرى.. هذه هي صورة الخلاف الذي استغلق حتى أدى الى قفل الجامعة، ونحن في هذه المقدمة، لا نملك أن نفصّل في الرأي، بقدر ما نحن نتجه الى الاجمال، الذي نرجو أن يجد بيانه وتفصيله في الصفحات المقبلة من هذا السفر، ومن هذا القول الذي نجمله في هذه المقدمة، نستوقف القارئ ليتأمل معنا، للمرة الثانية، كيف جاءت عبارة إهدائنا لهذا الكتاب: - ((يهدى هذا الكتاب لطلاب وطالبات، "الجامعة الإسلامية"، كما يهدى لأشياخها!! فهو للطلبة يقول: - إن مطالبتكم بالاختلاط مطالبة عادلة، تمليها روح، وحاجة العصر، وتسندها وتحققها، أصول الدين.. ولكن، قبل المطالبة بالاختلاط، عليكم أن تطالبوا بتطبيق هذه الأصول.. ثم عليكم بممارسة العبادة التي باتقانها وحدها، تملكون القدرة، على حسن التصرّف في حرية الاختلاط.. حسن التصرّف في حرية الاختلاط هو ثمن حرية الاختلاط.. وهو للأشياخ يقول: - ان محاولتكم إرجاع عجلة التاريخ الى الوراء، مكتوب عليها الفشل، والخسران.. فلماذا تصرّون على تطبيق أشياء خلّفها الزمن، ولا يرضاها الدين الحق؟؟ ثم انكم فارقتموها، أنتم قبل غيركم؟؟ "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم"؟؟)) وهذا يعني أن الاسلام اليوم غائب، ولا وجود له الاّ في المصحف، وان المسلمين ليسوا على شيء من دينهم، الا ما تعلّق منه بالقشور، دون اللباب، وأنه ليس هناك من سبيل، لبعث الاسلام، ولترشيد طاقات الحياة الجديدة في هذا القرن العشرين الاّ إذا أدرك "المسلمون" أن بعث الاسلام لا يجيء عن طريق "الشريعة" التي اعلنت قصورها في مواجهة تطلعات، وطاقات الحياة المعقدة الجديدة، اعلنته بخروج الناس عنها، وبنصولهم عن ضوابطها! وإنما يجيء ببعث "السنّة" المطهرة التي تستطيع، في قدرة وفي كفاءة، استيعاب، وتوجيه طاقات الحياة الجديدة نحو غاياتها العليا، وفي هذا المعنى يحدثنا الاستاذ محمود محمد طه في كتابه: "تطوير شريعة الاحوال الشخصية" الصفحة العاشرة، بقوله: ((السبيل واحد.. لا سبيل غيره.. بعث "لا إله إلا الله" قوية، خلاقة في صدور الرجال، والنساء، كعهدنا بها يوم خرجت من منجمها، في القرن السابع، في الوسط العربي في مكة، وما جاورها.. ونحن، من أجل ذلك، نبشر بهذا البعث.. وندعو إليه، في معنى ما نبشر بتطوير الشريعة الإسلامية، بارتفاعها من النصوص الفرعية إلى النصوص الأصلية.. فأما النصوص الفرعية فهي الآيات المدنية التي اعتبرت صاحبة الوقت في القرن السابع.. واعتبرت من، ثم، ناسخة للآيات المكية.. وأما النصوص الأصلية فهي هذه الآيات المكية التي اعتبرت يومئذ أكبر من قامة المجتمع.. فلم يقم عليها التشريع.. واعتبرت في حقه منسوخة.. وأرجئت إلى أن يجيء وقتها.. وعندنا أن وقتها الآن قد جاء بمجيء هذا المجتمع البشري المعقـد، الذكي، ذي الطاقات العلمية، والفنية، والثقافية والاجتماعية التي لا يمكن أن تقارن بطاقات مجتمع القرن السابع، بحال من الأحوال))..
هذه هي صورة البعث، والتي ليس للإنسانية عنها غنى، ولا مندوحة.. فإذا أراد الطلبة نصرة قضيتهم فليتجهوا بها هذا الاتجاه، وليسلكوا بها هذا السبيل، ليكونوا أهلا لمسئولية الاختلاط، وليقنعوا، بسعة علمهم، وحسن أخلاقهم، وقوة شخصياتهم، معارضي الاختلاط.. إلاّ يفعلوا يهزموا قضيتهم، ويؤخروا عقارب الساعة للوراء.. والأمر أيضا هكذا بالنسبة لإدارة الجامعة واساتذتها، الذين عليهم أن يعلموا ان شططهم في منع الاختلاط لا يجد ما يبرره اليوم، ولا سيما بعد أن اضحت كل ظروف، ومناشط الحياة، تقوم على الاختلاط.. في البص، وفي التاكسي، وفي الدكان، وفي السوق، وفي المستشفي، والى آخر ما يمكن ان يرد تحت هذه القائمة من أوجه المناشط الحيوية في بلادنا.. بل ليس أدل على هذا من موقف الجامعة نفسها، اذ تخطت حدود الشريعة وارتضت لأساتذتها مخاطبة طالباتها، والاختلاط بهن، في قاعات الدراسة، الأمر الذي يعتبر خروجا مؤكدا على الشريعة، كما جاء في الحديث: ((عن ام سلمة رضي الله عنها، أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وميمونة وفي رواية "عائشة" قالت فبينما نحن عنده اقبل ابن ام مكتوم، فاستأذن عليه، وذلك بعد ان امرنا بالحجاب.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إحتجبا منه، فقلنا يا رسول الله: أليس هو أعمى لا يبصرنا، ولا يعرفنا؟؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه؟؟))
وعليه فلا بد للاساتذة ولإدارة الجامعة من التريّث في هذا الأمر، وأن تكون دعوتهم الى تنظيم الاختلاط بدلا من مقاومته، وأن يتجهوا بقضيتهم الى تأمين مخاطره واضراره، في هذه المرحلة من تاريخ جامعتهم، حتى ينشأ سليما ومعافى، من عيوب السلوك، التي أيفت بها كثير من المجتمعات المعاصرة.. ثم إن هناك أمرا هاما، نحب أن نسوقه بين يدي هذه المقدمة.. ذلكم أن هذه الحياة المعقدة، الصاعدة، المتطورة، المختلطة، ليست من صنع الشيطان، وانما هي صنع الله، وحكمته، ليخرج الناس من الظلام الى النور.. وهذا التقرير ان صح – وهو صحيح – يعني بالتحديد الواضح أن الخروج على الشريعة في أمر الاختلاط، وفي غيره من الأمور، قد تم بارادة الله التي لا تخطئ، والتي عندها كل شيء موزون، بقدر مقدور، وبحساب دقيق، وبناء عليه فان الأمر يحتاج الى كثير من التأني، والى كثير من إطالة النظر.. ولهذا السبب، فان اعراف المجتمعات دين، ما لم تتعارض مع مراد الدين.. ومراد الدين كرامة الانسان، وكرامة الانسان سبيلها الحرية، ومن أجل الحرية لا بد من الدخول في القيد.. فمراد الدين اذن ليس في الثوب المسدول، ولا في الباب المقفول، وإنما هو في العفة، التي لا بد لها من ممارسة حرية السفور، وحرية الاختلاط.. وفي هذا الباب يحدثنا الاستاذ محمود محمد طه في كتابه الرسالة الثانية صفحة 131 حديثا رصينا، تحت عنوان: الحجاب ليس أصلا في الاسلام، قائلا: - ((والأصل في الإسلام السفور.. لأن مراد الإسلام العفة.. وهو يريدها عفة تقوم في صدور النساء والرجال، لا عفة مضروبة بالباب المقفول، والثوب المسدول. ولكن ليس إلى هذه العفة الغالية من سبيل إلا عن طريق التربية والتقويم. وهـذه تحتاج إلى فترة انتقال لا تتحقق أثناءها العفة إلا عن طريق الحجاب، وكذلك شُرع الحجاب..))..
