*** أحد أهم محاور الندوة أو ركن النقاش هو أن الشريعة الإسلامية ليس بها دستور.
الأخ بدر الدين يقول:
Quote: تحياتي أستاذ ياسر
أرجو منك الآتي : تنزل الشريط أعلاه المنبر الحر بتاريخه : 28 / 10 / 2022 م في بوست منفصل حتى تسهل المتابعة والمناقشة وإلا ح يموت الشريط بين أنقاض المداخلات القديمة 2 / الشريعة الإسلامية هي ذاتها الدستور الإلهي لكل البشر ، وليس كما قال د دالي أو الأستاذ محمود متى ما فهمنا ماهي الشريعة الإسلامية ، راجع كلماتنا عنها في النت وكتابي تحت الإعداد " الفكرة الإنسانية العالمية " مشكورا 3 / عندي مداخلة هنا من 3 أجزاء بمحاور مختلفة ، فأنا متابع الدكتور ما استطعت إليه سبيلا ، تلقاها في قناتي باليوتيوب وتعرضنا في المداخلة لتنزيلك الركن في موقع سودانيز أونلاين هنا .
عشان كده خلي كل شريط في بوست منفصل يا ريتك لاختلاف المواضيع ومواكبتها للراهن اليوم
سوف أحاول أن أضع من نصوص وأقوال الأستاذ محمود وكتب الجمهوريين حول الموضوع ما أرى أنه مفيد في توضيح المسألة. ياسر ـــــــــــــــــــــــ مقطع يتحدث فيه الأستاذ محمود مأخوذ من محاضرة:
ـــــــــــــــ حديث آخر للأستاذ محمود عن الدستور:
وهذا حديث آخر للأستاذ محمود عن الدستور مع مندوب مجلة الوادي يناير عام 1983
ـــــــــــــــــ ـــــــــــــ ومن كتاب الجمهوريين "الشريعة الإسلامية تتعارض مع الدستور الإسلامي"
Quote: الشريعة الإسلامية تتعارض مع الدستور الإسلامي
الشريعة الإسلامية الموروثة قامت على فروع القرآن لا على أصوله!!
الحرية هي آصل أصول الإسلام حيث لا تتحقق كرامة الانسان الا في ممارسة الحرية.. وجماع أغراض الإسلام هي تحقيق كرامة الانسان، فالحرية حق أساسي، لكل رجل، ولكل امرأة.. وحق الحرية (ككل حق) يقابله واجب، هو حسن التصرف في الحرية.. ولا تصادر الحرية عند الانسان الا إذا عجز عن تحمل تبعة حسن التصرف فيها وهي حينما تصادر عنده فإنما تصادر مؤقتا ريثما يتعلم حسن التصرف فيها ويكون حقيقا بها فيستردها كاملة.. وقد نزل القرآن الكريم على المجتمع الجاهلي الذي نعرفه وهو مجتمع يقصر أفراده عن مسئولية ممارسة الحرية الكاملة غير أنه خوطب في البداية في مكة بما يعرف بالقرآن المكي في مستوى الحرية الكاملة والمسئولية الكاملة وذلك اقرار للحق الأساسي للإنسان في الحرية حتى يظهر له عجزه لدي الممارسة عن أداء واجب ذلك الحق فيلزم الحجة وحينئذ يصادر عنه حق الحرية بحق، قال تعالى: ((لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)).. ونزلت في مكة آيات الحرية الفردية الكاملة، والمسئولية الفردية الكاملة التي تنص على الحقوق الاساسية للإنسان، وهي نصوص مستفيضة، يتضمنها القرآن المكي، ونكتفي هنا بإيراد هذا الطرف منها: ((فذكر انما أنت مذكر* لست عليهم بمسيطر)) ((وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)) ((أدع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن..)) فما كان من المجتمع الجاهلي الاّ ان رفض الدعوة، بالإسماح، الي افراد الله بالعبادة، مؤثرا عبادة الأوثان، بل أنه أخذ يتآمر على حياة داعي هذه الدعوة، النبي الكريم، فدل بذلك، عمليا، على أنه دون مستوى ممارسة الحق الأساسي في الحرية الكاملة، والمسئولية الكاملة، فصودر منه هذا الحق، رحمة به، وتلطفا، بإعفائه عن عنت المسئولية الباهظة عن ممارسة حق لا يقوي على أداء واجبه، اذ ((لا يكلف الله نفسا الا وسعها))، فنسخت آيات الحرية الكاملة، والمسئولية الكاملة، وصودر الحق الأساسي في الحرية عن ذلك المجتمع القاصر، فكانت الهجرة الي المدينة، ونزلت، فيها، آيات الوصاية ناسخة لآيات الحرية، وشرع الجهاد بالسيف، وحمل الناس على مصلحتهم بالإكراه، فأدُيل مستوى الدعوة من الاسماح الي الاكراه.. وفي ذلك الحكمة كل الحكمة، ذلك بأن القاصر لا بد أن يقام عليه وصي رشيد يتولى ترشيده حتى يبلغ رشده، فيؤتي حقه الاساسي كاملا.. وآيات الوصاية مستفيضة، يشتمل عليها القرآن المدني، ومنها: ((فاذا انسلخ الأشهر الحرم، فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم، وخذوهم، واحصروهم، وأقعدوا لهم كل مرصد..)) الآية.. ومنها: ((وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين لله، فإن انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين)). ومنها: ((يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين، وأغلظ عليهم..)) الآية.. وبذلك جعل النبي الكريم وصيا على مجتمع القرن السابع الميلادي، وشرع له في مستوى الوصاية، وفي هذا المستوى قامت الشريعة الإسلامية الموروثة التي بين أيدينا اليوم.. فهذه الشريعة انما قامت على الوصاية، لا على الحرية.. بل ان آياتها نزلت ناسخة لأصول القرآن التي تقوم على الحرية.. وظل النبي الكريم، في ذلك المجتمع، هو، وحده، الذي يعمل في خاصة نفسه، في مستوى الحرية الفردية الكاملة، والمسئولية الفردية الكاملة، اذ أنه كان وحده، الفرد الرشيد في ذلك المجتمع القاصر.. ومن ههنا يجيء التفريق، عندنا بين الشريعة والسنة، فالسنة هي ما كان عليه النبي من حال المسئولية الفردية الكاملة، والحرية الفردية الكاملة، وما يترتب على هذا الحال من عمل في خاصة نفسه، أو من قول يدل على هذا الحال، وهذه هي نبوته.. أما الشريعة فهي رسالته هو للأمة في القرن السابع الميلادي حسب مستواها من القصور عن شأو المسئولية الكاملة والحرية الكاملة.. فالفرق بين الشريعة والسنة هو الفرق بين فروع القرآن وأصوله، وهو هو الفرق بين الرجل من عامة الأمة وبين النبي الكريم..
الدستور في أصول القرآن وليس في الشريعة الموروثة
ليس في الشريعة الموروثة التي بين أيدينا اليوم، دستور!! لأنها لا تقوم على الحقوق الأساسية، بل أنها حينما شرعت فقد نسخت آياتها آيات الحقوق الأساسية.. والدستور انما سمي القانون الاساسي لأنه نسيج قانوني يلف، كله، حول مركز الحقوق الأساسية – حق الحياة، وحق الحرية – فهما بمثابة جذع الدستور، وبقية مواد الدستور، وسائر القوانين، انما هي بمثابة الفروع له..
الديمقراطية في أصول القرآن وليست في الشريعة الموروثة
بذلك فليست في الشريعة الموروثة ديمقراطية، لأن البشرية في القرن السابع الميلادي لم تكن مستعدة للحكم الديمقراطي، وانما كان الحكم، يومئذ، هو حكم الشورى، وهو حكم الفرد الرشيد الوصي على قوم قصر، والذي قد أمر أن يستشيرهم ليشعرهم بكرامتهم الانسانية، وليعطيهم الفرصة في مباشرة شئونهم، حتى يتعلموا، تحت توجيهه، كيف يحسنون التصرف فيها، ليتأهلوا لمرحلة الحكم الديمقراطي حينما يخرجون من القصور الي الرشد.. والشورى ليست ديمقراطية لأن الوصي ليس ملزما باتباع رأى القاصر إذا رأى رأيا يخالفه.. فالشورى مشاورة: ((فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا، غليظ القلب، لانفضوا من حولك، فاعف عنهم، واستغفر لهم، وشاورهم في الأمر.. فاذا عزمت فتوكل على الله.. ان الله يحب المتوكلين..)) وآية الشورى هذه ناسخة لآيتي الديمقراطية: ((فذكر انما أنت مذكر* لست عليهم بمسيطر!!)).. ولقد كان حكم الشورى، في وقته ذاك، أمثل أنواع الحكم، وأقربها الي اشراك المحكومين في حكم أنفسهم، ولكنه، مع ذلك، لم يكن حكما ديمقراطيا، ومن أجل ذلك نقول بأنه ليس في الشريعة الإسلامية الموروثة ديمقراطية، ومن ثم، فليس فيها دستور، وانما الديمقراطية، والدستور، في أصول القرآن..
Post: #3 Title: Re: استجابة لطلب الأخ بدر العتاق أضع ندوة � Author: محمد الزبير محمود Date: 10-31-2022, 05:53 AM Parent: #2
Quote: بذلك فليست في الشريعة الموروثة ديمقراطية، لأن البشرية في القرن السابع الميلادي لم تكن مستعدة للحكم الديمقراطي، وانما كان الحكم، يومئذ، هو حكم الشورى، وهو حكم الفرد الرشيد الوصي على قوم قصر، والذي قد أمر أن يستشيرهم ليشعرهم بكرامتهم الانسانية، وليعطيهم الفرصة في مباشرة شئونهم، حتى يتعلموا، تحت توجيهه، كيف يحسنون التصرف فيها، ليتأهلوا لمرحلة الحكم الديمقراطي حينما يخرجون من القصور الي الرشد.. والشورى ليست ديمقراطية لأن الوصي ليس ملزما باتباع رأى القاصر إذا رأى رأيا يخالفه
دكتور ياسر وضيوفه لكم التحية على العكس مما ترى انا ارى أننا اليوم أبعد عنه من الرشد من العهود السالفة فإنسان اليوم أولى بالوصاية من إنسان الماضي مرات ومرات ، كيف لا نكون وبرلماناتنا تبيح زواج المثلين بل ويتم ذلك في بلاد المسلمين ، كيف لا نحتاج إلى وصاية وأقراص الزريلة وأفلامها تباع على قارعة الطرق في جل بقاع الدنيا والقوانين تحمي وتنظم الدعارة وزواج الرجل من كلبته وزواج المرأة من حمارها وحصانها بل ويصل الامر الى ان يتقدم وزير في حفل تنصيبه ويقدم زوجه مرافقا لاعبا دور الانثى وهو رجل بالميلاد واين ذلك ؟ في اكبر دولة في العالم وفي منظر تعفه الحيوانات والزواحف . البشرية اليوم في وضع أحط مما سبق بل في السحيق ، الحرية التى ننادي بجلبها ماذا فعلت للغرب وما جنى منها ؟؟ كيف لا نحتاج لشريعة أغلظ ومن بيننا ومن أعضاء المنبر سودانيون ينادون بالحرية الجنسية وبمشاعية العلاقات قبل الزواج ؟؟؟ أين الديمقراطية والعدالة والمساواة التى وصلتها الإنسانية والأمم المتحدة تتحكم فيها خمسة دول بحق النقض وبقية دول العالم تتبعها كالقطيع ؟؟؟ أين المساواة والمحكمة الجنائية لا تجرؤ على محاكمة الجنود الأمركان وهم يبولون على جثث الموتى ؟؟؟ أي بشرية هذه التى وصلت للنضج لتعيش الحرية والعدالة والديمقراطية ؟؟؟ أين الديمقراطية وفي بلادنا يعتقد الناس ملكية الجنة والنار في ايدي زعمائهم الطائفيون ؟؟؟ الإشتراكية والديمقراطية والحريات تحدث عن اليونان قبلنا بدهور وجاء النبي الكريم ولم يعرها إهتماما ولم يذكرها في دينه ، فلماذا هذا التجاهل لو كانت مرشحة لأن تكون شريعة أمته يوما ما ؟؟؟ هل كان النبي الكريم يجهل ديمقراطية ونظريات ارسطو وسقراط وغيرهم من فلاسفة اليونان وهو المؤيد بالوحي ان كانت هي الدين المرتقب والتطور الآت على رسالته ؟؟؟ وبعيدا عن الصواب في قول استاذكم من عدمه يظل السؤال المحوري : من الذي فوضه لما يدعيه من تعديل واين هذا التفويض ، كيف يتثبت لنا انه مرسل من عند الله لتعديل شريعة آخر الرسل وهو انسان عااادي جدا ؟؟؟ تحياتي
من المؤكد أن البشرية اليوم في التيه. كتب الأستاذ محمود ذلك في مقدمة كتابه "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري":
فأما حاجة هذا العصر فإلى الهداية.. فإن البشرية لم تكن يوما في التيه كما هي اليوم.. وسمة هذا العصر هي القلق، والحيرة، والاضطراب.. هذا عصر الثورات: الثورة الثقافية، والثورة الجنسية، وثورة الشباب، وكلها دليل على القلق، والحيرة، والاضطراب.. هذا عصر (الهيبيز).. جماعات من الشباب، من الجنسين، يزيد عددهم كل يوم، ويستطير شرهم كل يوم، حتى لقد عم جميع الأقطار.. يقوم مجتمعهم على الرفض، فهم قد وجدوا مجتمع الحضارة الغربية، الآلية، مجتمع إنتاج واستهلاك، فقد الإنسان المعاصر فيه روحه، وقيمته، وحريته، واستحال إلى آلة تنتج وتستهلك، فرفضوه، ورفضوا معه كل عرف، ودين.. وفزعوا إلى صور من مجتمعات الغابة، فهم يلبسون المرقعات، ويسيرون حفاة، ويرسلون شعورهم، ويبيتون على الأرصفة، والطرقات، ويستبيحون بينهم من العلائق الجنسية ما ظلت البشرية على صيانته حريصة خلال تاريخها الطويل.. هم يبحثون عن حريتهم، وعن إنسانيتهم، وعن فرديتهم، فلا يكادون يجدون غير الضياع، وغير القلق، وغير الإضطراب.. فهل عند مصطفى محمود إدراك واسع لهذه الظاهرة، واهتمام بها، وسعي لإيجاد الهداية لها من القرآن بتفسيره العصري؟؟
