ذلك الوهنُ - ذلك الوطنُ --- شعر

ذلك الوهنُ - ذلك الوطنُ --- شعر


10-25-2022, 02:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1666704362&rn=0


Post: #1
Title: ذلك الوهنُ - ذلك الوطنُ --- شعر
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-25-2022, 02:26 PM

02:26 PM October, 25 2022

سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر



ذلك الوطن
أمنيةٌ زرقاء
إستعارت جناحيها
من ريشِ النشيدِ
لتسافرَ فى هواءِ الضوءِ
تحتضن السديم

ذلك البهاءُ
أغنيةٌ خضراء
مدت هديلَها
من بين اختلاج النهر
وخوف العشبِ
حين نادته السواقي
حين أهداها الندى
حُلمَ الجروف البواقي
وفضةَ الحلمِ الأليم

رأيتُ الشمسَ
على خدودِ الصمتِ
تكتب تذكاراً عن الضوءِ القديم
ناراً من قدسيةِ الكلامِ
فيغرقُ الهمسُ القصىُ
فى بوارِ الماءِ
فى قاعِ الوجودِ
في نار الأنامِ
يساومه الهتافُ
بصوتِه الحجري
ليبيعَه صحوَ
المزاميرِ العظامِ

رأيتُ الشمسَ
تقطعُ موعداً للريحِ
للقاءِ صلوات الغمامِ
لفريضةِ الرقصِ الذي
يعلو ويهبطُ
فوق سجادِ الوئامِ

كل البيوتِ الآن
تختزن النهارَ
كل العيونِ الآن
تعُبّ رائحةَ الضياءِ

رأيتُها
تختارُ درباً عالياً
أعلى من كلِ موتٍ فينا
ومن شواهقِ الخصامِ
مملوءةً بالسحرِ والأقمارِ
أعذبُ من طعمِ وشوشةِ الحمامِ
رايتُها
ترتاحُ في شغفِ التفاصيلِ الحميمةِ
مثل إبتهالاتِ البذورِ السمرِ
فى رحمِ الثمارِ

هذا المساءُ بصوته
يرثي تواريخَ البكاءِ
أصداءَ الهزيمةِ
يدني تباريحَ الهواءِ المرِ
كيما تكون قريبةً من وجههِ
يرتِقُ جرحَها بالطينِ
بحليب الدعاء
بالأمنياتِ الخضرِ
بصندلِ الليلِ الحزينِ
وضحكات النهارِ

الآن أغنيتي
أبنوسةُ الضوءِ العتيقِ
أيقونةٌ فى جيدِ قصتنا القديمة
الآن أغنيتي
عصفورة ٌ
دمُها من ريقِ نهرنا الصديقِ
حزنُها معلقٌ على مداخل الصباحِ
فوق شرفات البريق

يا ايتها التي
من تيهِ أحلامنا تأتى
هزي إليكِ
بكلِ جذوعِ العشقِ
تتساقط الأقمارُ
عاشقةً وعازفةً
الحانَ ضوئها الأنيق

الآن نكتب الأسماءَ
وتكتبنا الهزائم
حين يعربدُ الخوفُ
فوق فرحنا العتيق

في الألواحِ
أنتَ الآن إسمُنا
وطنٌ
من إشتهاءِ الخلدِ
من أولِ الأحزانِ في دمِنا
حتى نهاياتِ الجراحِ

حتى مشرقَ الأفراحِ

الخرطوم - مايو 2018