ومن ههنا يتضح ان تشريع الحجاب، الذي قامت عليه الشريعة ليس كلمة الدين الأخيرة، وإنما هو تشريع مرحلي، أملاه حكم الوقت، المتمثل في عجز المخاطبين عن القيام بمسئولية السفور.. أما اليوم فان الأمر جد مختلف.. وهو يحتاج الى إعادة نظر في أمر الشريعة، وفي أمر تطويرها الى امام، حتى تستوعب حاجة، وطاقة انسانية هذا الثلث الأخير من القرن العشرين.. وهذا لا يعني بالطبع، وقبل ان يوضع تشريع الأصول المرتقب موضع التنفيذ، ان يترك الأمر على ما هو عليه، وانما المطلوب ان يشرّع في المرحلة، وفي سبيل تأمين نهضة الاختلاط، من القوانين، ما يعين على تنظيمها، وعلى السير الثابت في مراقيها.. هذا هو السبيل، ولا نرى غيره، الاّ الطوفان..
Post: #5 Title: Re: قصة معركة الاختلاط في جامعة أمدرمان الإسل Author: Yasir Elsharif Date: 02-15-2023, 09:45 PM Parent: #4
Quote: خلفية الأحداث
نص قانون الجامعة الإسلامية لسنة 1967 على قيام كلية خاصة بالبنات، ثم جرى على ذلك العمل حتى كان عام 1969م. وفي هذا العام 1969م تم تحويل "الجامعة الإسلامية" الى "كلية للدراسات العربية والاسلامية"، وفي هذا الوضع الجديد زالت كلية البنات، ووحدت المناهج لأقسام الطلبة والطالبات، ولكن، مع ذلك، فقد ظلت قاعات المحاضرات غير موحدة، بقصد منع الاختلاط، وكذلك الحال في المكتبة، مما جعل تكلفة نفقات الجامعة تكاد تكون مضاعفة، نتيجة لهذا الفصل بين الجنسين.. وقد طالب الطلبة والطالبات في "الجامعة الإسلامية" بتنفيذ مبدأ الاختلاط في الدراسة مطالبات متصلة، ومتعددة، أسوة بزملائهم طلبة وطالبات الجامعات، والمعاهد العليا، في البلاد.. واضافوا في سبيل تأييد حجتهم الظروف الاقتصادية التي تأثرت بها جامعتهم، والبلاد عامة.. وذلك من جرّاء تكرار المحاضرات التي تُلقى لكل جنس على حدة، وفي حجرات منفصلة.. كما طالبوا بتوفير الوقت الكافي للحصول على المراجع في المكتبة من غير ان يكونوا في رهبة، او استعجال.. وفي سبيل دعم وتأييد هذا المطلب، صعّدت الطالبات المشكلة الى مستوى "الإضراب" عن الطعام لمدة يومين.. وفي يوم 7 يناير 1976 أعلن اتحاد الطلاب بالجامعة الاسلامية، تأييده لموقف الطالبات.. كما أعلن أيضا عن عزم الطلبة والطالبات على فرض الاختلاط.. وقد نفذوه بالفعل، حيث دخلوا سويا الى قاعات المحاضرات، والمكتبة..
وفي هذا الأثناء جرت محاولات عديدة، من أجل إثناء الطلبة عن موقفهم، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل، وتأزم الموقف أكثر!! الى أن أصدر مدير الجامعة أمره بتعطيل الدراسة ابتداء من يوم 15 يناير سنة 1976، والى أجل يحدد فيما بعد.. ومن يومها، دخلت المشكلة على كل المجتمعات، حتى البيوت، فوجدت هنا تأييدا، ووجدت هناك معارضة، ولكن كان طابع التأييد للطلبة أكثر قوة، من جانب المعارضة لهم.. ثم كان الحال هكذا في مجلس الشعب، فقد استمعنا لتأييد قضية الاختلاط كما استمعنا لمعارضتها، وكان ايضا طابع التأييد قويا وواعيا، ونخص بالذكر ما ذهب اليه الدكتور منصور خالد وزير التربية، من شجاعة في الرأي، وقوة في البيان.. هذا هو الموقف الواضح حتى الآن، فلننتظر ما سيكون عليه الأمر غدا!!
Post: #6 Title: Re: قصة معركة الاختلاط في جامعة أمدرمان الإسل Author: صديق مهدى على Date: 02-15-2023, 11:15 PM Parent: #5
سلام ود الشرين تاريك عجيز ياخ دا زمن الشباب زمن تحرر العقول واتخاذ القرار دون الرجوع الى المهوسين ولا ارتداء الهدوم البالية ولا الرجوع الى سنين اكل عليها الدهر وشرب عليكم الله اعطوا الشباب فرصة بضاعتكم هذه ياود الشريف احتفظوا بها الى انفسكم والى ضعوها في المتاحف
Post: #7 Title: Re: قصة معركة الاختلاط في جامعة أمدرمان الإسل Author: Yasir Elsharif Date: 02-15-2023, 11:27 PM Parent: #6
Quote: بيان المدير
وبيان السيد مدير الجامعة الإسلامية، في هذه المناسبة يحتاج منا الى مراجعة، والى تصحيح لبعض اتجاهاته، حتى لا تضيع الحقيقة بينه وبين ابنائه الطلبة، وهم يتجاذبون أطراف الأمر فيما بينهم.. يضاف ايضا لبيان المدير بيان سبق أن اصدره المشرف على اقسام البنات بالجامعة منذ نحو خمسة أشهر، وهو في تقديرنا من الأسباب التي شجعت على سوء التفاهم، وسوء الظن، القائمين اليوم، واللذين ساقا الى هذا الموقف المتدهور بين الطلبة والإدارة..