قولك:
Quote: الإشتراكية والديمقراطية والحريات تحدث عن اليونان قبلنا بدهور وجاء النبي الكريم ولم يعرها إهتماما ولم يذكرها في دينه ، فلماذا هذا التجاهل لو كانت مرشحة لأن تكون شريعة أمته يوما ما ؟؟؟ هل كان النبي الكريم يجهل ديمقراطية ونظريات ارسطو وسقراط وغيرهم من فلاسفة اليونان وهو المؤيد بالوحي ان كانت هي الدين المرتقب والتطور الآت على رسالته ؟؟؟
دعني أنقل لك هذه الفقرات من كتاب "الدستور الإسلامى؟ نعم .. ولا !!" التي توضح حقيقة علاقة الديمقراطية والإشتراكية بالإسلام:
الديمقراطية والاشتراكية والإسلام
الديمقراطية
((وإذا كان الإسلام متضمنا لجميع معاني العدالة والشورى وكل المبادئ الإنسانية السليمة إذن فلا نرى أي مبرر لورود كلمتي (الاشتراكية والديمقراطية) ضمن بنود الدستور ويكفي أن يوصف بأنه إسلامي)) ((اللهم إلا إذا اتهمنا الإسلام بالقصور وعدم الكمال والشمول وهو أمر لا يدور بخلد واحد من المسلمين)) بهذه العبارات اختتمت الهيئة الوطنية للدستور الإسلامي مذكرتها عن الدستور الإسلامي الكامل . وهذه الهيئة ترفض الديمقراطية .. لماذا ؟ هي تحدثنا في مذكرتها فتقول " صارت الديمقراطية من الشعارات التي تحمل معاني كثيرة ومتناقضة بمستوى التناقض القائم بين الشرق الشيوعي والغرب الرأسمالي . فالدول الشيوعية تصف أنظمتها بالديمقراطية وكذلك تفعل الدولة الغربية الرأسمالية على الرغم مما بين الشرق والغرب من خلاف في المبادئ والفلسفات . أما المسلمون فقد وصفهم الله بقوله "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس" وأنا شديد اليقين بأن من يقول مثل هذا القول لا يحق له أن يتحدث عن الديمقراطية ، ولا يحق له أن يتحدث عن الإسلام ، فإن تحدث فإنه لا يعدو أن يكون رجلا يقول على الله مالا يعلم . وقد يكون رجلا لا يرجو لله وقارا .. أما الإسلام ، فإن هذه الآية لا يصح إيرادها في هذا المقام ، لأنه ليس هناك بين الشيوعية والرأسمالية الغربية موضع وسط ، فإنهما كلاهما مادي .. فالرأسمالية الغربية هي التي زيفت الديمقراطية في الغرب ، والشيوعية هي التي زيفت الديمقراطية في الشرق ، وإن كان تزييف الديمقراطية في الغرب أقل ، بما لا يقاس من تزييفها في الشرق - ولكن المهم أن هناك جنفا عن الروح ، في الشرق ، وفي الغرب ، مما يجعل المدنية الغربية ، بشطريها : الرأسمالي ، والشيوعي مدنية مادية ، عاجزة ، عن استيعاب طاقة الإنسان المعاصر ، الذي أصبح يطلب الحرية ، ويطلب الرخاء المادي ، كوسيلة إليها ، لا كبديل عنها . وقد ورد في كتاب الحزب الجمهوري " التحدي الذي يواجه العرب" صفحة 19 قولنا " وتوحيد البشرية عن طريق الفكر - وليس هناك من طريق سواه - يتطلب مدنية تعطي منزلة الشرف للفكر ، وما هكذا المدنية الغربية الحاضرة : لا في شقها الرأسمالي الغربي ، ولا في شقها الشيوعي الشرقي .. بل إن هذه المدنية الغربية لتقوم أساسا على إنكار الفكر .. فهي مدنية مادية يستوي في ذلك شقها الشيوعي ، مع شقها الرأسمالي ، فليس الاختلاف بين الشيوعية والرأسمالية إلا اختلاف مقدار .. وواضح جدا عند الشيوعية تحقير الفكر وكبت حريته . والمدنية الغربية أعلنت إفلاسها ، ووصلت إلى نهاية مقدرتها التطورية .. وعجزت عن استيعاب طاقة بشرية اليوم ، وتطلعها إلى تحقيق الاشتراكية والديمقراطية في جهاز حكومي واحد .. لأن الإنسان المعاصر يريد الحرية ، ويرى أن الاشتراكية حق طبيعي له ووسيلة لازمة لتحقيق هذه الحرية ، ومن خطل الرأي عنده ، أن يطلب إليه ، أن يتنازل عن حريته لقاء تمتعه بالحقوق التي تكفلها له الاشتراكية ، كما تريد له الشيوعية الماركسية الآن . أو أن يطلب إليه أن يحقق حريته الديمقراطية في ظل نظام اقتصادي رأسمالي لا تتوفر له فيه حاجة المعدة والجسد إلا بشق الأنفس ، كما تريد له الرأسمالية الغربية .. فليس ، إذن ، بين الديمقراطية الغربية ، وبين الشيوعية الماركسية ، موضع وسط يحتله المسلمون ، وتساق في تحديده تلك الآية الكريمة . وإنما سيقت الآية لتوسط المسلمين بين إفراط المسيحيين في الروحانية ، وإفراط اليهود في المادية ، وقد تحدثنا عن ذلك بتطويل في كتابنا "الرسالة الثانية من الإسلام " صفحة نمرة 108 فليراجع . وأما الديمقراطية فإنه من الخطأ أن ينسب لها تقصير المقصرين في تطبيقها ، أو تزييف المزيفين لمحتواها . ولم تخبرنا هذه الهيئة عن الديمقراطية في جوهرها ، وإنما اكتفت برفضها لأنها ، عندها ، أصبحت "من الشعارات التي تحمل معاني كثيرة ومتناقضة " وهذا محض سطحية ، وإفلاس فكري .. ونحن لن نتوسع هنا في شرح معنى الديمقراطية في جوهرها وإنما نترك ذلك لحين صدور كتابنا "الإسلام ديمقراطي اشتراكي" ولكننا لا بد لنا قبل ذلك من أن نشير القارئ إلى كتابنا "زعيم جبهة الميثاق في ميزان 1-الثقافة الغربية 2-الإسلام" صفحة 9 وما بعدها ليراجع حقيقة الديمقراطية بصورة موجزة ولكنها كافية لحاجته الحاضرة .. ونستطيع أن نورد هنا شيئا يسيرا مما جاء في ذلك الكتاب . "وتعد المساواة الأساسية بين كافة الناس مظهرا من أهم المظاهر للمذهب الديمقراطي . فالناس من حيث هم ناس ، مهما فرقت بينهم فوارق الجنس ، أو اللون ، أو اللغة ، أو الدين ، أو القومية، أو الطبقة فان هناك شيئا أساسيا مشتركا بينهم ، هو العقل .. والقدرة على التفكير . والناس بهذه النظرة ليسوا مجرد أعضاء في طائفة اجتماعية ، أو طبقة اقتصادية ، أو قومية معينة ، لأن (الذي يتساوون فيه بصفة أساسية يأتي مما يشتركون فيه ، لا مما يفرق بينهم) " هذا ما قلناه هناك فالديمقراطية هي نظام الحكم الذي يكون فيه لكل مواطن كرامة .. وكرامة الإنسان ليست في توفير (العلف) له وإنما في احترام حرية فكره فما كرم الإنسان على الحيوان إلا بالفكر . ولقد ورد في كتاب الحزب الجمهوري "الرسالة الثانية من الإسلام" في صفحة نمرة 165 قولنا "وإنما تجئ كرامة الإنسان من كونه أقدر الأحياء على التعلم والترقي ، وإنما تجئ كرامة الديمقراطية من كونها ، كأسلوب للحكم ، أقدر الأساليب لإتاحة الفرص للإنسان ليبلغ منازل كرامته وشرفه ، وإنما يتعلم الإنسان من أخطائه وتلك هي الطريقة المثلى للتعليم "ففي الديكتاتورية تمنع الحكومة الفرد من أن يجرب ، أو يعمل بنفسه ، وبذلك تعطل نموه الفكري والعاطفي ، والخلقي ، لأن كل أولئك إنما يتوقف نموه على ممارسة العمل ، وتحمل مسئولية الخطأ في القول وفي العمل ، ثم التعلم من الخطأ . وعلى العكس من الديكتاتورية ، نجد أن الديمقراطية قائمة على الحق في ارتكاب الأخطاء ، وهذا ليس معناه الخطأ من أجل الخطأ وإنما اعترافا بأن الحرية توجب الاختيار بين السبل المختلفة للعمل ، ولا يمكن للإنسان أن يكون ديمقراطيا حقا دون أن يتعلم كيف يختار ، وأن يحسن الاختيار ، وأن يصحح ، باستمرار خطأ الاختيار الذي يبدو منه ، الفينة بعد الفينة. وفي واقع الأمر فإن السلوك جميعه ، وممارسة الحرية برمتها ، إنما هي سلسلة من التصرف الفردي في الاختيار والتنفيذ .. أو قل في حرية الفكر وحرية القول وحرية العمل ، على شرط واحد هو أن الإنسان يتحمل نتيجة خطئه في القول ، وفي العمل ، وفق قانون دستوري . "فالديمقراطية هي حق الخطأ ، وفي قمة هذا التعريف جاء حديث المعصوم (إن لم تخطئوا وتستغفروا فسيأتي الله بقوم يخطئون ويستغفرون فيغفر لهم.) " هذا ما أوردناه يومئذ وسنخوض في تفصيل أمر الديمقراطية في كتابنا المقبل إن شاء الله وهو الذي سيصدر باسم " الإسلام ديمقراطي اشتراكي" ولكن هذا القدر الذي أوردناه كافي للتدليل على أن الديمقراطية أسلوب حياة ينطبق عليه الأسلوب الإسلامي تمام الانطباق ، فإذا زيفها الشيوعيون ، أو زيفها الفاشيون ، أو زيفها الرأسماليون الغربيون فقد وجب أن نرفض التزييف من حيث جاء ، ونتمسك بالديمقراطية في أصالتها وجوهرها ، ونقوم على حمايتها ، لأنها النهج الإنساني الوحيد في أسلوب الحكم الذي يليق بشرف ، وكرامة الإنسان . والاشتراكية
وماذا قالت هذه الهيئة عن الاشتراكية ؟ قالت " كذلك يحمل لفظ الاشتراكية من المعاني المتناقضة ما يجعل استعماله في أي شكل من الأشكال وسيلة لاستغلاله للانحراف بمبادئ العدالة الإنسانية وإشعال حرب الطبقات بين المجتمع" وهنا أيضا غاب عن هذه الهيئة جوهر الاشتراكية وتورطوا ، فنسبوا لها سوء التطبيق ، والتزييف الذي تعرضت له ، كما تعرضت صنوها "الديمقراطية" فالاشتراكية هي "الديمقراطية الاقتصادية" حين كانت الديمقراطية هي "الاشتراكية السياسية" ، وهما لا ينفصلان ، وإنما هما ، للمجتمع الراقي ، كالجناحين للطائر .. فكما أن الطائر لا يستطيع أن يستقل في الجو بجناح واحد، فكذلك المجتمع، لا يستطيع أن ينهض بغيرهما معا ، وغرضهما إحراز كرامة الإنسان . ولقد سبق أن قررنا أن المدنية الغربية الحاضرة إنما أعلنت إفلاسها عن استيعاب طاقة الإنسان المعاصر لأنها عجزت عن الجمع بين الديمقراطية والاشتراكية في جهاز حكومي واحد .. فالإنسان "المعاصر يريد الحرية ، ويرى أن الاشتراكية حق طبيعي له ، ووسيلة لازمة لتحقيق هذه الحرية ، ومن خطل الرأي عنده ، أن يطلب إليه ، أن يتنازل عن حريته لقاء تمتعه بالحقوق التي تكفلها له الاشتراكية ، كما تريد له الشيوعية الماركسية الآن ، أو أن يطلب إليه أن يحقق حريته الديمقراطية في ظل نظام اقتصادي رأسمالي لا تتوفر له فيه حاجة المعدة والجسد إلا بشق الأنفس ، كما تريد له الرأسمالية الغربية." والعبارة التي أوردتها هذه الهيئة في مذكرتها ، وهي قولها "وإشعال حرب الطبقات بين المجتمع" تدل أتم الدلالة على أن الهيئة تعتقد أن الاشتراكية هي الماركسية ، وهذا وهم شائع ، إن جاز أن يتورط فيه قارئ الصحف اليومية العادي ، فلا يجوز أن يتورط فيه نفر يتصدون للكتابة ، ولتوجيه الشعب ، في أمر من أهم أموره ، ألا وهو الدستور ، فإن الماركسية مدرسة من مدارس الاشتراكية ، لها حسناتها ، وعليها سيئاتها وما ينبغي أن نحسب أخطاء الماركسية على الاشتراكية ، بحال من الأحوال : والاشتراكية تعني ببساطة ، أن يكون الناس شركاء في خيرات الأرض ، فلا يكون لبعضهم حق وللبعض الآخر صدقة .. ولقد جاءت كنتيجة طبيعية للصراع الطويل المرير بين " الما عندهم والعندهم" وقبل أن تظهر الاشتراكية العلمية كانت الاشتراكية البدائية ، وهي تعني المشاركة في الخيرات التي لا تضيق بأحد ، ولا يقع عليها الحوز ، ولقد عبر المعصوم عن هذه حين قال "الناس شركاء في ثلاثة: الماء والكلأ والنار" وفي هذا الحديث إشارة رصينة إلى وجوب الاشتراكية بين الناس حين تفيض الخيرات باستغلال الموارد الطبيعية والصناعية ، وهو ما عليه قامت الاشتراكية العلمية:- ولقد ورد في كتاب الجمهوريين "الرسالة الثانية من الإسلام" صفحة 158 عن الاشتراكية الآتي:- ((فالاشتراكية العلمية ، عند الجمهوريين ، تقوم على دعامتين اثنتين ، وفي آن واحد: أولاهما زيادة الإنتاج من مصادر الإنتاج ، وهي المعدن ، والزراعة ، والصناعة ، والحيوان ، وذلك باستخدام الآلة ، والعلم ، وبتجويد الخبرة الإدارية ، والفنية ، وثانيتهما عدالة التوزيع ، وهي تعني ، في مرحلة الاشتراكية أن يكون هناك حد أعلى لدخول الأفراد ، وحد أدنى . على أن يكون الحد الأدنى مكفولا لجميع المواطنين ، بما في ذلك الأطفال ، والعجائز ، والعاجزين عن الإنتاج ، وعلى أن يكون كافيا ليعيش المواطن في مستواه معيشة تحفظ عليه كرامته البشرية ، وأما الحد الأعلى للدخول فيشترط فيه ألا يكون أكبر من الحد الأدنى بأضعاف كثيرة ، حتى لا يخلق طبقة عليا تستنكف أن تتزاوج مع الطبقة ذات الدخول الدنيا .. ومن أجل زيادة الإنتاج وجب تحريم ملكية مصادر الإنتاج ، ووسائل الإنتاج على الفرد الواحد ، أو الأفراد القلائل في صورة شركة ، سواء أكانت شركة إنتاج أو شركة توزيع .. ولا يحل للمواطن أن يملك ملكا فرديا إلا المنزل ، والحديقة حوله ، والأثاث داخله ، والسيارة ، وما إلى ذلك مما لا يتعدى إلى استخدام مواطن استخداما يستغل فيه عرقه لزيادة دخل مواطن آخر. والملكية الفردية ، حتى في هذه الحدود الضيقة ، يجب ألا تكون ملكية عين للأشياء المملوكة ، وإنما هي ملكية ارتفاق بها ، وتظل عينها مملوكة لله ثم للجماعة بأسرها. ((ثم إنه كلما زاد الإنتاج من مصادر الإنتاج اتجهت عدالة التوزيع إلى الإتقان ، وتقريب الفوارق ، وذلك برفع الحد الأدنى وبرفع الحد الأعلى ، على السواء . ولكن رفع الحد الأدنى يكون نسبيا أكبر من رفع الحد الأعلى ، وذلك بغية تحقيق المساواة المطلقة . وعند تحقيق المساواة المطلقة بفضل الله ، ثم بفضل وفرة الإنتاج ، تتحقق الشيوعية ، وهي تعني شيوع خيرات الأرض بين الناس .. فالشيوعية إنما تختلف عن الاشتراكية اختلاف مقدار .. فكأن الاشتراكية إنما هي طور مرحلي نحو الشيوعية ، ولقد عاش المعصوم الشيوعية في قمتها حين كانت شريعته في مستوى آية الزكاة الكبرى "يسألونك ماذا ينفقون قل العفو" ولقد فسر العفو بما يزيد عن الحاجة الحاضرة ، وحديثه عن الأشعريين في مستوى الشيوعية ، وذلك حين قال "كان الأشعريون إذا أملقوا ، أو كانوا على سفر ، فرشوا ثوبا ، فوضعوا عليه ما عندهم من زاد ، فاقتسموه بالسوية ، أولئك قوم أنا منهم ، وهم مني" . وحديث آخر رواه أحد الأصحاب قال ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال "من كان له فضل مال فليعد به على من لا مال له ، ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له ، ومن كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ، ومن كان له فضل ماء فليعد به على من لا ماء له." ثم ذهب يعدد الفصول حتى ظننا أن ليس لأحد حق في فضل) وزيادة الإنتاج إنما تكون باستخدام الآلة ، وبالخبرة العلمية ، والإدارة الرشيدة ، على أسلوب التعاون بين المواطنين المنتجين ، لا على أسلوب الامتلاك المركزي للدولة .. ونحن الجمهوريين حين نتحدث عن الاشتراكية العلمية ، أو عن الشيوعية ، فيما ندعو إليه ، لا نريد مذهب كارل ماركس هذا المعروف باسم الماركسية اللينينية ، بل إننا لنعلم أن اشتراكية كارل ماركس ليست علمية ، وإنما هي متورطة في خطأ أساسي ، وجسيم ، وهو خطأ يشكل أكبر عقبة في سبيل انتصار الاشتراكية في الأرض وهي لن تنتصر إلا إذا صححت هذا الخطأ الأساسي ، وقد وردت الإشارة إلى هذا الخطأ بإيجاز في كتابنا "التحدي الذي يواجه العرب" الصفحة نمرة 14 ، وموعدنا بالتفصيل كتابنا المقبل "الإسلام ديمقراطي اشتراكي" الذي سيصدر قريبا إن شاء الله .
ويحسن أن أنقل أيضا ما جاء في كتاب "التحدي الذي يواجه العرب" الذي ذكر في ختام الفقرات بعاليه:
الماركسية دين ودولة ولكن:
ومع ان كارل ماركس ليس اول اشتراكي، وهو، على التحقيق، لن يكون آخر اشتراكي يفلسف الاشتراكية، وانما هو يمثل مدرسة في الاشتراكية لها حسناتها ولها سيئاتها، وما يوضع في كفة سيئاتها اكثر مما يوضع في كفة حسناتها، الا ان هذا التشويش الفكري قد مكن للشيوعيين الماركسيين ان يوهموا الناس ان الاشتراكية العلمية تبدأ بالماركسية اللينينية وتنتهي بها.. وانك، ان اردت ان تكون اشتراكيا علميا، فلا سبيل لك الا ان تكون ماركسيا. والحق ان الاشتراكية لن تنتصر في الارض، وهي لا بد منتصرة، الا اذا هزمت التفكير المادي الماركسي اللينيني. أو قل صححت الاخطاء الكبيرة، الحاضرة، التي هي السبب في هزيمة الاشتراكية، في روسيا وفي الصين، على السواء. فالماركسية دين يحارب الاديان بالضراوة التي تحارب بها الضرة ضرتها ليخلو لها الجو وهي دين قد طوق علماءه بالعصمة، ورفعهم الى مرتبة الانبياء، بل انه جريا وراء طبيعته الوثنية المادية، قد رفع ماركس ولينين الى درجة الالوهية المعبودة، فترى اتباعه يحجون الى قبر لينين، يطوفون حوله كما يطوف حجيج المسلمين ببيت الله الحرام. فالماركسية دين بلا اله، او قل انه دين إله أنبياءه.. وهذا التأليه فيما يخص ماركس، ولينين، واضح بقدر كاف، ولكنه فيما يخص "ماوتسي تونغ" أوضح بكثير، فأقوال "ماو" في الصين، اليوم، تطبع، وتجلد، وتحمل، في تقديس يشبه تقديس النصارى للانجيل، وتقديس المسلمين للمصحف . و(( ماو )) هو اله الصين اليوم .. والدين الماركسي انما انكر وجود الله لسبب بسيط وهو ان ماركس عندما عجز عن ادراك الله، اتخذ من العجز فضيلة فانكر وجود الله.. والدين الماركسي يدعو الناس من حيث لا يدري ليعودوا الى الوثنية التي خلفتها البشرية منذ آلاف السنين، فهو بذلك دين رجعي ممعن في الرجعية، بل هو أحق بهذا الوصف من الذين يصمهم، دائما، به، من اعدائه.. والحديث عن الماركسية كدين مستغرب بالطبع، والسبب في الاستغراب ان الناس ألفوا الماركسية كفكرة اشتراكية فقط، وما ذاك الا لان ماركس أعطى الاهتمام الاول، في فلسفته، للاقتصاد، واختفى أصل الفلسفة، الا عن الذين يبحثون، ولهؤلاء تظهر الماركسية كفلسفة للانسان والكون.. وههنا يظهر خطلها وقصورها، "فالمادية الديلكتيكية"، وهي فلسفتها، تقول "ان حركة الفكر هي انعكاس للحركة الواقعية منقولة الى دماغ الانسان ومستقرة فيه" و"الحركة الواقعية" عندهم هي حركة العناصر، بما في ذلك الصراع الطبقي، وهي حركة حتمية ميكانيكية، وحتميتها تلقائية فيها.. فهم لا يعترفون ان هذه الحتمية تنبعث عن ارادة محيطة، في عقل كلي، هو الذي يخلق الطبقية، والتاريخ، ويصنعهما.. وههنا يجيء انفصام السلسلة.. وانقطاع الدورة... وتلقائية التحول قد قال بها، قديما، قوم ليسوا فلاسفة، وانما هم جهلة، ولقد قص القرآن علينا من خبرهم ، فقال، جل من قائل: (( وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا، وما يهلكنا الا الدهر، وما لهم بذلك من علم، ان هم الا يظنون * واذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم الا ان قالوا أئتونا بآبائنا ان كنتم صادقين * قل الله يحييكم ، ثم يميتكم ، ثم يجمعكم الى يوم القيامة ، لا ريب فيه ، ولكن اكثر الناس لا يعلمون )) ـ (( وما يهلكنا الا الدهر )) هي موضع الضلال في كل تفكير إلحادي، ((ولكن اكثر الناس لا يعلمون)) هي موطن العلة في كل ملحد.. ولما كان الدين الماركسي معقدا، وصعبا، فهو لم يطلب من اتباعه العلم به، وانما طلب منهم الايمان به - طلب منهم الايمان بالكفر - وهذا هو السبب في تعصب عامة الماركسيين..
قولك:
Quote: وبعيدا عن الصواب في قول استاذكم من عدمه يظل السؤال المحوري : من الذي فوضه لما يدعيه من تعديل واين هذا التفويض ، كيف يتثبت لنا انه مرسل من عند الله لتعديل شريعة آخر الرسل وهو انسان عااادي جدا ؟؟؟
الجواب المحوري بسيط وذلك أن الله فوض أي مسلم بالتفكر والتدبر، قال تعالى: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون"، قال عنها الأستاذ محمود في مقدمة كتاب الإسلام: والله تعالى يقول لنبيه الكريم: ((وأنزلنا إليك الذكـر لتبيـن للناس ما نـزل إليهـم، ولعلهـم يتفكرون..)) والمتأمل في هذه الآية الكريمة يدرك كيف أن الإسلام رسالتان، فإن أول الآية: ((وأنزلنا إليك الذكر)) يعني الرسالتين معا، الأولى والثانية.. ووسط الآية: ((لتبين للناس ما نزل إليهم)) يشير إلى تفصيل الرسالة الأولى التي هي، كما قلنا، أقرب إلى جانب البداية، وآخر الآية: ((ولعلهم يتفكرون)) يشير إلى محاولة الارتفاع من الرسالة الأولى، إلى مستوى الرسالة الثانية، وذلك بإتقان العبادة التي اختطها الله، تبارك وتعالى، للمسلمين، أو قل إن أردت الدقة، ((للمؤمنين))..
ويقول الأستاذ محمود في خاتمة كتاب "تطوير شريعة الأحوال الشخصية":
ومكارم الأخـلاق، جماعها، وقمتـها، حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة.. وأيسر ذلك وأدناه ألا يتعدى الفرد، في قول، ولا في عمـل، على حريات الآخرين.. ولا يتحقق هذا النسق السامي من حسن التصرف إلا بقوة الفكر المروض بأدب شريعة الدين، وأدب حقيقته.. وإنما من أجل ترويض الفكر على هذا النسق العالي من الصفاء، والسلامة، وسعة الإدراك، نزل القرآن، وشرعت الشريعة.. قال تعالى في ذلك: ((وأنزلنا إليك الذكر، لتبين للناس ما نزل إليهم.. ولعلهم يتفكرون..)).. قوله: ((وأنزلنا إليك الذكر))، يعني القرآن جميعه، في مستوياته الثلاثة: الفـرقان، والقرآن، والذكـر.. قـوله: ((لتبين للناس ما نزل إليهم))، يعني ما تدنى، وتنـزل، إلى مستوى فهومهم من سماء أصول القـرآن، إلى أرض فروعه.. ولقد تحدثنا عن الأصول، والفروع، في هذا الكتاب، وفي كتابنا: ((الرسالة الثانية من الإسلام))، بما يغني عن الإعادة هنا.. والمقصود بالتبيين هنا، من قوله: ((لتبين للناس)) إنما هو التبيين بالشرح، وبالتفسير، والتبيين بالتشريع أيضا.. ثـم قـال ((ولعلهم يتفكرون)) فأبان أن الغرض من إنزال القـرآن، ومن تفصيل التشريع، إنما هو ترويض الفكر على الصفاء، الذي هو وسيلة القلب إلى السلامة.. ولا تتم ((مكـارم الأخـلاق)) إلا بالفكر الصافي، والقلب السليم.. الفكر الصافي من كدورة الأوهـام، والخرافات، والأباطيـل.. والقلب السليـم من المخـاوف، التي جعلتـه بيتـاً تعشعـش فيه سخائم الكراهيـة، والحقـد، والحسـد.. إن التحدي الكبير الذي تواجه به حضارة ((التكنولوجية)) العظيمة الدين يتلخـص، جميعه، في كلمة ((السلام)).. فإن الأرض بهذه الحضارة قد توحدت، كما أسلفنا القول.. وهذا الوطن الموحد يطلب إلى سكانه أن يتوحدوا، بصرف النظر عن مللهم، وعن ألسنتهم، وعن ألـوان بشرتهم.. ولا يتـم هذا التوحيد إلا بتنمية، وبتحرير، المواهب المشتركة بين جميع البشر.. وما المواهب المشتركة بينهم جميعاً إلا موهبة القلب، والعقل.. وإنما من أجل تنمية هاتين الموهبتين، ومن أجل تحريرهما جاءت جميع الأديان.. وللأديان، وبخاصة الإسلام، مرحلتان: مرحلة ((العقيـدة))، ومرحلة ((العـلم)).. فأما مرحلة ((العقيـدة)) فإنها تفرق الناس ولا تجمعهم.. والقاعدة فيها: ((كل حزب بما لديهم فرحون)).. لا يجمـع النـاس إلا مرحـلة ((العـلم)). فعلى (العقيـدة)، من ديننا، قامت أمة (المؤمنين).. وعلى (العـلم)، من ديـننا، تجيء أمة (المسلمين).. وهـذه هي الأمة التي ستنتـظم في صفوفـها سائر بشرية هـذا الكوكب.. وإلى ذلك أشار تبارك، وتعالى، حين قال: ((هـو الذي أرسل رسوله، بالهـدى، وديـن الحـق، ليظهره على الدين كله.. وكفى بالله شهيدا))..
