على ماذا يبكي مناصروا الشريعة ؟ د. النور نادر النور

على ماذا يبكي مناصروا الشريعة ؟ د. النور نادر النور


11-07-2022, 05:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1667839630&rn=0


Post: #1
Title: على ماذا يبكي مناصروا الشريعة ؟ د. النور نادر النور
Author: عادل شقاوة
Date: 11-07-2022, 05:47 PM

04:47 PM November, 07 2022

سودانيز اون لاين
عادل شقاوة-UK
مكتبتى
رابط مختصر




في عام ١٩٩٤، إبّان سطوة الترابي و سيطرته على الحكم، أصدر البشير قراراً بإلغاء قانون منع التبشير، و الذي أصدره الفريق عبود في بداية ستينات القرن الماضي، و تم بموجبه طرد جميع المبشرين الأوروبيين و إغلاق كنائسهم و منظماتهم التبشيرية. ظل هذا القانون سارياً إلى أن ألغاه البشير بأمر مباشر من الترابي. بمجرد إلغاء القانون توافدت المنظمات الكنسية و التبشيرية من كل أنحاء العالم للسودان و تم تنصير عشرات الألاف من سكان جبال النوبة و جنوب النيل الأزرق و تحويلهم من الإسلام للمسيحية تحت وطأة الحاجة، و وصلت هذه العمليات التبشيرية إلى الخرطوم. لم تصدر هيئة علماء السودان أو أي هيئة دينية أخرى أو فرد أو شيخ بيان واحد يدين إلغاء قانون منع التبشير.
منذ بدايات الإنقاذ و حتى سقوطها لم يتم تنفيذ أياً من حدود الزنا أو الحرابة أو السرقة أو الردة مع وجود ٱلاف القضايا التي كان ممكناً تطبيق هذه الحدود عليها، و ذلك أن الإسلاميين عموماً يخافون المجتمع الدولي و لا يخافون الله عز و جل و هو أحق بالمخافة، لو كانوا يعلمون. كل الذي تم هو جلد النساء و الرجال بدعاوي شرب الخمر أو بيعها أو الزي الفاضح أو الاختلاط، و كل هذه المخالفات ليست حدوداً شرعية. أيضاً تم تنفيذ حكم الإعدام في بعض جرائم القتل و هذا التنفيذ ليس قصاصاً، إذ هو موجود في القانون الجنائي منذ زمن الإنجليز. لم تصدر هيئة علماء السودان أو أي هيئة دينية أخرى أو فرد أو شيخ بيان واحد يدين عدم تطبيق حدود الله في المخالفين.
منذ أولى أيامها عاثت الإنقاذ فساداً في أرض السودان و الدول الأخرى و فصلت عشرات الٱلاف من وظائفهم، و سجنت و عذبت و قتلت الألاف و باع منسوبوها أملاك الدولة أو استحوذوا عليها بغير وجه و حق و سرقوا و نهبوا و جنبوا الأموال و أفقروا البلاد و العباد و أحرقوا الأخضر و اليابس و ارتكبوا مئات المجازر في الجنوب و النيل الأزرق و جبال النوبة و دارفور و الشمالية و الشرق، و لم يسلم من شرهم بشر أو حيوان أو نبات أو جماد. أيضاً لم تصدر هيئة علماء السودان أو أي هيئة دينية أخرى أو فرد أو شيخ بيان واحد يدين هذا الفساد الذي ظهر و عم البر و البحر.
على أي شريعة يتباكون و هم فاسدوا دين و خلق؟ على أي شريعة يتباكون و هم زناة و لصوص و قتلة؟ على أي شريعة يتباكون و هم أرزل خلق الله و أكثرهم جشعاً و أقلهم مرؤةً و تقوىً و ورعا؟
لا أراهم يتباكون إلا على مناصب و منافع و حظوة و أموال فقدوها. يتباكون خوفَ عقاب أوشك أن يحل بهم على ما اقترفت أياديهم من مٱثم و مناكر يستحي منها حتى الشيطان نفسه. ألم يقل البشير أنهم يفعلون أشياء يحتار فيها إبليس، صدق و الله و هو الكذوب الخؤون الذليل.
ما عاد ينفع أن يرفعوا قميص عثمان و قد أحاط حبل المكر برقابهم.
يسقط تيار نصرة الشريعة و من ينخدع بضلاله. يخادعون الله و هو خادعهم. يخادعون الله و الذين ٱمنوا و ما يخدعون إلا أنفسهم. نسوا الله فأنساهم أنفسهم، و إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض، قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون. و إذا قيل لهم اتقوا الله أخذتهم العزة بالإثم. قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مداً.