ونحن من جانبنا، نود أن نسهم بنصيب متواضع، في مهمة المراجعة هذه، حتى نعين على تدارك الموقف، وتصحيح الأمر، أمام الشعب، حتى لا تلتبس أمام ناظره تناقضات القضية، فيحكم فيها على غير بينة... ومن أبرز المسائل الهامة التي تحتاج التصحيح والمراجعة، أن بيان السيد المدير لم يواجه القضية المطروحة أمامه، كقضية انسانية وتربوية، تحتاج، أول ما تحتاج، الى الفكرة المقنعة، والمكاشفة الموضوعية.. أكثر من ذلك، أن البيان لم يناقش الحقائق، ولم يعر أمر توصيل المعلومات الوافية للشعب كبير اهتمام، الى الحد الذي جعل قيمة البيان، من هذه الناحية، قليلة الجدوى، ان لم نقل عديمة الجدوى، إن لم نقل مضللة.. هذا بالاضافة الى أن الخطاب قد عانى كثيرا من آثار رد الفعل، الى أن تجاوز ما يقتضيه المقام من مراعاة الظروف الحساسة التي تحيط بالموقف، والتي تتطلّب دقة وحذرا في اختيار الكلمات المناسبة، حتى لا يفلت زمام المقال، فيقع ما لا تحمد عقباه.. وقد حصل..
ان اتجاه البيان الى اثارة الغبار حول قضية الاختلاط، والخروج بها من مستوى الرأي الى ما دونه بكثير، انما يشكل ظاهرة غريبة على اوساطنا السودانية، وعلى تربيتنا الاسلامية.. ان مدير الجامعة قد كان في سعة من أمره، ان يتمسّك، وان يدافع عما يرى أنه الحق، اما النزوع لهضم الحقائق، والإتجاه بها الى الخدش والتجريح، فأمر منكر عندنا، أشد النكر.. وحرصا منّا على دقة التعبير، ودقة التخريج، سننقل للقارئ نصوصا محدودة من ذلك البيان العجيب، ثم نسلّط عليها الضوء، بما يعين ويفيد القارئ، على التصوّر الصحيح والمطلوب لهذه القضية. ومما جاء في بيان المدير قولهم ((إدراكا لدور المرأة في بناء المجتمع وإيمانا بضرورة المشاركة الواعية في العمل والإنتاج والإبداع، أنشأنا عام 1967 كلية اسلامية للبنات.. الخ)) قاله هكذا، ومن غير أن يشير، من قريب أو من بعيد، الى أن كلية البنات التي يتحدث عنها، قد ذهبت في عداد الأموات.. ذهبت منذ أن رُدت "الجامعة الإسلامية" الى "كلية للدراسات العربية والاسلامية" في عام 1969م. كما انه لم يقم لها وجود بعد ذلك في نصوص قانون الجامعة الجديد الصادر في نوفمبر سنة 1975، والذي حدد تكوينها في كليات ثلاث (1) كلية الدراسات الاسلامية (2) كلية الآداب (3) كلية الدراسات الاجتماعية..
ثم إن بيان السيد المدير لم يقف عند حد هذا الايهام الذي بدأ بالفقرة السابقة، وإنما تعداه لمنطقة أكثر ايهاما وذلك حيث يقول: ((وقد جاء القانون الجديد للجامعة، يدعم هذا الاتجاه، ويؤكد ضرورة العمل لبناء الذات السودانية وصياغتها)).. فماذا يعني هذا غير عدم الشجاعة في مواجهة الأمر الواقع؟! ان المدير اراد ان يقول للناس أن هناك كلية للبنات قائمة اليوم!! في الوقت الذي يعلم فيه هو، قبل غيره، انه لا وجود لكلية البنات، لا في واقع الحال بالجامعة اليوم، ولا في قانونها الذي بين أيدينا، والذي نصّص، وكما سبقت الإشارة، على قيام كليات ثلاث، ليس من بينها كلية للبنات!! قد يقول قائل: ان بيان المدير لم يقصد بعبارة "يدعم هذا الاتجاه" من الفقرة السابقة، اتجاه كلية للبنات، كما ذهبنا في تفسيره، وإنما يقصد اتجاها آخر، ولكنّا لا نذهب مع مثل هذا الظن بعيدا، أكثر من نسلط الضوء على فقرة أخرى قادمة من ذلك البيان، تؤيد ما ذهبنا اليه في تخريجنا آنف الذكر، وهي قول البيان: ((ارتفع صوت البعض بإلغاء كلية البنات، ويدعو بشكل سافر الى الاختلاط داخل الحرم الجامعي)) فماذا تفهم انت، وماذا يفهم القارئ من عبارة: ((ارتفع صوت البعض بإلغاء كلية البنات))، غير ما ذهبنا الى ملاحظته من اتجاه البيان الى محاولة حجب الحقائق، وتمويهها؟؟
ان أمانة الثقافة، وأمانة المسئولية، يقضيان، بأن يطرح الموضوع على ما هو عليه، والا يتجه به هذا الإتجاه الذي سلكه البيان، والذي، ان دلّ على شيء، فانما يدل على العجز الفكرى، عن مواجهة الحقائق، كما هي في واقع الحال.. وليس ادل على هذا التقصير من عبارة البيان التي تقول: ((لقد كنا نقول دائما ان انشاء كلية للبنات، ليس شيئا جديدا، بل هو نشاط يعبر عن حقائق حضارية، واجتماعية، لم يستطع التغيير في النظم الاجتماعية والتكنولوجية أن يطمس معالمها، ولا زال اعداد قسم من طالبات العلم اعدادا خاصا أمرا ضروريا للعمل على التكامل الأسري والاجتماعي، أدرك ذلك المهتمون بالعلم وبقضايا المرأة في المجتمعات المعاصرة، فعملوا على إنشاء كلية للبنات في البلاد العربية والاوربية وغيرها)).
هل تدرون ماذا قصد بيان "مدير الجامعة الإسلامية" بهذه العبارات؟؟ أترونه قصد أن يسير بنا في طريق العمى، الذي سار عليه، حتى أصبح طابعا مميزا له، أم أنه أراد ان نظن انه يتحدث عمّا في نيته من انشاء كلية خاصة للبنات؟؟ اولا قيام كلية متخصصة للبنات، في الاقتصاد المنزلي، وصحة الطفل، أو ما يماثلهما، لا تحتاج الى دفاع، أو تبرير.. ولن نجد أحدا من الطلبة، أو من الشعب، يعارض قيامها، بعد أن تستوفي كتابها، وذلك لأهميتها فيما تنشأ من أجله.. وثانيا لأنها ليست بديلا عن الكليات الثلاث القائمة.. وثالثا لأنها ليست مشمولة في قضية الاختلاط القائمة كما سيكون التقديم لها، والقبول فيها، قاصرا أصلا على البنات!!