وأيضا جاء في مقدمة كتاب "أسئلة وأجوبة" ما يحسن تأمله في تعظيم الفكر:
(الإسلام والقرآن وسيلة، وإنما من أجل رياضة العقول على ((أدب الحق)) و((أدب الحقيقة))، حتى تقوى على دقة التفكير، جاء الإسلام، وأنزل القرآن وشرعت الشريعة.. فأنت، إذا سئلت عن الإسلام، فقل لهم: إنه منهاج حياة، وفقه تراض العقول، لتقوى على دقة التفكير.. والله، تبارك وتعالى، يقول، في ذلك: ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم.. ولعلهم يتفكرون)).. قوله تعالى: ((وأنزلنا إليك الذكر)) يعني القرآن المحتوي على الحقيقة، كلها، وعلى الشريعة، كلها.. الحقيقة التي هي أعلى من مستواك، والحقيقة التي في مستواك، والحقيقة التي في مستوى أمتك.. وعلى الشريعة التي هي في مستواك، والشريعة التي في مستوى أمتك - قوله تعالى: ((لتبين للناس ما نزل إليهم)) يعني لتفصل لهم الشريعة التي يحتاجونها، وطرفاً من الحقيقة التي يطيقونها، مما يزيد في فهمهم، واحترامهم للشريعة.. قوله تعالى: ((و)).. من قوله تعالى: ((ولعلهم يتفكرون))، يعني مرهم أن يعملوا بالشريعة، بعقول مفتوحة، وقلوب حاضرة.. قوله تعالى: ((لعلهم يتفكرون)) هو المعلول، وراء كل العلل، والمطلوب، وراء كل المطالب، والمقصود، وراء كل المقاصد.. يتفكرون في ماذا؟؟ في السموات والأرض؟؟ لا!! ليس فحسب!! فإنما هذا تفكير مقصود لغيره.. مقصود بالحوالة!! وأما التفكير المقصود بالأصالة فهو تفكيركم في أنفسكم.. قال تعالى: ((وفي الأرض آيات للموقنين * وفي أنفسكم!! أفلا تبصرون؟؟))..
مع تحياتي
Post: #4 Title: Re: استجابة لطلب الأستاذ بدر العتاق أضع ندوة � Author: بدر الدين العتاق Date: 10-31-2022, 09:48 PM Parent: #1
شكر الله لك أخي الحبيب أستاذ ياسر
" أنما يعر فالفضل لأهل الفضل "
Post: #6 Title: Re: استجابة لطلب الأستاذ بدر العتاق أضع ندوة � Author: صديق مهدى على Date: 11-01-2022, 08:30 PM Parent: #4
ياسر الشريف انت بالضبط عايز تصل لشنو بكلام دالي ان الشريعة ليس بها دستور
Quote: ياسر الشريف انت بالضبط عايز تصل لشنو بكلام دالي ان الشريعة ليس بها دستور
هو الكلام في الحقيقة كلام الأستاذ محمود. وعندما تتابع المواد المنزلة في هذا البوست سوف تفهم أن الحقوق الأساسية ـ حق الحياة وحق الحرية ـ هما أساس الدستور وأن الشريعة الإسلامية لا تكفل حق الحياة وحق الحرية للكافر مثلا.
Post: #8 Title: Re: استجابة لطلب الأستاذ بدر العتاق أضع ندوة � Author: محمد الزبير محمود Date: 11-02-2022, 05:54 AM Parent: #7
شكرا دكتور ياسر على طول النفس والحضور الدائم كعادتك حبيبنا نحن لن نختلف معكم في حتمية كلام الاستاذ وضرورة الاخذ به وانه الحل لمشاكل المسلمين بل العالم كله ، لو اتي محمود فعلا رسولا من عند الله ، الأمر برمته هو ان محمود يزاول عملا لنبيين : الأول هو نبينا محمد والذي ادعى فيه محمود ان النبي لم يبلغ الرسالة الثانية وانه -اي محمود - هو المكلف بها التبليغ !!! الثاني هي مهمة انزال الرسالة الثانية في القرن العشرين والتي هي من مهام المسيح المحمدي حصريا وبخط يد الاستاذ !!!! وبما ان المسيح المحمدي قد تأجل مجيئه كما قلت انت سابقا وكما اشار د دالي : فمن الذي فوض محمود بممارسة مهام المسيح المحمود وتسريب وتوزيع نسخ من رسالة هذا المسيح الغائب ؟؟؟ والسؤال بطريقة اخرى: من الذي فوضه لما يدعيه من تعديل واين هذا التفويض له من الله ، كيف يتثبت لنا انه مرسل من عند الله لتعديل شريعة آخر الرسل وهو انسان عااادي جدا ؟؟؟ كرما ارجو ان تجيب على سؤالي .. تحياتي
Post: #9 Title: Re: استجابة لطلب الأستاذ بدر العتاق أضع ندوة � Author: علاء سيداحمد Date: 11-02-2022, 08:37 AM Parent: #8
تحياتي الاخ العزيز د.ياسر الشريف وضيوفه الكرام
Quote: بذلك فليست في الشريعة الموروثة ديمقراطية، لأن البشرية في القرن السابع الميلادي لم تكن مستعدة للحكم الديمقراطي، وانما كان الحكم، يومئذ، هو حكم الشورى، وهو حكم الفرد الرشيد الوصي على قوم قصر، والذي قد أمر أن يستشيرهم ليشعرهم بكرامتهم الانسانية، وليعطيهم الفرصة في مباشرة شئونهم، حتى يتعلموا، تحت توجيهه، كيف يحسنون التصرف فيها، ليتأهلوا لمرحلة الحكم الديمقراطي حينما يخرجون من القصور الي الرشد
الكلام المقتبس اعلاه كلام خاطئ وغير صحيح ويخالف نصوص القرآن الكريم جملةَ وتفصيلا . ومن حيث المبدأ الاله العظيم فى كتابه الكريم يدعوا الى الحريات حرية الرأي والفكر حرية الحركة والتنقل والحرية فى البيت وعدم تسوّره من قبل الآخرين وحقوق الانسان مبيناً الاهمية القصوى لقيمة الحـــــــريــــــة فى مـسـيـرة النـــاس . والتسامح قيمة انسانية واسلامية عظيمة فى القرآن الكريم . ويكره الاستعباد والاضطهاد والاستبداد ويدعوا الى التعايش و الحوار و الاعتراف بالآخر ونبذ العنف وسبحانه ابتلى بنى اسرائيل بالتيه لمدة اربعين سنة فى صحراء سيناء وذلك لانهم ولخنوعهم وذلتهم نتيجة للفترة الطويلة التى عاشوها مضطهدين فى مصر نتيجة لقتل الاولاد والابقاء على البنات احياء وقمع فرعون لهم كانوا يرفضون اوامر قادتهم موسى وهارون وكبار القادة ولذلك اراد الله ان يطهرهم من الذل بالعيش فى الصحراء لتطهيرهم من الذل والخنوع واحترام قادتهم والانصياع لاوامرهم .
ومثال النظام الشمولي النظام الديكتاتوري وحكم الفرد حكم ما اُريكم الا ما ارى ويمثله حكم فرعون والملوك الجبابرة ( إِنَّ ٱلْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوٓاْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ ) المولى سبحانه وتعالى صدّق قولها وقال : ( فعلاً كما قالت يفعلون ) ومثال النظام الديمقراطي الحر ويمثله ( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) اي : المسئولين فى الدولة ( الملأ : الجماعة ) عكس الشورى : حيث انهم قلة قليلة من ذوى العقول و الرأي والفهم الثاقب . والشورى : اصلاً من هؤلاء القلة للحاكم فى مواضيع معينة . عكس الديمقراطية فانها لعامة الناس والذين يقومون باختيار من يمثلونهم للكلام نيابة عنهم فى مجلس الدولة .
وأنواع أنظمة الحكم فى القرآن الكريم قمت باعداد بحث فيه واوردته هنا فى سودانيز اون لاين قبل فترة أنواع أنظمة الحكم فى القرآن الكريم أنواع أنظمة الحكم فى القرآن الكريم
Post: #10 Title: Re: استجابة لطلب الأستاذ بدر العتاق أضع ندوة � Author: علاء سيداحمد Date: 11-02-2022, 08:51 AM Parent: #9
وخرجنا من قصة بني اسرائيل فى مصر الفرعونية بمثالين اثنين يبتلى فيهما الله سبحانه وتعالى عباده
1- خاف فرعون من ابناء بني اسرائيل بعد ان اخبره السحرة بأنه سيولد فى بنى اسرائيل طفل سيكون على يديه زوال ملكه فأمر فرعون بقتل ابنائهم والابقاء على بناتهم احياء .
المولى سبحانه وتعالى يبتلى عباده على ما يخافون منه : اوعك تخاف من احد من العالمين حتى لا يبتليك الله . 2- الذل والخنوع للحاكم . اي شعب يخنع لحاكمه يبتليه الله .. المولى لا يريد شعوباً خانعة انما يريد شعوبا حرة .
الشريعة الإسلامية ليست ديموقراطية. وطبعا معروف أن الديمقراطية تعني حكم الشعب بواسطة الشعب. والشريعة الإسلامية لا تكفل حقوق الإنسان فمثلا ليس فيها حق الكفر. هذا الكلام لا يحتمل المغالطة. فقد كان هناك من يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام في المدينة وهم المنافقون. فلو كانت هناك حرية كفر لما أصبحوا منافقين.
ولكنك تقول:
Quote: ومن حيث المبدأ الاله العظيم فى كتابه الكريم يدعوا الى الحريات حرية الرأي والفكر
نعم، أتفق معك، فربنا سبحانه وتعالى يقول: "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، ولكني أستغرب كيف لأحد مثلك يُذهل عن أن هذه الآية منسوخة ولم يقم عليها حكم. ولذلك وجد المنافقون، وقامت حروب الردة على مسلمين، بعد التحاق النبي عليه الصلاة والسلام بربه، رفضوا دفع الزكاة التي كانوا يؤدونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الآيات الناسخة لآيات الإسماح فهي تأمر بقتال أهل الكتاب حتى يسلموا أو يعطوا الجزية: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون." أما المشركين فقد كان خيارهم إما الإسلام وإما القتال: "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد، فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم". أين حرية الرأي والفكر هنا؟
"قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون."
التصويب: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرِّمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون."
Quote: الشريعة الإسلامية ليست ديموقراطية. وطبعا معروف أن الديمقراطية تعني حكم الشعب بواسطة الشعب.
انا اتيت لك بمثال على الديمقراطية فى الحكم من القرآن الكريم وليس بالضرورة ان تكون مشابهه لديمقراطية وستمينستر وفى الاسلام البيعة تمثل حق اختيار الحاكم . والشورى تمثل دوائر صناعة القرار فى ديمقراطية وستمينستر .
Quote: والشريعة الإسلامية لا تكفل حقوق الإنسان فمثلا ليس فيها حق الكفر. هذا الكلام لا يحتمل المغالطة. فقد كان هناك من يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام في المدينة وهم المنافقون. فلو كانت هناك حرية كفر لما أصبحوا منافقين.
فى القرآن الكريم آيات الحرية آيات واضحة وصريحة الدلالة وهى آيات محكمة لا التباس فيها ابدا . والمولى سبحانه وتعالى كفل الحريات الشخصية للفرد حق الايمان وحق الكفر .
والاسلام اصلاً جعل من الانسان مسئولاً عن اختياره ولا يكرهه على خياره ويحاسبه الله يوم القيامة على اختياره . والدولة ليست وصية على ديانات الناس وعقائدهم وخيارهم لان هذا حق الهي وكل الالتباس الحاصل للناس فى هذا الامر انما من الاحاديث المصنوعة فى عهد الدولتين الاموية والعباسية لارهاب الناس واتخاذ تلك الاحاديث وتطويع بعض ايات القرآن الكريم مطية لبلوغ اهداف فى الحكم .( وهى بعيدة كل البعد عن سماحة الاسلام )
- وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ 29 الكهف - آية محكمة وغير منسوخة - لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ - وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ 2-3 الكافرون - آية محكمة وغير منسوخة - لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ الكافرون 6- آية محكمة وغير منسوخة - لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ 256 البقرة- آية محكمة وغير منسوخة - أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ 99 يونس - وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ 99 يونس - وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) البلد - طريق الهدى وطريق الضلالة ( طريق الايمان وطريق الكفر ) -إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) الانسان - الهدى والضلال - الايمان والكفر - فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ48 الشورى - اي موكلاً عليهم حتى يؤمنوا . - لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22) الغاشية - اي مسلطاً عليهم حتى يؤمنوا . الآيات فى هذا الباب كثيرة .