هذا وجه من وجهين سار عليهما بيان مدير الجامعة الإسلامية، وهو في الوجه الذي فرغنا منه، وعلى علاته، أكثر معقولية من الوجه الذي نستقبله الآن.. وهو وجه جد غريب، كما سبقت الاشارة، على دين الشعب، وعلى تربية الشعب.. ولولا أننا نقصد أن نشدّد النكير عليه، حتى لا يقع فريسة لعبارات اللمز، والخدش، لما اشتغلنا به، ولكن لا بد مما ليس منه بد...
اقرأوا اذن، وتأملوا، هذه الفقرة الصارخة: ((ارتفع صوت البعض بإلغاء كلية البنات، ويدعو بشكل سافر الى الاختلاط داخل الحرم الجامعي، وأدرك الاساتذة والمسئولون دوافع تلك الدعوة ومراميها)) فماذا يعني المدير بعبارة "أدرك الاساتذة والمسئولون دوافع تلك الدعوة ومراميها"؟؟ وهل لم يسعفه رأى يواجه به دعوة الداعين من طلبته وطالباته للاختلاط الاّ بمثل هذا القول الذي لا يليق بمنصبه، ولا بمستوى طلبته الذين يعترض عليهم؟! ان هذه العبارة تتحدث عن نفسها ولا تحتاج منّا لمزيد من القول، أو مزيد من الشرح، ولا حتى مزيد من النقد! فان الأمر فيها جلي، والخسارة بها فادحة!!
أكثر من ذلك، اقرأوا ثالثة الأثافي من قول هذا البيان الغريب: ((وقع البعض من الطلاب والطالبات تحت تأثير هذه الدعوة، فنادوا كغيرهم بالاختلاط، وأصرّ جمع من البنات على فتح الباب، حتى لغير أولياء امورهن، لزيارتهن، في أماكن دراستهن، المجاورة لداخلياتهن، ورفضن ان يقبلن قصر الزيارة على أولياء الأمور والأقارب))!! ماذا نقول أيضا في هذه الحالقة، وهل هي الأخرى تحتاج منّا الى تعليق؟؟ ألم نقل لكم أن المصيبة كبيرة، والخسارة فادحة!!؟ ان هذه الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها بيان مدير "الجامعة الإسلامية" لا بد من تلافيها، والاعتذار عما تبادر، وتتبادر من الفاظها، الى ذهن السامع، حتى نحفظ لهذه القضية المتصلة بالدين، وبالعرض، وباخلاق الشعب، وقارها وقدسيتها، والاّ نسمح، بأي حال من الأحوال، بالنزول بها الى هذا المستوى الذي هبطت اليه.. ان اغماض العيون، والتجاوز عن نقد مثل هذا البيان، سيفتح الباب الى كثير من المشاكل، التي قد تتداعى بالطلبة والطالبات الى عدم احترام الدين، في أول الأمر، ثم الخروج عليه لالتماس الهدى عند سواه، في آخر الأمر.. ((إلا تفعلوه، تكن فتنة في الأرض، وفساد كبير))..
Post: #8 Title: Re: قصة معركة الاختلاط في جامعة أمدرمان الإسل Author: Yasir Elsharif Date: 02-16-2023, 07:51 AM Parent: #7
Quote: بيان المشرف
نلاحظ على بيان المشرف على اقسام البنات بالجامعة، وقد كان الشيخ الامين داؤد، ان الروح التي أملته، هي نفسها التي كانت سائدة، ومسيطرة على بيان المدير.. وهي روح ان لم نقل في وصفها أنها عدائية، تنكرية، نقل، في غير افتئات عليها، أنها تهجمية، وغير تربوية.. وذلك ما كان يجب أن تربأ عنه أى مؤسسة تعليمية، دع عنك مؤسسة تدّعى انها اسلامية.. ونحن في قولنا هذا لا نقصد الى اتهام "الجامعة الإسلامية" ولا الى التشهير بها، وانما نقصد الى تصحيح هذه الصورة الشائهة المعلنة على الملأ!!
تعالوا نقرأ الآن جميعا، ماذا قال السيد المشرف على اقسام البنات "بالجامعة الاسلامية"! قال ((نداء الى فتياتنا طالبات الجامعة الإسلامية وأولياء امورهن: لوحظ ان بعض طالبات "جامعة أم درمان الاسلامية" يرتدين ملابس لا تتناسب وتعاليمنا الاسلامية، وتقاليدنا السودانية، مما يلفت الأنظار ويحرّك مواطن الإثارة، لهذا فإننا نهيب بفتياتنا أن يرتدين الملابس المحتشمة، التي تتفق والأخلاق الكريمة، والتي تعطي صورة حسنة للتربية الاسلامية الفاضلة والبيئة الطيبة)).. هذا النداء الغريب ايضا يتحدث عن نفسه، لا سيما إذا علمنا أنه نشر في جريدة الصحافة الصادرة في 30/7/1975.. فهل يخطئ من يقول في وصفه أنه انطلق، وفي غير تحفظ، من وجهة نظر متشككة، ومرتابة، في أمر الطالبات؟! ثم هل يخطئ ايضا، من يظن، أو يحسب، انه قد كان لهذا البيان وأمثاله أسوأ العواقب في العلاقة المتدهورة بين الطلبة وادارة الجامعة؟! اللهم لا!! لماذا؟؟ لأنه لم يراع اللياقة الاجتماعية المطلوبة في مثل هذه الظروف.. أليس من حق الطالبات ان يطمعن في معاملة أحسن من هذه، تراعى فيها مشاعرهن، ثم يجدن فيها ايضا ما يتطلبه الموقف من الاهتمام، والاعتبار اللائق، في المخاطبة!؟
ان المشرف على اقسام البنات، كان عليه، وذلك أمر مفروغ منه بالضرورة، ان يدعو طالباته بالتي هي أحسن، وفي سترة، واحترام، بدل هذا النشر المعلن، وكشف الحال، على صفحات الصحف السيارة، لأولياء الأمور، ولغير أولياء الأمور.. ونحن بدورنا نتساءل: هل لم يكن ممكنا للمشرف أن يجتمع بطالباته، وينقل اليهن ما بدا له من امرهن؟؟ ثم يستمع اليهن في الرد لما سمعن منه؟؟ ان هذا كان ممكنا.. كما كان ممكنا أيضا ان يرسل لأولياء امورهن، للاجتماع به، والتباحث معه حول هذا الموضوع الهام.. أكثر من ذلك، كان يمكن ان يحول نداءه هذا لأولياء الأمور عن طريق البريد..
ان الذي جرى من المشرف في هذا الأمر، كان دون مسئوليته بكثير، (اذ اشتمل على تشهير، وتهاون واضح) عن حماية الأعراض، ما كان ينبغي ان يصدر من سودانى، أو من مسلم، مهما كانت وضعيته من الاسلام، دع عنك ان يصدر من مسئول في مثل هذا المنصب الذي انيطت به مهمة الاشراف على اقسام البنات!! ان هذا المستوى من المعاملة، هو المسئول عن أزمة "الجامعة الإسلامية" الحاضرة..
Post: #9 Title: Re: قصة معركة الاختلاط في جامعة أمدرمان الإسل Author: Yasir Elsharif Date: 02-16-2023, 08:10 AM Parent: #8
Quote: تناقضات الشريعة وواقع الحياة
ان أمر الخروج على الشريعة، الذي سلفت الاشارة اليه، في مقدمة هذا الكتاب، أصبح، من فرط التناقض الحاد بين حاجة الناس المتزايدة والمتجددة، وحدود الشريعة، سمة من سمات هذا العصر، الذي تطورت فيه الحياة تطورا ليس له نظير، او شبيه، في تاريخ الحياة على هذا الكوكب مما يعد طفرة هائلة في عمر الانسانية، تستوجب تشريعا جديدا، يستوعب حاجتها الجديدة.. ولما كانت حاجتها الجديدة على النحو الذي وصفنا، فقد أصبح من الضرورة بمكان النظر في تطوير بعض صور الشريعة الحاضرة، لا سيما ما تعلّق منها بالمعاملات، وبهذا وحده نحفظ للاسلام مكانته، وللانسانية أمنها، وحريتها، حيث أنه لا سبيل لتحقيق الأمن والحرية والسلام الا بالإسلام.. كما إنه ليس للاسلام من فرصة ليلعب هذا الدور، الا إذا نظرنا في أمر تطوير تشريعه للقرن السابع، بما يفي بهذا الغرض، وبما يناسب حاجة القرن العشرين.. ويكفي في هذا المقام أن نشير لما ورد في المقدمة في هذا الصدد.
وعليه، فان خروج الناس على بعض صور الشريعة، ولاسيما ما اتصل منها بالمعاملات في هذا الوقت، يجد تبريره في هذه الظروف الجديدة، والتي لم يفلت من قبضتها أحد.. وعليه فان مطالبة الطلبة بالاختلاط ليست بدعا من الأمر، وانما هي مظهر الحياة السائد اليوم، والذي لا يقوى في الرد عليه منطق ادراة "الجامعة الإسلامية"، التي هي نفسها بسبيل من هذه المخالفات، والى ما هو أكبر منها.. وسنحاول فيما يلي إعطاء نماذج لهذه المخالفات التي تتورط فيها "الجامعة الإسلامية" والتي لا نبغي من وراء اثارتها أكثر من نشر واشاعة الوعي الديني الصحيح بين أفراد الشعب، لاسيما المسئولين من أبنائه، حتى تتضح الرؤية فيثبتوا مواضع اقدامهم..
(1) الاختلاط
فرغنا قبل الآن من تقرير حقيقة منع الاختلاط في الشريعة، ولكنا نعود الآن لنتساءل مع ادارة "جامعة أم درمان الاسلامية"، ومع اساتذتها، حتى نتبين من أين كان لهم الحق في الاختلاط الذي مارسوه في حجرات الدراسة، جهارا نهارا مع الطالبات؟! الجواب، أنهم لا يملكون دفاعا عن أنفسهم، الا ما ذهب اليه بعضهم من دعوى الاضطرار للتعليم!! وتلك دعوى باطلة لا تقوم على اساس.. لماذا؟؟ لأن التعليم المسموح به، بين الرجل والمرأة، هو ما لا تصح العبادة الا به، وحتى في هذا الحد، فلا بد أن يكون من وراء حجاب!! أما ما درجوا عليه من تعليم في كليات "جامعة أم درمان الاسلامية" مثل: الدراسات الاسلامية، والدراسات الاجتماعية والآداب، فذلك أمر لا تحتاجه العبادة، ولا تمليه الضرورة، وكما لا يجد القائمون عليه من المسئولين، كما سبقت الاشارة، أدنى الأعذار في اختلاط الرجال بالنساء على هذا النحو، ولمثل هذا العلم الذي لا تعتبره الشريعة على النساء فرض عين، وانما هو نافلة..
كان يمكن الإكتفاء بهذا البيان الشرعي عن أمر الاختلاط، لوضوح الأمر في الشريعة.. ولكن من أجل أن تكون حجتنا هذه مقبولة عند الجميع، وغير قابلة للدفع، نستشهد عليها بما يؤيدها من قوله تعالى: ((وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب، ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن)).. وقوله تعالى ايضا في حق النساء ((وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)).. هذا ونضيف هنا زيادة في الايضاح ما سبق أن أوردناه في المقدمة من ((حديث ام سلمة رضي الله عنها، أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وميمونة وفي رواية "عائشة" قالت فبينما نحن عنده اقبل ابن ام مكتوم، فاستأذن عليه، وذلك بعد ان امرنا بالحجاب.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتجبا منه، فقلنا يا رسول الله: أليس هو أعمى لا يبصرنا، ولا يعرفنا؟؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفعمياوان انتما، ألستما تبصرانه؟؟)) او كما قال.. فهل بعد هذا البيان الوافي حجة لمحتج يبرر بها أمر اختلاطه بالنساء، وهو يزعم الغيرة على الشريعة؟؟ اللهم إلاّ أن يكون ممن يدعون لتطوير الشريعة على هدى أصول القرآن، وليس لهذا غير الجمهوريين، أبناء الاستاذ محمود محمد طه، حيث الأمر عندهم حاضر، في الفهم، وفي المؤلفات العديدة، التي أوسعت الأمر شرحا وتبيانا، والتي ينتظرون لها، بفضل الله، ثم بفضل مثابرتهم في حملها، ونشرها، الاستجابة الكاملة التي لا يحدها حد، ولا يعوّقها معوّق، حتى تشرق كل جوانب الأرض بالنور الباهر الذي يملؤها عدلا ورحمة، بعد أن ملئت جورا وظلما.. والله المستعان، وعليه وحده التكلان!!
(2) الخلوة بالأجنبية!
جاء في الأخبار النى نشرها طلبة "جامعة أم درمان الاسلامية" بجريدة الأيام عدد 18 يناير 1976م، وعلى إثر أزمة الاختلاط المتفاقمة بينهم وبين ادارة الجامعة، ما هو أشد خطرا، وأكثر خروجا على الشريعة، من الاختلاط.. ذلكم هو أمر الخلوة بالأجنبية!! فقد جاء في بيان الطلبة المشار اليه أن هناك شعبة من شعب الدراسة الجامعية، ليس فيها إلاّ طالبة واحدة.. يدخل عليها المحاضر، ويلقي عليها محاضرته، وليس معهما ثالث!! فما رأي "الجامعة الإسلامية" في هذا؟؟ وهل هي الضرورة أيضا؟! ان كل تبرير تذهب فيه إدارة الجامعة الإسلامية للدفاع عن نفسها في هذا الأمر أيضا، يذهب هباء، لأن منع الخلوة بالأجنبية أمر موكّد في الشريعة أشد التوكيد، وليس هناك فرصة على الإطلاق يمكن أن يذهب فيها مدافع عن "جامعة أم درمان الاسلامية" لتبرير هذا الخطأ الفادح، الكبير!! اذن فلماذا التباكي على الشريعة حينما ينادي الطلبة بالاختلاط؟!