Quote: فمثلا ليس فيها حق الكفر. هذا الكلام لا يحتمل المغالطة. فقد كان هناك من يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام في المدينة وهم المنافقون. فلو كانت هناك حرية كفر لما أصبحوا منافقين
المقتبس اعلاه يقودنا فوراً الى حقوق الاقليات فى عهد النبوة : هذه الاقليات كانت تعيش فى المدينة المنورة على ساكنها افضل الصلاة واتم التسليم بمعاهدات مع النبي عليه السلام ومن اهم شروط تلك المعاهدات عدم معاونة الاعداء على المسلمين . وهؤلاء المنافقين كانوا جواسيس يقومون باعطاء الاعداء اخبار المسلمين وايضاً يقومون بتثبيط همم المسلمين بأخبار كاذبة ولذلك من يقبض عليه كان يقتل فوراً تماماً مثل ما هو الآن : الجاسوس يعدم فى جميع دول العالم قال تعالى : { إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا } 4 التوبة
هؤلاء لو كفروا ولم يعاونوا اعدا المسلمين لكان اهون ولم يعترض طريق كفرهم احد وعندك دليل ظاهر وباهر فى وثيقة صلح الحديبية من رجع من المسلمين الى الكفار لا يتم ارجاعه اليهم .
Quote: نعم، أتفق معك، فربنا سبحانه وتعالى يقول: "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، ولكني أستغرب كيف لأحد مثلك يُذهل عن أن هذه الآية منسوخة ولم يقم عليها حكم. ولذلك وجد المنافقون، وقامت حروب الردة على مسلمين،
آية فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ليست منسوخة انما هى آية محكمة اعطنى مثال واحدا على شخص او اشخاص كفر- كفروا وحكم عليهم النبي عليه السلام بموجب تعاليم الاسلام .
Quote: وقامت حروب الردة على مسلمين
حروب الردة كانت لاسباب معروفة
1- منع الزكاة . 2- رفع السلاح فى وجه المسلمين . حيث انّ ردتهم لم تكن ردة فقط عن الاسلام انما ردة عن الاسلام ومحاربة المسلمين لذلك ابوبكر حاربهم .
-فى البداية رفضوا دفع الزكاة وقال ابابكر لو منعوا عقال بعير كانوا يدفعونه للنبي لحاربتهم عليه .عمر رضى الله عنه قال : لا نستطيع ان نرغمهم على الدفع . ولكنهم رفعوا السلاح عندها قال عمر فلنحاربهم يا ابابكر .
Quote: أما الآيات الناسخة لآيات الإسماح فهي تأمر بقتال أهل الكتاب حتى يسلموا أو يعطوا الجزية: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون." أما المشركين فقد كان خيارهم إما الإسلام وإما القتال: "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد، فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم". أين حرية الرأي والفكر هنا؟
يا ياسر انتا بتجيب الكلام دا من وين ؟
بالنسبة للجهاد : الاله العظيم فى سورة التوبة ذكر سبحانه سبب الجهاد الهجومى على المشركين والكافرين وأهل الكتاب على حد سواء حيث ان مشركى مكة واليهود والنصارى وبعض القبائل والمعاهدين فى المدينة المنورة بدأوا ينغضون عهودهم مع المسلمين ويخونونهم ولهذا انزل الله تعالى على رسوله ان يبلغ هؤلاء انه فى حِــــــل من عهودهم بعد أربعة أشهر ماعدا المعاهدين الذين لم يخونوكم ولم ينقضوا شيئاً فى عهدهم ولم يحرضوا عليكم أحداً فهؤلاء لابد من ايفاء عهودهم الى مدتهم المضروبة . واما الآخرين اذا كانت مثلاً المدة المتبقية لاحد هؤلاء المعاهدين شهر واحد يجب مد فترة سريان عهده حتى انتهاء مدة الاربعة اشهر ومن كانت المدة المتبقية اكثر من اربعة اشهر يجب انقاص المدة حتى نهاية الاربعة اشهر . ثم خاطب الله نبيه ان يبلغ هؤلاء هذا الامر ويخبرهم انه يريد حربهم بعد انتهاء مدة الاربعة اشهر حيث بعث النبي ابوبكر اميراً على الحج من سنة 9 هجرية ليقيم للناس حجهم ونزلت براءة على النبي فبعث علي بن ابي طالب كرم الله وجهه لينادي فى الناس فى الحرم عن نقض النبي لعهوده مع من عاهده وامهاله لهم لمدة اربعة اشهر .
Post: #14 Title: Re: استجابة لطلب الأستاذ بدر العتاق أضع ندوة � Author: علاء سيداحمد Date: 11-03-2022, 07:26 AM Parent: #13
Quote: أن الحقوق الأساسية ـ حق الحياة وحق الحرية ـ هما أساس الدستور وأن الشريعة الإسلامية لا تكفل حق الحياة وحق الحرية للكافر مثلا.
وأيضاً الكلام المقتبس اعلاه غير صحيح ابداً وبنصوص آيات صريحة فى ان الاسلام يكفل حق الحياة للمسلم و للكافر المقيم بين أظهر المسلمين :
أمثلة للدلالة قال تعالى - { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ }33 الاسراء - هنا النفس عام مسلم وغير مسلم - {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ} 151 الانعام - هنا النفس عام مسلم وغير مسلم - {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا }32 المائدة هنا النفس ايضاً عام مسلم وغير مسلم . الامثلة كثيرة .
- حق الحرية للكافر : تم الحديث عنه فى مشاركة سابقة .
Quote: انا اتيت لك بمثال على الديمقراطية فى الحكم من القرآن الكريم وليس بالضرورة ان تكون مشابهه لديمقراطية وستمينستر وفى الاسلام البيعة تمثل حق اختيار الحاكم . والشورى تمثل دوائر صناعة القرار فى ديمقراطية وستمينستر .
الديمقراطية تعريفها هو "حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب". أما نظام الحكم الإسلامي الذي تم تطبيقه في المدينة بعد النبي عليه الصلاة والسلام فقد كان عن طريق الاختيار والبيعة لسيدنا أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، من سيدنا عمر، رضي الله عنه، في سقيفة بني ساعدة. وعندما اقتربت الوفاة من سيدنا أبي بكر عيَّن عمر خليفة بعده. وعندما اقتربت الوفاة من سيدنا عمر عين ستة من الأصحاب يختارون الخليفة من بينهم وجعل معهم ابنه عبد الله كي يرجح باختيار الخليفة إذا تساوت الأصوات ثلاثة إلى ثلاثة، على ألا يكون عبد الله من المرشحين، وقد تم اختيار سيدنا عثمان رضي الله عنه بهذه الطريقة. طريقة اختيار الخليفة في الحالات الثلاث كانت لأهل الحل والعقد، ولم تكن لكل أهل المدينة، دع عنك أهل بقية الأمصار. وغني عن القول أن غير المسلمين لم يشاركوا فيها، كما لم تشارك فيها حتى نساء المسلمين. إذن الخلافة نظام تكون السلطة فيه لقلة مختارة، وليس نظاما ديمقراطيا.
وقد قلت في مداخلة لك سابقة عن الملكة بلقيس:
Quote: ومثال النظام الديمقراطي الحر ويمثله ( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) اي : المسئولين فى الدولة ( الملأ : الجماعة )
وهذا ليس مثالا للنظام الديمقراطي الحر، بل هو نظام ملكي سلطوي "إِنِّى وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَىْءٍۢ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ".
الجدير بالذكر أن ديمقراطية الإغريق القديمة لم تكن تسمح بمشاركة العبيد والنساء.
تقول في مداخلتك قبل الأخيرة:
Quote: فى القرآن الكريم آيات الحرية آيات واضحة وصريحة الدلالة وهى آيات محكمة لا التباس فيها ابدا . والمولى سبحانه وتعالى كفل الحريات الشخصية للفرد حق الايمان وحق الكفر .
نعم القرآن في أصوله كفل حرية الاعتقاد وحق الإيمان وحق الكفر، ولكن هذه الأصول منسوخة، بمعنى مرجأة إلى أن يحين حينها. واستعاض الإسلام في مستوى شريعته عن حرية الاعتقاد بفرض الإسلام على غير المسلمين كما جاء فيما سمي بآيات الجهاد. في مداخلة مقبلة سوف أضع مقالا مفيدا في هذه المسألة. ولو لم يقم الجهاد لإعلاء كلمة "لا إله إلا الله" لما فتحت الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر إلخ.. وهناك الحديث النبوي : "عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحقها وأمرهم إلى الله" وفي صيغة أخرى: "عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى رواه البخاري ومسلم ." وكظل لهذا الحديث وآية السيف جاء قتل المرتد في الشريعة الإسلامية: حديث "من بدل دينه فاقتلوه" وحديث "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة". وكلام الشيخ القرضاوي، عليه رحمة الله، صحيح في موضوع الردة وموقف الشريعة منها في ذلك الوقت.
قولك:
Quote: حروب الردة كانت لاسباب معروفة
1- منع الزكاة . 2- رفع السلاح فى وجه المسلمين . حيث انّ ردتهم لم تكن ردة فقط عن الاسلام انما ردة عن الاسلام ومحاربة المسلمين لذلك ابوبكر حاربهم .
-فى البداية رفضوا دفع الزكاة وقال ابابكر لو منعوا عقال بعير كانوا يدفعونه للنبي لحاربتهم عليه .عمر رضى الله عنه قال : لا نستطيع ان نرغمهم على الدفع . ولكنهم رفعوا السلاح عندها قال عمر فلنحاربهم يا ابابكر .
المرتدون رفضوا دفع الزكاة بعد انتقال النبي عليه الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى وقالوا: "إنا لنشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ونصلي ونصوم ولكنا لا نؤتي أموالنا. إنها الجزية والله" ولذلك قرر سيدنا أبوبكر محاربتهم فقال له سيدنا عمر: أتقاتل من يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟ فقال له: والله لأحاربن من فرّق بين الصلاة والزكاة. والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله لحاربتهم عليه" وبعدها اقتنع سيدنا عمر بما ذهب إليه سيدنا أبو بكر. وهكذا تمت الحرب التي بسطت سيطرة وسطوة الدولة الناشئة.
قولك:
Quote: بالنسبة للجهاد : الاله العظيم فى سورة التوبة ذكر سبحانه سبب الجهاد الهجومى على المشركين والكافرين وأهل الكتاب على حد سواء حيث ان مشركى مكة واليهود والنصارى وبعض القبائل والمعاهدين فى المدينة المنورة بدأوا ينغضون عهودهم مع المسلمين ويخونونهم ولهذا انزل الله تعالى على رسوله ان يبلغ هؤلاء انه فى حِــــــل من عهودهم بعد أربعة أشهر ماعدا المعاهدين الذين لم يخونوكم ولم ينقضوا شيئاً فى عهدهم ولم يحرضوا عليكم أحداً فهؤلاء لابد من ايفاء عهودهم الى مدتهم المضروبة . واما الآخرين اذا كانت مثلاً المدة المتبقية لاحد هؤلاء المعاهدين شهر واحد يجب مد فترة سريان عهده حتى انتهاء مدة الاربعة اشهر ومن كانت المدة المتبقية اكثر من اربعة اشهر يجب انقاص المدة حتى نهاية الاربعة اشهر . ثم خاطب الله نبيه ان يبلغ هؤلاء هذا الامر ويخبرهم انه يريد حربهم بعد انتهاء مدة الاربعة اشهر حيث بعث النبي ابوبكر اميراً على الحج من سنة 9 هجرية ليقيم للناس حجهم ونزلت براءة على النبي فبعث علي بن ابي طالب كرم الله وجهه لينادي فى الناس فى الحرم عن نقض النبي لعهوده مع من عاهده وامهاله لهم لمدة اربعة اشهر .