(3) امرأة عضوة في مجلس جامعة أم درمان الاسلامية
ومن المخالفات الكبيرة ايضا للشريعة الاسلامية، والتي لا يدافع عنها الاّ مكابر أو مغرض: اختيار امرأة عضوة مجلس ادارة "جامعة أم درمان الاسلامية" وهو المجلس المسئول عن الرعاية والولاية "للجامعة الاسلامية".. ذلك أن الشريعة الاسلامية، وكما مرّ بنا قبل قليل، لا تسمح باختلاط الرجال بالنساء، أو باختلاط النساء بالرجال، وعليه، كيف جاز للقائمين على أمر هذه الجامعة اختيار او قبول اختيار امرأة لتكون عضوة مختلطة بالرجال أثناء انعقاد مجلس الإدارة؟؟ ثم كيف استقام لهم في الشريعة أن يحكِّموا المرأة في مصائر الرجال، أو، على نحو ما يجري عليه عمل المجلس، في الولاية على كل العاملين والطلاب بالجامعة؟! ألم يسمعوا قول المعصوم: ((لا يفلح قوم ولّوا أمرهم إمرأة..))؟؟ ان هذه المخالفات الكبيرة، من فرط ما ألف الناس المفارقات، والخروج على الشريعة، اصبحت تقع في عفوية، ومن غير ان يلتفتوا، أو يشعروا، بأنهم مفارقون، شأنهم في ذلك شأن كل غافل، ذهل عن حدود الشريعة، فتعداها الى مجاراة الحياة من غير فكر أو دين..
Post: #10 Title: Re: قصة معركة الاختلاط في جامعة أمدرمان الإسل Author: Yasir Elsharif Date: 02-16-2023, 09:00 AM Parent: #9
Quote: الاختلاط والسفور بين أصول الإسلام وفروعه
نواصل حديثنا في هذا الباب ايضا عن الاختلاط والسفور.. ونود أن نضيف الآن، أن خروج المرأة الكائن اليوم، قد وقع كنتيجة طبيعية لتطوّر الحياة عامة، وتطوّر حياة المرأة خاصة.. وليس من الممكن، كما أنه ليس من مطلوب الحكمة، أن نعيد المرأة الى ما كانت عليه من التخلّف قبل مئات السنين.. ولكن من الممكن، ومن الحكمة، أن نسعى في تهذيب، وضبط، الاختلاط بالتربية الاسلامية، أولا، وبالقانون الدستوري (الاسلامي) ثانيا..
ونقرّر الآن، في وضوح تام، وفي غير مواربة، أو التواء، أن ظاهرة الاختلاط في السودان، وفي غيره من المجتمعات، ظاهرة صحة، مهما قيل عن عيوبها الطارئة.. ذلك أن الأصل في الحياة المجتمع المختلط رجاله بنسائه، وليس المجتمع المنعزل رجاله عن نسائه.. وجاء الاسلام، في مستوى أصوله، ليقرر هذه الحقيقة.. فيقيم المجتمع المختلط بين الرجال والنساء.. ثم هو مجتمع سليم من عيوب السلوك التي ايفت بها المجتمعات المختلطة الحاضرة، وذلك، بفضل الله، ثم بفضل التنظيم الاسلامي الرشيد، الذي يوفق بين حاجة الجماعة الى العدالة، وحاجة الفرد الى الحرية، ثم هو يفضي، بعد ذلك، بالأفراد الى تحقيق كمالاتهم الفردية، بوسيلة المنهاج النبوي في العبادة وفي المعاملة.. قال تعالى: ((قل ان كنتم تحبون الله، فاتبعوني، يحببكم الله)) هذا هو السبيل، وهو سبيل مُؤمَّن، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. وعن هذا المستوى من السلوك يحدثنا الاستاذ محمود محمد طه في كتابه "الرسالة الثانية من الاسلام" وتحت عنوان "الحجاب ليس أصلا في الإسلام" فيقول: ((والأصل في الإسلام السفور.. لأن مراد الإسلام العفة.. وهو يريدها عفة تقوم في صدور النساء والرجال، لا عفة مضروبة بالباب المقفول، والثوب المسدول. ولكن ليس إلى هذه العفة الغالية من سبيل إلا عن طريق التربية والتقويم. وهـذه تحتاج إلى فترة انتقال لا تتحقق أثناءها العفة إلا عن طريق الحجاب وكذلك شُرِّع الحجاب)) ثم يواصل حديثه عن حكمة الحجاب فيقول: ((اقرأ في حكمة الحجاب قوله تعالى "واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم، فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت، حتى يتوفاهن الموت، أو يجعل الله لهن سبيلا." إذا توفرت الأدلة على اعوجاج سلوكها بما لا يرقى إلى الحد تصادر حريتها بحرمانها من حقها في حرية السفور، وتُحبس في المنزل ((حتى يتوفاهن الموت)) إن لم يبدُ من إحداهن أنها قد انتفعت بالعقوبة، وأنها استقامت، مما يجعلها مرجوة لحسن التصرف في السفور.
فالحجاب عقوبة حكيمة على سوء التصرف في حرية السفور. هـذا في الأصل الإسلامي. ولكنه، في التشريع الحاضر، يمثل مصادرة مستمرة لحرية السفور، لأن الشارع أراد به إلى سد الذريعة، حماية للقصَّر من مسئولية باهظة، وثقيلة، لا ينهض بها المؤمنون، وإنما ينهض بها المسلمون، وما لهؤلاء شُرِّع)) ثم نضيف الى ما جاء في كتاب "الرسالة الثانية من الاسلام" ما ورد عن السفور والاختلاط في كتابنا "قل هذه سبيلى" الذي يقول فيه الاستاذ محمود محمد طه: ((ليس السفور غاية في ذاته، وانما الغاية الحرية، وهي حق طبيعي مقدس للرجال والنساء على السواء.. وللحرية ثمن وهو حسن التصرف فيها، وتحمل المسئولية عنها، ولن تشب الانسانية من الطفولة الحاضرة الى الرجولة المرتقبة، الا بتحمل تبعات حرية التصرف.. ولَلمرأة السافرة الحسنة التصرف في الحرية الواسعة التي لديها، أفضل وأكمل من المرأة المحجبة، الحسنة التصرف في الحرية الضيقة التي لديها.. فينبغي ان يعين الرجال، ازواجا، وآباء وإخوانا، النساء على اكتساب أكبر قسط ممكن من الحرية، على ان يحسنّ التصرف الفردي والجماعي في تلك الحرية المكتسبة.. ولكن اين الغيرة، وهل يجب ان تزول؟؟ كلا!! ان الغيرة ما ينبغى ان تزول، فانه ما من امة نزعت الغيرة من صدور رجالها إلا نزعت الصيانة من حجور نسائها، ولكن يجب ألا يكون مصدر الغيرة الخوف، وسوء الظن، والحرص على استغلال المرأة باعتبارها ملكا خاصا بالرجل، وانما يكون مصدر الغيرة لدى الرجل، حرصه العام على مكارم الاخلاق بالعفة والصون، لدى جميع النساء، حيث وجدن، وهو يجب أن يحمل زوجه على العفة، لا بالزجر، والسدود، والقيود، وانما بان يعفّ هو بسيرته وسريرته، فإن المعصوم يقول: "عفّوا تعف نساؤكم".. وإن أصدق القائلين يقول: "والطيبات للطيبين".. فليكن الرجل طيبا تكن المرأة طيبة، وهذه هي الغيرة الكريمة..)) هذا في اجمال متابعة لما كان من رأينا حول قضية الاختلاط والحجاب، والذي نحب لأساتذة "الجامعة الإسلامية" وطلابها أن يتبينوه، وأن يعطوه من افكارهم ما يستحقه من العناية والاهتمام..
Post: #11 Title: Re: قصة معركة الاختلاط في جامعة أمدرمان الإسل Author: Yasir Elsharif Date: 02-16-2023, 09:24 AM Parent: #10
Quote: خاتمة
اما بعد، فان الاختلاط، بصوره الراهنة، مشوب بكثير من المثالب والعيوب.. ومع هذا فإن الاختلاط ليس رجسا من عمل الشيطان، كما يتوهم الذين لا يعقلون، وانما هو إرادة الله التي حفزت الحياة في شتى صورها، وفي جميع مدارجها.. في ارتفاعها، وفي انخفاضها.. وفي كلتا الحالتين فإن الحياة سائرة الى كنف الله الرحيم.. ومعلوم أن الله أراد أمورا لم يرضها، وعلى الناس ان يُنموا ما يُرضي الله من جملة ما أراد الله.. وهذه تعني تنمية جانب الخير من الإرادة، وهزم جانب الشر منها.. إذن المطلوب اليوم هو تنقية الاختلاط مما علق به من أوضار التبذُّل، ومن أسباب الانحلال، ومن آفات السلوك.. وهذا ليس بالأمر اليسير، ولا هو بالذي يجيء بالتطور العفوي.. ذلك بأن الأمور إذا تُركت لتمضي على هينتها بهذه الصور التي نشاهدها فإن العواقب قد تكون وخيمة.. ولذلك فانه لابد من عمل سريع، ومنظّم، بمضاء وحزم، ثم هو عمل يجب أن يكون قائما على بصيرة الدين الواضحة.. فانه لم يبق وقت لينفق في مثل هذه المحاولات القواصر التي جعلتنا وكأننا ندور في حلقة مفرغة.. وعليه فإنه من رأينا أن يكون حل هذه المشكلة على مرحلتين.. حل عاجل، وحل آجل..
الحل العاجل
إن الاختلاط هو من إرادة الله كما ذكرنا وهو يمارس اليوم في جميع مناشط الحياة.. في المركبات العامة، وفي الأسواق، وفي المكاتب وفي الشوارع.. ولذلك فإنه يتحتم على إدارة الجامعة الإسلامية ان ترى الحكمة في ارادة الله، وان تواجهها في معنى ما تواجه الواقع المعاش.. بل إنها هي لا تملك من ذلك فكاكا.. فلم يبق إلا ان تعترف ادارة الجامعة بالاختلاط.. ولكن هذا الاعتراف يلقي على ادارة الجامعة في المرحلة عبء ترشيد هذا الاختلاط بصورة تحفظ للطالبات كل ما يمكن من كرامة، وكل ما يمكن من حقوق.. ان الجامعة الإسلامية يجب ان تُفتح غدا.. ويجب ان تفتح مختلطة.. وما ينبغي ان يكون في هذا أدنى تردد.. ولكنه يتحتم على أساتذتها ان ينهضوا بمسئوليتهم في توجيه الاختلاط.. وهذا انما يكون بالنموذج الصالح، والارشاد الحازم، والعطف الحكيم.. كما انه يتحتم على الطلبة والطالبات أن يعلموا ان الاختلاط مسئولية تمارس بحقها، وحقها حسن التصرف فيها.. هذا هو الحل المرحلي اما الحل النهائي فهو الحل الآجل..
الحل الآجل
اننا نرى انه لا يمكن ان يصلح لنا حال بغير بعث الاسلام.. بعثا قويا صادقا ينفذ الى اصوله المكنونة.. وبذلك تعود "لا إله إلا الله" سمحة، فتية، تفعل الخوارق في القلوب، وفي العقول.. وليس عندنا من سبيل لهذا التغيير الجذري إلا سبيل الثورة الفكرية العارمة التي تحرق نارها الفساد، ويهدي نورها خطوات الصلاح.. والدعوة الى بعث أصول الاسلام قد أنفقنا فيه حياتنا فهي الآن مرصودة ومُبوَّبة ومُعاشة.. فعلى طلبة الجامعة الإسلامية أن يتبينوا هذه الدعوة الصادقة.. فيبدأوا بانفسهم بالاقبال على نهج نبيهم الكريم، فان العبادة الذكية تنجب الرجل العفيف، وتنجب المرأة العفيفة.. وعلى الرجل العفيف، وبالمرأة العفيفة، يقوم مجتمع الاختلاط، ولكنه مجتمع مبرأ من عيوب الاختلاط..
ان التوسع في إنجاب الأفراد الصالحين، رجالا ونساء، هو سبيلنا لقيام المجتمع الصالح ذى المساويات الثلاث.. المساواة الاقتصادية، والمساواة السياسية، والمساواة الاجتماعية.. عندئذ يجيء تشريع الاختلاط كمسألة طبيعية مستمدة من اصول القرآن ومن "الدستور الاسلامي" الذي يساوي بين الرجال والنساء على النحو الذي ورد مفصّلا عنا في عديد كتبنا.. وعلى أشياخ الجامعة الإسلامية ان يعلموا ان الله بالغ أمره، وان هذه الدعوة لابدّ منتصرة، فلا يحاولوا عرقلة مسيرتها.. فإنه حسب المرء من الشر ان يؤخر دعوة الحق، ولو لحظة واحدة..