قولك هذا تطفيف لأمر الجهاد والغزوات والفتوحات الإسلامية في زمن النبي عليه الصلاة والسلام وفي زمن الخلفاء الراشدين. هل كل هؤلاء الشعوب تم غزوهم لأنهم نقضوا العهد الذي قطعوه مع النبي؟ أرجو أن تكتمل المداخلة بإثبات ما كتبه الأستاذ محمود عن الجهاد في كتابه "الرسالة الثانية من الإسلام":
Quote: الجهاد ليس أصلا في الإسلام
الأصل في الإسلام أن كل انسان حر ، الى أن يظهر ، عمليا ، عجزه عن التزام واجب الحرية ، ذلك بأن الحرية حق طبيعي ، يقابله واجب واجب الأداء ، وهو حسن التصرف في الحرية ، فإذا ظهر عجز الحر عن التزام واجب الحرية صودرت حريته ، عندئذ، بقانون دستوري ، والقانون الدستوري ، كما سلفت إلى ذلك الإشارة ، هو القانون الذي يوفق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة ، وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة ، وقد قررنا آنفا أن ذلك هو قانون المعاوضة . هذا الأصل هو أصل الأصول ، وللوفاء به بدئت الدعوة إلى الإسلام بآيات الاسماح ، وذلك في مكة ، حيث نزلت (( ادع الى سبيل ربك بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن ، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ، وهو أعلم بالمهتدين )) وأخواتها ، وهن كثيرات ، وقد ظل أمر الدعوة على ذلك ثلاث عشرة سنة ، نزل أثناءها كثير من القرآن المعجز ، وتخرج أثناءها من المدرسة الجديدة ، كثير من النماذج الصالحة ، من الرجال والنساء والصبيان . وكان المسلمون الأولون يكفون أذاهم عن المشركين ، ويحتملون الأذى ، ويضحون ، في صدق ومروءة ، في سبيل نشر الدين ، بكل أطايب العيش ، لا يضعفون ولا يستكينون .. يبينون بالقول البليغ ، وبالنموذج الصادق ، واجب الناس ، في هذه الحياة ، نحو ربهم ، بإخلاص عبادته ، ونحو بعضهم ، بصلة الرحم ، وإصلاح ذات البين . والله سبحانه وتعالى يقول (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) ولقد أعطانا من نعم العقل ، والجسد ، وأطايب العيش ، ما يمكننـا من عبادته وعرفان فضله . ويقول (( إن الله يأمر بالعدل ، والاحسان ، وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء ، والمنكر ، والبغي ، يعظكم لعلكم تذكرون )) ويقول (( ولا تقتلوا أولادكم من املاق ، نحن نرزقكم وإياهم ، ولا تقربوا الفواحش ، ما ظهر منها وما بطن ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ذلكم وصاكم به ، لعلكم تعقلون )).. كل ذلك جاء به القرآن في الدين الجديد ، وبلغه النبي وأصحابه ، بالقول ، وبالسيرة ، وفيه لأمر الناس صلاح وفلاح ، فإذا أصر الناس، بعد ذلك ، على عبادة الحجر الذي ينحتون ، وعلى قطع الرحم ، وقتل النفس ، ووأد البنت ، فقد أساءوا التصرف في حريتهم ، وعرضوها للمصادرة ، ولم يكن هناك قانون لمصادرتها ، فلم يبق إلا السيف ، وكذلك صودرت . وبعد أن كان العمل بقوله تعالى (( فذكر انما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر )) انتقل الى قوله تعالى (( الا من تولى وكفر * فيعذبه الله العذاب الأكبر )) فكأنه قال أما من تولى وكفر فقد جعلنا لك عليه السيطرة ، فيعذبه الله بيدك العذاب الأصغر بالقتال ، ثم يعذبه العذاب الأكبر بالنار. (( إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم )) واعتبرت الآيتان السابقتان منسوختين بالآيتين التاليتين ، وكذلك نسخت جميع آيات الاسماح ، وهن الأصل ، بآية السيف وأخواتها ، وهن فرع أملته الملابسة الزمانية ، وقصور الطاقة البشرية ، يومئذ ، عن النهوض بواجب الحرية . ومن ههنا جاء حديث المعصوم حين قال (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله . فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحقها ، وأمرهم الى الله )) . وقد ظن بعض علماء المسلمين أن حروب الإسلام لم تكن إلا دفاعية ، وهذا خطأ قادهم اليه حرصهم على دفع فرية بعض المستشرقين الذين زعموا أن الإسلام إنما استعمل السيف لينتشر . والحق أن السيف إنما استعمل لمصادرة حرية أسئ استعمالها ، وقد تلبث بذلك ثلاثة عشر عاما يدعو الى واضحة من أمر الفرد ، وأمر الجماعة ، فلما لم ينهضوا بأعباء حريتهم ، ولما لم يحسنوا التصرف فيها ، نزع من أيديهم قيامهم بأمر أنفسهم ، وجعل النبي وصيا عليهم ، حتى يبلغوا سن الرشد . فإذا دخلوا في الدين الجديد ، فحرموا من دمائهم وأموالهم ما حرم ، ووصلوا من رحمهم ما أمر به أن يوصل ، رفع عنهم السيف ، وجعلت مصادرة حرية المسئ إلى القانون الجديد ، وكذلك جاء التشريع الإسلامي ، ونشأت الحكومة الجديدة . وكل ما يقال عن تبرير استعمال الإسلام للسيف هو أنه لم يستعمله كمدية الجزار ، وإنما استعمله كمبضع الطبيب . وكانت عنده الحكمة الكافية ، والرحمة الكافية ، والمعرفة الكافية ، التي تجعله طبيبا لأدواء القلوب . ولقد قال تعالى في ذلك (( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ، وأنزلنا معهم الكتاب ، والميزان ، ليقوم الناس بالقسط ، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ، ومنافع للناس ، وليـعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ، إن الله قوي عزيز )) قوله (( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات )) يعني بالدلائل القواطع على صدق دعواهم ، (( وأنزلنا معهم الكتاب)) يعني (( لا إله إلا الله )) و (( الميزان )) يعني الشريعة لوزن ما بين العبد والرب ، وما بين العبد والعبد ، و (( ليقوم الناس بالقسط )) يعني ليعدلوا في المعاملة ، وقوله (( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ، ومنافع للناس )) يعني وشرعنا القتال بالسيف في مصادرة حرية من لا يحسن التصرف في الحرية ، حتى يرده بأس السيف إلى صوابه ، فيـحرز يومئذ حريته ، وينتـفع بحياته .. هذا بالطبع إلى ما للحديد من منافع أخرى لا تحتاج منا الى إشارة . وقوله (( وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب )) يعلم علم تجربة لكم ، لأن القتال كره للنفوس .. ليعلم من يحتمل مكروه الحرب في سبيل الله لنصرة المستضعفين ، بإقامة القسط بين كل فرد وبين نفسه ، وبينه وبين الآخرين ، وقـوله (( إن الله قوي عزيز )) يعني بالقوي الذي لا يحتاج لنصرة ناصر ، و (( عزيز )) يعني لا ينال ما عنده إلا به ، وما عنده في هذا المقام هو النصر ، فكأنه يشير إشارة لطيفة إلى قوله تعالى (( إن تنصروا الله ينصركم ، ويثبت أقدامكم )) إن تنصروا الله بنصرة أنبيائه لإقامة القسط ، ينصركم الله على أنفسكم ، وهذا يعني ، بعبارة أخرى ، إن تنصروا الله في الجهاد الأصغر ، ينصركم في الجهاد الأكبر ، حيث لا قوة لكم إلا به ، ولا ناصر لكم إلا هو . (( ويثبت أقدامكم )) يعني يطمئن قلوبكم . وتثبيت الأقدام الحسية غير مجحود في مقام النصرة . ومن الحكمة في طب أدواء القلوب أن تبدأ الدعوة باللين ، وألا يلجأ الى الشدة إلا حين لا يكون منها بد ، فإن الكي آخر الدواء . وما العذاب بالقتل بالسيف في الدنيا إلا طرف من عذاب الآخرة بالنار ، وليس لعذاب الآخرة موجب إلا الكفر ، وكذلك الأمر في القتال .. فإن هو أضاف الى الكفر دعوة إلى الكفر ، وصداً عن سبيل الله ، فقد أصبح قتاله وقتله أوجب ، وإلا فهو مقاتل بكفره لا محالة ، قال تعالى (( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونها ، ثم تكون عليهم حسرة ، ثم يغلبون ، والذين كفروا الى جهنم يحشرون * ليميز الله الخبيث من الطيب ، ويجعل الخبيث بعضه على بعض ، فيركمه جميعا ، فيجعله في جهنم ، أولئك هـم الخاسرون * قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ، وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين * وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ، ويكون الدين كله لله ، فإن انتهوا فان الله بما يعملون بصير )) تأمل قوله تعالى (( والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ليميز الله الخبيث من الطيب )) تجد أن موجب العذاب هو الكفر (( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ؟ وكان الله شاكرا عليما )) . وقـولـه (( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة )) يعني حتى لا يكون شرك ، ودعوة إلى الشرك ، وصد عن سبيل الإيمان . وقوله (( ويكون الدين كله لله )) هو غرض القتال الأصلي (( وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه )) ذلك أمر الله . والله بالغ أمره ولو كره الكافرون . وقال تعالى في موضع آخر (( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ، ويكون الدين لله ، فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين )) والظالمون على مستويين: مستـوى من يجعل الدين لغير الله ، ويصر على ذلك ، ومستوى من يذعن لله بالطاعة ولكنه يتعدى على حقوق الناس ، ويحيف عليهم . وفي الآية أمر بمصادرة حرية من يسئ التصرف في الحرية ، وإنما تكون المصادرة على مستوى الاساءة . فللجاحدين قانون الحرب ، وبأس الحديد . وللمعتدين على حقوق الناس قانون السلام ، وفصل الحقوق . وهذا معنى قوله تعالى (( فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين )) . والنزول من المعنى الأصلي الى المعنى الفرعي يعني النزول من مستوى الإسلام الى مستوى الإيمان ، ومن ههنا يجب أن يفهم قوله تعالى (( وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ، ولعلهم يتفكرون )) قوله (( وأنزلنا اليك الذكر )) يعني القرآن كله ، مشتملا على الأصل - الإسلام- والفرع – الإيمان . وقوله (( لتبين للناس ما نزل إليهم )) يعني لتفصل بالتشريع ، وألوان التبيين ، للمؤمنين ما نزل إلى مستواهم . قوله (( ولعلهم يتفكرون )) يعني لعل الفكر ، أثناء العمل بالفروع ، يقودهم الى الأصل الذي لم يطيقوه أول أمرهم . وفي ذلك إشارة بالغة اللطف إلى السير في مراقي الإسلام المختلفة ، مبتدئا بالإسلام الأول ، صاعدا بوسائل الفكر الصافي ، والقول المسدد ، والعمل المخلص . فإنه (( إليه يصعد الكلم الطيب ، والعمل الصالح يرفعه )) . نخلص مما تقدم الى تقرير أمر هام جدا ، وهو أن كثيرا من صور التشريع الذي بين أيدينا الآن ليست مراد الإسلام بالأصالة . وإنما هي تنزل لملابسة الوقت والطاقة البشرية .