الأخوان الجمهوريون ام درمان في 24/2/1976 ص ب 1151 تلفون 56912
Post: #12 Title: Re: قصة معركة الاختلاط في جامعة أمدرمان الإسل Author: Yasir Elsharif Date: 02-16-2023, 09:32 AM Parent: #11
Quote: هذا الكتاب
ان الاختلاط هو من ارادة الله كما ذكرنا وهو يُمارس اليوم في جميع مناشط الحياة.. في المركبات العامة، وفي الأسواق، وفي المكاتب وفي الشوارع.. ولذلك فإنه يتحتم على إدارة الجامعة الإسلامية ان ترى الحكمة في ارادة الله، وان تواجهها في معنى ما تواجه الواقع المعاش.. بل انها هي لا تملك من ذلك فكاكا.. فلم يبق الا ان تعترف ادارة الجامعة بالاختلاط.. ولكن هذا الاعتراف يلقي على ادارة الجامعة في المرحلة عبء ترشيد هذا الاختلاط بصورة تحفظ للطالبات كل ما يمكن من كرامة، وكل ما يمكن من حقوق..
هذا الكتاب
ان اتجاه البيان الى اثارة الغبار حول قضية الاختلاط، والخروج بها من مستوى الرأي الى ما دونه بكثير، انما يشكل ظاهرة غريبة على اوساطنا السودانية، وعلى تربيتنا الاسلامية.. ان مدير الجامعة قد كان في سعة من أمره، ان يتمسّك، وان يدافع عما يرى أنه الحق، اما النزوع لهضم الحقائق، والإتجاه بها الى الخدش والتجريح، فأمر منكر عندنا، أشد النكر..
الثمن 15 قرشا
Post: #13 Title: Re: قصة معركة الاختلاط في جامعة أمدرمان الإسل Author: Yasir Elsharif Date: 02-16-2023, 09:53 AM Parent: #12
من صفحة الشيخ بن باز في الشبكة:
Quote: حكم دراسة المرأة في الجامعات التي فيها اختلاط
السؤال: قضية تثيرها أختنا هي قضية كثير من النساء المسلمات تقول: كثير من إخواتي في الله يدرسن في الجامعات، وبعض الجامعات مختلطة، تجد الشباب الشيوعي -كما تصفهم سماحة الشيخ- والنصراني والذي ينتمي للأحزاب غير الإسلامية -أيضًا هذا هو قولها- فهل يحق للمرأة السلفية، أي: التي تنتهج منهج السلف هل يحق لها الدراسة في هذا المجال، وهل دراستهن ضرورة للقانون والأحياء والرياضيات، هل هذا ضرورة تبيح للمرأة المسلمة الدراسة مع الشباب سالفي الذكر، مع العلم بأن الدارسات يقلن إنهن سلفيات ويدرسن في هذا الجو المختلط، وأيضًا بحجة الضرورة، فهل يبيح لهن الشرع ذلك، مع أنهن لا يلتزمن أيضًا بلبس النقاب ذلك بأنه ليس بضرورة كما يقلن، وترجو التوضيح في هذه القضايا جزاكم الله خيرا؟ -05:03
الجواب: هذه قضية عظيمة وأمر خطير وليس للنساء أن يدرسن في المدارس والمعاهد والكليات المختلطة؛ لما فيه من الفتنة العظيمة والفساد الكبير؛ ولأنه وسيلة قريبة إلى وقوع ما حرم الله ، فليس لهن أن يدرسن في هذه المدارس أو الكليات أو المعاهد بل يلتمسن الدراسة في جو آخر من المدارس السليمة التي ليس فيها اختلاط، أو بالمكاتبة بينها وبين أهل العلم حتى تسأل عن دينها أو بحضور حلقات العلم في المساجد وهن متحجبات مستورات كما كان في عهد النبي ﷺ، كان النساء في عهد النبي ﷺ يصلين معه ﷺ وهن متحجبات، فإذا صلين خرجن، يسمعن الخطبة ويسمعن العلم، أما دراستهن مع الرجال مختلطات فهذا لا يجوز أبدًا حتى ولو تحجبن، فكيف إذا كن غير متحجبات؟! يكون الشر أكبر وأعظم. ثم ليس هناك ضرورة إلى أن تدرس ما لا حاجة لها في دينها دراسة الجيولوجيا أو الحساب أو الرياضيات أو غير ذلك، إنما تدرس ما تحتاج إليه في دينها، صلاتها وصومها والمعاملات .. النكاح .. الطلاق، إلى غير هذا مما تحتاج إليه في دينها، وأهم شيء العقيدة، ودرس القرآن الكريم، ومعرفة ما حرم الله وما أوجب الله هذا هو المطلوب، وما زاد على ذلك فالرجال يقومون بذلك وليست في حاجة إلى أن تدرس ذلك. لا مانع من دراسة الطب حتى تطب أخواتها النساء، فالشيء الذي هناك للمجتمع حاجة فيه لا بأس في المرأة من جنس تعلم الطب لتطب أخواتها هذا لا حرج فيه وطيب ونافع لكن بشرط عدم الاختلاط، أما إذا كان اختلاط فلا. وهذا هو الواجب على المؤمنة أن تتقي الله وأن تبتعد عن أسباب الفتنة، وأن لا تتخذ رأيها وهواها سبيلًا إلى ما حرم الله ، بل تسأل أهل العلم وتستفيد مما عندهم من العلم، والله جل وعلا قال: وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [الأحزاب:33] وقال: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32] وقال سبحانه: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33] فالمرأة مأمورة بأن تبقى في بيتها إلا إذا ظهرت المصلحة في خروجها، ومنهية عن التبرج، ومنهية عن الخلطة بالرجال، والخلوة بالرجال، والخضوع للرجال بالقول كل هذا مما يضرها في دينها وأخلاقها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا فبين ﷺ أن هذا الصنف من النساء وهن الكاسيات العاريات المائلات عن الحق والمميلات إلى الباطل، هم من أهل النار من المتوعدين بالنار لعدم قيامهن بواجب الستر والحجاب، ولتساهلهن بما يجر الفتنة عليهن ويسبب وقوعهن في الفاحشة ولا حول ولا قوة إلا بالله، فنسأل الله لأخواتنا في الله الهداية والتوفيق. نعم.
Post: #14 Title: Re: قصة معركة الاختلاط في جامعة أمدرمان الإسل Author: Yasir Elsharif Date: 02-16-2023, 11:44 AM Parent: #13
أثار افتتاح جامعة الملك عبد الله في جدة بالسعودية عام 2009 جدلا فقامت قناة الحوار التي تنسب للتنظيم العالمي للأخوان المسلمين باستضافة المعارض السعودي الدكتور سعد الفقيه في هذه الحلقة: الجدل العلماني في السعودية
Quote: قضية وحوار مع د. سعد الفقيه | الجدل العلماني في السعودية Al Hiwar TV قناة الحوار 1,08 Mio. Abonnenten 199.632 Aufrufe 19.11.2009 قضية وحوار مع د. سعد الفقيه | الجدل العلماني في السعودية