Quote: الجهاد ليس أصلا في الإسلام
الأصل في الإسلام أن كل انسان حر ، الى أن يظهر ، عمليا ، عجزه عن التزام واجب الحرية ، ذلك بأن الحرية حق طبيعي ، يقابله واجب واجب الأداء ، وهو حسن التصرف في الحرية ، فإذا ظهر عجز الحر عن التزام واجب الحرية صودرت حريته ، عندئذ، بقانون دستوري ، والقانون الدستوري ، كما سلفت إلى ذلك الإشارة ، هو القانون الذي يوفق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة ، وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة ، وقد قررنا آنفا أن ذلك هو قانون المعاوضة . هذا الأصل هو أصل الأصول ، وللوفاء به بدئت الدعوة إلى الإسلام بآيات الاسماح ، وذلك في مكة ، حيث نزلت (( ادع الى سبيل ربك بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن ، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ، وهو أعلم بالمهتدين )) وأخواتها ، وهن كثيرات ، وقد ظل أمر الدعوة على ذلك ثلاث عشرة سنة ، نزل أثناءها كثير من القرآن المعجز ، وتخرج أثناءها من المدرسة الجديدة ، كثير من النماذج الصالحة ، من الرجال والنساء والصبيان . وكان المسلمون الأولون يكفون أذاهم عن المشركين ، ويحتملون الأذى ، ويضحون ، في صدق ومروءة ، في سبيل نشر الدين ، بكل أطايب العيش ، لا يضعفون ولا يستكينون .. يبينون بالقول البليغ ، وبالنموذج الصادق ، واجب الناس ، في هذه الحياة ، نحو ربهم ، بإخلاص عبادته ، ونحو بعضهم ، بصلة الرحم ، وإصلاح ذات البين . والله سبحانه وتعالى يقول (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) ولقد أعطانا من نعم العقل ، والجسد ، وأطايب العيش ، ما يمكننـا من عبادته وعرفان فضله . ويقول (( إن الله يأمر بالعدل ، والاحسان ، وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء ، والمنكر ، والبغي ، يعظكم لعلكم تذكرون )) ويقول (( ولا تقتلوا أولادكم من املاق ، نحن نرزقكم وإياهم ، ولا تقربوا الفواحش ، ما ظهر منها وما بطن ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ذلكم وصاكم به ، لعلكم تعقلون )).. كل ذلك جاء به القرآن في الدين الجديد ، وبلغه النبي وأصحابه ، بالقول ، وبالسيرة ، وفيه لأمر الناس صلاح وفلاح ، فإذا أصر الناس، بعد ذلك ، على عبادة الحجر الذي ينحتون ، وعلى قطع الرحم ، وقتل النفس ، ووأد البنت ، فقد أساءوا التصرف في حريتهم ، وعرضوها للمصادرة ، ولم يكن هناك قانون لمصادرتها ، فلم يبق إلا السيف ، وكذلك صودرت . وبعد أن كان العمل بقوله تعالى (( فذكر انما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر )) انتقل الى قوله تعالى (( الا من تولى وكفر * فيعذبه الله العذاب الأكبر )) فكأنه قال أما من تولى وكفر فقد جعلنا لك عليه السيطرة ، فيعذبه الله بيدك العذاب الأصغر بالقتال ، ثم يعذبه العذاب الأكبر بالنار. (( إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم )) واعتبرت الآيتان السابقتان منسوختين بالآيتين التاليتين ، وكذلك نسخت جميع آيات الاسماح ، وهن الأصل ، بآية السيف وأخواتها ، وهن فرع أملته الملابسة الزمانية ، وقصور الطاقة البشرية ، يومئذ ، عن النهوض بواجب الحرية . ومن ههنا جاء حديث المعصوم حين قال (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله . فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحقها ، وأمرهم الى الله )) . وقد ظن بعض علماء المسلمين أن حروب الإسلام لم تكن إلا دفاعية ، وهذا خطأ قادهم اليه حرصهم على دفع فرية بعض المستشرقين الذين زعموا أن الإسلام إنما استعمل السيف لينتشر . والحق أن السيف إنما استعمل لمصادرة حرية أسئ استعمالها ، وقد تلبث بذلك ثلاثة عشر عاما يدعو الى واضحة من أمر الفرد ، وأمر الجماعة ، فلما لم ينهضوا بأعباء حريتهم ، ولما لم يحسنوا التصرف فيها ، نزع من أيديهم قيامهم بأمر أنفسهم ، وجعل النبي وصيا عليهم ، حتى يبلغوا سن الرشد . فإذا دخلوا في الدين الجديد ، فحرموا من دمائهم وأموالهم ما حرم ، ووصلوا من رحمهم ما أمر به أن يوصل ، رفع عنهم السيف ، وجعلت مصادرة حرية المسئ إلى القانون الجديد ، وكذلك جاء التشريع الإسلامي ، ونشأت الحكومة الجديدة . وكل ما يقال عن تبرير استعمال الإسلام للسيف هو أنه لم يستعمله كمدية الجزار ، وإنما استعمله كمبضع الطبيب . وكانت عنده الحكمة الكافية ، والرحمة الكافية ، والمعرفة الكافية ، التي تجعله طبيبا لأدواء القلوب . ولقد قال تعالى في ذلك (( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ، وأنزلنا معهم الكتاب ، والميزان ، ليقوم الناس بالقسط ، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ، ومنافع للناس ، وليـعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ، إن الله قوي عزيز )) قوله (( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات )) يعني بالدلائل القواطع على صدق دعواهم ، (( وأنزلنا معهم الكتاب)) يعني (( لا إله إلا الله )) و (( الميزان )) يعني الشريعة لوزن ما بين العبد والرب ، وما بين العبد والعبد ، و (( ليقوم الناس بالقسط )) يعني ليعدلوا في المعاملة ، وقوله (( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ، ومنافع للناس )) يعني وشرعنا القتال بالسيف في مصادرة حرية من لا يحسن التصرف في الحرية ، حتى يرده بأس السيف إلى صوابه ، فيـحرز يومئذ حريته ، وينتـفع بحياته .. هذا بالطبع إلى ما للحديد من منافع أخرى لا تحتاج منا الى إشارة . وقوله (( وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب )) يعلم علم تجربة لكم ، لأن القتال كره للنفوس .. ليعلم من يحتمل مكروه الحرب في سبيل الله لنصرة المستضعفين ، بإقامة القسط بين كل فرد وبين نفسه ، وبينه وبين الآخرين ، وقـوله (( إن الله قوي عزيز )) يعني بالقوي الذي لا يحتاج لنصرة ناصر ، و (( عزيز )) يعني لا ينال ما عنده إلا به ، وما عنده في هذا المقام هو النصر ، فكأنه يشير إشارة لطيفة إلى قوله تعالى (( إن تنصروا الله ينصركم ، ويثبت أقدامكم )) إن تنصروا الله بنصرة أنبيائه لإقامة القسط ، ينصركم الله على أنفسكم ، وهذا يعني ، بعبارة أخرى ، إن تنصروا الله في الجهاد الأصغر ، ينصركم في الجهاد الأكبر ، حيث لا قوة لكم إلا به ، ولا ناصر لكم إلا هو . (( ويثبت أقدامكم )) يعني يطمئن قلوبكم . وتثبيت الأقدام الحسية غير مجحود في مقام النصرة . ومن الحكمة في طب أدواء القلوب أن تبدأ الدعوة باللين ، وألا يلجأ الى الشدة إلا حين لا يكون منها بد ، فإن الكي آخر الدواء . وما العذاب بالقتل بالسيف في الدنيا إلا طرف من عذاب الآخرة بالنار ، وليس لعذاب الآخرة موجب إلا الكفر ، وكذلك الأمر في القتال .. فإن هو أضاف الى الكفر دعوة إلى الكفر ، وصداً عن سبيل الله ، فقد أصبح قتاله وقتله أوجب ، وإلا فهو مقاتل بكفره لا محالة ، قال تعالى (( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونها ، ثم تكون عليهم حسرة ، ثم يغلبون ، والذين كفروا الى جهنم يحشرون * ليميز الله الخبيث من الطيب ، ويجعل الخبيث بعضه على بعض ، فيركمه جميعا ، فيجعله في جهنم ، أولئك هـم الخاسرون * قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ، وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين * وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ، ويكون الدين كله لله ، فإن انتهوا فان الله بما يعملون بصير )) تأمل قوله تعالى (( والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ليميز الله الخبيث من الطيب )) تجد أن موجب العذاب هو الكفر (( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ؟ وكان الله شاكرا عليما )) . وقـولـه (( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة )) يعني حتى لا يكون شرك ، ودعوة إلى الشرك ، وصد عن سبيل الإيمان . وقوله (( ويكون الدين كله لله )) هو غرض القتال الأصلي (( وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه )) ذلك أمر الله . والله بالغ أمره ولو كره الكافرون . وقال تعالى في موضع آخر (( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ، ويكون الدين لله ، فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين )) والظالمون على مستويين: مستـوى من يجعل الدين لغير الله ، ويصر على ذلك ، ومستوى من يذعن لله بالطاعة ولكنه يتعدى على حقوق الناس ، ويحيف عليهم . وفي الآية أمر بمصادرة حرية من يسئ التصرف في الحرية ، وإنما تكون المصادرة على مستوى الاساءة . فللجاحدين قانون الحرب ، وبأس الحديد . وللمعتدين على حقوق الناس قانون السلام ، وفصل الحقوق . وهذا معنى قوله تعالى (( فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين )) . والنزول من المعنى الأصلي الى المعنى الفرعي يعني النزول من مستوى الإسلام الى مستوى الإيمان ، ومن ههنا يجب أن يفهم قوله تعالى (( وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ، ولعلهم يتفكرون )) قوله (( وأنزلنا اليك الذكر )) يعني القرآن كله ، مشتملا على الأصل - الإسلام- والفرع – الإيمان . وقوله (( لتبين للناس ما نزل إليهم )) يعني لتفصل بالتشريع ، وألوان التبيين ، للمؤمنين ما نزل إلى مستواهم . قوله (( ولعلهم يتفكرون )) يعني لعل الفكر ، أثناء العمل بالفروع ، يقودهم الى الأصل الذي لم يطيقوه أول أمرهم . وفي ذلك إشارة بالغة اللطف إلى السير في مراقي الإسلام المختلفة ، مبتدئا بالإسلام الأول ، صاعدا بوسائل الفكر الصافي ، والقول المسدد ، والعمل المخلص . فإنه (( إليه يصعد الكلم الطيب ، والعمل الصالح يرفعه )) . نخلص مما تقدم الى تقرير أمر هام جدا ، وهو أن كثيرا من صور التشريع الذي بين أيدينا الآن ليست مراد الإسلام بالأصالة . وإنما هي تنزل لملابسة الوقت والطاقة البشرية .
+A-A قراؤنا من مستخدمي إنستجرام يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام إضغط هنا للإشتراك
لا نبالغ إذا قلنا أن آية السيف قد غيرت وجه العالم، وصنعت تاريخه. بفضلها شكل المسلمون مملكة مترامية الأطراف، لا تغيب الشمس عنها إلا قليلا، وبفضلها انتشر الدين الإسلامي من الحجاز شرقا، إلى أوروبا غربا، مرورا بأفريقيا. وبفضلها سقطت دول وممالك وأمبرطوريات وحضارات. نقلت المتمسكين بها والمتكئين عليها من الصحراء اللاهبة، إلى الجنان الوارفة، ومن شظف العيش وجحيمه، إلى رغده ونعيمه، ومن بيوت الشعر، إلى الدور والقصور. لقد اتفق كل العلماء والمفسرين على تسميتها بآية السيف، وهي الآية الخامسة من سورة التوبة، التي تسمى سورة براءة أيضا. ولقد أصابوا في تسميتهم تلك. فقد كانت فعلا لا قولا، سيفا بتارا على رقاب الآخرين. إذ خلقت بالتعاون مع (الآية 29) مفهوما جديدا لم يكن معروفا من قبل، للعلاقة المتوجبة بين المسلمين وغير المسلمين، وهم أشقاء وأخوة وأبناء عمومة وأقرباء. ورسمت بدقة حدود هذه العلاقة. مما أحدث واقعا جديدا على الأرض بينهما. وتولت (الآيات 14و28و30) إيضاح الأسباب الموجبة لهذه العلاقة. لقد أمرت آية السيف المسلمين بقتل المشركين أينما وجدوهم (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم) أي لا ترفعوا السيف عن رقاب المشركين حتى يضطروا إلى القتل، أو إلى الإسلام. فإن تابوا أي أسلموا. خلوا سبيلهم. (انظر تفسير الجلالين). ونفس الأمر وجهته للمسلمين الآية (73) (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير). والآية (123) (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين). وحسب تفسير الجلالين فإن معنى كلمة (يلونكم من الكفار) هو: الأقرب فالأقرب من الكفار. وينقل محمد عبد السلام فرج أحد أكبر وأشهر القادة الإسلاميين في مصر آراء وشروحات المفسرين في هذه الآية، في كتابه الشهير (الجهاد الفريضة الغائبة) فيقول: (قال الحافظ ابن كثير في تفسير الآية: قال الضحاك بن مزاحم: أنها نسخت كلًّ عهدٍ بين النبي وبين أحدٍ من المشركين، وكل عقد وكل مدة. وقال العوفي عن ابن عباس: في هذه الآية لم يبق لأحد من المشركين عهدٌ ولا ذمةٌ منذ نزلت براءة. وقال الحسين بن فضل فيها: آية السيف هذه نسخت كل آية في القرآن فيها ذكر الإعراض والصبر على أذى الأعداء. فالعجب ممن يستدل بالآيات المنسوخة على ترك القتال والجهاد. وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن حزم في الناسخ والمنسوخ } باب الإعراض عن المشركين { : في مائة وأربع عشرة آية في ثمان وأربعين سورة، نسخ الكل بقوله عز وجل .. فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ..)..انتهى وسورة التوبة أو براءة هي السورة الوحيدة في القرآن التي لا تبدأ بالتسمية بالله (بسم الله الرحمن الرحيم) بخلاف كل السور الأخرى. ويشرح تفسير الجلالين سبب ذلك فيقول: (ولم تُكتب فيها البسملة لأنه صلى الله عليه وسلم لم يأمر بذلك. كما يؤخذ في حديث رواه الحاكم، وأخرج في معناه عن علي: أن البسملة أمان وهي نزلت لرفع الأمن بالسيف. وعن حذيفة: إنكم تسمّونها سورة التوبة وهي سورة العذاب. وروى البخاري عن البراء: أنها آخر سورة نزلت).أي بها خُتم القرآن، واكتمل الدين الإسلامي والتعاليم الإسلامية. لقد شكلت سورة التوبة، وخاصة آية السيف ورفيقتها الآية (29) علامة فارقة في تاريخ الدعوة الإسلامية. إذ غيرت جذريا مفهوم وأسس وحدود العلاقة بين المسلمين، والآخرين، كفارا كانوا، أم أهل كتاب مشركين. وأنهت مرحلة قبول المسلمين للآخر، وقبول التعايش معه. ودشّنت عهدا جديدا يقوم على رفض المسلمين للآخر، وإزاحته وقتله، أو افتداء نفسه ونساءه وعياله بالمال (الجزية) استنادا للآية (29). كان لآية السيف أثرا كبيرا في انتشار الإسلام واتساع رقعته الجغرافية والبشرية. ولولاها لبقي محصورا في المدينة زمنا أطول، ولما استطاع دخول مكة، وامتلاكها، بالسرعة التي دخلها وامتلكها. كما كان لهذه الآية أثرا إيجابيا كبيرا على الأوضاع المعيشة والمالية للمسلمين، على مستوى الفرد والدولة، فامتلأت الجيوب والخزائن بالمال، وازدانت البيوت والقصور بالحسان، فقد سمحت لهم أحكام هذه الآية، إن لم نقل أمرتهم بغزو القبائل والبلدان الأخرى التي لا تدين بالإسلام، لترسيخ سلطة الإسلام فيها. وهو ما اصطلح على تسميته بالفتح الإسلامي. ما هي الأسباب الموجبة لهذا الموقف الجديد الذي اتخذه المسلمون ضد الآخرين الذين وضعوا جميعا في سلة واحدة ولم يتم التمييز بين من هم أعداء للإسلام فعلا، أو حياديون مسالمون ليس لهم أدنى اهتمام بالأديان؟ لقد حددت سورة التوبة من خلال الآيات (14و28و30) ثلاثة أسباب رئيسية موجبة لهذا الموقف الجديد من الآخرين. فهم أولا: أنجاس. كما تقول الآية (28) (يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء الله إن الله عليم حكيم). وهم ثانيا: مشركون بالله، كما تقول الآية (30) (وقالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أتى يؤفكون). وثالثا: كي تُشفى صدور المسلمين منهم، كما تقول الآية (14) (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين). ولأنها آخر السور، فإن أحكامها آخر الأحكام. أي أنها ناسخة لما سبقها. بمعنى أنها ألغت أو أبطلت أو (نسخت) كل ما سبقها من أحكام وتعاليم مغايرة لأحكامها وتعاليمها. أو لا تنسجم معها، وحلت محلها. والنسخ يعني الإبطال أو الإزالة أو الإلغاء. ونسخَ الشيء، أبطله أو أزاله أو محاه أو ألغاه. والناسخ اسم فاعل، يلغي الشيء ويحل محله. ومن هنا جاء اصطلاح (الناسخ والمنسوخ) في القرآن الذي كُتب فيه عشرات الكتب على مدى القرون المنصرمة. والذي أفرد له الإمام جلال الدين السيوطي الشافعي بابا خاصا في كتابه (الإتقان في علوم القرآن) وفيه يقول: قال الأئمة: لا يجوز لأحد أن يفسر كتاب الله إلا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ. وقد قال عليٌ لقاضٍ: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا. قال: هلكت وأهلكت. وفي هذا النوع مسائل. الأولى يرد النسخ بمعنى الإزالة، ومنه قوله: (فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم آياته). وبمعنى التبديل: (وإذا بدلنا آية مكان آية). واختلف العلماء فقيل: لا يُنسخ القرآن إلا بقرآن، كقوله تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها). وقيل: بل يُنسخ القرآن بالسنة، لأنها أيضا من عند الله. قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى ). والنسخ في القرآن متفق عليه من قبل الأكثرية الساحقة لجمهرة العلماء، إلا قلة ضئيلة، خافتة الصوت، ترى أن لا ناسخ ولا منسوخ في القرآن، بل الأحكام ثابتة، لأن كلام الله لا يُنسخ. ويستشهدون على صحة رأيهم بالآية (42 فصلت) (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد). أما المؤكدون لوجود النسخ وهم كما أسلفت الأكثرية الساحقة من العلماء، فإنهم يقدمون أدلة قوية تثبت النسخ في القرآن، ويستشهدون بآيات عدة، مثل: الآية (106 البقرة) (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) والآية (101 النحل) (وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر يل أكثرهم لا يعلمون). لكن بعض الناس اتخذوا من النسخ في القرآن ذريعة ليدعوا إلى ترك أو تعديل بعض الأحكام الواردة في القرآن مثل أحمد أمين الذي قال: ( إذا كانت أحكام في القرآن تبدلت في أقل من ربع قرن، فإن حكمة التبديل أظهر بعد مرور أربعة عشر قرنا). وقد اختلف العلماء في عدد الآيات المنسوخة في القرآن، فبعضهم قال إنها خمسمائة آية، وبعضهم قال خمسمائة وخمسون آية. كما اختلفوا في عدد الآيات التي نسختها آية السيف وحدها، فبعضهم قال إنها نسخت مائة وأربعة عشر آية، وآخرين قالوا: بل نسخت مائة وأربعا وعشرين آية. قال السيوطي في كتاب الإتقان في علوم القرآن: (قال ابن العربي: كل ما في القرآن من الصفح عن الكفار والتولي والإعراض والكف عنهم، منسوخ بآية السيف، وهي lt; فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين gt; الآية نسخت مائة وأربعا وعشرين آية). وقبل أن نذكر عددا من الآيات التي نسختها آية السيف، سنذكر عددا من الآيات التي نسختها الآية (29 التوبة) (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) آ- بعض الآيات التي نسختها* الآية (29 التوبة). 1- سورة البقرة الآية 62 (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ). منسوخة بالآية (29 التوبة). الآية 109 (فاعفوا واصفحوا). منسوخة بالآية (29 التوبة) 2- سورة المائدة الآية 13 (فاعفُ عنهم واصفح). منسوخة بالآية (29 التوبة) 3- سورة الأنعام الآية 70 (وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا). ذر= دعْ، فعل أمر. منسوخة بالآية (29 التوبة) 4- سورة الأنفال الآية 61 (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها). منسوخ بالآية (29 التوبة) 5- سورة العنكبوت الآية 46 (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون). منسوخة بالآية (29 التوبة) ب- بعض الآيات المنسوخة* بآية السيف. 1- سورة البقرة الآية 83 (وقولوا للناس حسنا) وفيها قولان: بعضهم يقول هي محكمة. وهؤلاء اختلفوا بعد أن اجتمعوا على إحكامها. قال محمد بن الحسن بن علي: معنى قوله (وقولوا للناس حسنا) أي قولوا لهم: إن محمدا رسول الله. وآخرون يقولون إنها منسوخة بآية السيف. الآية 139 (لنا أعمالنا ولكم أعمالكم) منسوخة بآية السيف. الآية 190 (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا) منسوخة بآية السيف الآية 191 (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام) منسوخة بآية السيف الآية 192 (فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم) منسوخة بآية السيف الآية 256 (لا إكراه في الدين) منسوخ بآية السيف 2- سورة آل عمران الآية 20 (وإن تولوا فإنما عليك البلاغ) نسخ بآية السيف. الآية 28 (إلا أن تتقوا منهم تقاة) منسوخ بآية السيف 3- سورة النساء الآية 63 (فأعرض عنهم وعظهم) صار الوعظ والإعراض منسوخا بآية السيف. الآية 80 (ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا) منسوخ بآية السيف. الآية 81 (فأعرض عنهم) منسوخ بآية السيف. الآية 84 (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك) نسخت بآية السيف. الآية 90 (إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق) إلى قوله (فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) منسوخة بآية السيف. 4- سورة المائدة الآية 2 (ولا آمّين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا) منسوخ بآية السيف. الآية 99 (ما على الرسول إلا البلاغ) نُسخ بآية السيف. 5- سورة الأنعام الآية 66 (قل لست عليكم بوكيل) منسوخ بآية السيف. الآية 104 (فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ) نُسخت بآية السيف. الآية 106 (وأعرض عن المشركين) نُسخ بآية السيف. الآية 107 (وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل) منسوخ بآية السيف. الآية 108 (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) نسخت بآية السيف. الآية 112 (فذرهم وما يفترون) منسوخ بآية السيف. الآية 135 (قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إن عامل) نسخ بآية السيف. الآية 158 (قل انتظروا إنا منتظرون) نسخت بآية السيف. 6- سورة الأعراف الآية 183 (وأملي لهم) أي أمهلهم. منسوخ بآية السيف. الآية 199 (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) هذه الآية أعجب المنسوخ. أولها منسوخ بآية الزكاة. وأوسطها محكم. وآخرها منسوخ بآية السيف. 7- سورة يونس الآية 41 (وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون) منسوخة بآية السيف. الآية 46 ( وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك) منسوخة بآية السيف. الآية 99 (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) نُسخ بآية السيف. الآية 108 (فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل) نُسخت بآية السيف. الآية 109 (واصبر حتى يحكم الله) منسوخ بآية السيف. 8- سورة هود الآية 121 والتي تليها (وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون) نُسختا بآية السيف. 9- سورة الرعد الآية 40 (فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب) منسوخ بآية السيف. 10- سورة الحجر الآية 3 (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا) نسخت بآية السيف. الآية 85 (فاصفح الصفح الجميل) منسوخ بآية السيف. الآية 88 (لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به) هذا قبل الأمر بالقتال، ثم نسخت بآية السيف. الآية 94 (وأعرض عن المشركين) منسوخ بآية السيف. 10- سورة النحل الآية 82 ( فإن تولوا فإنما عليك البلاغ) منسوخ بآية السيف. الآية 125 (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) نُسخت بآية السيف. الآية 127 (واصبر) نُسخ الصبر بآية السيف. 11- سورة الإسراء الآية 54 (ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم وإن يشأ يعذبكم وما أرسلناك عليهم وكيلا) نسخت بآية السيف. 12- سورة مريم الآية 84 (فلا تعجل عليهم) هذا منسوخ بآية السيف. 13- سورة طه الآية 130 (فاصبر على ما يقولون) منسوخ بآية السيف. الآية 135 (قل كلٌ متربصٌ فتربصوا فستعلمون) منسوخ بآية السيف. 14- سورة الحج الآية 68 (وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون) منسوخ بآية السيف. 15- سورة المؤمنون الآية 54 (فذرهم في غمرتهم حتى حين) منسوخ بآية السيف الآية 96 (ادفع بالتي هي أحسن) نسخت بآية السيف 16- سورة النور الآية 54 (فإن تولوا فإنما عليه ما حُمّل وعليكم ما حُمّلتم) نسخ بآية السيف. 17- سورة القصص الآية 55 (لنا أعمالنا ولكم أعمالكم) نسخ بآية السيف. 18- سورة الروم الآية 60 (فاصبر) منسوخ بآية السيف. 19- سورة السجدة الآية 30 (فاعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون) نُسخت بآية السيف. 20- سورة الأحزاب الآية 48 (ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم) نسخ بآية السيف. 21- سورة سبأ الآية 25 (قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون) منسوخ بآية السيف. 22- سورة الزمر الآية 15 (فاعبدوا ما شئتم من دونه) منسوخ بآية السيف. 23- سورة فصلت الآية 34 (ادفع بالتي هي أحسن) نسخ بآية السيف 24- سورة الشورى الآية 6 (والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل) منسوخة بآية السيف. الآية 15 (لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم) أي لا عداوة. نسخ هذا بآية السيف. الآية 48 (فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ) نسخ هذا بآية السيف. 25- سورة الزخرف الآية 83 (فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم) منسوخ بآية السيف. الآية 89 (فاصفح عنهم وقل سلامٌ) منسوخ بآية السيف. 26- سورة الدخان الآية 59 (فارتقب إنهم مرتقبون) إي انتظر هلاكهم. نسخ هذا بآية السيف. 27- سورة الجاثية الآية 14 (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله) أي اغفروا للكفار ما وقع منهم من الأذى لكم، نزلت في عمر بن الخطاب. نسخت بآية السيف. 28- سورة الأحقاف الآية 35 (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم) نسخ الصبر بآية السيف. 29- سورة ق الآية 39 (فاصبر على ما يقولون) نسخ الصبر بآية السيف. الآية 45 (وما أنت عليهم بجبار) أي تجبرهم على الإيمان. نُسخ هذا بآية السيف. 30- سورة الطور الآية 48 (واصبر لحكم ربك) أي أمهلهم. نسخ هذا بآية السيف. 31- سورة النجم الآية 29 (فاعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا) نسخ هذا بآية السيف. 32- سورة الممتحنة الآية 8 (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم) الآية 9 (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين) نسخ معنى الآيتين بآية السيف. الآية 11 (فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا) منسوخ بآية السيف، وقيل بآية الغنيمة. 33- سورة المزمل الآية 10 (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا) أي كفار مكة. هذا قبل الأمر بالجهاد. نسخ بآية السيف. 34- سورة الإنسان الآية 8 (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) الأسير إن كان من غير أهل القبلة، فقد نسخ هذا بآية السيف. 35- سورة الطارق الآية 17 (فمهّل الكفار أمهلهم رويدا) نُسخ الإمهال بآية السيف. [الصحيح: الكافرين] 36- سورة الغاشية الآية 22 (لست عليهم بمصيطر) وفي قراءة بالسين بدل الصاد. أي بمسلط الآية 23 (إلا من تولى وكفر) لكن من أعرض عن الإيمان وكفر بالقرآن يعذبه الله. هذا قبل الأمر بالجهاد. نسخ ذلك بآية السيف. 37- سورة الكافرون الآية 6 (لكم دينكم ولي دين) هذا قبل الأمر بالحرب. نسخ بآية السيف. وهناك آيات أخرى عديدة نسختها آية السيف والآية (29 التوبة). وهاتان الآيتان يستغلهما الغلاة والمتعصبون ودعاة الجهاد والإرهابيون، ويجعلون منهما سندا شرعيا لدعواتهم، يضللون بها ويعبّئون ويعدون الشباب الصغار القابلين للانفجار، والراغبين بالانتحار، ويقتلون رجالا ونساء وأطفالا لا يعرفونهم، ودون ذنب ارتكبوه. ويشنون حربا شعواء على الحضارة والإنسانية والعالم. والسؤال الأهم والملحّ الذي يقلق الجميع: إذا كانت كل آيات التسامح والصفح وعدم الإكراه وحق الاختيار والتولي والإعراض عن الآخرين الذين يسمون كفارا أو أهل كتاب مشركين، قد ألغيت ونسخت.! فكيف لنا أن نجد أسسا للعيش المشترك مع الآخرين؟ كيف يمكننا أن ننزع فتيل الحقد والكراهية والحرب والدمار في عالم قد أصبح عبارة عن قرية صغيرة ملزمون جميعا بالعيش فيها؟ وفي زمن تتصاعد فيه الدعوات لإرساء مفاهيم الحرية، وحق الاختيار، وحقوق الإنسان، وسلطة القانون، وعدم التمييز بين الناس بسبب جنسهم أو عرقهم أو دينهم، وهو ما نلحظه في الغرب خاصة؟ أم أن الحرب خيارنا، ولا بديل لنا عنها؟ هل هناك من يهتم بالإجابة على هذا السؤال، ويجد مخرجا؟ أم أننا في مأزق، والسؤال لغز غير قابل للحل؟ [email protected]
* الإتقان في علوم القرآن – جلال الدين السيوطي الشافعي * الناسخ والمنسوخ – أبو القاسم هبة الله بن سلامة الضرير
تعليق: لو كان النسخ يعني الإلغاء فإن معنى ذلك أن الإسلام ليس له مستقبل في النشر بوسائل الإقناع السلمية والمحبة ونبذ الحرب. ولكن لحسن الحظ فإن النسخ يعني الإرجاء وهو ما قال به الأستاذ محمود محمد طه.
Quote: قولك هذا تطفيف لأمر الجهاد والغزوات والفتوحات الإسلامية في زمن النبي عليه الصلاة والسلام وفي زمن الخلفاء الراشدين. هل كل هؤلاء الشعوب تم غزوهم لأنهم نقضوا العهد الذي قطعوه مع النبي؟
سلمات د.ياسر الشريف انا فى كلامي عن الجهاد كتبت رداً على اية الجهاد التى استدللت بها انت
Quote: "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد، فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم".
انا لا اتحدث عن الغزوات والفتوحات الاسلامية فى زمن النبي - انا اتحدث عن نقطة معينة .
وحتى يكون كلامي تطفيفاً نذهب معك خطوة خطوة 1- عماذا تتحديث الآية ولماذا ؟